رادار نيوز – وضعنا في لبنان، مع طيِّ صفحة عهد، لفتح صفحة آخر، لا هو “تمام”، وبالتالي لا “سلام” يرتجى منه، أي إنه ليس سليمًا… وقد بات”سليمان” على شفير المغادرة.
فهو وضع “وليد” اتفاق الطائف، الذي ينطوي، كما كررتُ مرارًا، على ثغر كثيرة تجعل آلية الحكم لا تستقيم كما يجب، إلا بتدخل خارجي، أو بقرار محلي “نبيه”.
المرشحون إلى الرئاسة، المعلن منهم والمضمر، يتوقون إلى النوم على “حرير”ي… لكن الانقسام العمودي الحاد، والاصطفافات التي تكونت منذ العام 2005، وما زالت، تجعلهم لا يسألون “حكيمًا” لمعالجة المأزق، ولا هم في حاجة إلى الوقوف على رأي مجرب، لأنهم أيضًا خبروا كل التجارب. يحركون، يجتمعون، يصرحون، يبادرون… وينتظرون “مقبلًا” من الأيام يزف إليهم “بشارة” أو “وائلًا” يلجأون إليه، أو خيبة تؤجل حلمهم ست سنوات أخرى، كأني بهم “درباس” المشتاق إلى حبيبته… “وما طلت سهام”، ولا الكرسي.
وكلما اقترب يوم 24 أيار، الذي ينتهي به عهد الرئيس ميشال سليمان، ولم تفلح جلسات المجلس النيابي في انتخاب خلف له، حتى الآن، ازدادت الأيدي الخارجية تدخلًا، هي التي كانت في أساس إنتاج الطائف، فتظهر إحداها كريمة في “احتضان” الاستحقاق، والأخرى “أكرم”، بينما تنأى ثالثة بنفسها عن خشبة المسرح، لتعمل في الكواليس، لأن ذلك “أشرف” لها، حتى إذا ما عجزت المساعي عن إيجاد المخرج المطلوب، ووقعت “حرب” لا سمح الله، تغسل نفسها من دم هذا الصديق… في موقف “حسن” و”نجيب”.
ووسط هذه الأجواء، يصبح اللبناني المخنوق، ليس “مشنوقًا” فحسب، بالمعنى الـ”رمزي”، بل “مشنوقان”، وتصدُّعُ رقبته، لا ينفع معه “خليل” يواسي أو”نديم” يخفف من ألم “صعب” مزمن، أو “فارس” سياسة “سعيد” بما يدبِّج من دراسات ومذكرات وتنظيرات،ولا جَبْرٌ ولا حتى “جبران”.
كم “جميل”… لو أن اللبنانيين، بعدما استعادوا استقلالهم، عام 2005، نجحوا في الحفاظ عليه، والتقوا على كلمة سواء في ما بينهم، وتشبثوا بما توج تضحياتهم بعد الحروب الكثيرة التي دارت على أرضهم، ومسلسل الاغتيالات الذي طاول كثرًا من قياداتهم، لكنهم زمجروا بعضًا على بعض، كَأَنْ “رعدٌ” في ليلة عاصفة، وتشاوفوا كأنَّ كلًّا منهم “فرعون” زمانه ومكانه، وتعطلت كثيرًا بينهم لغة الكلام، وجعلوا أيامهم كوابيس، هي التي كان يفترض بها أن تضج بالأحلام، فطار السلام ولم يغط الحمام، وهم اليوم يكادون يخسرون لبنان، وكثيرون منهم به قليلو الإيمان، وماذا يفيد الندم، حين يستوي الغد والعدم، ويمحى الوطن بسوء تقدير أو بجرة قلم؟ يحيا السجع… بل قله هنا: الـ”سجعان”.
وضع “مُرٌّ” في لبنان، متأثر مذ كان، بما يدور في هذا الشرق، خصوصًا في ما كان يعرف بأرض “كنعان”.لا قدرنا “نعمة الله” فيه، ولا حافظنا على قلبه الـ”حلو” وحتى على ما وصفته به الأغنية “يا أخضر حلو”، وهُدَّت فيه صروح القيم على رأس الـ”عمّار” والـ”حجار”.حينًا رحبنا بالـ”غازي”، وأحيانًا هللنا للـ”عدوان”، وأحايين فضلنا البزة الـ”فرنجية” على الثوب المحلي… ولم نحافظ على “جسر” في ما بيننا. أحدنا “كاظم” والآخر “حردان”، هذا “غانم” وذاك “خازن” وذلك “حوت” فيما الشعب طفران، ما بل ريقه ذو “طلال”، ولا قرَّب إلى شفتيه أحد، لا صحن “فتوش” أو معلاقًا أو غمة، حاشا وكلا،بل حتى قطعة “سنيورة” قد لا تسمن لكنها تسدّ جوعًا، ليس إلَّا.
وضع “مرعب”ي، قد يبدو للبعض “أسود”، لو يدرك معه كبار القوم أن ليس بينهم “خالد”، وأن لا سلطة تدوم إلى الأبد، وأن أيام الديمقراطية الـ”بهية” ستذهب إلى غير رجعة،وأن لا “نضال” بعد سيثمر، وأن لا “سعد” سيأتي، وأن لا “رحمة” ستبقى. فليتصرف أهل الحل والربط قبل فوات الأوان.
هذا هو وضعنا غير الـ”سليم” وغير الـ”سامي”، وقد وصف نفسه بنفسه ببعض أسماء سياسيينا، فاختصر الحال والأحوال. ومن “فضل الله” علينا أنه خلق فينا الأمل ودلنا إلى الرجاء، وأقام على ألسنتنا الدعاء. وعليه نقول: كان الله في “عون” لبنان وشعب لبنان.
حبيب يونس