مشروع ديفا

السبت, 28 يوليو 2012, 5:24

رادار نيوز – ” مشروع ديفا ” خلال خمس سنوات يتوقع رجل سبعيني يصفق بحرارة وقوفا كما صفق الجمهور الذي غصت به قاعة بيار ابي خاطر في بيروت لدقائق في اصرار حاسم للاستماع  “بعد” لأغنية “افرح يا قلبي” بصوت الطفلة ذات الستة عشر ربيع الفلسطينية القادمة من رام الله لاحياء حفلة في بيروت من على مسرح تخفي جدرانه سر حكايته مع الطرب الاصيل من مئوية الشيخ المنيلاوي الى صوت واعد في نفق الضجيج الصاخب في مجال الغناء العربي اليوم.

ناي البرغوثي ، غنت في حفلة واحدة ما يعوض غياب ثلاثين فعالية طربية عن احتفاء بيروت بشهر رمضان. أجمل من صوت ناي، عازفة الفلوت التي تفوقت على المطربة في شخصيتها، كان ذلك الارتجال في التفاعل من جمهور يكاد يذكر بجمهور سيدة الغناء العربي كما نشاهده من على شاشات محطات الطرب.

بعد ايغال في الشرق في ارتجال على العود للفنان شربل روحانا، ومعزوفة قانا من تأليف ناي، كان هجوما من ناي على الليل الذي ارتعد من الصدى الذي نخر عميقا باللحن “يا ليـــــــــــــــل”، وكلما همت عليه بالالة في يدها، في ادارة واضحة من صوت ناي للعود وبقية الالات، ايمان حمصي (قانون)، انطوان خليفة (كمان)، ساري خليفة (تشيللو)، سلمان بعلبكي (أيقاع )، وايلي خوري (بزق).

فنانة مهرجانات

في “يا ليل” منغمة، مشبعة، وبالعودة – (راجعين يا هوى) للسيدة فيروز – من جولة سياحية في طبقات صوتها المتنوعة الارتفاعات والانخفاضات، على متن قوراب تلاعبت بها موجات صوتية كلما رمت ناي حصى الماسها الطربي، عزفا ثم تماديا طفيفا في الصوت ابعد من حدود المطلوب في (يا ماريا) لسيد درويش وبالتحديد في جملة (يا طالعة من البحر ولاتنسني في حبكم سهران) وكانت ناي شردت قليلا باتجاه الاستعراض، وهنا كان تدخل ايمان الحمصي في مقطوعة لها مؤيدا للهدوء والسقسقة اللحنية المائية الذي جعل من تصفيق الجمهور صورة حقيقية لجمهور الحفلات الكبيرة دون خضوع للمعالجة ببرامج الفوتوشوب والادوب.لاسيما ايضا في اهداء ناي التراب والاسرى والشعب الفلسطيني مقطوعة عالية التطريز اللحني من فمها الكرزي التي حملت عنوان الحفل (منيتي) و( يما مويل الهوى) ومن حركات تفاعلها الجسماني لاسيما الرأس مع الموسيقى ، التي تنم عن لغة جسدية للمطرب قارئة جيدة للحن لا سيما في تفاعلها مع تفريد الايقاع والعود، واما اذا كان اداؤها مكتملا الى هذا الحد في (افرح يا قلبي) للفنانة اسمهان فالسؤال: الي اين يمكن ان يصل مع النضوج؟ هو مشروع جدا بالرغم من عدم الاشباع والتروي لكلمة القلب في (والقلب كان هايم) التي تحتمل استراحة واخذ قيلولة طربية هنا، خاصة اذا ما كانت المرحلة التالية في طريق الحفل طلعة موجعة لوصلة من الة البزق، اذا نادرا ما يكتب القلم ويستمتع في ان.

 حتى منتصف الحفل لازالت العازفة متفوقة على المطربة في حالة من التنافس من أجل تحقيق ارقام قياسية وقد دخل منافسا ايضا انسجام الجمهور الذي لم تستطع ان تحيط به حشود عدسات المصورين.

كلماتها الوازنات البريئات زادت على مشاعرها صدقا في كم تعني القدس لها (القدس بتعنيلي كتير، بحبها كتير وبحب شوارعها) وعلى غنائها (يا قدس) للسيدة فيروز اشتعال اسى ووجع، واثبت كم تختزن ناي للمستقبل لتفرض نفسها فنانة مهرجانات لاسيما، ما صاحب الغناء من ادء صوتي درامي خاصة في خواتم الغناء التي تنم عن خبرة واصالة، مما يفرض الحاجة الى كورال في “ان كنت سامح” لام كلثوم فيكتمل المشهد الابداعي.

غناء من فاكهة وماء

لازالت ناي صغيرة والاحساس يتدرج في جسدها ولم يصل اطراف اصابعها بعد لكنه بات على مسافة قصيرة من تجاوز عمر مراهقة صوتها الذي لا شك ستواكبه تغييرات فزيولوجية طبيعية في (كادني الهوى) ل محمد عثمان و(برضاك يا خالقي) لام كلثوم ،فتنسى جوعك وعطشك لما تحول الغناء فاكهة وماء ورمان من كروم القدس ورام الله عند غناء  (برضاك يا خالقي) تحديدا صوت ال(قي) باللهجة الفلسطينية. كل ذلك وبقيت منذ اول معزوفة لها (قانا)وحتى ما قبل الاغنية الاخيرة (اه يا حلو) وتخلل ذلك مقطوعات لكل الة ، بقيت تأمل في تواضع عذب ان تعجب الحفلة الجمهور، ولم تنس ان شكرت كل زملائها الموسيقيين وخاصة شربل روحانا ومؤسستي عرب و شمس اللتان فرشتا الطريق لها للغناء أمام الجمهور اللبناني والمطعم بالفلسطيني والعربي والغربي .

مارسيل خليفة

يبقى هناك كلام برسم المتعهدين والمنتجين، استثمروا بصوت ناي، هيئوا لها المدربين على الغناء والعزف واللفظ احيانا  والبركة بخالد جبران لتجاوز الخطأ الغنائي (يا فرحتي القلب) والاصح (يا فرحة القلب) والمصممين ليكتمل مشروع الديفا ولا بأس من ان تحمل الميكروفون وتتحرك على المسرح بخطوات وحيوية تشبه فتوة موهبتها والا تقتصر فقط على الطرب الخالص فلا بأس من أداء الطرب الحديث في اغاني مارسيل خليفة ووديع الصافي الملتزمة. “وكل الحب لناي، هل هناك احلى من الحب؟؟؟؟” تلك كانت وصية مارسيل خليفة لكل من سوف يأخذ بموهبة ناي التي ستغني يوما لشحذ الغضب العربي لاسترجاع القدس، الم تغني ام كلثوم “اجل ان ذا يوم لمن يفتدي مصر… فمصر هي المحراب والجنة الكبرى” ونقول معها لناي” سلاما شباب فلسطين في كل نصر” بلغة الشال الفلسطيني الذي سيغدو يوما ملازما لصورتها ولكن لا بأس من ان يكون أقصر قليلا مع شعر أملس سارح فوق  ثلوج كتفيها .

انعــــام الفقيــــــــــــه

وقد ربط ما بين أغاني البرنامج محور «منيتي»، الذي حمل الحفل اسمه. فقد تشكّل من مجموعة من أغاني العرب الأثيرة، التي تحيك الكلام والموسيقى في التعبير عن لحظة تمنٍّ شديدة مكثفة، إن للحبيب أو للوطن: «راجعين يا هوى» (فيروز)، «يا ماريا يا مسوسحة القبطان والبحرية» (سيد درويش)، «يمّا مويل الهوى» (فلكلور)، «إفرح يا قلبي» (أم كلثوم)، «منيتي» (سيد درويش)، «إن كنت أسامح» (أم كلثوم)، «شوارع القدس العتيقة» (فيروز)، «كادني الهوى» (محمد عثمان)، «برضاك يا خالقي» (أم كلثوم)، «آه يا حلو» (فلكلور من ألحان داوود حسني)

إضغط هنا
Previous Story

أندرويد 4.1 يحسن من مستوى حماية النظام

Next Story

حنان ترك :الإعلام أصبح فاضي ويهدف للسبق الإعلامى والفرقعة فقط

Latest from Blog

رئيس مجلس إدارة شركة HSC حسين صالح:* نتمسّك باليد العاملة اللبنانية ونصر على استقطابها لأنها ضمانة استمرارنا ونجاحنا كخلية نحل لا تهدأ

*رئيس مجلس إدارة شركة HSC حسين صالح:* نتمسّك باليد العاملة اللبنانية ونصر على استقطابها لأنها ضمانة استمرارنا ونجاحنا كخلية نحل لا تهدأتواصل شركة HSC عملها الدؤوب لتقديم أفضل الخدمات لزبائنها، متحدّيةً كل

رامونا يونس: العناية بالبشرة هو استثمار..

ولعدم النوم أبداً دون ازالة الماكياج! في عالم الجمال والعناية بالبشرة، برزت أسماء كثيرة، لكن قلة من استطعن الجمع بين الاحترافية والشغف الحقيقي بما يقدمنه. من بين هؤلاء، السيدة رامونا يونس، الناشطة
Go toTop