الحلف الثلاثي والمثلث الكردي…. سعدالله فواز حمادة

الأحد, 15 أكتوبر 2017, 5:29

رادار نيوز – نال الاستفتاء الكردي في شمال العراق على الاغلبية لجهة الانفصال عن العراق واقامة دولة حدودها الجغرافية تمتد ما بين جبال زاغروس شرق العراق ووديان دهوك في اقصى الشمال ….

هذا المثلث الممتد بين ايران من الشرق وتركيا غربا ويلامس الحدود في اقصى الشرق السوري في الحسكة يمثل الخطر المحدق لتلك الدول…..

تاريخ محاولات انشاء دولة كردية تعود الى العصور الوسطى والتاريخ الحديث….
فقد جوبهت كل تلك المحاولات بالفشل وخصوصا تلك التي نشأت في اربعينات القرن وسميت (الدول البابنية) ولم تدم سوى شهور….
خلال القرنين العاشر والحادي عشر ظهرت عدّة إمارات كردية في المنطقة؛ إذ كانت عبارةً عن مجموعة من الدول شبه المستقلّة، وكانت كل إمارة تنتمي إلى نفوذ سياسي أو ديني، أو غير مباشر من خلفاء الشاه، ومن أشهر هذه الإمارات البابانية، والسورانية، والبادينانية، والكرميانية في العراق الآن، وفي تركيا كل من (بوهتان، وباكران، وبادليس)، وفي إيران كلٌّ من (موكريات، وأردلان).
في العصور الحديثة بعد سلسلة من الحروب الطويلة خلال القرن السادس عشر تمّ تقسيم المناطق الكرديّة المقطونة بين الإمبراطوريات الصفوية والعثمانية، وفي أعقاب ذلك حدث انقسام كبير ونتجت عنه معركة جالديران عام 1514م، وفي عام 1639 حدثت معاهدة شيرين التي نصّت على سيطرة العثمانيين على بلاد ما بين النهرين، والأناضول الشرقية، وشمال شرق سوريا، واستمرّت هذه السيطرة حتى قيام الحرب العالمية الأولى، وسيطر الإيرانيون خلال القرن الثامن عشر على المنطقة بقيادة نادر شاه بعد انهيار الإمبراطوريّة العثمانية. تمّ خلال مؤتمر السلام في سان فرانسيسكو عام 1945م اقتراح رأيٍ ينصّ على أن يُعيد الوفد التركي النظر في الأراضي التي يُطالبون بها، وتشمل العديد من المناطق المطلة على البحر الأبيض المتوسط بالقرب من شواطئ أضنة، وشواطئ الخليج الفارسي قرب بوشهر.
هذا الحلم الكردي كان ولا يزال يؤرق دول تقع على هذا المثلث الذي ذكرته، فالموقع الجغرافي المترامي لهذه الاقليات، وان كانت بأعداد كبيرة، فمثلا: في تركيا يعد الاكراد ثاني اثنية وعرقية في النسيج الاجتماعي التركي، كما وان وجودهم على الاطراف وتجمعهم ضمن جغرافية واحدة يشكل تكتل بشري وثقل، مما يشكل خطر كبير على مكونات النسيج الاجتماعي لدول الجوار التي اشرت اليها آنفا….
لقد قامت الدولة العراقية بخطوات اولية للجم اندفاعة اربيل نحو تركيز دعائم هذه الدولة والتي يطلق عليها (establish state), ومن خلال الطلب منها بتسليم جميع مرافق الحدود، ومنها التحكم بحركة المطارات وفرض ولو حصار جزئي عليها، مع التشدد على المعابر الحدودية…. وهذه خطوة اولية سيتبعها اجراءات قاسية اتفق عليها في زيارة اردوغان الى ايران، وسيكون بعدها الطلب من الدول التي تقوم اربيل بتصدير النفط اليها، التوقف عن اي قبول للشحنات تلك، التي تعد العمود الفقري وشريان الحياة للدولة الوليدة….
سيكتشف الاكراد في شمال العراق بأن الاستفتاء خطوة متسرعة، مع انها محقة، لكن التوقيت غير مناسب وخصوصا عدم الاجماع الدولي على هذه الاندفاعة المتسرعة….

إضغط هنا
Previous Story

تحجر البصر – المحامية Ramia Henawi

Next Story

بري صمام أمان المقاومة ولبنان – علي ضاحي

Latest from Blog

رامونا يونس: العناية بالبشرة هو استثمار..

ولعدم النوم أبداً دون ازالة الماكياج! في عالم الجمال والعناية بالبشرة، برزت أسماء كثيرة، لكن قلة من استطعن الجمع بين الاحترافية والشغف الحقيقي بما يقدمنه. من بين هؤلاء، السيدة رامونا يونس، الناشطة

زخم الرئاسة الاولى وتحقيق الاستقرار المالي والنقدي – بقلم العميد الدكتور غازي محمود

يعيش لبنان منذ انتخاب العماد جوزيف عون رئيساً للجمهورية عرساً حقيقياً، ويشهد زحمة مهنئين شملت كل من الرئيسين الفرنسي والقبرصي بالإضافة الى امين عام الأمم المتحدة، وكل من وزير خارجية الأردن ووزيرة
Go toTop