تدعو النّساء إلى استشارة طبيبهنّ “كي لا يبقى وجعهن ”حكي نسوان”
ضمور المهبل يطال امرأة من اصل اثنتين في سنّ الأمل
شاركت ممثّلات الفيلم السينمائيّ الشّهير “وهلّق لوين؟” في حملة تُناشد النّساء في سنّ الأمل عدم المعاناة بصمت من العوارض في المنطقة البولية والتناسلية لأنّه بالإمكان معالجة ضمور المهبل والحصول على نتائج ممتازة
رادار نيوز – “ما تخلي وجعك حكي نسوان” هو النّداء الذي اطلقته الجمعيّة اللّبنانيّة للتوليد والأمراض النّسائيّة ونوفو نورديسك، يوم 15 آذار 2013، عبر مؤتمر عقد في فندق الصيفي سويت، أمام حشد اعلامي واجتماعي، لزيادة الوعي عن ضمور المهبل أو ما يُعرف أيضًا بجفاف المهبل، وهي حالة مرضيّة مزمنة تصيب امرأة واحدة من أصل اثنتين في سنّ الأمل، غير أنّ غالبية النّساء تُهمل ضمور المهبل إذ لا يتمّ الكشف سوى عن 25% من الإصابات.
وقال الدّكتور فيصل القاق رئيس الجمعية اللّبنانيّة للتوليد والأمراض النّسائيّة “إنّ معرفة النّساء بضمور المهبل في لبنان متدنية، علمًا أنّ العوارض يمكن أن تأثّر سلبًا على صحّة المرأة، والحميميّة الجنسيّة، والعلاقات بشكل عام، والثّقة بالنّفس. على النّساء أن يتكلّمن أكثر عمّا يختبرنه يوميًا لا سيّما أنّ ضمور المهبل لن يزول تلقائيًا لا بل قد يتفاقم مع الوقت خلافاً لعوارض سنّ الأمل المؤقّتة كالهبّات السّاخنة. قد يتفاقم ضمور المهبل في حال عدم الخضوع للعلاج المناسب كما قد يؤديّ إلى تغيّرات طويلة الأمد في الجهاز البولي والتناسلي لدى بعض النّساء كسلس البول وغيره”.
وأضاف: “نحن أيضًا ندعو الأطباء إلى إثارة موضوع الصّحة المهبليّة باستمرار مع النّساء ما بعد سنّ الأمل ومناقشة العلاجات المناسبة المتوفّرة لتحسين نوعيّة حياتهنّ”.
إنّ العوارض التي تركّز عليها الحملة بمشاركة ممثّلات فيلم ‘’ وهلّق لوين؟’’ إيفون معلوف وكلود باز، وليلى حكيم، تشمل جفاف المهبل، والحريق، والحكّة، والانزعاج، والألم أثناء الجماع، والنّزيف الخفيف أثناء العلاقة الجنسيّة، والحاجة الملحّة للتبوّل، والتبوّل المتكرّر ، وسلس البول والتهابات امتكررة في المسالك البوليّة.
كما تخلّل إطلاق الحملة شهادة حيّة لزويا عوكي، محاضرة ومشرفة أكاديميّة في قسم الفنون السّمعية-البصريّة في جامعة سيّدة اللّويزة. شاركت عوكي تجربتها الخاصّة مع ضمور المهبل كما عرضت فيلمًا وثائقيًا من إخراجها مدّته 15 دقيقة، حيث تناولت فيه وقع سنّ الأمل على حياة النّساء.
وقالت عوكي: “لم تقم أيّ امرأة من بين النّساء اللّواتي قابلتهنّ خلال تصوير الوثائقيّ بذكر ضمور المهبل، ممّا يسلّط الضّوء على الحرج الذي تشعر به غالبيّة النّساء حيال هذه الحالة الطّبيعيّة والقابلة للعلاج”.
يتسبّب ضمور المهبل بألم وانزعاج بسبب عدد من التغيّرات الفيزيولوجيّة إثر انخفاض مستوى الأستروجين لفترة طويلة: يتقلصّ المهبل ويصبح أقلّ مرونة، كما تصبح البطانة أرقّ، وتقلّ الإفرازات المهبليّة. يؤدّي النّقص في الأستروجين أيضًا إلى انخفاض حموضة السّائل المهبليّ ممّا يعرض المهبل إلى الالتهابات.
وأشارت ريتا صفير، المديرة العامّة لنوفو نورديسك لبنان، إلى “انّ النّساء في كافّة أنحاء العالم يتردّدن في مناقشة مخاوفهنّ مع أخصّائيّي الرّعاية الصّحيّة لعدّة أسباب منها الحرج، أو المحرّمات الثّقافيّة، أو لأنّهن مقتنعات بأنّ هذا أمر طبيعيّ سببه التقدّم في السّن، أو الخوف من عدم توفّر أيّ علاج لهذه الحالة، أو حتّى القلق حيال ردّة فعل الطّبيب لدى مناقشة العوارض الحميمة”.
أظهرت دراسة – VIVA (الصحة المهبلية: رؤى ووجهات نظر ومواقف) شاركت فيها 3520 امرأة في سنّ الأمل ومن جنسيّات مختلفة أنّه على الرّغم من معاناة نصف المشاركات من عوارض ضمور المهبل، 63% منهنّ لا يعتبرن ضمور المهبل حالة مرضيّة مزمنة تستلزم علاجًا متواصلاً لأسبابها الكامنة. كما تنسب أكثر من ٩٠٪ منهن هذه العوارض إلى أسباب مرضية أخرى كالفطريات المهبلية أو التهاب المثانة.
هناك عدد من العلاجات الفعّالة التي لا تشكّل أيّ خطر على الصّحة. فهي تعالج بفعالية عوارض ضمور المهبل ، إذ يمكنها أن تخفف من حدّة التغيّرات الفيزيولوجيّة النّاجمة عن فقدان الأستروجين، ما يساعد المرأة على تحسين نوعيّة حياتها. تشمل عادةً هذه العلاجات جرعة موضعيّة مخفّضة جدًّا من الأستروجين. تبلغ كميّة ضئيلة منها مجرى الدّم فلا تتخطّى بالتالي النسبة الطبيعية المحدّدة للأستروجين في الدّم لدى المرأة في سنّ الامل.
ضمور المهبل
يشكل الضمور المهبلي حالة مزمنة وشائعة جداً لدى النساء ما بين الـ45 والـ55 سنة إذ تصبح بطانة المهبل أرقّ وأكثر عرضة للالتهاب نتيجة انخفاض نسبة الأستروجين، وهو هرمون أنثوي يفرزه المبيضان. يمكن أن تُصاب المرأة به أيضًا خلال فترة الرّضاعة أو في أيّ فترة أخرى يتدنّى خلالها معدّل الأستروجين في الجسم نتيجة الخضوع للعلاج بالإشعاع مثلاً، أو العلاج الكيميائيّ، أو بسبب اضطرابات جهاز المناعة، أو تناول بعض الأدوية المعيّنة. قد يتسبّب الضمور المهبلي بظهور آثار طويلة الأمد لدى بعض النّساء في حال عدم الخضوع للعلاج.
في لبنان، تشير التّقديرات القائمة على معدّلات الانتشار الدّولية إلى أنّ 120000 امرأة تقريبًا تتراوح أعمارهنّ بين 45 والـ60 سنة مصابات بضمور المهبل، علمًا أنّ معظمهنّ لم يخضع حتّى اليوم لأيّ علاج.
عن نوفو نورديسك
نوفو نورديسك شركة عالميّة متخصّصة في الرّعاية الصّحيّة، مركزها الرّئيسيّ في الدانمارك. تتمتّع نوفو نورديسك بـ89 سنة من الابتكار والرّيادة في مجال الرّعاية المخصّصة لمرضى داء السّكري. كما تحتلّ مكانة مرموقة في مجال رعاية مرضى الهيموفيليا وعلاج هرمون النّموّ.