رادار نيوز – أحيت حركة “أمل” الذكرى الثالثة والأربعين لقسم الإمام السيد موسى الصدر، وذكرى انطلاقتها، وذلك خلال مهرجان أقامته في بعلبك، بحضور حشود غصت بهم قاعة تموز والطرقات الخارجية وصولا إلى ساحة القسم، يتقدمهم النائبان علي المقداد ومروان فارس، ممثل النائب وليد جنبلاط المحامي دريد ياغي، الوزير السابق علي عبدالله، محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر ممثلا برئيس قسم الصحة في بعلبك الدكتور محمد الحاج حسن، قائمقام الهرمل طلال قطايا، رئيس المجلس الأعلى للجمارك العميد أسعد الطفيلي، رئيس بلدية بعلبك العميد حسين اللقيس ورؤساء بلديات واتحادات بلدية، وفد علمائي من المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، راعي أبرشية بعلبك والبقاع الشمالي للروم الملكيين الكاثوليك المطران الياس رحال، الشيخ مشهور صلح ممثلا مفتي بعلبك الهرمل الشيخ خالد صلح، قادة الأجهزة الأمنية في محافظة بعلبك الهرمل، نائب رئيس حركة أمل هيثم جمعة، رئيس المكتب السياسي جميل حايك، رئيس الهيئة التنفيذية محمد نصرالله، عضو هيئة الرئاسة العميد عباس نصرالله، نائب رئيس المكتب السياسي الشيخ حسن المصري، مسؤول مكتب الإعلام المركزي الدكتور طلال حاطوم، رئيس مكتب البلديات المركزي بسام طليس، سامر عاصي، علي مشيك، الشيخ حسن فرحات، السيد بشير مرتضى، أعضاء الهيئة التنفيذية والمكتب السياسي والمجلس الاستشاري، المسؤول التنظيمي لإقليم البقاع مصطفى الفوعاني وأعضاء قيادة الإقليم، وفد من قيادة منطقة البقاع في حزب الله، وفد تيار المستقبل، وفد حزب البعث، قضاة ، علماء، مخاتير، وفعاليات نقابية تربوية وكشفية واجتماعية.
نصرالله
والقى رئيس الهيئة التنفيذية في الحركة محمد نصرالله كلمة جاء فيها: “في مثل هذا اليوم من العام 1974 نقش الإمام موسى في تاريخ الوطن، أن هذا اليوم بات له معنى ومعناه الكرامة والشهامة والتضحية، وبأن هذا اليوم أصبح نقطة تحول في تاريخ لبنان والمنطقة، واليوم نحيي هذه المناسبة لا باعتبار 17 آذار يوم من ايام الماضي فحسب بل هو يوم من ايام الماضي والحاضر والمستقبل أيضا، وحتى ندرك بعمق أهمية هذه المحطة التي رعاها الإمام موسى الصدر في بعلبك بين أهله، لا بد ان ننقاشها من محاور أربعة :
المحور الأول هو محور المقدمات والأسباب الموجبة التي دعت الإمام موسى الصدر الى السابع عشر من آذار، والمحور الثاني هو مجرياته، والمحور الثالث هو النتائج، والمحور الرابع هو محور رسالة 17 آذار فينا”.
وأضاف: “كان الإمام الصدر هنا في بعلبك في 17 آذار 1974 عندما دعا الى المهرجان الشعبي الكبير. كل تلك المقدمة ليصل الى هذه النقطة، أراد أن يبدأ بالتحشيد للمواجهة على الخطين لمواجهة الخطرين، الخطر الداخلي وانهيار الدولة بسبب التمييز بين أبناء الطوائف والمذاهب والتمييز المناطقي، وكل ذلك لم يكن ممكنا السكوت عنه.
لذا دعا الى مهرجان 17 آذار، وهو كان مصادفا لذكرى أربعين الإمام الحسين عليه السلام، ليضفي على المشروع العام الصفة الحسينية بالمعنى الثوري والإنساني الكامل. وكان الإحتفال الجماهيري، حيث وقف أمام الناس وصارحهم، كما تعودوا منه، واصفا الواقع، وقال لهم: أنا اطالب الدولة بالمياه، حدثهم عن عيون أرغش وعن اليمونة وعن نهر العاصي وكيف ان الرومان جروا المياه الى بعلبك وحولوا سهل البقاع الى اهراءات روما، وانتم ماذا تفعلون. ذكر موضوع التربية، وكانت المدارس الرسمية لا تستوعب الا 10 بالمئة من عدد الطلاب، وسأل لماذا هذا الإهمال والتمييز، ولذلك لن نسكت بعد اليوم أبدا. وارتجل قسما في آخر الخطاب ضمنه أمرين اساسيين هو التصدي للخطرين الأساسين اللذين يهددان لبنان، الخطر الداخلي وهو مواجهة الحرمان حتى لا يبقى في لبنان محروم واحد او منطقة محرومة ابدا، واقسم على الأمر الآخر في مقاومة اسرائيل واصدقاء اسرائيل ومن يقف وراء اسرائيل، وبذلك بدأت مسيرة حركة المحرومين، واتبع مهرجان 17 آذار بالمهرجان المكمل في 5 أيار 1974 في صور، وكان ينوي أن يقيم مهرجانا ثالثا في بيروت ليكون المحطة الأخيرة في الضغط من أجل اصلاح الوضع السياسي، ولكن جاءت الحرب الأهلية لتمنع مهرجان بيروت”.
واعتبر أن “تحقيق العدالة الإجتماعية في مشروع الامام الصدر والضغط على الدولة لا يتجاوز حدود التعبير الذي استخدمه، وهو النظام الديموقراطي في مواجهة الدولة، الإعتصام والتظاهر والمطالبة والمناشدة، وليس ابدا استعمال السلاح. اما مواجهة العدو الإسرائيلي فلا يمكن ان تتم الا بالمقاومة وبالسلاح”.
ورأى أن “من نتائج 17 آذار ومهرجان 5 أيار في صور، بدأت الدورات العسكرية التدريبية السرية في حركة المحرومين في النصف الثاني من العام 1974. والإمام الصدر كان جديا في انشاء مقاومة، لمواجهة عدو مثل الإسرائيلي، وانشاء جيش منظم تنظيما عقائديا أولا قبل حمل السلاح. حتى وقع الإنفجار في احد معسكرات التدريب فكشف الأمام الصدر بأن حركة المحرومين تدرب شبابا لمواجهة العدو الإسرائيلي واعلن قيام أفواج المقاومة اللبنانية أمل”.
وقال: “رسالة 17 آذار الاستمرار بتحمل المسؤولية مهما كان الثمن، وبذلك علينا أن نؤسس لدولة العدالة، وهي دولة ديمقراطية تعتمد أفضل الأنظمة الانتخابية، ونحن في حركة أمل كنا ولا زلنا وسنبقى نطالب بلبنان دائرة انتخابية واحدة على أساس النسبية، هذا النظام يؤمن وطنية الخطاب لممثلي الشعب ويؤمن مشاركة الأقليات والأكثريات ويلغي البوسطات والمحادل التي لطالما كانت محل انتقاد. ولكننا مرنون لمناقشة الممكن حيث لا يمكن تحقيق المرتجى”.
وطالب الدولة “أن تعطي اهتمامها بمعالجة قضايا بعلبك الهرمل وعكار الاختان اليتيمتان في هذا البلد، والشريكتان بالآلام والآمال نظرة مسؤولة وتضع خطة شاملة بابعادها الاقتصادية والاجتماعية والتربوية والقضائية، لا ان يتم التعامل فقط على قاعدة أن هناك مطلوبين للعدالة، وجميع المحافظات فيها مطلوبون للعدالة، وهنا نطالب بقانون عفو مدروس ومسؤول يعالج الكل بطريقة أبوية وهذا الامر يحصل في كل دول العالم، وساعتئذ اتحدى ان يكون في لبنان فئة تسبق البقاعيين في احترام القانون وتطبيقه”.
ودعا ألى “دولة مدنية تساوي بين المواطنين في الحقوق والواجبات بغض النظر عن انتماءاتهم الطائفية والمذهبية والمناطقية، ودولة حديثة تتوسل أفضل الطرق العلمية في خدمة الناس، واستحاث وزارة تخطيط في أول حكومة مقبلة”.
وشدد نصرالله على أهمية “بناء الدولة القوية بجيشها وشعبها ومقاومتها، فالجيش أثبت أن ولاءه للوطن منحه لقب أفضل جيش عربي يتعاطى مع الأحداث المحيطة بالرغم من قلة الامكانات على اختلاف أنواعها ، لذلك نطالب بتعزيز الجيش عدة وعددا، ليستمر في مواجهة التحديات التي تتعاظم يوما بعد يوم، كما نطالب بتعزيز سائر الاجهزة الامنية وهي ايضا أثبتت نجاحها في مهامها، وهي عنصر أساس من عناصر قوة الوطن”.
وختم نصرالله معتبرا أن “السلسلة حق طبيعي للمواطن بتوفير حياة كريمة ، فيجب أن تقر السلسلة بعد انتظار عقدين من الزمن من قبل الموظفين والعاملين في القطاعات العامة، ونحن ضد فرض ضرائب مباشرة أو غير مباشرة على الفقراء وذوي الدخل المحدود