رادار نيوز – رأى الرئيس سعد الحريري ان وفاة العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز “خسارة كبيرة للأمة العربية”.
أجرت قناة “العربية” حواراً مع الرئيس سعد الحريري من مقر إقامته في الرياض حول وفاة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، رحمه الله، وتولي الملك سلمان بن عبد العزيز القيادة:
سئل: دولة الرئيس، ماذا تقولون بداية في هذا اليوم؟
أجاب: “إنها خسارة كبيرة، خسارة للامة العربية، وداعنا للملك عبد الله بن عبد العزيز الذي كان ابا وقائدا لهذه الامة، واليوم لبنان يشعر بهذه الخسارة لأن الملك عبد الله كان يقف الى جانبه في كل المراحل الصعبة التي مر بها. رحمه الله وغفر له، كانت عينه ساهرة دوما على الامة العربية والإسلامية، واللبنانيون اليوم يشعرون بأنهم فقدوا أبا لهم، كان يقف دوما معهم في كل المراحل، ليس فقط بالأقوال ولكن أيضا بالأفعال، كما كان ايضا يقف الى جانب القضية الفلسطينية وكل ما يهم القضايا العربية”.
سئل: كيف تنظرون الى مستقبل هذه العلاقة المتينة التي كان اثرها ظاهرا في عهد الملك عبد الله رحمه الله، والآن في المرحلة المقبلة في عهد الملك سلمان بن عبد العزيز؟
أجاب: “لا شك في أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان سيكمل المسيرة. فمنذ عهد الملك عبد العزيز كانت سياسة المملكة بالنسبة الى الامة العربية واضحة وبعيدة من التدخل في شؤونها وحريصة على جمع كل الاطراف ضمن الوحدة العربية. والملك سلمان من دون شك سيكون ساعيا الى هذه الوحدة. وهو عندما كان اميرا للرياض كنا نراه مساندا للمواطنين يسأل ويتابع ويتحاور معهم، وعندما أتى الى لبنان لمرات عديدة كان داعما للبنانيين أيضا”.
سئل: بالعودة إلى خادم الحرمين الشريفين الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز، فقد جمعتكم به العديد من المواقف واللقاءات والاجتماعات، هل تحضركم الآن بعضا من هذه المواقف أو بعضا من كلماته؟
أجاب: “آخر موقف كان عندما وقع هجوم على بلدة عرسال في الصيف الماضي، إذ كان خادم الحرمين رحمه الله يرى ويتابع ما في لبنان. وأنتم تعرفون أنه قدم الكثير الى الجيش اللبناني، ورأى أنه يجب أن يكمل هذا الدعم، دعم مكافحة الارهاب في لبنان، فقدم الى لبنان مليار دولار لمكافحة هذا النوع من الارهاب والمتطرفين، ويومها اتصل بي في وقت متأخر ليلا وأصر على الاعلان عن هذا الأمر، لأنه كان يرى خطورة هذا التطرف، وخطورة هذه الآفة التي يواجهها المسلمون، وكان دائما حريصا على أن يكون هناك اعتدال بين المسلمين وعلى مكافحة هذا النوع من الارهاب بشتى الوسائل”.
سئل: بالحديث عن الاسلام والمسلمين، المسلمون اليوم يتعرضون لمرحلة صعبة ويبرز فيها التطرف الديني والعنف، والملك عبد الله رحمه الله كان صاحب تجربة في تأسيس مركز لمكافحة الارهاب والتطرف والحوار ما بين الاديان، كيف ترون نتائج هذه المبادرة؟
أجاب: “هذه المبادرة نابعة عن اقتناع راسخ في المملكة العربية السعودية، بمعنى أن حوار الاديان ليس بتصادمها، ولكن هناك بعض الذين يخرجون عن الدين وكل مبادئه، ويدعون التدين وأنهم يمثلون الدين، وخادم الحرمين الراحل تنبه لهذا الموضوع منذ عشرة اعوام ومدى خطورته على الامة الاسلامية، لذلك دعا الى المبادرة من أجل مكافحة الارهاب، وبعد ذلك دعا الى الحوار بين الأديان، لأنه رأى أن البعض يريد أن يستغل الاديان لوضعها في مواجهة، لكن هذا الشيء ليس هو ما يحصل فعليا. وهو كان يرى أن الدين الاسلامي هو دين السلام، لذلك تقدم بمبادرته للسلام من بيروت منذ مدة”.
سئل: هل تحضرك بعض المواقف أو ربما ملامح شخصية الملك سلمان بن عبد العزيز؟
أجاب: “الملك سلمان كان صديقا للوالد ويعرفه جيدا، وعلى معرفة بكثير من الزعماء والصحافيين والعلماء، وهو رجل لديه الكثير من الاقتراحات والمبادرات، وحين عقدت اجتماعات المجلس اللبناني – السعودي، وكان الامير سلمان يترأسها يومها، كما كانت له كلمة مهمة بالنسبة الى لبنان والى رفيق الحريري رحمه الله”.
سئل: هل تطمحون الى مزيد من التعاون السعودي-اللبناني في المرحلة المقبلة في عهد الملك سلمان؟
أجاب: “لا شك في أن لبنان ينظر الى المملكة العربية السعودية كالأخ الكبير، وننظر الى تطوير هذه العلاقة بشتى الوسائل. فالمملكة كانت الى جانب لبنان في أصعب الظروف، وكانت دائما سباقة في مساعدته، ونحن نسعى دائما الى ان تكون هذه العلاقات مستمرة والى الافضل بإذن الله”.