الدكتور علي عويد العبادي راعي ثقافة في العراق ولبنان..

الإثنين, 11 نوفمبر 2013, 0:54

رادار نيوز – عماد جانبيه

محطات نيوز – يجسّد الدكتور علي عويد العبادي مؤسسة ثقافية عراقية عربية جامعة، مع فريق عمل يضم صفوة من الموظفين هم رسل نهضة وتنوير ونجوم معرفة. حظيت بمعرفة الدكتور العبادي، مديراً للمركز الثقافي العراقي في بيروت، والمنظم، والمهندس، والمتابع. فمداخل الحديث عنه متعددة بقدر ما تتميز شخصيته بتعدد أبعادها: عطاؤه وإصراره، رؤيته الرحبة، الأصيل في نشأته وتربيته، وهو التربوي إعداداً وتكويناً، والمثقف تفكيراً وسلوكاً، وهو كل هذا وأكثر، لا يكل ولا يملّ سعياً وراء مزيد من تواصل وتفكير وإنشاء الجديد واقتراح المزيد من النشاطات والفعاليات الثقافية. فيؤدي الى بلاده وأمته خير ما يؤديه مواطن مخلص محب، ويثبت لمن يشكك في أهلية العالم العربي في طريق العطاء والإبداع.

يقول الدكتور العبادي عن ولادة المركز الثقافي العراقي في بيروت، بأنه جاء ليعيد صياغة علاقة الحاضر بالماضي من أجل المستقبل. ليعيد قراءة الموروث الثقافي، وليكون الإنسان العراقي والعربي هو المحور الأساس والطموح… فهذا المركز ليس الأول خارج العراق، ولن يكون الأخير، بل هناك خطوات مستقبلية لفتح مراكز أخرى في أكثر من دولة عربية وأجنبية.

يضيف ان الثقافة هي صناعة حياة، وانه مؤمن بأن للمثقفين الحقيقيّن دوراً بارزاً في نهضة بلدانهم، لا سيما ان كانت لهذه البلدان تواريخ مجيدة، طمسها الاستعمار والتواكل كما هي الحال في معظم البلدان العربية. يذكر الدكتور العبادي إن التحديات المصيرية التي يواجهها العراق والأمة العربية، تفرض علينا ان نكون يداً واحدة بعزيمة صادقة وجدّ متواصل للنهوض بها، التي توحدها الثقافة والتطلعات الى المستقبل، والمشاركة في المسيرة الحضارية.

عمل على مشروع اعادة موظفي وزارة الثقافة وموظفي وزارة الاعلام الذين صرفهم بول بريمر الحاكم المدني في سلطة الائتلاف بعد عام 2003، وحقق بالسعي الحثيث مع رئيس الوزراء السابق ابراهيم الجعفري الذي تفهم وضعهم ومعاناتهم وأعادهم مع اعادة حقوقهم.

نذر العبادي حياته لخدمة العراق، وفي خدمة هذا المثلّث الابداعي، الفكر، الكلمة، والوظيفة. درس في بغداد وتخرّج من كلية الاعلام، ثم أكمل الماجستير والدكتوراه في التاريخ السياسي بـ معهد التاريخ العربي للدراسات العليا، حيث كانت الاطروحة عن “السياسة الأميركية في الخليج العربي”. عمل في الصحافة 25 عاماً تدرج من محرر الى سكرتير تحرير ورئيس تحرير في أكثر من وسيلة مكتوبة و مرئية.

ولعل أبرز جهوده المقدّرة توليه منصب معاون مدير عام، ومدير مركز الدراسات والبحوث في مكتب وزير الثقافة، ومؤسس قناة الحضارة الفضائية حيث كان يشغل منصب مديرها، كما كان نائباً لنقيب الصحافيين العراقيين من عام 2007 حتى 2009، وعمل ايضاً نائباً للناطق الرسمي لمشروع “بغداد عاصمة للثقافة”. درّس في كلية الدراسات الانسانية الجامعة في محافظة النجف مادة العلاقات العامة، ومادة الاذاعة والتلفزيون  الى حين اختياره مديراً للمركز الثقافي العراقي في بيروت.

فختاماً لن تتمكن هذه السطور القليلة من الإحاطة بالأوجه المختلفة، لجوانب سيرة الدكتور علي عويد العبادي،  فهذا العراقي والعربي والانساني، يبقى في نظر كل من عرفه يجسّد ذلك السر الكبير لمقدرة البشر في التفاني والعطاء في سبيل القضايا الكبرى في حياة شعوبهم، فهو نموذج شامخ لإنسان وهب حياته لقضية المعرفة ولقيم الثقافة وهموم التطور الانساني المتعدد الأبعاد. وما من شك في أنه بقدر ما تكون الثقافة والمعرفة أصيلة وعميقة، يتجلى التزام الانسان وعطاؤه.

الدكتور علي عويد العبادي النموذج المشرق للمسؤول الثقافي الواعي النشط الذي يلقى محبة وتعاوناً وتقديراً من كل المثقفين العرب، ونحن نتمنى له السعادة والمزيد من العطاء، وللمركز الثقافي العراقي المزيد من التألق والازدهار.

الدكتور العبادي والصحافي عماد جانبيه

إضغط هنا
Previous Story

عودة سجين بعد هروبه لأكثر من 30 عاماً

Next Story

المطران درويش يقلّد الاب القاضي اندره فرح درعاً تكريمياً

Latest from Blog

رامونا يونس: العناية بالبشرة هو استثمار..

ولعدم النوم أبداً دون ازالة الماكياج! في عالم الجمال والعناية بالبشرة، برزت أسماء كثيرة، لكن قلة من استطعن الجمع بين الاحترافية والشغف الحقيقي بما يقدمنه. من بين هؤلاء، السيدة رامونا يونس، الناشطة

زخم الرئاسة الاولى وتحقيق الاستقرار المالي والنقدي – بقلم العميد الدكتور غازي محمود

يعيش لبنان منذ انتخاب العماد جوزيف عون رئيساً للجمهورية عرساً حقيقياً، ويشهد زحمة مهنئين شملت كل من الرئيسين الفرنسي والقبرصي بالإضافة الى امين عام الأمم المتحدة، وكل من وزير خارجية الأردن ووزيرة
Go toTop