رادار نيوز – أكدت النائب بهية الحريري، في كلمة القتها في منتدى الاقتصاد العربي لعام 2017، ممثلة الرئيس سعد الحريري، انه حان “الوقت لزيادة التنسيق ما بين الدول العربية لمواجهة الازمات”، وجاء في الكلمة: “خمس وعشرون عاما مضت على تأسيس منتدى الاقتصاد العربي وها نحن اليوم نحتفل بيوبيله الفضي متمنين له دوام مسيرة النجاح والتألق. هذه المسيرة التي لاقت كل الدعم من الرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي آمن بضرورة لم الشمل العربي وتعزيز العلاقات الاخوية بين الدول العربية وتفعيل التعاون فيما بينها، فهو اليوم الحاضر الأبرز بيننا بنهجه وفكره وروحه.
لقد اعتدنا أيها الاخوات والاخوة بأن نلتقي بشكل دوري لنناقش معا المستجدات والتحديات الاقتصادية والمالية الراهنة في منطقتنا وأن نتداول فيما بيننا في الفرص المتاحة أمامنا لتحسين بيئة الاستثمار في عالمنا العربي وتحفيز النمو وخلق فرص عمل جديدة للشبابنا العربي الواعد”.
أضافت: “لقد اجتزنا على الصعيد الداخلي في لبنان مرحلة صعبة عبر انتخاب رئيس للجمهورية وعبر تأليف حكومة استعادة الثقة والتي تمكنت خلال فترة وجيزة من انجاز العديد من الخطوات واتخاذ قرارات حيوية وأساسية لمصلحة الوطن والمواطن معتمدة على ثقة الشعب اللبناني وعلى الاجماع الوطني من حولها.
لقد خطت الحكومة خطى ثابتة في طريق استخراج النفط والغاز، كما أقرت مشروع الموازنة العامة بعد 12 عاما من غياب الموازنات العامة واتخذت العديد من القرارات التي تساهم في حماية الاقتصاد الوطني وقامت بتفعيل علاقاتنا الخارجية الثنائية وبشكل خاص مع الدول العربية الشقيقة بهدف اعادة دور لبنان المحوري على الخارطة الدولية وبين أشقائه العرب بشكل خاص، كما وضعت الحكومة ضمن أولوياتها مهمة استرجاع ثقة المجتمع الدولي بلبنان التي بدأت تظهر نتائجها عبر رفع المؤسسات والمنظمات المالية الدولية للمؤشرات الاقتصادية ولنسب النمو الاقتصادي والاستثماري في لبنان للسنوات القادمة.
كما تعلمون أيها الأعزاء، ان منطقتنا اليوم تشهد تحديات سياسية وأمنية واقتصادية تؤثر بشكل مباشر على البيئة الاستثمارية فيها وعلى اقتصاد الوطن العربي بشكل عام. والمرحلة الراهنة تتطلب منا كدول عربية زيادة التنسيق فيما بيننا وتفعيل علاقاتنا الاخوية لمواجهة الازمات السياسية والاقتصادية المحيطة بنا. وقد حان الوقت للعمل صفا واحدا في وقت تزداد فيه الحاجة لمساندة بعضنا البعض والتضامن فيما بيننا، معتمدين بذلك على كل ما يوحد صفوفنا ويجمعنا كدول عربية شقيقة لمحاصرة ومواجهة الفكر التكفيري والحركات الارهابية التي تحاول العبث في منطقتنا عبر سياسة التخريب والرهيب التي تعتمدها”.
وتابعت الحريري: “إن الازمة السورية الراهنة قد أثرت بشكل مباشر على اقتصاد دول المنطقة ولعل وطننا لبنان هو من أكثر الدول العربية تضررا وتأثرا بهذه الازمة. حيث استقبل ولا يزال أكثر من مليون ونصف نازح سوري ولقد قدمت الحكومة كل ما بوسعها لمساعدة الشعب السوري الشقيق في محنته بدافع من الحس القومي والعروبي. الا أن محدودية قدرتنا على مواجهة هذه الازمة منفردين دفعت الحكومة لمطالبة المجتمع الدولي بالالتزام بواجباته تجاه لبنان والذي نشكر استجابته لهذه المطالب، ونشكر ايضا أشقاءنا العرب لوقوفهم الى جانب لبنان في هذه الازمة ونحثهم على المزيد من الدعم عبر زيادة الاستثمار في لبنان وبشكل خاص في مجال تطوير وتحسين البنى التحتية الضرورية لمواجهة هذه الازمة، اضافة لضرورة تفعيل التبادل التجاري مع لبنان وازالة المعوقات غير الجمركية خاصة مع اضمحلال دور النقل البري للبضائع من والى لبنان في ظل الازمة الراهنة.
أيها الاشقاء، علينا البدء بالتحضير الجدي للمرحلة القادمة، مرحلة اعمار سوريا والعمل على وضع خارطة طريق عربية مشتركة لورشة الاعمار التي يجب ان تبدأ مع العودة المرتقبة للامن والسلام في سوريا”.
وقالت: “كما أن لقاءنا اليوم يكتسب جانبا كبيرا من الاهمية، حيث أن منطقتنا تواجه اليوم تحديات اقتصادية تحملنا على اعادة النظر في السياسات الاقتصادية والمالية في عالمنا العربي وتدفعنا نحو القيام بالاصلاحات الضروررية بهدف مجارات التطورات العالمية التي تؤثر بشكل مباشر على اقتصاد دولنا العربية خاصة مع حالة الانفتاح الاقتصادي والعولمة التي نعيشها والتي تزداد يوما بعد يوم. علينا اتخاذ المبادرة واستباق التطورات والاحداث وتهيئة البيئة المناسبة في في وطننا العربي لجذب الاستثمارات الاجنبية اليه والتخفيف من وطأة البطالة على الاقتصاد بايجاد فرص العمل الضرورية لشبابنا العربي لمحاكاة كفاءته وطموحه في مستقبل آمن ومزدهر.
ولعل أبرز الاحداث على الساحة الاقتصادية في هذه المرحلة هي عدم استقرار أسعار النفط عالميا، والتي تؤثر بشكل سلبي على اقتصاد بعض دولنا العربية الشقيقة التي تعتمد بشكل أساسي على الموارد النفطية. ولقد اتخذت قيادات هذه الدول الاجراءات والخطوات الاصلاحية اللازمة لتفعيل دور القطاع الخاص فيها بهدف تنويع اقتصادها. وهنا أدعو القطاعين العام والخاص في عالمنا العربي ورجال الأعمال العرب لتفعيل وتكثيف اللقاءات فيما بينهم والتي من شأنها ايجاد فرص استثمارية جديدة وخلق فرص عمل لشبابنا وانعاش البيئة الاقتصادية في منطقتنا”.
وختمت الحريري: “في الختام، أشكر حضوركم جميعا وأشكر القيمين على هذا المنتدى واتمنى لكم ولمنتداكم الكريم دوام النجاح والتقدم وعلى أمل تحقيق أهدافكم النبيلة لما فيه خير الامة العربية جمعاء.
وأؤكد لكم بان لبنان كان وسيبقى ملتقى للحوار ومنبرا لتبادل الافكار بين أصحاب العقول النيرة والارادات الخيرة التي تسعى لتحسين مستوى العيش في وطننا العربي ولتحقيق الامن الاجتماعي والاقتصادي في الدول العربية كافة. فأهلا وسهلا بكم في وطنكم لبنان”.
