رادار نيوز – أطلقت الشركة الروسية لإنتاج الأفلام buta films وسفارة روسيا الاتحادية في لبنان والمركز الثقافي الروسي، بالتعاون مع وزارتي السياحة والثقافة، النسخة الاولى من المهرجان السينمائي الروسي في لبنان الذي سينطلق من 24 لغاية 28 من الجاري، في صالات “سينما سيتي” بأسواق بيروت و”أمبير متروبوليس” بمركز “صوفيل”، حيث سيعرض 12 فيلما روسيا، وذلك في مؤتمر صحافي عقد في فندق “فينيسيا”، بحضور وزير السياحة ميشال فرعون، ممثل وزير الثقافة روني عريجي مستشاره لشؤون السينما المحامي نصري براكس، السفير الروسي الكسندر زاسبيكين، مستشار وزير الخارجية للعلاقات اللبنانية – الروسية النائب امل ابو زيد، مدير المركز الثقافي الروسي والوكالة الروسية خيرات اخميتوف، المديرة العامة للمهرجان ماريا ايفانوفا، مدير العلاقات العامة في المركز الثقافي الروسي الدكتور طارق شومان، المنتجة المنفذة للمهرجان ايكاترينا بيروغوفا، وممثلين عن وسائل الاعلام اللبنانية والروسية.
زاسبيكين
بعد النشيدين اللبناني والروسي وكلمة تقديم لجورج نجم، ألقى السفير زاسبيكين كلمة قال فيها: “تتطور روسيا في كل المجالات، ونريد أن تكون معروفة الوقائع بشكل كامل، وخصوصا في الفنون التي تشكل العمود الفقري للصلات الشعبية. يسرنا أن نقدم إليكم المهرجان السينمائي الروسي الأول بعنوان “خمس سنوات في خمسة أيام”. واللافت أنه يجري في السنة التي عينت سنة سينمائية في روسيا. ويشير نجاح الفيلم “طاقم الطائرة”، الذي تم عرضه في لبنان في الصيف الماضي الى قرب السينما الروسية من المشاهد اللبناني واهتمام الجمهور اللبناني بها”.
أضاف: “لدى شركة buta films تاريخ طويل في التعامل الثقافي مع بلدان مختلفة، وهي تقدم في إطار هذا المهرجان أفلاما روائية، وكذلك أفلاما قصيرة ووثائقية وأفلام الرسوم المتحركة، وشاركت بعضها في مهرجانات أوسكار ومدينة “كان” وتورونتو وموسكو وغيرها”.
وتابع: “أنا شخصيا شاهدت بعض الأفلام المعروضة، وأعجبتني تلك التي تكشف الفكرة الرئيسية للشعب الروسي بمحبة للوطن والشجاعة وبطولة الروس العاديين مثلا فيلم “كاسحة الجليد”، وله صورة جميلة، واستخدمت التكنولوجيات المعاصرة. كما يتحدث الفيلم عن حقائق كارثة في المياه الباردة، فأظهرت الظروف الصعبة كل الصفات الرائعة لأعضاء طاقم السفينة، وتنعكس الأفلام بحثا إبداعيا عن أشكال وأفكار جديدة واستخدام لغة سينمائية متطورة”.
ودعا جميع المشاهدين اللبنانيين إلى “حضور المهرجان ليعبروا عن رأيهم في السينما الروسية”، وقال: “ندعم هذا المهرجان كمشروع يساعد على تطوير العلاقات في مجالات الثقافة والسياحة بين الشعبين الروسي واللبناني، ونتمنى أن تتبعه خطوات لاحقة. كما نسعى الى تنشيط زيارات الروس الى لبنان للاطلاع على هذا البلد الجميل والمتميز بوجود آثار تاريخية وعجائب طبيعية، والأهم وجود أهله الطيبين”.
فرعون
من جهته، قال فرعون: “نحن نريد العلاقات اللبنانية – الروسية على الصعيدين الثقافي والسياحي، خصوصا أننا نتداول مع سعادة السفير حول الطاقات والفرص للسياحة الروسية في العالم، وهي مهمة وكبيرة، لكن مستواها السياحي للبنان ليس على قدر الأماني. ولذلك، يجب أن نكثف نشاطنا واجتماعاتنا على أكثر من صعيد”.
أضاف: “بعد عشرة أيام سيصل الى لبنان 16 صحافيا روسيا لدعم العلاقات السياحية وتمتينها. ومنذ شهر، دعونا أيضا طاقما إعلاميا آخر. نشهد اليوم نهضة للسينما الروسية، كما نشهد نهضة للسينما في لبنان من خلال الجوائز العالمية أو العمل الجامعي أو إبداع العاملين في هذا القطاع”.
وتابع: “نحن شجعنا هذه المبادرة المهمة لتنمية العلاقات السينمائية بين البلدين، وندعو في هذه المناسبة المخرجين الى تصوير أفلامهم في لبنان لما يتميز به هذا البلد من جمال وطبيعة”.
وأكد فرعون “نمو السياحة خلال السنتين الماضيتين بنسبة 25 في المئة، وهذا الصيف بلغ عدد الأحداث السياحية أكثر من 200 حدث سياحي”.
أبو زيد
وبدوره، قال أبو زيد: ” في عام 1999، ذهبت للمرة الاولى إلى روسيا، حيث شاهدت التطور الهائل الذي شهدته روسيا هذه الدولة المحورية، الذي على لبنان أن يتجاوز علاقته بها إلى الامور الثقافية”.
أضاف: “لدينا غربة بالنسبة إلى العلاقة مع روسيا، رغم مئات الخريجين اللبنانيين من جامعاتها، فضلا عن ارتباط عدد كبير منهم بالزواج من روسيات، إلا أن هذه العلاقة لم تتطور سريعا. إن روسيا كانت من أوائل الدول التي اعترفت بلبنان. كما أنها تدعمه، وتقدم المنح الجامعية، وكلنا يعلم أن هناك متخرجين وفنانين درسوا في روسيا”.
وتابع: “اليوم، نشهد انطلاقة ثقافية من خلال هذا المهرجان السينمائي، وهناك مجالات عدة يمكن أن نتعاون فيها مع روسيا، لا سيما في المجالات السياحية، كما قال الوزير فرعون. ونعلم اليوم كم يبلغ حجم السياحة الروسية الى اوروبا الغربية. ولذلك، فإن الباب الروسي لا يزال مغلقا نحو لبنان. وانطلاقا من ذلك، علينا كلبنانيين ان نقوم بدور في هذا الاطار”.
ونوه بالمهرجان، متمنيا “أن يشمل مجال التعاون بين البلدين إلى مجالات أخرى”.
براكس
وألقى ممثل وزير الثقافة كلمة قال فيها: “أنقل إليكم تحية معالي وزير الثقافة الأستاذ ريمون عريجي وترحيبه الحار بكل النشاطات الفنية والثقافية التي تختار لبنان منصة لها تحقيقا للمشاركة والتفاعل الحضاري، لا سيما المبادرات الآتية من دولة روسيا الاتحادية ذات الإرث الثقافي العريق، والتي يأتي في إطارها هذا المهرجان السينمائي، حيث من المفترض أن يلقي الضوء على بعض أعمال السينما الروسية في السنوات الخمس الأخيرة، والذي نتمنى له التوفيق والنجاح”.
أضاف: “عرف اللبنانيون الثقافة والفن الروسيين منذ زمن طويل، وتلقفوا القيم الروسية بشغف واهتمام كبيرين. مرت روسيا بتغيرات كثيرة، منذ أيام القيصرية، مرورا بالثورة البولشفية”، وصولا إلى انعطافة البريسترويكا، وحتى زمن انبعاث الدولة القوية الفاعلة في الوقت الحاضر. ورغم كل هذه التبدلات في الجغرافيا والأطر الدستورية، بقيت روح الشعب الروسي المتمثلة بحضارته وأدبه وثقافته وفنه ثابتة صامدة لا تتغير، تشع إبداعا يغزو العالم وينتشر في ضمير الشعوب”.
وتابع: “أسقط الفن الروسي الحدود، نقلنا إلى الزمن الآخر، إلى ما هو إنساني وجمالي وميتافيزيقي. ما من مجال في الثقافة والفن والأدب، إلا وكان لأعلام وشخصيات روسية دور مؤسس ومميز فيه. هل يمكن الكلام على الموسيقى الكلاسيكية بدون Prokofiev وStravinsky وTchaikovskyوSchostakovich، هل يمكن الولوج إلى هيكل الأدب والشعر، ولا ترتسم في أذهاننا هامات العمالقةDostoevsky وTolstoy وPushkin وغيرهم، وكذلك في الرسم والنحت والرقص والمسرح. اما السينما، الفن السابع الذي تنشغلون به اليوم، من خلال هذا المهرجان، سعيا إلى ترويج الفيلم الروسي وفقا لمعايير العولمة الحديثة السائدة، فكنتم السباقين في خلق مبادئه وفلسفته ونظرياته الفكرية والجمالية سحابة مئة عام وأكثر”.
وأردف: “السينما الروسية الحقيقية التي نعرفها هي سينماEisenstien ونظرياته التأسيسية في المونتاج، وTarkovsky ومفهومه للنحت في الزمن، والأيقونة الحية AlexanderSokurov وشاعرية صوره وعمق موضوعاته الإنسانية، وكثيرون غيرهم ممن صنعوا السينما الروسية، سينما المشاعر الصادقة، سينما كل ما هو حي، كل شعاع إنساني، كل توق إلى الحرية، ورفض لكل قيود التبعية التي تحيل الشعوب إلى قطعان. تلك هي السينما الروسية، ومن لا يعرفها لا يعرف شيئا عن روح السينما وجوهرها”.
وقال: “سعادة السفير، سبقكم هؤلاء العظام وأخبرونا، بأصالة متطرفة، بصدق أعمى، بإبداع لا معقول، وبجمال مسكر، عن المجتمع، عن التاريخ والفلسفة، عن الحياة والموت، عن روسيا، وعن كل ما هو إنساني. هؤلاء الكبار الذين قاوموا وما زالوا يقاومون الهيمنة الأحادية والإلغاء المستمر والهمجي للثقافة في العالم. نتمنى أن تبقى روسيا الإتحادية مصدر إشعاع للفن الحقيقي والإبداع الملهم ورائدة التنوع والخصوصية والهوية الثقافية المميزة. شكرا لرموز الفن الحقيقي، شكرا لكبار صانعي الحضارة الروسية، إلى أي زمن انتموا”.
أخميتوف
وألقى أخميتوف كلمة قال فيها: “إننا نهدف إلى جعل هذا الحدث الأكثر تميزا بطابعه الحواري في الشرق الاوسط، حيث ستكون عدسات كاميرات السينما مرآة للثقافة الروسية. وسيساهم المهرجان في تعزيز الثقة بين لبنان وروسيا، ويشجع الاستثمارات في المشاريع التجارية المستقبلية، ويمثل حجر الاساس لتفعيل العلاقات الثقافية المتينة بين البلدين”.
أضاف: “اليوم، نطلق المهرجان من بيروت، ويترأس المبعوث الخاص للرئيس الروسي للشرق الاوسط وشمال إفريقيا نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف المؤتمر الصحافي لاطلاق المهرجان في وزارة الخارجية في موسكو يوم الثلثاء في 18 تشرين الاول”.
وتابع: “معا لبناء الصورة التاريخية المشتركة، ومهرجان السينما الروسية الاول في لبنان يساهم في تقوية العلاقات الثقافية والتربوية والمالية والسياسية والتجارية بين الشعبين الشقيقين في لبنان وروسيا، فالحلم تحقق، وبإيمانكم يتجدد المهرجان سنويا”.
ايفانوفا
وألقت إيفانوفا كلمة قالت فيها: “منذ نصف عام بالتحديد، وصلت إلى لبنان للمرة الأولى عن طريق سوريا حيث كنت أحضر وثائقيا عن اللاجئين. وأول ما رأيته في لبنان كان صخورا كبيرة في البحر، رائعة الجمال. لبنان بلد فاتن. لذا، وقعت في حبه من النظرة الأولى… وخلال وجودي فيه، كان اللبنانيون يقولون دائما إنه من الضروري إقامة مشروع روسي هنا. فأصبح المهرجان السنمائي الروسي هذا المشروع، خصوصا أن الدولة الروسية أعلنت أن العام 2016 هو عام السينما”.
أضافت: “سنحضر للبنان أجمل ما يمكن أن تقدمه السينما الروسية المعاصرة. وتتسم الأفلام التي سنعرضها بأنها اختيرت من مهرجان كان السينمائي ومهرجان تورونتو الدولي للأفلام، وحازت جوائز مهمة في العرض الأساسي للأفلام الوطنية الروسية Kinotavr”.
وتابعت: “يعتبر فريق المهرجان فريقا متواضعا، غير أنه يتألف من أشخاص يافعين وموهوبين ومحترفين، يرغبون في العمل على هذا المشروع. أما يدي اليمنى فهي كايت بيروغوفا المنتجة المنفذة للمهرجان والتي تتمتع بخبرة لافتة في إدارة المناسبات”.
وشددت على أن “النسخة الأولى من المهرجان السنمائي الروسي في لبنان تعتبر المشروع الأول من سلسلة من المبادرات الشرق أوسطية التي نخطط لتنطيمها. وسنستمر في إقامة مناسبات رائعة وواسعة النطاق في روسيا أيضا. لقد حان الوقت للانتقال من الكلام إلى الفعل، ونحن جاهزون لمواكبة العصر”.
يذكر أن صالات السينما ستفتح أبوابها في كل من Cinemacity في أسواق بيروت وEmpire Metropolis في مركز “صوفيل” من 24 تشرين الأول الجاري الى 28 منه لتعرض 12 فيلما روسيا مؤثرا كانت لها مكانتها في عالم إنتاج الأفلام.






