أعياد

الأحد, 11 ديسمبر 2011, 3:36

أعياد تطلّ علينا من جديد! تحلّ ركابها، وتدخل بيوتنا، فلا نوصد القلوب دونها. ستقيم بيننا سعيدة مبتهجة فرحة مسرورة ما طابت لها الإقامة، فانها ستعود وتغادر لا محال. تحمل في جعبتها اثلج الذكريات، وانقى المشاعر، وارق التعبيرات.

اعياد تحمل هدايا، تحمل فرحاً وتحمل عبئاً. تحمل حزناً، وتحمل أملاً، وتفتح جروحاً كادت ان تندمل. تحمل كلاماً، وتحمل تسامحاً. هي كثيرة مبعثرة على مرّ الأيام، اجتمعت دفعة واحدة لتحمل التسامح مع الألم. لتحمل التسامح مع الغفران، وليستقر بعدها الجرح في أعماق الأعماق لا تمحوه سنون النسيان، لتصبح كتلة تتقاذفها الأعماق بين حين وآخر.

جاءت الأعياد صديقة، قريبة، متلازمة، مع الأيام مع الأعوام، صادقة لا تخلف الموعد. انصهرت فيها الطوائف بالعقيدة والهوى. قس وشيخ وإمام، اجتمعوا واكملوا ما بدأوا. سيسيرون وينطلقون لا يخشون عمق الضباب عمق الظلام فيداهم ستحصد ما زرعوا.

أعياد تحمل هدايا، لإنسان عجوز لا ننساه. نكبر ولا يكبر فهو مثل الفرحة في عيوننا كل عام.

أعياد هي شعلة متناغمة مع وقت صار الفرح لحظة وتنتهي!

أعياد، وتعود بحقائب ملؤها بكاء، هيا بنا نخلع الحزن، نعتمر الغيم في افق ما نعيش، لنلبس مزايا الأمنيات، وننتظر زهو العشيات. نخال اننا ظل، وللظل ظل، مثلما للصوت صوت، وبينهما الحنين، او السنون لا فرق، لا فرق يمتصنا الظل، أو نمتصه، او نمضي لا فرق!

يمتصنا الصوت، أو نبلعه، أو ننسى ان للريح مخارج، ليمضي صوتنا المجروح نحو الاه في عمق الحكاية. توقظنا الأعياد كما يوقظنا جرس المنبّه كل فجر، ونمضي حيث يمتصنا موتنا اليومي. وندعوه تعباً! ترى متى سنحن الى شيء، ولا يصرفنا عنه احتياجنا الى ان نكون؟

اترك تعليقاً

إضغط هنا

Latest from Blog

أم عبدالله الشمري تتحدث عن الشهرة والعائلة والتحديات في أولى حلقات “كتير Naturel”

استضاف برنامج “كتير Naturel” في حلقته الأولى، الذي يُعرض عبر تلفزيون عراق المستقبل من إعداد وتقديم الإعلامي حسين إدريس، خبيرة التاروت أم عبدالله الشمري. وتحدثت أم عبدالله بكل صراحة عن مسيرتها، الشهرة،

رامونا يونس: العناية بالبشرة هو استثمار..

ولعدم النوم أبداً دون ازالة الماكياج! في عالم الجمال والعناية بالبشرة، برزت أسماء كثيرة، لكن قلة من استطعن الجمع بين الاحترافية والشغف الحقيقي بما يقدمنه. من بين هؤلاء، السيدة رامونا يونس، الناشطة

زخم الرئاسة الاولى وتحقيق الاستقرار المالي والنقدي – بقلم العميد الدكتور غازي محمود

يعيش لبنان منذ انتخاب العماد جوزيف عون رئيساً للجمهورية عرساً حقيقياً، ويشهد زحمة مهنئين شملت كل من الرئيسين الفرنسي والقبرصي بالإضافة الى امين عام الأمم المتحدة، وكل من وزير خارجية الأردن ووزيرة
Go toTop