يوم السفير – يوم “صوت الذين لا صوت لهم”
في اطار فعاليات المعرض في دورته ال56، نظمت “السفير” و”دار الفارابي” وشركاؤهما في الثقافة والمجتمع المدني والوطن، “يوم السفير” الذي تضمن مجموعة من النشاطات شاركت فيها الجمعيات شريكة “السفير” في العمل نحو غد أفضل:
تقديم مجلّد “ملحق فلسطين”
بعد النشيد الوطني اللبناني، قصيدة “على هذه الأرض ما يستحق الحياة، للشاعر الراحل محمود درويش صاحبها عرض أغلفة الملحق وصور من فلسطين، بعدها ألقى ناشر جريدة السفير طلال سلمان كلمة قال فيها: فجأة سحبت فلسطين، قضية شعب وارض وحق في وطن، من التداول. فجأة صمت الرصاص وسحب الخطباء كلماتهم والشعارات المدوية. وفي حضرة الغياب، كان قرار “السفير”، أليست “صوت اللذين لا صوت لهم”، تداعى نفر ممن آمنوا بوحدة الأمة وفلسطين في القلب منها، وقررنا كسر الصمتواستحضار فلسطين من قلب الغياب لتبقى القضية حاضرة بكل دلالاتها والمعنى والقهر المدوي.
وأضاف: جاءت الدكتور بيان نويهض والفضل شلق وفواز طرابلسي وسليمان تقي الدين، وأحمد خليفة وياسر نعمة وصقر أبو فخر، ثم انضم الينا مهندس الأفكار عمارة رهيف فياض فوضع التصميم… وكتبنا الى كل من افترضنا أنه يهتم للقضية وشعبها. وهكذا أطلقت السفير ملحق فلسطين ليكون شهادة على حضور القضية الأقوى من الغياب. من افتتاحية العدد الأولى أقتبس:
لماذا فلسطين؟ لفلسطين بذاتها، باسمها المطلق المستعصي على التقسيم والتفتيت، هذا الملحق الذي تتشرف «السفير» بأن تصدره في جهد متواضع لحفظ ما تتوالى المحاولات لتبديده بالانحراف أو تحريفه بالتزوير أو طمسه بالنسيان. لأن زماننا يبدأ بفلسطين، ويمتد مع فلسطين من الماضي الى المستقبل الذي سوف تشكله فلسطين بموقعها فينا وموقعنا منه. فالعروبة فلسطين. الوطنية فلسطين. الدين فلسطين. القضية فلسطين، والأمة فلسطين.
تكون فلسطين فنكون بها. تحضر فلسطين فيحضر التاريخ جميعاً. تغيب فلسطين أو تغيَّب فنغيب عن المستقبل جميعا. من أدنى الأرض الى أقصى الأرض العربية، لا حرية بلا فلسطين، لا تقدم بلا فلسطين. لا استقلال بلا فلسطين. لا وحدة بلا فلسطين، لا عروبة بلا فلسطين ولا عرب. النصر بفلسطين. الهزيمة باغتيال فلسطين تشويهاً وتقزيماً وتفتيتاً. من قبل سايكس ـ بيكو: الهدف فلسطين! من قبل وعد بلفور: الهدف فلسطين! من قبل المؤتمر الأول للحركة الصهيونية في بال: الهدف فلسطين! فلسطين الشعب، كل الشعب، فلسطين الأرض كل الأرض.
فلسطين ما قبل 1948 والنكبة. فلسطين ما بعد 1967 والهزيمة. فلسطين ما بعد النصر الموءود في 1973. فلسطين ما قبل الحرب الأهلية في الأردن وما بعد الحرب الأهلية في لبنان. ينتثر جسد فلسطين الآن على خريطة العالم كله، كفاءات وطاقات مميزة، علماء وجامعيين، شركات هندسة وبنائين، مخيمات لجوء تتوزع اللاجئين والنازحين وحاملي جنسيات دول أخرى ودويلات مجهولة لكنها تبيعهم جوازات السفر حتى لا يموتوا في المطارات أو في خيم منصوبة على الحد الفاصل بين دولتين أقيمتا حتى لا تكون فلسطين.
في الشرق فلسطين، في الجنوب فلسطين، في الشمال فلسطين، في الغرب فلسطين. قضية كل الأمة. قضية كل الشعوب: ولا فلسطين. القوة فلسطين. المنعة فلسطين. الوحدة فلسطين. الحرية فلسطين: ولا فلسطين! تحضر فلسطين فتحضر الأمة. تغيب فلسطين فلا أمة ولا هوية لمئات الملايين من المحسوبين عرباً، ولا غد لهم جميعاً.
هذا الملحق مساحة للتلاقي مع فلسطين ـ القضية، فلسطين ـ العروبة، فلسطين المستقبل. انه محطة لإعادة تجميع ما تفرق: لا منظمة ولا تنظيم بالذات. انه «أرض» من لا أرض لهم، من لا دولة لهم، من يمتلكون الكثير من أسئلة القلق، والأفكار القادرة على إعادة تجميع من تفرق وما تمزق، لتستعيد القضية نصابها بأهلها جميعاً، بالعرب جميعاً. سيحضر الماضي ليدلنا على الخطايا والاخطاء التي ضيعت الحاضر، لنحمي المستقبل.
وسيحضر «العدو» لنعرف أكثر الأجوبة عن الأسئلة القاتلة: لماذا وكيف نجحت القلة فغلبت الكثرة؟! لماذا وكيف نجح المزوِّر والمدعي فغلب الحق والحقيقة؟ لماذا وكيف انقلب العنصري الى صاحب قضية محقة، وصاحب القضية الى مزور للتاريخ وغاصب للأرض؟ هذا الملحق تقدمه «السفير» لتؤكد شعارها «جريدة لبنان في الوطن العربي، جريدة الوطن العربي في لبنان»، وكل هذه معاً فلسطين. إنه «صوت الذين لا صوت لهم» بعنوان فلسطين.
…وفلسطين هي لبنان وسوريا، الأردن والعراق على الصليب، الجزيرة والخليج جميعاً واليمن السعيد، مصر التي كانت محروسة والسودان الذي كان المتكأ وأرض الخير واللاءات الثلاث وما غيب بعدها، ليبيا التي كانت «القدس» كلمة السر في ثورتها قبل بدعة «إسراطين»، تونس التي كانت المعبر الى الخطيئة، والجزائر حيث استشهد الثوار عن آخرهم، والمغرب الذي صارت صفة «الأقصى» اسم علم وليست مجرد اشارة للبعد الجغرافي.
هذا الملحق لفلسطين مطهرة من السلطة والسلطات المضادة: لفلسطين الغد… أما محرروه فهم الفلسطينيون جميعاً، أي العرب كلهم. لانه العدد الاول، و«النكبة تاريخه»، فقد تقصدنا ان يكون قراءة جديدة لوقائع قديمة مع وثائق تاريخية يفرضها السياق، كمدخل للحديث عن المستقبل.
بعدها تم توزيع المجلد تكريما لعدد من الشخصيات ومنها، الرئيس نبيه بري(ممثلا بعلي حمدان)، الرئيس نجيب ميقاتي(ممثلا بزهير حمدان)، السيد حسن نصر الله (ممثلا بمحمد عفيف)، الوزراء بهيج طبارة، شربل نحاس، معن بشور، صلاح صلاح، وفي الختام قدم الناشر سلمان المجلد الى رئيس النادي الثقافي العربي فادي تميم تقديرا لجهود النادي.
الجمعيات الأهلية تتكلم
وفي اطار النشاط الثاني من يوم السفير، الجمعيات الأهلية تتكلم، حيث كانت البداية مع قضية حق الأم في حضانة أطفالها، ألقتها المحامية إقبال دوغان وتناولت في مستهلها الاسباب الموجبة لطرح القضية، وقالت: بما أن الأسرة هي النواة لأاولى للمجتمع وتتألف من الأم والأب والأطفال فأن رعاية الأطفال لها الأولوية في هذه الأسرة…ولكن المشكلة تظهر كبيرة ومخيفة عندما يستفحل الخلاف بين الأم والأب بحيث يصلان إلى الطلاق أو البطلان أو الهجر حيث يضطر الأطفال إلى العيش تحت إشراف أحد الوالدين. عندها يتدخل المشرع لينظم وضع الأطفال بما يضمن مصلحة الطفل الفضلى بالدرجة الأولى وضمان أقل الأضرار.
واكدت دوغان على أنه من الطبيعي أن يحتاج الطفل لوالديه معا ولكن عند التفريق بينهما فأن حاجته للأم أشد، فهي التي ترعاه وتهتم به وتحضنه نظرا لما تكنه من إيثار وتضحية وتفان. وقد أقرت جميع الشرائع والقوانين أنها صاحبة الحق الأول بالحضانة. ولكن هنا تبرز مسألة السن التي يحتاجها الطفل والطفلة لرعاية والدتها. والواقع أن مطالب الحياة في هذا العصر تغيرت عن الزمان الذي اجتهد فيه المجتهدون لتحديد السن التي يحتاجها الأطفال للاستمرار في رعاية والدتهم. فالتهديد المبكر باقتلاعه من حضن الوالدة مكرهاً ربما إلى عند امرأة هي زوجة الأب أو غيرها، مما قد يشكل تهديداً مؤذيا لصحته النفسية وأمانة واستقراره الاجتماعي، سيما أنه تبين ان أهم أسباب حالات الجنوح لدى القاصرين هو تفكك الأسرة والحرمان من عطف الأم ورعايتها.
وأشارت الى أنه نظرا لتطور الحياة والظروف عمدت غالبية البلاد العربية علي تعديل سن الحضانة الأم ومنها على سبيل المثال:المملكة المغربية، جمهورية مصر العربية، جمهورية العراق، الجمهورية العربية السورية، دولة الكويت، جمهورية الجزائر. أما في لبنان، حيث تعدد قوانين الأحوال الشخصية بتعدد المذاهب فقد جرت التعديلات التالية لدى الروم الأرثوذكس، رفع سن الحضانة لدى الأم في سنة 2003 إلى/14/سنة للصبي و /15سنة للبنت ويمكن للقاضي تمديد هذه المدة إذ رأى في ذلك مصلحة للطفل ، أما لدى الطائفة الإنجيلية، فسن الحضانة لدى الأم في مشروع التعديل للطائفة إلى /12/سنة للجنسين وسينفذ ابتداء من الشهرالقادم ونأمل في أن يرفع لاحقاًوقربياً إلى /13/-/15/ كحد أدنى.
وختمت بالتشديد على أنه بناء على ما تقدم، من الضروري تبني مشروع رفع سن الحضانة إلى سن /13/ للصبي و/15/ للبنت كحد أدنى، اقتداء بالعديد من البلاد العربية سيما أنه ليس هناك من أي مانع شرعي وروحي وحيث يمكن في هذه السن تأمين الاستقرار والأمان النفسي للطفل والطفلة.
اتحاد المقعدين:البيئة المبنية الدامجة: الواقع والمأمول.
أما المحور الثاني من الجمعيات الأهلية تتكلم ، فقدمت آلاء حمادة من اتحاد المقعدين عرضا بعنوان “البيئة المبنية الدامجة: الواقع والمأمول” تطرقت فيه الى الاتحاد الذي تأسس عام 1981 وهو منظمة غير حكومية تهدف من خلال عملها إلى تعزيز دمج الأشخاص المعوقين في المجتمع والإنتقال من مفهوم الرعاية إلى مفهوم الحقوق.
بعدها انتقلت حمادة الى التعريف بمشروع الدمج الإقتصادي والإجتماعي للأشخاص المعوقين في لبنان، مشيرة الى أنها تجربة نموذجية في لبنان والعالم العربي؛ تهدف إلى تطوير دمج الأشخاص المعوقين إقتصادياً واجتماعياً، من خلال تنمية قدراتهم ومهاراتهم الوظيفية، توعية المجتمع وأرباب العمل على ثقافة الدمج والتنوع، تسليط الضوء على إمكانيات الأشخاص المعوقين، اضافة الى تحقيق تحسينات مستدامة في سبل العيش والدمج الإقتصادي للأشخاص ذوي الإحتياجات الإضافية.
كما تطرقت الى الأهداف الخاصة للمشروع المتمثلة بدعم ودفع الدمج الاقتصادي، توفير خدمات إستشاريّة تتعلق بالعمل للأفراد والشركات، توفير التدريب المهني للأشخاص ذوي الإحتياجات الإضافية، زيادة قدرة هيئات المجتمع المحلي وتمكينها من إعتماد الدمج ودعم الأشخاص ذوي الإحتياجات الإضافية.
وأشارت حمادة الى أن المشروع يعمل مع كل من القطاع الخاص (التشبيك مع الشركات وتعريفهم عن المشروع، تقديم الخدمات الاستشارية…)، الأشخاص المعوقين وذويهم(التوجيه والارشاد المهني للأشخاص المعوقين، تأهيلهم…)، المجتمع المحلي والمعاهد والجامعات(تنفيذ الأنشطة التوعوية داخل الجامعات والمعاهد، تنمية القدرات واعداد الأبحاث والدراسات…)، منظمات المجتمع المدني ومؤسسات القطاع العام على المستوى المحلي والوطني(بلديات، مخاتير، وزارات، المكتب الوطني للاستخدام، غرفة التجارة والصناعة).
كن هادي
وبدورها قدمت لينا جبران (ام هادي) عرضا عن جمعية “كن هادي” وعرفتها بالجمعية التي تهدف الى توعية الشباب على السلامة المروية، وضرورة العمل على الحد من الحوادث التي تحصد الأرواح، مشيرة الى بعض الأمور التي تساعد على الحد منها، وهي تحسين وضع الطرقات، تطبيق القانون بحزم (جديد أم قديم)، التوعية، زيادة القدرات الاسعافية، استيفاء السيارات لشروط السلامة العامة.
بعدها أشارت الى أنه حين تأسست الجمعية في تشرين الأول من العام 2006، كانت الاحصاءات بين عامي 2001 و2006 تشير الى أنه نسبة الحوادث المرورية تتراوح بين 13 و17%، لاحقا في العام 2007 ارتفعت الى 18%، أما في العام 2008 فتراجعت الى 12%، في العام 2009 بلغت %0.18، في العام 2010 ارتفعت الى %3 وصولا الى العام 2011 مع %1.8.
وتطرقت الى دراسة أجراها الصليب الاحمر خلال 6 أشهر بينت أن نسبة %70 من حدواث السير سببها السرعة، لذا قامت الجمعية بتقديم بمشروع الى الوزير زياد بارود والرئيس سعد الحريري حول تطبيق القانون المتعلق بالسرعة، ولو تم المصادقة عليها حينها لكانت انخفضت النسبة الى %40.
كما عددت جبران أسباب حوادث السير ويأتي في مقدمتها تجاوز السرعة القصوى، تناول الكحول والقيادة، عدم وضع الخوذة لسائقي الدراجات النارية، التعب والارهاق في قيادة السيارة، عدم وضع حزام الأمان، استعمال الخليوي اثناء القيادة، واشارت الى ما تم انجازه من قبل الجمعية من تأهيل لأربع أوتوسترادات (انعكاسات ضوئية)، انجاز سبع ممرات آمنة أمام مدارس في بيروت وحاليا الجمعية في طور انشاء مركز لمساعدة عائلات وذوي ضحايا حوادث السير عبر العلاجات النفسية.
المفكّرة القانونية: الإعلام والقضايا الحقوقية
وتحدث الاعلامي الدكتور نزار صاغية عن ملحق المفكرة القانونية، كنوع من الإعلام المتخصص وشارك في الجلسة كلا من جمانة مرعي، هنادي سلمان، والدكتورة نهوند القادري، وطرح أربعة أسئلة لتكون محور هذه الجلسة، أولها، لماذا الفصل الدائم بين السياسة والإجتماعي بمعنى فصل بين الصحف السياسية والغير سياسية، وهل نستطيع الفصل بين الصفحات المحلية والصفحات السياسية؟. ثانيا، كيف تكون التغطية للقضايا الإجتماعية؟ وهل هي أوسع من الحراك الإجتماعي؟، ثالثا: هل هناك رقابة على العبارات؟ وهل العبارات مدروسة ومراعية للرؤية الموضوعية، هل هناك فهرس لتفادي العبارات؟ ورابعا واخيرا، هل هناك إختصاص دائم ببعض المواضيع كالقانون (خاصة أن في هذا الموضوع صعوبة كبيرة)؟
القادري
واعتبرت القادري أنه من دون أن نحاكم الإعلام علينا أن نراقب تطور المجتمعات، فبالنسبة للسؤال الأول، لا نستطيع أن نفصل بين السياسة والاجتماع، فهي أمور متشابكة ببعضها. ان لعبة الفصل هذه هي لعبة سياسية (لاخفاء عجز السياسيين)، لأن الاعلام لصيق بالسياسة (الاعلام يشكل مصدرا للسياسيين)، كما أن الاعلام يستسهل تغطية كلام السياسيين على النزول الى الشارع لتغطية القضايا الاجتماعية، هذا اضافة الى نقص في التخصص لدى الاعلاميين.
أما بالنسبة للسؤال الثاني، فقد اشارت نهوند الى أن الحراك الحاصل في المجتمع له انعكاساته ىفي وصائل الاعلام، معطية مثالا على ذلك “العنف القانوني” (مصطلح تتناوله وسائل الاعلام)، وفي خصوص السؤال الثالث رأت أن وسائل الاعلام تفتقد الكثير من الأمور وأهمها التدريب وتأهيلهم وتطوير وسائل تدريبهم وذلك من خلال ورش العمل أو المراصد، أما جواب السؤال الرابع فيتلخص في أن مشكلة التخصص في الاعلام تبدأ من الجامعة التي تعاني من نقص البرامج والمناهج.
سلمان
بدورها، اشارت هنادي سلمان الى ارتباط بعض الصحف ووسائل الاعلام وارتباطها باحزاب لهم اجندة خاصة واخرى ودينية … أما فيما خص السفير فقالت أنها لا تستطيع أن تنسى ان هذا البلد عانى من 20 سنة حرب ولا وسيلة اعلامية كتبت عن القضايا الاجتماعية. الاعلام قصر حينما لم يأخذ المواضيع الاجتماعية على محمل الجد وفي نفس الوقت لم يكن هناك جمعيات كافية لتغطية هذه الامور، مثال على ذلك حق المراة في منح جنسيتها لأطفالها، مضيفة: لقد تعبنا عن السفير في الوصول الى اشخاص للتكلم عن هذا الموضوع .
واعتبرت أنها اذا لم تستطع كصحافية ان توصل كل الامور المدنية للشعب فمن يستطيع ان يوصلها…وطالما ان الاعلام لم يتوحد في هذا السياق فلا نستطيع ان نصل الى المكان الصحيح، أصبح هناك في السفير مختصين بالامور وهذا لم يكن مكلفاً.
مرعي:
أما مرعي فقد اعتبرت أن الفصل بين السياسة وبين الاجتماع يكون اولاً بالفصل بين الاجتماع والطوائف خاصة ان المواطنين عندما يحتاجون الى أي من الامور المدنية يذهبون الى الزعيم او المرجع الطائفي وهذا ما اوصلنا الى هذه الحالة بالتالي الدولة هي المسؤول الوحيد عن احوال المواطنيين لذلك يجب ابعاد الطوائف عن هذا الموضوع.
وأشارت الى أنها لا تريد الاعلام ان يغطي الحملات بل ان يحمل القضية، لذلك نريد ان يكون الاعلام شريك، مشددة على وجود مشكلة كبيرة مع الاعلام في أنه دائماً لديهم اهم وتساءلت لماذا تأخذ السياسة في الاعلام الحيز الاكبر من القضايا الانسانية والاجتماعية.
حملة جنسيتي حق لي ولأسرتي
وعرضت لينا أبو حبيب لحملة جنسيتي حق لي ولأسرتي التي عرفتها على أنها حملة عربية ممتدة الى لبنان، سوريا، مصر، الأردن، الجزائر والبحرين، وتهدف الى تعديل قوانين الجنسية لتصبح بذلك متساوية في الحقوق في هذا المجال مع الرجل.
وأشارت الى أنه ابتداء من العام 2001، قامت معظم الدول العربية بتغيير القوانين ما عدا لبنان بالرغم من عدد من الايجابيات التي يسهلها لابناء اللبنانية المتزوجة من أجنبي، عبر تسهيل الحصول على اقامة، تسهيل استصدار أذونات العمل، وتشكيل لجنة وزارية بات وشيكا لدراسة هذا الواقع، واعتبرت أن السياسة تلعب دورا سلبيا في هذا المجال، سيما السياسيين المسيحيين اللذين يرفضون مبدأ اعطاء الأم اللبنانية الجنسية لأطفالها لأنه برأيهم سيشكل خللا في التوازن الطائفي في البلد، بحيث تصبح الغلبة العددية الى طائفة على حساب أخرى، اضافة الى الخوف من مسألة توطين الفلسطينيين في لبنان مع وجود عدد كبير من النساء اللبنانيات اللواتي هن متزوجات من فلسطينيين.
وختمت الجلسة بعرض فيلم للمخرجة كارول منصور تتناول فيه خمس سيدات لبنانيات متزوجات من أجانب (مصريين، فرنسيين،…) ولهم أوضاع اجتماعية مختلفة تجمعهم مشكلة واحدة ألا وهي منح جنسياتهم لأولادهم التي يعتبرونها حقا.
روّاد فرونتيرز: “أشخاص يعيشون في الظل والذل؟!”
واستهلت الجلسة بالتعريف بهؤلاء الأشخاص المعنيين اللذين ليست لديهم هوية، عديمي الجنسية، أولئك اللذين يولدون دون أن يتم تسجيلهم في الدوائر الرسمية بسبب الاهمال، أو جراء ولادتهم من دون زواج مثبت قانونيا، لقطاء أو البدو اللذين يطلق عليهم تسمية مكتومي القيد أو قيد الدرس.
وتطرقت الى المعاملة المذلة وادنى درجات الاهمال التي يتعاطى بها المجتمع اللبناني مع هؤلاء، من هنا ضرورة ان يصار الى التعامل معهم على قدم المساواة مع حاملي الهويات، مشيرة الى ما قامت به وزاةر التربية عبر اتاحة المجال أمام مكتومي القيد بالدراسة في المدارس الرسمية واعتبرتهم مثل اللاجئين الفلسطينيين في هذا.
واشارت الى أن هناك برنامج مساعدة قانونية مؤلفة من مجموعة محامين ذو كفاءة عالية في هذا المجال، اضافة الى تدريب لمجموعة أخرى ولديهم القدرة على العمل لمساعدة مكتومي القيد، اضافة الى تحضير لحوار مع الدولة على نطاق واسع في هذا الصدد السنة المقبلة يأملون أن يتم التوصل فيه الى حلول لمشاكل مكتومي القيد.
لجنة أهالي المخطوفين والمفقودين في لبنان
وبدورها تكلمت وداد حلواني عن الخطة الوطنية لاعادة المخطوفين والمفقودين وكيفية السعي للوصول الى حل للموضوع وبعد دراسات متعددة قامت بها اللجنة وقدمتها الى مجلس النواب أقفلت المجلس في وجههم لا بل أقفلت حتى الطرقات المؤدية اليه.
بعدها تحدثت نادين بكداش، سوسن بو خالد، نصري نصري الصايغ، وعرضوا لعدد من مآسي أهالي المفقودين وبعض من شهادات حية في هذا المجال.
وتحدثت سحر مندور ومما قالته: منذ سنوات طويلة، يطالب أهالي المخطوفين بهيئة وطنية تعنى بالقضية، تخرج القتلى من تحت الرض، تعيد اليهم أسماءهم تحفظ من الأحياء علامات جيينية ليدلوا بها على الأموات من المخطوفين والمفقودين والمخفيين قسرا. هيئة، بقانون مفصل ينظم عملها، بحيث تخضع قصة الموت لمنهجية الحياة، تفكك الرعب والوجع فيها، وتعيد صياغتهما في سياق الحداد البناء، ان للأهالي البيولوجيين أو لنا جميعا، نحن المواطنين العالقين في برزخ هستيري يفصل ما بين حرب لم تنته وسلام لم يبدأ، حسبما يجمع خطباء المنابر، بلا اي ترجمة واقعية لما “يجمعون” عليه.
تكريم ثلاثة من المبدعين الذين رحلوا وبقوا معنا:
وفي اطار تكريم كل من المبدعين الروائي عبد الرحمن منيف والمسرحي سعد الله ونوس ورسام الكاريكاتير ناجي العلي، قدم المكرمين الاعلامي نصري الصايغ، وتضمن البرنامج عرضاً لصور ورسوم الفنان ناجي العلي ومقتطفات من لقاءات تلفزيونية ثقافية مع منيف وونوس.
الصايغ
وتحدث الصايغ في مستهل تكريم المبدعين الثلاثة، فقال: ثلاثة مبدعين، ليسوا من الماضي وان غابوا، ثلاثة يتنشرون، بغير لغتهم، في حاجز، أسسوا له في ما أبدعوه. ثلاثة، مقيمون في “السفير”. أولاً: صورهم ورسومهم معنا في قاعة ناجي العلي. صورة لسعد الله ونوس، وفي عينه سؤال يستدعي اسئلة. صورة لعبد الرحمن منيف، مع رفيقه الغليون، وفي سحنته ما في القارة العربية من تجاعيد “النهايات”. أما ناجي العلي، فسكن في المكاتب والاورقة والجدران… وفي العيون التي تصبحه وفي القلوب التي تمسيه…كأننا حنظلته الباقية في جريدة “السفير”.
وأضاف: ثانيا: مقيمون في التاريخ، ما مضى منه وما هوقادم منه. والأدلة بلا حاجة الى برهان . انهم ملتصقون بنا… ثلاثتهم، رأوا عري رجل الدين في وظيفته، … وهو في حاضرنا اليومي لا يزال مقيدا بالسراب الديني، في “منمنات الثورة” …ثلاثتهم، رأوا إلى طغيان المال، والمال يبيع ويشتري، وأكثر السلع تداولا: القضاياه، بعقيدة الانتهاز. ثلاثتهم، اقتربوا في الناس، ولم يجدوا في المثقف السائد، إلا نموذج البائع الجوال للافكار يبيع العامة بضاعة الصمت والرضا والخزلان. أما ثالثا: لأننا محكومون بالأمل، وهي عبارة لسعد الله ونوس، برغم طقوس الألم والقتل، لا جديد، الا الأمل.
وختم بتلاوة أخيراً، تلاوة لشهادة من سعد لله ونوس: إن الاحوال التي وصلت إليها أوطاننا، بلغت من الرعب والنظاعة والرثانة حدوداً تتخطى كل موهبة تخييلية او ابداعية، وإن الخيال، مهما شطح،يظل اكثر حياةً من خمس الواقع وفجورة”.
وشارك في تكريم المسرحي سعدالله ونوس كل من نضال الأشقر وعباس بيضون واعتذر روجيه عساف
بداية عرض لمقتطف من مقابلة لسعد الله ونوس مع زاهي وهبي في برنامج “خليك بالبيت”.
بيضون
استهل بيضون مداخلته في تكريم المسرحي ونوس، بتذكر اليوميات الخصبة التي جمعته بالراحل عندما تولى مسؤولية القسم الثقافي في جريدة “السفير”، حينها كان ونوس يمر في أزمة نفسية طاحنة، من آثارها انه هجر الكتابة ولم تعد له طاقة عليها. وانه كان يستعين على نومه وحياته بالمهدئات…. ما عاد يقوى على التأليف ولا تسعفه حاله على ان يجمع نفسه في عمل أدبي، ولا يقدر على ان يصل إلى هذه الدرجة الخطرة من التركيز التي يتطلبها الفن. بدا ان الرجل الذي، لم يزل في شرخ شبابه ولم يخط في أربعيناته اكثر من خطوة، قد سقط القلم من يده وبات أمام الجدار كان ذلك عام 1982 ولا أظن الا ان صاحب حفلة سمر من اجل 5 حزيران قد عانى 5 حزيران جديده.
وقال بيضون: ولا أحسب الا ان الهموم تراكمت من ذلك الحين. وإذا كان سعد الله في الفيلم الذي صنعه عنه راحل عزيز آخر هو عمر اميرالاي، قد أشار إلى ان سرطانه تواقت مع هزيمة سياسية فإننا قد نرد هذه الهزيمة إلى احتلال 1982. توالت الهزائم على سعدالله وكان السرطان احداها. لكن الكاتب الذي فقد صوته تحت الازمات، والذي سقط حلمه قبل ان يسقط قلمه. وتشتت آماله قبل ان تتشتت صوره وأفكاره وخانه الواقع قبل ان يخونه خياله، هو الذي وقع في فخ هيبته وأوحشته نفسه وقد توالت عليها الخسائر، اذ لا شك ان بعض جيلنا قد نسجت أعصابه من قضايا واحلام، ولا شك ان بعض جيلنا صيغت نفوسه من اشواق كبيرة وآمال كبيرة، افراده وسعد الله منهم لا يخسرون بلاداً وقضايا الا وينفرط خيط في نفوسهم وتتداعى أعصابهم ويتصدع خيالهم وقلوبهم.
واعتبر أنه من الغريب ان سعدالله وقد انفرد به السرطان ووصل إلى حد من تدمير الجسد بعد تدمير النفس، صحا امامه ولأم ما كان انفرط في داخله. جمع نفسه كأنما كان لا يستعيد صوته فحسب بل يجدده. لا يستعيد نفسه فحسب بل اناه وفرديته، لا يستعيد فكره فحسب ولكن يفتحه على أرحب وأوسع. عاد سعدالله يكتب وكتب في هذه الفسحة الباقية منذ الاغتصاب 1990 إلى الأيام المخمورة 1997، أي في سبع سنوات أفضل ما كتب، كتب بطراوة لم تكن بالدرجة نفسها في أعماله السابقة. كتب بجدل اثرى واخصب. كتب بدوائر متعددة ورؤى شتى وبقدره أكبر على التركيب والربط والبناء. لكن الأهم هو ان هذه الأعمال لا تنبع فقط من التاريخ الاجتماعي ولكن أيضاً، وبالدرجة نفسها، من المغامرة الفردية. الأهم هو ان العقل الذي كتبت به هذه الأعمال ليس دوغمائيا ولا تبشيريا فدعاوى هذه المسرحيات تفيض عن العقيدة وعن الدوغما إلى فضاء حر يعكس التجربة الخاصة على شاشات الحدث الكبير، ويدمج الأنا في الواقع التاريخي ويقدم الاختبار الشخصي بكل تلاوينه وظلاله، ولا يدين الفرد باسم التاريخ أو الحزب أو الطبقة أو القضية.
وختم قائلا: كان في أعمال هذه الفسحة الضيقة من الزمن روح جديد وأشكال جديدة. كانت هذه الأعمال مباركة للحياة والفرد والعالم والكلام، كانت أدباً للحياة وأدباً للحوار وأدباً للمستقبل.
الأشقر
وبدأت نضال الاشقر كلمتها بالاشارة الى أنها لم تحضر كلمة مكتوبة عن ونوس لأنها أرادت ان ترتجل في كلامها عن العلاقة المتميزة…هو ليس رجلاً عادياً ولا مثقفا عاديا ولا عربيا عاديا ولا إنسانا عاديا ولا جماله الجسدي والروحي عادي. عرفته من منتصف الستينات عندما عدت من لندن، اختار المسرح والفكر والسياسة لذلك مسرحه حمل الفكر والسياسة بامتياز… تعرفت عليه في دمشق، في بغداد، في الجزائر، وذلك من خلال دعم قضية عربية وأهمها فلسطين.
وأضافت: في السبعينات، بعث لي سعد الله ونوس مرحية من 200 صفحة اسمها “طقوس الاشارات والتحولات” وقال لي أنه كتبها لي. هي نموذج حي عن المسرح العربي، قرأتها أكثر من 10 مرات لكي أعرف واستوعب معناها وما تخفيه وفي النهاية قررت أن أقوم بها. وبحسب خبرتي معه، كان يرفض رفضا باتا تغيير أي جحرف في مسرحيته وهذا كان الجانب السلبي.. بدات العمل على المسرحية مع 25 فنان ورأيتهم يصفون النص بالصعب جدا، لذلك طلبت منهم اعادة قراءتها مرات ومرات، كما طلبت من خالد العبدالله قراءتها غناء ولحنا حتى استطعنا في النهاية فهمها غناء أو لحنا وقراءة.
رحل سعد الله ونوس بشكل مفاجىء وحزين ولكن مسرحه بقي مسرح عربي عالمي بامتياز ولم يستطع أحد حتى الآن من الكتابة المسرحية كما يفعل.
وفي تكريم الروائي عبد الرحمن منيف، تحدث الناشر طلال سلمان من ثم ألقى نصري الصايغ كلمة يمنى العيد والشاعر عباس بيضون كلمة جورج دورليان لاعتذارهما عن المجيء.
سلمان
وبدوره تحدث ناشر السفير طلال سلمان، فقال: … وها هو الملح الذي صار ذهباً اسود يحرق عيوننا يا عبد الرحمن ويكاد يحرق بلادنا جمعياً يشوه قيمنا وثقافتناً او ما تبقى منها يحطم منعتنا الوطنية ويهشم الرابطة القومية وينصر علينا اعداءنا فيهزموننا به. ها هو الملح – الذهب الاسود يزيف الدين ويتخذ من البدع سلاحاً ضد اهله يحصن باعة الاوطان ويزين الخيانة يقهر الفقراء يسخرهم في بناء القصور ثم يطردهم من نعيمه.
وأضاف: نستذكرك كل يوم ايها المبدع فها هي مجتمعاتنا تنتقض بارادة الثورة يملأ شبابها الميادين احتجاجاً يصدعون عروش الطغاة فإذا ما قاربوا الانتطار رموهم بالملح الاسود معززاً بالشعار الديني فتنفتح ابواب جهنم الحرب الاهلية لتلتهم البلاد والعباد…. لقد اسعدني حظي بأن التقيتك وانت لما تكمل الجزء الاول من روايتك – السفر مدن الملح واطلعتني على بعض فصولها واتفقنا على ان نباشر نشر هذه الملحمة التي ستكون فتحاً في عالم الادب في ” السفير ” قبل ان نكتشف عبر الكتابة ان النهر سيمتد طويلاً طويلاً بحيث تصعب متابعة مساره – متقطعاُ – في جريدة يومية.
وتطرق سلمان الى صداقتهما التي استمرت ربع قرن وتوزعت مواعيد اللقاء في عدد من العواصم العالمية، ليتوجه للراحل قائلا: ايها العربي بالمعنى المطلق للكلمة من ولد لأب سعودي وام عراقية وعاش طفولته في عمان وشبابه في سوريا التي منها اختار شريكة حياته سعاد وبعض كهولته في بغداد مع اقامة متقطعة في القاهرة وزيارات طويلة لبيروت وجولات في اقطار المغرب بغير ان ننسى اقامته لسنوات في باريس العربية…. لقد عرفت عبد الرحمن منيف الانسان الذي عاش مرحلة التحول في النفس العربية بين البدواة والتمدن وشهد على صدمة المفاجاة باكتشاف الهوة الفاصلة بين بيناتنا المتخلفة والعالم المتقدم كما عانى العسف وقسوة السلطة في تعاملها مع الافكار او الاراء التي تحاول مناقشتها.
وأضاف: كذلك فلقد تعلمت كثيراً من ” ثمار ” التجربة الحزبية العريضة التي عاشها عبد الرحمن منيف والتي اثقلت كتفيه بالمزيد من المرارات وكان رد فعله أن كرس قلمه للتبشير بغد افضل ممسكاً بجمر عروبته وان كان قد اعاد صياغتها بعقله مبتعداً بها عن العاطفة التي صورتها في لحظة طوباوية والتي اخذتها مع تجربة السلطة الى الدكتاتورية المصفحة بالشوفينية كي تمنع التفكير والافكار والمفكرين وضوء الشمس.
وخلص سلمان مداخلته بالقول: أيها الغائب الذي لا يغيب ما زلنا نقرأ ما أبدعه قلمك لأنك مثل عدد من المبشرين بالغد بينهم رفيقاك في سنوات التألق وشريكاك فيها، سعد الله ونوس وناجي العالي، لا تغادرون حياتنا لان مقركم في الوجدان وعلى سن القلم بما سطرتم وبما سوف يبدع الآتون من تتلمذوا عليكم ويسطرون.
العيد
في بداية كلمتها التي تلاها الصايغ، وجهت عيد تحية الى الشخص الذي غاب الى الروائي الذي لم يغب. تحية الى روحه النبيلة الحاضرة أبداًفي وجداننا والتمثلة في كل ماكتب كما في مواقفه وحواراته وعلاقاته باصدقائه وبكل ما يجري في عوالمنا المنكوبة بالقمع والظلم وبتهميش اصحاب الحق بعيش كريم في اوطانهم. تحية نستذكر فيها انجازه العظيم في عالم الابداع الروائي الذي بنى له عمارة وأرسى له أسس وقواعد ميزته وأصلته فكان بذلك فاصلة بارزة في تاريخ الرواية العربية الحديث.
وأشارت الى أنه من اجل هذا الانجاز الذي كان يسكن قلبه ويؤرق روحه ترك منيف وظيفته وقطع علاقته بالعمل السياسي المنظم وعندما حرم من وطنه ومن هويته اختار لنفسه اللامكان الذي هو كل الامكنة وأعلن عن هوية هي: ” ان اكون روائياً ” روائي يحكي ما عشناه ونعيشه مفسحاً للناس العاديين مكاناً هو لهم في هذه الحياة ويعطيهم ” الفرصة لان يقولوا همومهم واحلامهم ” لانهم في نظرة هم الاجدر باهتمام الرواية وهم الذين يجب ان يلتفت اليهم كتابها. من اجل هؤلاء الناس المغيبين في الصمت المنسيين في ازمة طواها التاريخ كتب منيف رواية عن هذا التاريخ كتبها على ايقاع الروح الساكن في الزمن التاريخي لم يكتب منيف رواية اسطورة المدن والارض العربية العريقة وملحمة شعوبها في الزمن المديد.
واعتبرت العيد أن منيف استلهم التراث وعمل على هضمه وتمثله واعادة تشكيله بما يعيد الحياة الى روحه ويخلق كما يقول مناخاُ نفسياً يشعر القارئ ان الرواية امتداد لملاحم وسير له علاقة به…. واستمد من الثقافة الشعبية من الارض والناس طرائق وصيغا” لكتابه رواية عربيةً تتوجه كما كان يقول الى هؤلاء الناس لكن هذا يجعله يرفض الحداثة التي عرفها بما يتلائم ومفهومه العميق للرواية العربية أي بصفتها تناقضا مع الواقع انها وحسب قوله ” رفض للثوابت وتخريب خلاق وبحث مستمر عن آفاق وصيغ جديدة للعمل الفني لتجاوز ما هو قائم للثورة على القيود والتقاليد… كل ذلك من اجل شيء اكثر انسانية وعدالة…”
واضافت في مداخلتها: ليست الحداثة في نظر منيف تشبها بالغرب ولا نقلا عنه ولا توجها اليه… ليست هي استعارة لأصابع الآخرين او كتابة بها كما كان يردد فكتابة رواية باعتماد تكسير الزمن لا يعنى حسب قوله كتابة رواية حداثية الحداثة ” روح اكثر مما هي شكل ” انها ” اتساق مع العصر والضرورة والحاجة”… ابتعد منيف عن الزخرفة اللغوية ليشتغل على لغة الحوار على ما سماه اللغة الوسطية الامينة لمنطوق الناس المتجاوزة للعامية الاقليمية والقابلة للفهم من قبل القارئ على مساحة الوطن العربي. عاين منيف التاريخ والواقع شهد على زمن لا عدالة فيه زمن تحول فيه الوطن الى سجن كبير رأي السيىء وتوقع قبل وفاته الاسوأ لكنه بقي مؤمناً بقدرة الشعوب على الثورة والتغيير وتحقيق العدالة في مجتمعاتها.
وختمت مداخلتها بالقول: الاسوأ. فهل هذا هو ما نشهده اليوم؟ أم هو مجرد بداية لتحقيق حلم يلوح في الافق. حلم غاب زمناً في ظلام القمع والسجون. حلم من اجل كرسه منيف الابداع والكلام… ورحل. رحل منيف تاركاً لنا هذا الصوت البهي القادم من البعيد من اعماق الواقع والتاريخ مبشراً بالحلم الذي سرد حكاياته ودعانا الى قراءته. فهل نقرأ ؟
دورليان
واستهلت مداخلة دورليان التي تلاها الشاعر عباس بيضون بالقول: اختار عبد الرحمن منيف أن يكون روائي منطقة بقيت لردح من الزمن خارج المساحة الروائية ونسيج حبكاتها، ألا وهي صحاري النفط وسهولها المترامية ونور شمسها الحارق. كما اختار أن يلج عتمة دهاليز المعتقلات “الوطنية” ليروي آلام المعتقلين وعذاباتهم داخلها ومن ثم خارجها. إذ لا يخرج معتقل من سجن إلاّ بعد إذلال بل بعد إذلال ذاتي للنفس…هو من دون شك روائي بلدان الشرق الأوسط بمجتمعها النفطي وسجون أنظمتها العسكرية ومداها الصحراوي.
واعتبر في مداخلته، أن ما يميّز عبد الرحمن منيف ليس نفسه الملحمي الذي ظهر في “مدن الملح” ولا ريادته للرواية التاريخية من خلال رسم تشكّل المدن في الصحراء ودخول قيم شركات النفط التي تدّعي الحداثة والتجديد إلى مجتمعات لا تزال تربطها بالعادات والتقاليد القديمة روابط وثيقة ومتينة. لقد قيل الكثير عما تحمله رواياته، ولاسيما “مدن الملح“، من مضامين وتوجّهات سياسية وإيديولوجية، ولن يقال في هذا المضمار أكثر مما قاله هو نفسه: “أقدّر أن الرواية يمكن أن تضيف جوانب معيّنة في وضع الشرق الأوسط ومناخه وبالتالي همومه. ومما لا شكّ فيه أن الحافز الأساسي لدي لكتابة هذه الرواية (مدن الملح) كان الإحساس بأن موضوع النفط بحاجة إلى معالجة وإلى معرفة التأثيرات الكبيرة التي حصلت نتيجة وجود هذه الثروة التي لم يُحسن استعمالها”.
ورأى دورليان أنه من البديهي أن يكون لاهتمامه بشؤون النفط كاختصاصي في اقتصادياته، ولعمله كخبير في شركة النفط السورية، وكصحفي في مجلة “النفط والتنمية” في العراق، دور في دفعه إلى اتخاذ الصحراء وثروته السوداء كمكان مرجعي لخياله الروائي ليضع فيه حبكات قصصه العديدة. إلاّ أن المشهد المرجعي في الفنون، وبخاصة في الرواية، قابل للتبدّل والتغيير، كما أن المعالجات العقلانية التي تدّعي الموضوعية قابلة للتهافت والتراجع. ما يبقى هو الرواية والمعالجة الروائية بغض النظر عن التاريخ والجغرافيا والسياسة.
وقال دورليان في مداخلته: وعبد الرحمن منيف هو روائي بامتياز قبل أي صفة أخرى، وإن استثمر معارفه الاقتصادية والسوسيولوجية ورؤيته السياسية في بناء عالمه الروائي. فلولا الخيال الروائي لانهارت كل هذه المعارف والرؤى، وباتت أعماله باهتة لا تجد لها مكانًا لا في خانة الرواية ولا في خانة الاقتصاد السياسي ولا في خانة التاريخ أو أي من خانات العلوم الإنسانية والاجتماعية.
واشار في مداخلته التي ركزت على الجانب الروائي المحض في ثلاثة من أعمال منيف الى تميزها ببنية سردية ثنائية وحتى متعدّدة تبرز التناقض بين خيارات متفاوتة، بين الواقع والمرتجى، بين قيم الماضي وتلك الآتية مع الحضارة الغربية، بين الرغبة في الخلاص والنجاح من جهة، وحتمية الفشل من جهة أخرى. وتظهر من خلال هذه الثنائيات كم للفلسفة الوجودية من سطوة على نظرة منيف لحياة البشر.، فما يجمع تجربة كل من الياس ومنصور في “الأشجار واغتيال مرزوق“(1973) هو التوق لبلوغ حياة كريمة من خلال ممارسة فعل افتراضي: البحث عن السعادة من خلال القمار مع ما يحمله من أمانٍ وخيبات بالنسبة إلى إلياس الذي سينتهي منبوذًا وفريدًا في مجتمعه؛ البحث عن المعرفة التاريخية التي ستؤدّي بمنصور إلى اليأس إن في حياته المهنية أو العاطفية.
أما في “شرق المتوسّط“(1975)، ، فالبنية ثنائية أيضًا. فإضافة إلى تفرّد عبد الرحمن منيف في هذه الرواية بالتأسيس لأدب السجون كموضوع في الرواية العربية، أخذت الثنائية بعدًا سرديًا جديدًا، ألا وهو تعدّد الأصوات. فرجب وأنيسة يقومان كلّ من موقعه ومن وجهة نظره بسرد أحداث الرواية، فيتناوبان الأدوار والمشاعر والأحاسيس والأحزان والآلام. وفي الرواية الثالثة، “النهايات“(1977)، تأخذ الثنائية بعدًا أكثر تركيبًا وغنى، إذ تلتقي مع أنماط سردية عربية وعالمية (ألف ليلة وليلة، و”ديكاميرون” لبوكاتشيو)… ببنيتها الثنائية وتوالي القصص التي تساند السرد، تشكّل “النهايات” حالة انقطاع جذري مع النمط السردي الذي كان يتّبعه عبد الرحمن منيف…فهي تتميّز بتنوّع كبير على صعيد الأسلوب، والنبرة، والتقنيات المستخدمة.
وختمت مداخلته بالقول: هذه الثنائية الشكلية على صعيد السرد هي انعكاس لثنائية موضوعية (thématique): التحوّل وتمجيد الماضي، القيم التقليدية والقيم الحديثة، التراث والمعاصرة، الحرية والقمع، إلخ. لقد تمكّن عبد الرحمن منيف، بعبقريته الروائية، من تحويل الأفكار التي كانت تشغله، إلى مشاهد، إلى قصص، إلى روايات من دون أن يقع في نمط “الرواية-القضية” (roman àthèse). فالقصّة عنده تأتي في المرتبة الأولى، أما الأفكار فما هي إلاّ وسائل وسبل لولوج عالم الرواية الخيالي. وفي النهاية، هذا هو ما سيبقى للأجيال القادمة.
و في تكريم رسام الكاريكاتير ناجي العلي تكلمت نهلة الشهّال
وأشارت في مستهلها الى أنه خلق ناجي العلي عالماً مكتملاً، على الرغم من أن شخوصه لا يتجاوزون اصابع اليد الواحدة أو يكاد. هناك أولا فاطمة، وهي جميلة وحزينة، وإن كنا كثيرا ما نراها باكية، إلا أنها تبكي بصمت وكبرياء، ودموعها كحبات لؤلؤ كبيرة، وأحياناً هي بحجم الحجارة. وتمثل فاطمة بلا شك الصبر والصلابة والحكمة. وهي غالباً ما تواسي رجلها الذي نخرته المأساة حتى تبدو وكأنها هدته. ولكنها مواساة لم يحدث أن كانت محبِطة بل هي من النوع الذي يشد الأذر. وفي هذا يجسد ناجي العلي الدور الذي لعبته نساء فلسطين منذ النكبة، وقد كن ركيزة صون هذا المجتمع المقتلع بقدر هائل من السرعة والعنف. لعله راقب والدته اثناء رحلة النزوح، حين كان في العاشرة، ثم في سنوات اللجوء الاولى بعدما انهار كل شيء.
وأضافت: تعرفون سائر الشخوص. ولكن الملفت في ناجي العلي، وهو كاريكاتوريست، ما يعني تعريفاً ان رسومه هيكلية مبسطة، هو تمكنه من تحميل ملامح الرجل الفلسطيني “المعتر” عواطف وتعبيرات متعددة، فينتقل من التعب و الحزن الى الغضب الى الدهشة الى الحيرة أو القرف… بالمقابل، فلا تتغير تعبيرات وجه الثري المتجبر، مزيج السلطة والثروة. وقد استقطب حنظلة الاهتمام، لأن الشخصية خطاب قائم بذاته، طبقات متعددة من المعاني، وايضا فهو موقف.
واعتبرت الشهال أن حنظلة والام والاب يعيشون بيننا، وهذا يكفي، فهم الاساس في كل شيء، فيما الباقون عابرون لأنهم ظرفيون، يظهرون لخدمة نقل رسالة وكفى. ويمتلك ناجي العلي تلك الموهبة الفذة التي تجعله قادر على التكثيف، وعلى استخدام عدة مستويات من المعرفة…. ناجي العلي، تلك العبقرية الفذة، رحل مبكرا وبشكل مصطنع كان يمكن تلافيه. وهذه خسارة كبيرة لنا جميعا، ولفلسطين التي لا تملك ترف تبديد ابنائها المميزين. وقد قيل فيه انه أبرز كاريكاتوريست في القرن العشرين في العالم.
وقالت: رحل الانسان، ولكن ناجي العلي يعيش معنا في “السفير”، ليس لأنه انتج ونشر في الصحيفة، بل لأنه متطابق مع روحها، ومع ما سعت اليه سياسياً وفكرياً وما زالت. لناجي اجمل قاعات المبنى في الطابق التاسع الذي يطل على أسطح بيروت ويرى البحر.. وأما لوحات ناجي فتغطي كل الجدران، بعضها معلق وبعضها الآخر مرسوم مباشرة على الجدار، وبمقاسات عملاقة. وعندها تكتشفون أن لدى ناجي العلي شخصية اضافية، غير آدمية ولكنها حية: هي الشريط الشائك. وهذا مدمٍ بالطبع ومؤلم، ولكنه أحيانا يتفلت فيتحول هو نفسه الى سنبلة قمح، أو الى جديلة من شعر صبية. هو إذا الامل، مرض الفلسطينيين ومرضنا جميعاً. وناجي آلف الشريط البشع وجعله حميماً واستولد منه، من رحم الواقع المر، شيئاً مغايراً، جميلاً ومزهراً.
وختمت قائلة: ولذا، فحين دعتني السفير الى اصدار ملحقها الاسبوعي، “السفير العربي”، اخترت ترويسة دائمة لافتتاحيتي، هي عبارة عن شريط شائك تطير إحدى اشواكه وتتحول في لحظة انفكاكها عنه، الى انسان حر. في الحركة دينامية قوية متمردة وفرحة. ولعل ناجي لم يرسم هذا الشريط، ولكنه له، أو منه. فالميزة الكبرى لحنظلة كما لسائر شخوص ناجي العلي، ومنها الشريط، أنها حية وباقية بعده، تتفاعل مع الزمن. اترككم تمنحون هذه الخصائص صفتها واسمها!
ندوة “تأثير الإرهاب على الأنظمة السياسية والاقتصادية للدول في ضوء القانون الدولي العام”،
وفي اطار فعاليات المعرض، نظمت ندوة حول كتاب “تأثير الإرهاب على الأنظمة السياسية والاقتصادية للدول في ضوء القانون الدولي العام” للدكتور عماد الغصيني، شارك فيها الدكتور محمد المجذوب، الدكتور شفيق المصري، وأدارها جهاد الأطرش في حضور حشد من المهتمين والقانونيين.
الأطرش
استهل الأطرش الندوة بكلمات شعرية تغنى فيها ببيروت ومنها: نلتقي اليوم على شاطىء مدينة صدت صخورها ورمالها غزوات البحر، وعناد أمواجه وشراستها وفاح في بساتينها اريج زهر الليمون وغطى الأرجاء….
وأضاف: الدكتور عماد الغصيني واحد من الذين يعملون على تأكيد فراديتهم، لا يعرف التراجع، هو رجل الانطلاق والانفلات من الجمود، مؤمن بأن العلم نور يشرق مع الشمس كل يوم ولكنه لا يغيب معها. متحصن بدقة الرقام وشفافيتها، وكبرياء الادارة، شق دربه الصعب بعصاميته المشهودة….
المجذوب
أشار المجذوب الى أن الدكتور عماد بذل جهداً كبيراً من أجل إعداد بحثٍ كفيل بتوضيح الكثير من جوانب آفة العصر التي تؤثر في الأنظمة السياسية والإقتصادية في العالم. ولم يكتفِ بذلك، بل عمد الى تنبيه المسؤولين والمواطنين، في الدول والمنظمات الدولية على أنواعها الى المخاطر والمآسي وأعمال التدمير والتخريب التي ينطوي عليها الإرهاب، على صعيد الأمن والإستقرار والإزدهار.
واعتبر أن ظاهرة إنتشار الإرهاب، بكل أشكاله، تعتبر اليوم مشكلة تهددّ الإستقرار العالمي بالأخطار. ووجهات النظر حول موضوع الإرهاب ما فتئت متباينة، بسبب عدم الإتفاق على تعريف جامع مانع للإرهاب. وظاهرة الإرهاب ليست حدثاً جديداً أومستجداً في تاريخ البشرية. فالانسان عرف هذه الظاهرةمنذ القدم… ونحن _ في الوطن العربي – نعتبر أن الكيان الإسرائيلي المعتنق للعقيدة الصهيونية، والذي تحوّل الى دولة بأساليب القوة والتآمر والغش والخداع،هوتجسيد صارخ وواضح للإرهاب، فكراً وممارسة. ولا نغالي إن قلنا إنه المثل الأعلى لكل أنواع الإرهاب التي أتيح للبشرية التعرّف إليها منذ فجر التاريخ.
ورأى المجذوب أنه لو حاولنا البحث عن المصادر الأساسية للإرهاب الصهيوني في الفكر والممارسة، لوجدنا أن هناك مصدرين رئيسيين. الأول تاريخي – ديني يعود الى الكتابات الدينية التي وضعها أناسً قساةً بغاةً طغاةً لا يعرفون معنىً للإنسانية والفضيلة والأخلاق. والمصدر الثاني هونفسي إجتماعي يعود الى عوامل البيئة الإجتماعية والمناخ النفسي والسياسي التي عرفها اليهود في أوروبا حيث تقوقعوا وعاشوا على هامش المجتمع، في أحياء مغلقة (الفيتو) تعلموا فيها دروساً في المكر والخداع والتآمر على الغرباء، أي الآخرين، أي غير اليهود.
المصري
أشار المصري في بداية كلمته الى أن معرفته الشخصية بالصديق الدكتور عماد الغصيني تؤكد انه شاب صادق ومناضل وطموح. صادق في الاطارين الشخصي والمهني والاجتماعي. ومناضل لانه ثابر على الجهادين: المهني والاكاديمي معاً، مشيرا الى أن معرفته الاكاديمية بنشاط وانجازات الدكتور عماد الغصيني تؤكد على أنه اعتمد المنهجية المطلوبة في تحليل المعلومات وتأصيل مراجعها.
ورأى أن في الواقع، فان هذا العنوان يتسم في ظروفنا الراهنة بقدر كبير من الاهمية، فالارهاب يشكل، منذ بداية هذا القرن، الهاجس الاول لكل الدول…وهو يشغل الامم المتحدة….وهو يتصاعد في وتيرنه في كل انحاء العالم… وهو يستخدم في سياسات الدول الكبرى كشعار لتغطية مشاريعها… لقد ظهر اليوم وابتداء من هذا القرن خطر اوبالاحرى عنوان لخطر جديد اسماه الغرب ” الخطر الاخضر ” وهو في اقتناع الولايات المتحدة وبعض دول الغرب يتمثل بالخطر الاسلامي الذي حل محل ” الخطر الاحمر ” الشيوعي، خلاصته أن ما سعت الولايات المتحدة الى تفسير مغاير له بمعنى ان الجهاد في الاسلام يقضى بربط هذا الارهاب به وبمعنى ان الجهاد يقضي بعدم قبول اي حكم غير اسلامي وبمواجهة كل من هم خارج دار الاسلام، وهذا الزعم لا يميز بين جوهر الاسلام واصولياً المتشددة وبرز مهاجمة المسلمين عموماً، علماً ان الولايات المتحدة ساهمت في خلق هذا الخطر من اجل محاربته،ولعل هذه الظاهرة هي التي ستنعكس سلباً خلال الايام المقبلة.
وخلص في ختام كلمته الى أنه في الواقع مكافحة الارهاب الدولي اصبحت منذ بداية هذا القرن تتمثل في نظام معولم لمكافحة الارهاب. وهذا النظام قائم على ركنين اساسيين: المعاهدات الدولية الشارعة (او غالباً هي 12 معاهدة) والقرارات الدولية الملزمة وهذا النظام المعولم يتضمن معظم الاقتراحات التي وردت في توصيات الكتاب. وهو على حال كتاب مفيد وشامل وجيد.
الغصيني
اشار الغصيني الى أنه عند قيامه بإختيار عنوان الكتاب، وجد صعوبة بسبب كثرة المواضيع التي تمت معالجتها طيلة هذه السنوات، والسبب الثاني رغبتي في إختيار موضوع مميز يستحق البحث والدراسة، فكان عنوان الكتاب الذي يتضمن دراسة معمقة ومفصلة حول تاثير الارهاب في الأنظمة السياسية والإقتصادية للدول في ضوء القانون الدولي العام.
وتطرق الى أن تعريف الإرهاب كان لا يزال مسألة معقدة جدا نظرا لصعوبة توحيد الاراء حول هذا المفهوم….فالإرهاب جريمة دولية لأنها تختلف عن الجريمة العادية نظرا للضرر الجسيم الذي تسببه، كونها تتخطى حدود الدولة لتتحول الى عمل إجرامي يرمى الى إيجاد حالة من الذعر وترتكب في وسائل عنيفة متنوعة… وهنا نود ان نوضح ان الإرهاب هو خارج دائرة إختصاص محكمتي “نورمبرغ” و”طوكيو” لمحاكمة كبار مجرمي الحرب.
واشار الى أن الكل يعلم أن العالم شهد تطورات علمية وإقتصادية تكنولوجية مهمة وكبيرة، أحدثت اثارا عميقة وتغيرات جذرية في مسار الشعوب، وإن بنسب متفاوتة، وخلافا للمنطق، زادت فيه الصراعات والحروب عما كانت من قبل، وحتى ضمن البلد الواحد… ان السياسة الإهابية التي اعتمدها بعض الدول أدت الى عواقب وخيمة وساهمت عمليات الإغتيال مساهمة كبيرة في إنتشار الإرهاب على مستوى الدولي.
وقال أن الكتاب تضمن إتفاقيات دولية تحدثت عن الإرهاب وفرقت بينه وبين حق المقاومة ومشروعتها منها إتفاقية لاهاي عام 1907 وانه يجب معاملة هؤلاء المقاومين كما تعامل القوات النظامية. لكن المشكلة تكمن في تفسير حق الدفاع المشروع عن النفس من قبل الدولة الإستعمارية التي تعتبر ان هذا الحق يقتصر على الدولة فقط دون الشعوب. إن شعوبنا، ومجتمعاتنا العربية والإسلامية، تعرضت لاشكال مختلفة من الارهاب وكذلك من الإستعمار الذي خضعت له هذه الشعوب.
إن منطق التاريخ يقول بأن الكلمة الاولى هي دائما “للقوة” وليس بالضرورة للحق، فاليهود بتجاربهم لتاريخية الطويلة، هم اول من ادرك منطق التاريخ الذي لا يؤمن بغير القوة، تحت شعار “الغاية تبرر الوسيلة.”
واعتبر أن الشعوب التي فقدت مكانها في اعلى السلم الحضاري، انما حدث ذلك لانها تهاونت في حمل المسؤلية، واهملت واجبها في الحفاظ على موقعها المتقدم بحركة التاريخ، فتحولت من امة مبدعة عالمة مساهمة في عمارة الارض الى امة مستكينة راكدة دون حراك. فإسرائيل تحتل المركز الاول في العالم، من حيث جودة التعليم الجامعي والمركز الثالث من حيث البحث وعدد المهندسين الاكفاء والترابط التكنولوجي ما بين شركاتها، فيما يتحول المركز الثالث عشر بين دول العالم في براءات الإختراع. ان الانتقال من الإستهلاك الى الإنتاج ومواكبة التطور وتجاوز الاحقاد والضغائن هو اول الطريق الإستقلال وبداية المشوار الى التفوق في الإنجاز العلمي والتكنولوجي الذي بدونه لا يمكن للامة ا تفسح لها مجالا بين الامم المتقدمة.
وختم قائلا: اخيرا، نجد ان هناك قلقا كبيرا ينتاب المجتمع الدولي وهيئة الامم المتحدة نتيجة إنتشار الإرهاب وتأثراتها في الانظمة السياسية والإقتصادية بحيث نرى اثر الارهاب واضحا وبشكل فعال على الاقتصاد الدولي واسواق الاوراق المالية وافلاس الشركات العالمية وعلى الصناعة السياحية وغيرها، وكذلك الامر على الانظمة السياسية للدول ومدى هذا التاثير.
فيما يلي سلسة من التواقيع شهدها معرض الكتاب العربي الدولي ال56 في يومه الثاني عشر(السبت 15\12\2012) – تجدون ربطا الصور
|
نايلة عجة |
اصالة للنشر والتوزيع |
|
د. عبد الحسن الحسيني |
الدار العربية للعلوم ناشرون |
|
غالب غانم |
السفير/ دار الفارابي |
|
فواز طرابلسي |
السفير / دار الفارابي |
|
ادمون صعب |
السفير/ دار الفارابي |
|
سليمان تقي الدين |
السفير/ دار الفارابي |
|
عدنان الحاج |
السفير/ دار الفارابي |
|
ساطع نور الدين |
السفير/ دار الفارابي |
|
نصري الصايغ |
السفير/ دار الفارابي |
|
طلال سلمان |
السفير/ دار الفارابي |
|
الكاتب عماد غصيني |
النادي الثقافي العربي |
|
للشاعرة بانة بيضون |
دار النهضة العربية |
|
للكاتب جورج رحموش |
دار الفكر اللبناني |
|
حسن عبدالله |
دار الآداب |
|
للأستاذ نبيه الاعور |
دار مكتبة التراث الادبي |
|
انطوان م. الشرتوني |
Turning point Books |
|
جنى منيف ابو شقرا |
مكتبة مالك |
|
الكاتب جوني مقدسي |
النادي الثقافي العربي |
|
ماري القصيفي |
دار سائر المشرق |
|
للكاتب الراحل محمد عيتاني |
دار الفارابي |
|
رانيا نور الدين فواز |
شركة المطبوعات للتوزيع والنشر |
|
وضاح شرارة |
رياض الريس للكتب والنشر |
|
بسام حسين |
دار المحجة البيضاء |
|
بحر لاواديسا |
دارالامير للثقافة والعلوم |
|
إملي نصرالله |
مكتبة انطوان |
الشاعر جوني مقدسي








