الديوك الأقوياء وديك اليهودي الهزيل.. – العميد الركن صلاح جانبين

الجمعة, 20 ديسمبر 2019, 4:07

رادار نيوز – يُحكى أن أحد ملوك فرنسا بلغه أن حاخاماً يهودياً يقول: إن اليهود سيحكمون العالم.. فأستدعاه الملك وقال له:

أنتم مستضعفون في الأرض، ومتفرقون في البلاد، فكيف تحكمون العالم؟ هات برهانك.

أجابه الحاخام: لو سمح لي جلالة الملك، أن أطلب من الوزراء والأمراء في مملكتكم أن يحضّروا لمصارعة الديوك، وأنا بدوري سأحضر ديكي وسأغلبهم جميعاً.

تعجب الملك من هذه الثقة التي يتكلم بها الحاخام اليهودي، لكنه أراد أن يصل معه الى النهاية، وصار متشوقاً ليرى كيف أن اليهود سيحكمون العالم.

استجاب الملك لطلب الحاخام، وأمر جميع الوزراء والأمراء أن يحضّر كل واحد منهم ديكاً قوياً إلى حلبة مصارعة الديوك لتتصارع الديكة، ويتثبت من كلام الحاخام وادعائه.

فعلاً وبعد ثلاثة أيام أنعقدت الحلبة، وجاء الوزراء والأمراء بديوكهم، وجاء الحاخام اليهودي بدوره مصحوباً بديك هزيل ضعيف وأدخله الحلبة مع باقي الديوك، وبدأت المصارعة بين الديوك الأقوياء، الا انَّ ديك الحاخام تخبأ وبقي بعيداً عن الصراع، تاركاً الديوك القوية تتقاتل وتتصارع مع بعضها البعض حتى تغلب ديك واحد على جميع الديوك الموجودة فى الحلبة… ووقف ذاك الديك منتصراً متبختراً على أرض الحلبة وجسمه قد أنهكه الصراع، والدماء تتقطر منه…

وفجأة خرج ديك الحاخام اليهودي الهزيل الضعيف، واقترب من الديك المنتصر المنهك، وقفز على رأسه ونقره نقرة قوية أدت إلى مقتله، فانتصر ديك الحاخام الهزيل، ووقف اليهودي امام الملك قائلاً له: أرأيت كيف سنحكم العالم…

وهذا واقعنا، في أمتنا العربية وفي كل وطن من أوطاننا… واقع مرير، نصنعه بأيدينا، فينتصر الآخرون.

نقاتل بعضنا البعض، حتى يأتي من ينقضُّ علينا، ويقاتلنا، والنصر سيكون من نصيب هذا العدو الهزيل.

نقاتل انفسنا بذاتنا، بطوائفنا وتعنّتنا، وتفرّقنا،وكرهنا لبعضنا البعض.

جهلنا يقتلنا! لم نتعلم من تجارب الماضي ومن الحروب الأليمة التي حلّت بنا، نحن الديوك القوية، الأقوياء على بعضنا فقط، ندمر ذاتنا، ونخرب مؤسساتنا وبنياننا.
فمتى نستفيق من سباتنا؟

فقط، أستبدل الديوك القوية، بالدول والملوك والأمراء، والطوائف والاثنيات، والمذاهب والقوميات واترك شخصية اليهودي فهي هي، لم ولن ولا تتغير !!!

العميد الركن صلاح جانبين

إضغط هنا
Previous Story

حسان دياب رئيساً للحكومة بـ70 صوتاً اليوم؟ واشنطن تُخرج الحريري من السباق

Next Story

اللواء عثمان: الدستور أعطى حق حرية التعبير وعلينا التكاتف لدحض ما يشاع حول عدم الثقة بالدولة

Latest from Blog

رامونا يونس: العناية بالبشرة هو استثمار..

ولعدم النوم أبداً دون ازالة الماكياج! في عالم الجمال والعناية بالبشرة، برزت أسماء كثيرة، لكن قلة من استطعن الجمع بين الاحترافية والشغف الحقيقي بما يقدمنه. من بين هؤلاء، السيدة رامونا يونس، الناشطة

زخم الرئاسة الاولى وتحقيق الاستقرار المالي والنقدي – بقلم العميد الدكتور غازي محمود

يعيش لبنان منذ انتخاب العماد جوزيف عون رئيساً للجمهورية عرساً حقيقياً، ويشهد زحمة مهنئين شملت كل من الرئيسين الفرنسي والقبرصي بالإضافة الى امين عام الأمم المتحدة، وكل من وزير خارجية الأردن ووزيرة
Go toTop