رادار – وقع “صندوق ثمار طرابلس” وحاضنة الأعمال في غرفة طرابلس اتفاق تعاون لدعم المشاريع الإبداعية والإبتكارية الصغيرة والمتوسطة، في احتفال اقيم في قاعة مؤتمرات و”غرفة طرابلس ولبنان الشمالي”. وقد وقع عن الصندوق رئيسه الوزير السابق نقولا نحاس وعن الغرفة رئيس مجلس الإدارة توفيق دبوسي، وذلك في حضور الدكتور عبد الإله ميقاتي المشرف العام على جمعية العزم والسعادة، رئيس بلدية الميناء عبدالقادر علم الدين وفعاليات ورؤساء وأعضاء هيئات ونقابات ومؤسسات إقتصادية وجامعية وتربوية وثقافية وإجتماعية يتقدمهم والفريق العامل لدى ثمار صندوق وحاضنة الأعمال “البيات”.
ليندا سلطان
بداية، النشيد الوطني، ثم كلمة رئيسة الدائرة التجارية والعلاقات العامة في غرفة طرابلس ولبنان الشمالي ليندا سلطان، أعربت فيها عن “مشاعر الغبطة لتوقيع اتفاقية التعاون بين حاضنة أعمال غرفة طرابلس ولبنان الشمالي وصندوق ثمار طرابلس”، لافتة الى أن “المؤسسات الصغيرة والمتوسطة باتت تمثل قوة رئيسية محركة لتوفير فرص العمل ونمو إجمالي الناتج المحلي، إذ تساهم هذه المؤسسات إلى حد كبير في تنويع الأنشطة الإقتصادية وتحقيق الإستقرار الإجتماعي”.
وختمت :” نتمى أن يوفر الاتفاق الفرص الملائمة التي تلبي تطلعات وطموحات رواد الأعمال من الشباب”.
شوكت حولا
ثم كانت مداخلة للمحامي شوكت حولا كانت عرضا قانونيا ومقاربة لـ”فائدة الوضع القانوني للمشروع التجاري، حيث تناول في اقسم الاول اشكال المشروع التجاري على المستويين الإفرادي والمؤسساتي، وفي القسم الثاني العقود التجارية وكيفية إبرامها، والثالث عن الموجبات الضريبية المباشرة منها وغير المباشرة”.
وشدد في شرحه على “أهمية البعد القانوني ومستلزماته بالنسبة لأية مؤسسة تود الإستفادة من الدعم المتوفر”.
كريم السويسي
وتحدث مدير عام صندوق الثمار كريم السويسي عن “دور الصندوق في دعم المشاريع المبتكرة والإبداعية وإتاحته المجال أمام المبادرات التي من شأنها خلق فرص العمل للشباب عبر المشاريع المقدمة، والتي تحتاج إلى وضع جدوى اقتصادية، ودراسة تفصيلية لبيان طبيعتها، وكيفية تنفيذها بالشكل المنهجي المطلوب”، مبديا “تفاؤله بالتعاون بين ثمار طرابلس وحاضنة الأعمال”، وأملا أن “تكون تجربة التعاون عنوانا للنجاح”.
حامدي
ثم تحدث مدير عام حاضنة الأعمال في غرفة طرابلس فواز حامدي، فأشار الى “أنه لا يكون متشددا كما ورد في شروحات حولا حول الابعاد القانونية لتأسيس المؤسسات ولزومية تسجيلها لأنني أركز على النية في إطلاق الأعمال ولكن لم يشر حولا الى كلفة التسجيل اذ تشير الاحصاءات الى ان من يرغب بتأسيس شركة محدودة المسؤولية فسيلقى صعوبة في ذلك إذ لا يعلم كيف يبدأ ولا يعلم كيف يخرج منها”.
وأكد “أن هناك تحديات ستواجهنا خلال مسيرة التعاون ولكننا سنبحث عن الحلول التي تشبهنا وأنني استطيع أن أجزم أن الرحلة بدأت وأننا نتطلع وكلنا ثقة بان النجاح إن شاء الله سيكون حليفنا”.
نحاس
واستهل نحاس كلمته بداية ب”التركيز على سؤالين أساسيين، فقال: “ماذا فعلنا خلال السنتين الماضيتين؟ وما الذي حققناه أيضا؟، لأن لدي إحساس شخصي بأنني أرى حاجة لأقوم بسرد لمسيرة عملنا خلال الفترة الزمنية المنصرمة،إضافة الى سؤال محوري آخر ماذا تعلمنا؟ ، بالرغم من أننا عملنا ولكن لم نحقق ما كنا نتطلع الى تحقيقه، وأن الإنسان عندما لا يحقق شيئا ما، فمن المفروض عليه التعلم من أخطائه”.
وتابع: “الصناديق الإستثمارية والمصارف والأسواق المالية تتطلب الكثير من الإلتزامات من ممن يطلب الإقتراض لدعم مشاريعه وتتجلى تلك المطالب بالرهن وخلافه من الضمانات التي تتطلبها المؤسسات المالية والمصرفية”.
اضاف: “ما أود أن أقوله أن الذي لا يمتلك المال لا يمكنه أن يؤسس لأي عمل يود أن يقوم به، وهي نقطة أساسية في هذا المجال، ويبقى السؤال ما هو صندوق ثمار طرابلس؟ هو في الحقيقة والواقع صندوق يدعم أصحاب الأفكار المبتكرة والمبدعة، ولديه الإستعداد الكامل لمساعدة من يمتلك القدرة على الإنماء والإبتكار. وما هي بالتالي فكرة ثمار طرابلس؟ هي تلك التي تتمحور حول المساعدة على الإنماء وخلق الوظائف وفي ذلك توفير لفرص عمل متعددة”.
وتساءل نحاس: “ماذا بحثنا خلال السنتان، لقد بحثنا منذ إنطلاقة صندوق ثمار طرابلس في 1/1/2015 فوجدنا بعد مضي ما يقارب العشرين شهرا من مسيرة البحث، ينطبق عليها المثل الدارج “بالسراج والفتيلة” عن المؤسسات التي لديها الرغبة في النمو والتوسع في حجم نشاطها، إلا أننا مع الأسف لم نجد أية واحدة منها، بالرغم من أننا تلقينا 62 طلبا ل 62 مؤسسة وكلها لم تفي بالغرض وغالبيتها لا تدرك ماذا تعني مؤسسة، وماذا يعني أن تكون مسجلة وفقا للأصول القانونية وضرورة أن يتم تسجيلها لتنطلق في عملها، ولكن أصحابها لا يريدون لا التسجيل ولا الإستدانة وبالتالي إنه يريد الحصول على التمويل المصحوب بثقة صندوق ثمار طرابلس المسبقة بصاحب المشروع وبفكرته كما هي دون أية مسؤولية أو إلتزام من طرفه. إنهم يريدون الحصول على التمويل وأن يستثمر المال بالإرتجال”.
وقال: “في الحقيقة يؤسفني أن أقول أن هناك ذهنية صعبة في التعاطي والتعامل، وأننا قد إبتعدنا واقعيا مسافات بعيدة عن العلم والثقافة والإنماء والتطوير، أما اليوم ماذا نريد عمله مع حاضنة الأعمال “بيات”، أولا التعلم من الأخطاء وأن نجد مؤسسات تمتلك مشروعا وفكرة، ونود الإيضاح نحن لا نريد أن نشارك صاحب المشروع لكي نربح على ظهره، نحن نريد أن نقدم الدعم ومن ثم ننسحب في الوقت الذي تبدأ أعماله بالقدرة والصلابة، كما نحن تواقين للنجاح معه. وما تعلمناه هو أننا إكتشفنا أن هناك طاقات شابة جامعية تتمتع بقدرات هائلة ومذهلة وتحتاج الى مساعدة ونحن لهم ومعهم في تطلعاتهم، ولكن يتوجب عليهم الخضوع لمنهجية التدرج والتدريب والتوجيه والتأهيل لأن أي مشروع لا يمكن ان يتحقق تلقائيا بل يجب العمل على إستنباط أدوات الإبتكار والإبداع، من هنا ينبثق دور “الحاضنة البيات”، لتأخذ بيد تلك المؤسسات وتضعها على السكة الصحيحة وحاضنة أعمال غرفة تجارة طرابلس هي القادرة على ذلك، كما هناك رواد أعمال من الشباب والحقيقة هم من الشباب المذهل في تسجيل النجاحات وهم متطوعين لمساعدة من لديه أفكار للتعاون معه”.
وخلص نحاس الى التأكيد على “أن غرفة طرابلس والرئيس ميقاتي هم حاملو هم إنجاح هذا المشروع الهادف الى إنماء طرابلس وأنها مدينة ستلعب دورا واعدا في إعادة بلدان الجوار العربي ولكن علينا التعاضد وتشبيك الأيادي من أجل العمل معا لإنجاح هذا الدور المرتقب لطرابلس التي تملك كل الطاقات والقدرات”.
دبوسي
واستهل دبوسي كلمته “بالتبريك لطرابلس ولبنان الشمالي هذا التعاون البناء بعد أن وضعت الأمور في نصابها الصحيح، وتبلور الخيار الصائب الذي يفضي الى دعم الأفكار وتحويلها الى مشاريع”.
وقال: ” ترى غرفة طرابلس أن المدينة باتت حاجة ضرورية وحيوية للبنان والمنطقة وأن شراكتنا مع صندوق ثمار طرابلس جاءت في التوقيت الملائم، فطرابلس غنية بأفكار وعلوم ومعارف أبنائها وبموقعها الإستراتيجي وأن كل البعثات الدبلوماسية والمؤسسات المالية الدولية لا سيما مجموعة البنك الدولي منها تؤكد على صحة وواقعية قراءتنا ومقاربتنا للمعطيات الإقتصادية والإجتماعية المتوفرة لدينا والتي تستند على العلم ودقة الأرقام، وهما المرتكزات الأساسية لتحديد دور طرابلس وتشكيلها القيمة المضافة في التركيبية اللبنانية، وتوفر الخدمات بكل الإتجاهات على المستويين الوطني والإقليمي العربي، ونحن ملتزمين بالشراكة مع المجتمع الدولي دولا وشعوبا ومؤسسات، ونحن نسجل قصص نجاح في بلدان الإنتشار، وقد سجلناها قبل أي شعب أخر من بلدان العالم”.
وتابع:”أن منطقتنا هي منطقة تتسم بالحماوة والإشتعال المصحوب بأعمال عنفية هي أقل وتيرة عن الماضي. وأن بعض البلدان العربية تمر بظروف صعبة ونحن ندعو للشعب السوري بأن يهون عليه ويخرج من أزمته وكذلك الشعب العراقي وكل شعوب البلدان العربية التي تشهد الحروب والتوترات وعدم الإستقرار ونحن مؤمنين بإرادتنا وقدراتنا وذاتيتنا، لأننا ننتمي الى وطن رسالة، ولاننا ملتزمون بالإنسان، وما علينا إلا أن نتقبل بعضنا البعض بروح تفهم الآخر والحوار معه، لكي نحقق الآمال والطموحات والتمنيات المشتركة، بأن تبقى طرابلس والشمال وكل لبنان، منارة للعيش الواحد بالأمان والسلام والإزدهار الذي لدينا الثقة والإيمان المطلق أنه سيتحقق”.
طاولات مستديرة
وختاما، نظمت طاولات مستديرة لإطلاع كافة الراغبين بالشروع بإطلاق مشاريعهم المبتكرة والإستفادة من التقديمات والخدمات التي ستكون نتاجا للتعاون بين صندوق ثمار طرابلس وحاضنة أعمال غرفة طرابلس ولبنان الشمالي “بيات”.