رادار نيوز – اقام “حزب الله” احتفالا حاشدا لمناسبة ولادة الامام المهدي، في حسينية الصحابي عمار بن ياسر في بحبوش الكورة، برعاية المفتي الجعفري الممتاز العلامة الشيخ احمد قبلان وحضوره الى عضو المجلس الاسلامي الشرعي الاعلى الشيخ مصطفى ملص، امام بلدة بحبوش الشيخ حسين سليم، مسؤول قطاع حزب الله في الشمال الشيخ رضا احمد، عضو المجلس السياسي في الحزب الحاج محمد صالح، المرشد الاقليمي للاخويات في الشمال وكاهن بلدة بزيزا الخوري شارل قصاص، رئيس اقليم كاريتاس الكورة مختار بلدة بحبوش سيمون توما، رئيس المجلس الوطني في المنية كمال الخير، رئيس الجمعية الخيرية لانعاش القرى الخمس الدكتور ماهر حسين، مخاتير وشخصيات سياسية واجتماعية.
استهل الحفل بكلمة ترحيب وتعريف من الزميل محمد الحاج حسين، ثم تلاوة عطرة من القرآن الكريم القاها الحاج ابو قاسم سليم، تبعها النشيد الوطني ونشيد الحزب.
ونوه ملص في كلمة القاها باهمية دور ورسالة الامام المهدي وفق ما اجمع عليه المسلمون، اذ انه “ياتي بعد زمان يكون قد ساد فيه الظلم والجور، ليقيم ويملآ الارض عدلا”.
وراى “ان دور الانبياء جميعهم لم يكن الا لرفع الجور ومواجهة الظلم واقامة العدل والقسط بين الناس”.
واشار الى “ان ما نشهده اليوم من دعوات لا تحمل للناس الا الضيق والحرج والشدة وهي خروج على اسس هذا الدين وعلى مبادئه وعلى قيمه وعلى يساره”.
ولفت الى انه في المرئيات ان الامام المهدي” لدى ظهوره، اول من يواجه من الناس هم فئة من ادعياء العلم يسمون انفسهم العلماء. اذ ان المواجهة الاولى ستكون معهم لانهم هم الذين ضللوا الناس، وانحرفوا بهم عن السراط المستقيم، وهذا ما نرى صورته وتجسيده اليوم في ما يحصل في كثير من بقاع العالم الاسلامي في سوريا وفي العراق، وما حصل مثله في لبنان وكثير من البلدان الاسلامية وغيرها. هذا المنهج الذي نطلق عليه المنهج التكفيري، والذي كان من نتائجه كما ترون في هذا الربيع العربي، ذلك الشلال من الدماء الذي لم يتوقف حتى الان، وتلك الحروب وتلك الفرقة التي وقعت بين الناس جراء هذا النهج الذي يكلف الناس ما لا يطيقون ويحمل هذا الدين ما لا يمكنه ان يحتمله، ولا يمكن ان يكون مسؤولا عنه، لان المسؤول عن هذا السلوك وهذه الدماء وهذا الدمار والخراب الذي تسببوا به باسم الدين انما هو ذلك النهج المنحرف الخارج على قيم الاسلام وعلى مبادئه وعلى سماحته. الاسلام الذي يخاطب الناس بكل مودة وبكل رحمة، لكي يدخلوا بدين الله من اجل سعادتهم وهنائهم ومن اجل حياة راقية انسانية سعيدة. الا انهم يصورونه للناس على انه قتل وسفك للدماء ينصبون من انفسهم آلهة على الناس يحاسبونهم على معتقداتهم وعلى اعمالهم وافعالهم وكانهم هم من اوكل اليهم امر الناس يوم القيامة بادخل هذا الى الجحيم وبادخال ذاك الى النعيم”.
وختم ملص: “ان دعوة الامام المهدي هي التي ستنقذ البشرية من زيفها وضلالها ومن خروجها على المبادئ والقيم السماوية، هذه الدعوة هي التي ينبغي ان نتمسك بها وان نمهد لها وان نكون عاملين في سبيلها لانها هي دعوة الاسلام الحق الذي جاء به النبي محمد والانبياء من قبله. ونسال الله ان يرفع الكرب والبلاء عن الامة وان يعيدنا الى ديننا عودة طيبة مباركة”.
وركز الخوري قصاص في كلمته على “ان الله اوجدنا معا على هذه الارض الطيبة، واعطانا معا هذا الهواء وهذا التراب وهذه المياه وهذه الاشجار.. لنبتهج بها ونحافظ عليها ونؤمن استمراريتها، كل ذلك معا، مسلمين ومسيحيين، مؤمنين وملحدين، ملتزمين وعلمانيين. فلذلك لا كافر بيننا ولا جاحد، لا قريب ولا بعيد، لا صديق ولا عدو الا الشيطان”.
واكد “الايمان بان وجودنا معا ليس من صنع البشر، ولا الصدف، ولا التاريخ والضرورة المرة. هناك حكمة الهية تتخطى عقولنا، واذهاننا ومعرفتنا المحدودة. لذلك نحن نؤمن ان دعوتنا الالهية هي ان نحافظ كل بعضنا على البعض الاخر، ونشارك بعضنا البعض، ونخلص بعضنا البعض. وهذا ما كشفه الله لخادمه البابا القديس يوحنا بولس الثاني حينما قال ان لبنان ليس مجرد وطن انه رسالة حرية وتعاون وحوار”.
وشدد بناء على تطبيق تعاليم الايمان “السعي لان نكون مسيحيين حقيقيين ومسلمين حقيقيين ونقبل كل من يختلف عنا بالدين والفكر والثقافة، الا من يناقض عيشنا الواحد. لا نكفر احدا ولا نرفض احدا شرط ان لا يدخل في ما بيننا ليفصل بيننا”.
وتطرق الى ما يعانيه “شرقنا، عراقنا، شامنا، ومصرنا ولبناننا. كل بلادنا اضحت كربلاء، ورفعت على صليب الجلجلة.. فالموت والدمار يحيطان بنا، والاهمال والفقر يتغلغلان في ربوعنا. ولكننا اقوياء بالذي يقوينا، ونغلب بالغالب الراكب على المغراب، الذي السماء عرشه والارض موطئ قدميه”.
بدوره، اعتبر قبلان “ان مركز الخطاب الالهي المهدوي يقوم على وحدة البشر واصالة كرامتهم من الله”.
وتطرق الى روايات “تحكي عن وئام مطلق بين اتباع المسيح واتباع النبي محمد زمن المهدي”، في تاكيد “ان الفقراء والستضعفين والمظلومين يشكلون ارضية اتباعه والمنادين به”.
وقال: “ان الاولوية الاساسية لخطابنا الديني تؤكد هذا المعنى الجامع من القيمة المهدوية. وهو يعني بواحد من معانيه المدركية، ان المسيحي والمسلم والسني والشيعي والعلوي عباد الله ورعيته وخلقه الذين انتخبهم لوظيفة ارضه وحقيقة محبته”، مشددا على “ان لا فرق في ذلك بين اهل جبل محسن والتبانة، ولا بين اهل الضاحية الجنوبية او بحبوش وزغرتا، فالجميع من الله واليه، وكلهم رعيته وخلقه. لذلك يجب علينا ان نعيش معا شراكة محبة وتضامن وتواصل واخوة في الله، وان لا نستغل بلعبة الكبار، لان كبار هذا العالم لا هم لهم الا اللعب بالدم والاشلاء والخصومات”.
وطالب “ابن جبل محسن ان يكون عونا لاخيه ابن التبانة، ومن ابن الضاحية ان يكون اخا لابن طرابلس والشوف وبعبدا، لان هذا البلد حاضنة الله قبل ان يكون حاضنة الاديان، ومهد الاباء والاجداد قبل ان يكون مدفنهم”.
ودعا الى “ان نعيش وحدتنا من الداخل، وان يكون لبنان شراكة طموحنا وآمالنا. وبالمنطق الديني لا يجوز ان تتحول خلافاتنا الى قطيعة، وقطيعتنا الى رصاص، ورصاصنا الى قتل وموت وفظاعات. بل ان من اكبر الجرائم عند الله ان يتحول عيشنا المشترك الى قطيعة وبغضاء ومتاريس وجنائز. لذا فان الاعانة على القطيعة اثم، والعون على قتل اخيك هو قتل لنفسك، والخصومة له هي خصومة لك”.
وتطرق الى الوضع اللبناني، بالقول: “اكدنا مرارا ان حل الخلافات السياسية يجب ان يتم بهدوء، وان لا يتحول الى خصومة دينية او مذهبية ولا تصفية حسابات في الشوارع. وبهذا المعنى، يجب انتخاب رئيس جمهورية مسيحي الهوية، مسلم الهوى، يجمع ولا يفرق، وليس له هم الا وحدة لبنان وعيش اهله المشترك”.
وطالب الحكومة اللبنانية ب “ان تكون حكومة عمل ومدارس ومؤسسات وخدمات اجتماعية وضمان شامل لكل اللبنانيين، وقبل هذا وذاك، ان تكون حكومة ضد البطالة والجوع والوجع والجريمة والخوف والهواجس، ان هي ارادت انقاذ ما تبقى من لبنان”.
وختم: “كما وحدتنا روح السماء بذكرى ولادة الامام المهدي، يجب ان توحدنا روح العيش المشترك بالاخلاص للبنان”.
وتخلل الحفل تقديم الشيخ سليم مجسم سيف الامام علي الى المفتي قبلان. واداء وصلات انشادية وقصائد شعرية من منيف شريف. كما قدم قبلان الشيخ احمد بكلمة نوه فيها بالجنوب واهله.