الذئب المنفرد….والاسلام – سعد فواز حمادة

الثلاثاء, 28 مارس 2017, 12:15

رادار نيوز – في مطلع التسعينات وبعد انهيار الاتحاد السوفياتي وأفول نجم العسكريتاريا في الدول الاشتراكية، وبعد تحطيم جدار برلين، اصبح العالم يحكمه قطب واحد، واتجهت الكثير من الدول الى تغيير سياساتها الاقتصادية نحو الرأسمالية.

وقد لعبت العولمة حينها دورا اساسيا في تفكك المنظومة الحديدية التي بناها لينين والحكم البولشيفي على جماجم القياصرة. وقد ادرك العالم هذا التغيير، واصبح يسوده نظام احادي لا يجاريه احد من حيث قوة النقد والسطوة العسكرية والعلمية.

كان الغرب اجمالا يمر برخاء امني واقتصادي بعد استنزاف الكثير من الطاقات المالية والانفاق على التسلح في حرب باردة امتدت منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وظهور الصراع بين القطبين المنتصرين في تلك الحرب. انتقل الصراع بعدها الى ايديولوجيات وصراعات لم يعهدها الغرب سابقا، سوى في القرون الوسطى حيث كان الصراع محتدم بين البروستانة والكاثوليك، وكان هذا تحكمه الكنيسة وسلطة الدين التي تحكمت بالرقاب والعباد! وكلنا يعلم صكوك الغفران كيف كانت توزع وتغدق على المؤمنين بمفاتيح الجنان والعيش الابدي.

وعند ولادة الثورات المضادة لحكم البابا والفاتيكان ومنها الكنيسة الانكليكانية، ورفض وصاية القسسين والبطاركة، وفصل الحكم عن وصايا الكنيسة، انتقلت هذه المجتمعات الى نمط جديد من تنظيم الحياة المدنية التي يحكمها القانون الوضعي وبرلمانات عريقة في الديمقراطية، والتي طالما الآن تهاجم ويسفك الدم في جنباتها بإسم الدين….!

بالرجوع الى حقبة ما بعد انهيار الشيوعية وتمدد الفكر المتشدد وانتقال العالم من صراع المصالح الى التناحر العقائدي، الذي صنفه احد اقطاب السياسة الغربية بأنه بخطورته يجتاز كل ما جابهه الغرب خلال عداوته للمنظومة الاشتراكية التي تزعمتها روسيا. ان انتقال هذا الصراع الى نمط جديد لم تعهده هذه الدول من قبل، وبأسلوب جديد، قد قض مضاجع الكثير من منظوماتها الامنية والمخابراتية، ووقفت عاجزة عن ردعها! لما لهذا النوع من الدموية والاجرام هامش كبير بالتخفي والخداع….

فقد ضرب هذا الارهاب قلب العاصمة البريطانية لندن، وكاد ان يسبب كارثة حقيقية وان تكون الامور اكثر سوءا. لكن بحكمة ومهنية رجال الامن والقيمين على الفرق الاسعافية، قد جنبوا المزيد من الكوارث. اسلوب الذئب المنفرد هذا يعتمد على تجنيد شخص يستطيع التحرك متى شاء واينما شاء دون الرجوع لاي اوامر او اشارات، وهنا الخطورة في تعقبه او انكشافه….

هذا لا بد ان يكافح بدحره في مهده من خلال التشدد في فرض الرقابة على مراكز التوجيه والتحريض وتغذية تلك الافكار الهدامة، التي تنتشر كالنار في الهشيم بين الشباب اليافع، ومن خلال استغلال اوضاعهم، ان كان المعيشية ام النفسية وما يعانونه في مقتبل العمر من بطالة وانتفاء فرص لهم لتأمين مستقبل مشرق وواعد. اكثر المتضررين هو الدين الاسلامي السمح، الذي يجافي ويعارض تلك الممارسات الاجرامية وتعارض تعاليمه السمحة، التي يدرك العالم بأنه بريء من هؤلاء الذين يسفكون دم الابرياء ويلطخون سمعة الملايين بأفكارهم الهدامة.

لا شك ان الارهاب مرض مستعصي ويجب علاجه واستأصاله قبل ان يتفشى وينتشر، لكن علينا جميعا ان نرفع الصوت عاليا حتى لا يصل يوم لا نستطيع به احقاق تعاليم ديننا من الرحمة والمحبة والغفران.

إضغط هنا
Previous Story

أسئلة برسم من يجاوب… تقرير الأثنين 27 آذار 2017

Next Story

الأردن.. طيار يرحب بالملك سلمان من السماء وآخر ينحر له جملا لحظة مرور موكبه

Latest from Blog

رامونا يونس: العناية بالبشرة هو استثمار..

ولعدم النوم أبداً دون ازالة الماكياج! في عالم الجمال والعناية بالبشرة، برزت أسماء كثيرة، لكن قلة من استطعن الجمع بين الاحترافية والشغف الحقيقي بما يقدمنه. من بين هؤلاء، السيدة رامونا يونس، الناشطة

زخم الرئاسة الاولى وتحقيق الاستقرار المالي والنقدي – بقلم العميد الدكتور غازي محمود

يعيش لبنان منذ انتخاب العماد جوزيف عون رئيساً للجمهورية عرساً حقيقياً، ويشهد زحمة مهنئين شملت كل من الرئيسين الفرنسي والقبرصي بالإضافة الى امين عام الأمم المتحدة، وكل من وزير خارجية الأردن ووزيرة
Go toTop