ندوة: القضية الفلسطينية في ظل المتغيرات العربية
وفي اطار نشاطات النادي الثقافي العربي لهذا العام، نظمت ندوة: القضية الفلسطينية في ظل المتغيرات العربية، شارك فيها الأستاذ محسن صالح ورئيس لجنة اللاجئين في المجلس الوطني الفلسطيني الأستاذ صلاح صلاح وقدمها الأستاذ سامي مشاقة في حضور حشد من المهتمين والمثقفين.
مشاقة
اشار مشاقة في مستهل كلمته الى أنه تمر القضية الفلسطينية اليوم بأدق مراحلها، في ظل استمرار إسرائيل في قضم الأراضي الفلسطينية المحتلة، وممارسة العمليات القسرية لتهجير السكان من منازلهم وأراضيهم لمصادرتها وسرقتها تحت ذرائع عديدة. وهي تمضي في تهويد مدينة القدس وسط تعتيم دولي وصمت عربي مريب. هذا وتصر السلطة الفلسطينية على مقاطعة المفاوضات مع إسرائيل حول الوضع النهائي إلا بعد إيقاف الاستيطان، في وقت تبدو فيه إسرائيل غير معنية لا بالمفاوضات ولا الاعتراف بمبدأ الدولتين الذي يبدو انه اصبح خارج جدول الأعمال العربي والدولي.
واستطرد قائلا: إلا أن التطورات الأخيرة التي أدت إلى اعتراف الأمم المتحدة بفلسطين كدولة بصفة مراقب أعطى القضية بعداً وزخماً جديدين. وهذا الاعتراف يعتبر انجازاً كبيراً جداً. فهو من جهة يصنف فلسطين كدولة تحت الاحتلال بحدود العام 1967، ويعطيها الحق في عقد مفاوضات من دولة لدولة. في نفس الوقت يحرّم على إسرائيل كدولة محتلة إجراء أي تغيير جغرافي او ديموغرافي في الأراضي المحتلة، ويعتبر ما تقوم به اسرائيل من مشاريع استيطانية مخالف لهذا القانون، ويحق لفلسطين كدولة اللجوء إلى الأمم المتحدة ومقاضات إسرائيل أما المحاكم الدولية. والاهم من كل ذلك يعطي الفلسطينيين الحق في مقاومة الاحتلال لتحرير دولتهم من الاحتلال بكل الوسائل بما فيها الكفاح المسلح.
وختم بالقول: إلا انه ينبغي تحصين هذا الإنجاز بالوحدة الوطنية الفلسطينية التي تبدو اليوم الأكثر الحاحاً والأكثر ضرورة أمام حركة التحرر الوطني الفلسطينية. فهل نشهد هذه الوحدة في المدى المنظور؟
صالح
وتمحورت مداخلة الدكتور محسن صالح حول عدد من النقاط الرئيسية وأهمها طبيعة الثورات والمتغيرات العربي، الدوائر التي انعكست على الوضع العربي (الإنسان العربي، الفضاء الاستراتيجي المحيط بفلسطين، النظام السياسي العربي)، انعكاس التغيرات على السلوك العربي تجاه القضية الفلسطينية، انعكاس التغيرات العربية على السلوك الفلسطيني، انعكاس التغيرات العربية على السلوك الإسرائيلي، انعكاس التغيرات العربية على السلوك الأمريكي.
صلاح
استهل صلاح كلمته بالاشارة الى أن المتغير الابرز الذي ترك تداعيات هامة على الوضع العربي بشكل شامل بما في ذلك القضية الفلسطينية هو الحراك الشعبي العربي الذي انطلق من تونس وأخذ يتنقل بسرعة إستثنائية من بلد عربي الى آخر (مصر، ليبيا، اليمن، البحرين، سوريا، والحبل على الجرار). ويطلق عليه البعض وصف “ربيع عربي” وآخرون يرون ما يجري “ثوره الشعب العربي”. بغض النظر عن التسمية فأن هذا الحراك يعكس حالة إنفجار شعبي وصل الى نقطة عدم القدرة على الصبر والتحمل للمزيد من القهر والاذلال والمعاناة “طفح الكيل”. فكان على الشعب وجيل الشباب بشكل خاص أن يتمرد ويعبر عن إرادته بالحياة، ويفرض على حكامه “الرحيل”.
وتطرق في سياق كلمته الى أحوال بلدان التي يشملها الحراك الشعبي التي تتشابه من حيث ظروف وجود الحكام على رأسها وهيمنة الحزب الواحد وخضوعها لهيمنة الولايات المتحدة الاميركية السياسية والعسكرية والأمنية واستسلام العرب الى مقولة السادات، بأن “99% من أوراق اللعبة في منطقة الشرق الاوسط هي بيد الولايات المتحدة الاميركية”، لينساق الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ضمن هذا التيار وكأنه يتبع المثل الشعبي القائل “حط راسك بين الروس وقل يا قطّاع الروس” بدل الصرخة التي طرحها قبل ذلك “يا وحدنا”.
وقال صلاح: في ظل هذه الاجواء تحول الوضع العربي من حاضنة للثورة الفلسطينية المسلحة بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية، أداة التحرير لكامل التراب الوطني من البحر الى النهر كما ينص ميثاقها، تحول الى كابح للثوره وضاغط على المنظمة ويعمل على تدجينها للتخلي عن الكفاح المسلح والقبول بالمشاريع التي تروّجها الادارة الاميركية للوصول الى حل سياسي يوفر للفلسطينيين دوله على حدود 67….
واعتبر أن إستجابة القيادة المتنفذه في منظمة التحرير الفلسطينية لهذا أدى الى أخطر ما تعانيه الساحة الفلسطينية، غياب البرنامج السياسي الذي يشكل الارضية الضرورية للوحدة الوطنية والانقسام الحاد، ليس بين فتح وحماس فقط بل يتعدى ذلك الى الفصائل ومواقع القرار (غزه، رام الله ، دمشق)، والى الاطر المرجعية (المنظمة أم السلطة)، ليخلص الى التداعي الابرز والاهم للحراك الشعبي أنه يستهدف أنظمة ساهمت في توريط المنظمة في الحل السياسي الاميركي وأسقط بعض حكامها.
وتساءل هل الحكام الجدد سيعملون أو على الاقل سيوفرون مناخاً إيجابياً وأجواءاً سياسية مؤاتية تساعد الحركة الوطنية الفلسطينية على تصحيح مسارها السياسي بالاتفاق على برنامج ورؤيا استراتيجية يشكلان الارضية المشتركة والمتفق عليها لأعادة الوحدة الوطنية في إطار منظمة التحرير الفلسطينية، مشيرا الى أن الاجابة على هذا السؤال تستوجب تقييم مواقف القوى التي وصلت على أكتاف “الثورة الشعبية” الى السلطة، وهي تحديداً حركة الاخوان المسلمين خاصة في مصر. وهي كما يبدو لا تبشر بالخير، ولا توحي بالامل بإمكانية أن تلعب دوراً إيجابياً لأعادة الاعتبار للخيار الثوري الجذري في المواجهة الفلسطينية والعربية مع المشروع الصهيوني.
وارجع صلاح اسباب هذا الى أن هؤلاء الحكام أعلنوا مبكراً، منذ أن جلسوا على مقعد السلطة بأنهم جزء من المحور الاميركي الرجعي العربي، انشغالهم بهموم ومشاكل الوضع الداخلي في بلدانهم وهي كثيرة، وعدم نجاحهم في إستيعاب المعارضة المتنامية ، اضافة الى أن مصر بحكم الجغرافيا والتاريخ والدور السياسي المميز الذي يلعبه النظام على الصعيد الفلسطيني؛ فهو موقـّع أول إتفاق صلح وتطبيع للعلاقات مع إسرائيل، وهو شريك في الحصار على قطاع غزه ولا شيء جدّي وجوهري قد حصل في أي من الأمور، بما في ذلك موضوع المصالحة الداخلية، أما سوريا فهي أيضاً، لها إعتبارها الخاص في المتغيرات الجارية في الوضع العربي؛ بإعتبارها أحد أطراف محور المقاومة، ومقراً لعدد من فصائل المقاومة الفلسطينية الشريكة في القرارالوطني الفلسطيني، بالاضافة للإعتبارات الجغرافية والتاريخية وعلى الرغم من حق الشعب العربي في سوريا أن يطالب بالاصلاح وتغيير النظام كما حصل ويحصل في الدول العربية الاخرى، لكن السؤال الذي يُطرح ما تأثير المتغيرات المتوقعة في هذا البلد على الوضع الفلسطيني؟
ويتضح لصلاح استنادا الى تصريحات رموز المعارضة في الخارج وعلاقاتهم والقوى الداعمة لهم أن الفلسطينيين في سوريا سيتعرضون لما تعرض له أخوانهم في العراق والكويت من إضطهاد وتشريد بحجة أنهم موالون للنظام، المنظمات الفلسطينية التي تتخذ من دمشق مقراً لها ستغلق مكاتبها وسيُطارد قادتها وقد يتعرضون أو بعضهم للإغتيال أو الإعتقال، أما بوابة العبور – سوريا، لدعم المقاومة الفلسطينية، إضافة الى اللبنانية، بالسلاح خاصة الصواريخ، ستغلق.
واعتبر أنه رغم كل ما سبق، الذي قد يوحي بنظره متشائمة للمتغيرات العربية وتأثيرها على الوضع الفلسطيني، فإن إنجازاً عظيماً يجري تحقيقه على الارض سيكون له تداعيات في غاية الاهمية على الصعيدين الفلسطيني والعربي، هو الانفجار الجماهيري الذي حصل ويحصل، كسر حاجز الخوف من الاجهزة الامنية وأدوات قمع الانظمة العربية، وعزز الثقة بقدرتها على التغيير. لم يعد من السهل خداعها أو تضليلها أو قمعها. وأن تأثيراتها التي تنتقل من بلد عربي الى آخر لن يُستثنى منها الوضع الفلسطيني. مع الاخذ بعين الاعتبار الى خصوصية الساحة الفلسطينية بوجود عائقين كبيرين أمام الحراك الشعبي هما التوزع الجغرافي للشعب الفلسطيني على أماكن ودول عده ووجود الاحتلال الذي تستعمله السلطة الفلسطينية، بذكاء، لإجهاض أي تحرك شعبي.
وخلص قائلا: أخيراً، معالم الصراع أصبحت في غاية الوضوح؛ الولايات المتحدة الاميركية وحلفاؤها المحليون يخوضون معركتهم على الكشوف لتكريس هيمنتهم على المنطقة العربية واستغلال شعوبها، مما سيؤجج عملية الحراك الشعبي، ويبلور أهدافه، ويعزز قواه وستكون له الغلبة في النهاية.
ندوة حول المؤلفات الادبية للأديبة لطيفة الحاج قديح
وفي اطار فعاليات المعرض في يومه التاسع، نظمت دار الفارابي دوة حول المؤلفات الادبية للأديبة لطيفة الحاج قديح : “مواويل الغربة ،صخرة الروشة، شجرة النور، وحياة جديدة، البحث عن السعادة، شارك فيها الاديب الدكتور علي حجازي، الاديبة الدكتورة نضال اميوني دكاش، الشاعر علي هاشم، الاديبة لطيفة الحاج قديح، قدمها الأستاذ عماد شرارة وتخللها عزف على آلة السنطور لـ “بلال بيطار، وحضرها حشد من المهتمين والمثقفين.
شرارة
استهل شرارة بالتعريف بالأديبة لطيفة الحاج قديح انها إنسانة مبدعة مربية روائية أديبة، قادمة من الأرض التي كتبت روايتها…من الأرض التي ما استوحشت من غربتها داخل الوطن…من الأرض التي حفرت على ضفائر قرانا سواقي الحبّ وأشرعة الفجر… هي الولودة التي أنجبت حشداً من الروايات، والمقالات، والعديد العديد من الأبحاث النقدية والشعر المنثور والمقالات.
وقال: روايات “لطيفة الحاج” نتاج نضر هو بناء يؤسس لزمان رواية جامعة صادقة وهادفة، وهذا النتاج الإبداعي يشكل نغماً جديداً، يضاف إلى تنويعاتها الدائمة والدؤوبة في العزف على لحن العطاء الثقافي، والنضال التربوي والنشاط الإجتماعي، وكل مجالات البحث والتنقيب والإكتشاف… للطيفة الحاج دائماً القلم السائغ ، والمخيلة السابحة، والذاكرة السابرة، والآتي من أيامها مرتجٌ ومبشّرٌ بالمزيد…فطوبى لها انسانة مبدعة وروائية أديبة بحّاثة، وطوبى لأسرتها تكوّنت من رفيق درب فنان، وقلم وأدب وعلم وفائض ذوق، من هنا امتلأت بكل أسباب التقدير والتكريم..
حجازي
واعتبر حجازي في مداخلته ان “لطيفة الحاج قديح” ترصد في أعمالها الروائية والقصصية التحولات الإجتماعية والبيئية والتاريخية والسياسية لهذا الوطن، وتؤرخ لها بريشة مرهفة، مبدعة، إنها ترسم حركة العلاقات الإنسانية في اشتباكها مع الحياة، وفي لحظاتها الحلوة والمرة معاً، فنراها ملتزمة رؤية تربوية هادفة إلى إصلاح ذات البين في الأسرة، وصولا إلى الإصلاح الإجتماعي العام. إنها جريئة واضحة ، صريحة في قول الحق، تصرخ في وجه الأب القاسي وسلطته، وتعلن فشل رؤيته التربوية المبنية على أسس خاطئة. تأخذ بيد الأم المسكينة المغلوب على أمرها، الخاضعة لتلك السلطة الذكورية من دون أدنى مناقشة، ترسم لكل الأمهات الدرب الصحيح في المعاملة الزوجية، تأخذ بيد البنت التي زلت بها القدم في لحظة تخل، وتجد لها حلاً أحلى للحياة.
ورأى أن الروائية الملتزمة تحشد كل ما أوتيت من ثقافة، وكلّ ما امتلكت من زاد الشعر والأمثال والحكم، ومن الآيات القرآنية، وأقوال الفلاسفة والحكماء، تستعين بها على إغناء مائدتها الملأى بشتى صنوف المتعة الأدبية… وتطرح مسألة أخيرة جديرة بالمناقشة هي مسألة الحبّ والزواج، تصل الكاتبة منها إلى نتيجة تقضي: أن الرجل والمرأة متساويان، وأن الزواج ليس صيداً، والحبّ شرط أساس من شروط نجاحه.
واضاف: من الناحية الفنية، لا أخفي أنني استمتعت كثيراً، وأنا أتابع اللغة الشعرية الراقية المبثوثة في ثنايا السرد النثري، فالكاتبة شاعرة، تنشر قصائدها في حقول نصوصها، لتقدّم لك صوراً رائعة جميلة تطرب لها النفس، وأشير إلى أنها متمكنة من تقنية السرد الروائي، وقد منحتها الكتابة والمناقشة قدرة على امتلاك ناصية هذه التقنية، وأشير هنا إلى التقديم والتأخير والإستباق، والوصف والحوار الداخلي والخارجي.
وختم بالقول: تبقى إشارة إلى أن لغتها تشبه المداد المطليّ بذهب الشعر، فلغتها تشفّ وتتسرّب إلى شغاف القلب فتحركه، وتستعذبه وتلذّ به. هي شاعرة في رواياتها وقصصها وكتاباتها، استطاعت أن تفرش كلماتها الحلوة المذاق حِللاً لصهوات جيادها الواعدة بالمزيد. إنها أديبة ملتزمة هادفة إلى إصلاح المجتمع، وإلى بناء أسرة صالحة قائمة على العلم والتربية والعادات الجيدة، لتكون لبنة جيدة من لبنات هذا المجتمع الذي نرجوه جميلاً.
دكاش
وبدورها قالت دكاش عن الاديبة انها كاتبة روائية وصحافية إلى كونها أدبية وشاعرة وهي زوجة وأم وجدة وناشطة إجتماعية ومؤسسة لأكثر من منتدى أدبي وثقافي وجمعية خيرية إجتماعية… فهي أديبة برسالة، أو هي برسولية. لم تكتب لتتغاوى، بل كتبت لتبني وقد اختارت أجمل الكلمات فكتبت في الوطن والغربة والسعادة وحياة جديدة… طوبى لها لأنها، بصدرها المشرع على النيّرات من أفكار ومعتقدات تقول بالصوت الجهير: “هذه هويتي، وهذا هو انتمائي إلى الجبل إلى الوطن إلى الجنوب إلى ما هم عليه أهلي…”
تطرقت دكاش الى روايات قديح ومنها “شجرة النور” هذه الرواية ” الأشبه بشريط مصور لوقائع تلك الحرب التي ذاق اللبنانيون خلالها كل ألوان القتل والهوان وكل ما يخطر أو ما لا يخطر في البال… إنها رواية مستلة من صميم الواقع اللبناني هدفها حماية الوطن والدفاع عنه وبعد وبعد، أما رواية “حياة جديدة، فقد آثرت الكاتبة فيها الخوض الاستنباطي لدواخل الذات عند الرجل والمرأة…هي قصص مستمدة من أبجدية الصراع الكامن بين السعادة المتخيّلة وبين الواقع الملموس… وفي رواية “مواويل الغربة” فقد كان لا بدّ من وقفة تأمل و مراجعة مع الذات ما أغرق “لطيفة الحاج” في بحر تأملات و ما طواها من مدّ و جزر و كادت تضيع
أما رواية “صخرة الروشة” فهي رواية حب ورواية إجتماعية وتوثيقية، في حين أن في رواية “البحث عن سعادة” تحرك قلمها هموم بطرفة وصورة عابرة وحلم لامرئي يدغدغ كل إنسان وهو البحث عن السعادة وتدعو شخصياتها إلى التغلب على السعادة أو تقبلها والتعايش معها بسلام
وختمت دكاش بالقول: هذه المجموعة القصصية التي شاءت أديبتنا الراقية لطيفة الحاج قديح هي حلقة نابضة بالحياة مفعمة بالمحبة مشغوفة بتربية الأجيال. كم تعكس قصصها شخصيتها الطيبة، فأسلوبها الكتابي سلس رقراق كما دماثة أخلاقها وسلاسة معشرها، وعبراتها عذبة حية كما حديثها عذب حي التصوير وأجواؤها القصصية تلتصق بأحاديث وأحداث الحياة، اهتماماتها التربوية والإنمائية توّاقه إلى خدمة المجتمع ومأخوذة بتبيان الحقيقة . كالمربية الحاضنة ،تحنو الأديبة المجلية على أبطالها و لاتدع جحافل اليأس تخنق أمانيهم وأحلامهم . في كل فكرة منها شفاء لجرح واستئصال لعلّة.
هاشم
وقال هاشم بدوره: حين تناولت الورقة والقلم لأكتب شيئاً في “لطيفة الحاج قديح”، تصورتُها كم انتظرتْ وانتظرتْ، وهي تغازل قلمها، وتداعبه قائلة: “إنتظر، ولا تستعجل، إذ لا بُدّ من اللقاء، والعناق عاجلاً أم آجلاً…”. حتى كان لها ما أرادتْ، بعد ان أنِسَت من نفسها نُضج ما كان يعتمل في أعماقها، فأقدمتْ وسلاحها جُرأتُها، وجسارتها، وثقةٌ بالنّفس لا حدود لها.
وأضاف: فشكراً أيتها المبدعة التي اصطفاك الله من كرام خلقه…لغتُك لغةُ كلِّ واحد منّا، مهما كانت منزلتُه؛ والصِّدقُ عابقٌ في كلامِك، والنقاءُ يفوح من بَوحِ قلمكِ….ماهرةٌ أنت في الجذْبِ والإستحواذِ بشفافية العبارة، وعمق الفكرة وسعةِ المعرفة..
سعيدٌ أنا اليوم، وأنا أشدُّ على يدك بكلِّ ما أوتيتُ من تقديرٍ واحترام، منتظراً ما سوف تتحفيننا به في قابل الأيام..
قديح
وفي الختام، تكلمت المحتفى بها واشارت الى أنه منذ بداياتها الأولى شرَعْتُ بالكتابة التي لم تكن بالنسبة لي سوى مذكرات وخواطرَ، إلى أن داهمتها “الغربةُ”، أثناء الحرب الأهلية اللبنانية، فعاشت فيّ كيانيها غربتان: غربةٌ عن الوطن الجريح، وغربةُ عن الأحبّة…. وراحت تكتبُ ما تشاهدُ وما تعاين، وما تعاني، وما تغالبُ، حتى تشكّلت عندها بذورٌ روائيةٌ أينعتْ في صحراء عيشها، فخرجتْ “مواويلُ الغربةِ” من رحِم المعاناة…”كان همّي قولُ الحقيقةِ المجرّدةِ ومشاركةُ الآخرِ ذلك الواقعِ الأليمِ الخارجِ عن كلِ مَنطقٍ، دون أي خجلٍ أو مواربة. لم يكنْ يهمُّني أن يُعتَرَفَ بي ككاتبة، بقدر ما يُعتَرَفُ بمدى الألم الذي أعانيه.
واضافت: وبعد التجربة، اكتشفتُ أنّ الكتابةَ هي مشفى القلوبِ المنكسرة، وهي فنُ البوحِ، وقولُ ما لا يمكن قولَه، من استنكارٍ وتحريضٍ وثورة، ثورةٌ على الذات وعلى الإنسان. الإنسانٌ الشاهدُ على ما يجري من فظائع ضد البشرية دون أن يحرّك ساكناً…. ومع الوقت، وتراكم التجارب، أيقنتُ أنّ قساوةَ هذا العالم، تعودُ إلى محدودية “ابن آدم” الذي يرى الأشياءَ بعينِ الأنانيةِ المفرطة، والمصلحةِ الآنيةِ السهلةِ المنال. وأنّ من الأهمية بمكان أن نكرّسّ جهودَنا لخدمةِ الفرد، من أجل تغييره نحو الأفضل.
واستطردت قائلة: في هذه الأجواء كتبتُ “صخرة الروشة“، وبعدها “البحثُ عن السعادة”، الى أن جاء المخاض العسير في نهاية صيف 2006، لأجدَ نفسي مدفوعةً لتسجيلِ تلك الأوقاتِ العصيبةِ، التي مرَّ بها لبنان، خلال العدوان الإسرائيلي، ورحتُ أسجّلُ ما أرى وما أسمعُ، وأوقّع على ما نعيشه من وقائع غير اعتيادية. فانبثقتْ “شجرةُ النور” لتظلَّ شاهدةً على ما ارتكبتُه يدُّ العدو من فظائع ضد أبناء شعبِنا. أما مجموعتي القصصية الجديدة “حياة جديدة“، فقد قصدْتُ من خلالها تصويرَ قلبِ الحياةِ، بما فيها من بساطةٍ وتعقيد، من جمالٍ وقبحٍ، من حزنٍ وفرح… متوخيّة الكشفَ عن بعض الجوانِبِ المُعْتِمة من الحياة، داعيةً الإنسانَ إلى كشفِ خباياه، والبحثِ في أغوارِ ذاتِه العميقة لتلمُّسِ جوهر الحقيقةِ
وختمت بالقول: وها أنا اليومَ في عملٍ جديد، ابتعد فيه قليلاً عن عالم الرواية، لأبحثُ عن صورةِ المرأةِ في عالمِنا المعاصرِ، وموقِعَها فيه، وعلاقتِها بالرجل.وبالحياة….فأتمنى ان أكون في الطريق الصحيح، من رحلة البحث والتنقيب التي تهدف إلى الكشفِ عن الحقيقة ؟
فيما يلي سلسة من التواقيع شهدها معرض الكتاب العربي الدولي ال56 في يومه التاسع (الأربعاء 12\12\2012) – تجدون ربطا الصور
|
الكاتب فيصل فرحات |
دار الفارابي |
|
زنجبيل علوة |
اصالة للنشر والتوزيع |
|
طراد حمادة |
|
|
الوزير بشارة مرهج |
الدار العربية للعلوم ناشرون |
|
سجعان قزي |
دار سائر المشرق |
|
الكاتبة آمال عربيد |
النادي الثقافي العربي |
|
أ. مصطفى محمد الشامي |
دار المنهل اللبناني |
|
د. نزار عبد القادر |
النادي الثقافي العربي |
|
أحمد أحمد جمعة |
مكتبة الشرق ودار البراق |
|
د.فوازأحمد طوقان |
دار الفارابي |




















