الرئاسة بين الفراغ… والتفريغ… سعد الله حمادة

السبت, 15 أكتوبر 2022, 18:42

كان أن انتخب الرئيس الراحل سليمان فرنجية سنة 5 نوفمبر 1970.

وبموجب المادة ٤٩ من الدستور اللبناني بأالأغلبية المؤهلة لثلثي أعضاء البرلمان، الذي كان يبلغ عدد مقاعده آنذاك 99 مقعداً مطلوب لانتخاب الرئيس في الجولة الأولى، وبعد الجولة الثالثة من الانتخابات، انتخب الرئيس وبفارق صوت واحد!!

في الجلسة الاولى لم يتم الانتخاب وذهب الجميع الى الجولة الثانية حيث تدخل بموجبها احدهم ورجح فوز الرئيس فرنجية في الجولة الثالثة على الشهابي الياس سركيس!! مما اعترض عليه رئيس المجلس حينذاك المغفور له صبري بك حمادة وانسحب من الجلسة ليفسح بالمجال لنائبه ميشال ساسين ان يكون شاهد على تلك الجلسة!!

حينذاك كان قرار صبري حمادة نابع من عدم معارضته للممارسة الديمقراطية، لكن اعتراضه، أظهر مدى استقلالية المجلس حتى ولو لم يكن رئيسه راضيا عن النتيجة..

ما اوردته لا ينطبق اليوم على مجريات انتخاب الرئيس!!

إن التوافق اليوم الذي ينشدونه ليس سوى غطاء مبطن لتلك (الديمقراطية المزيفة) بغطاء التوافق!

فأين التوافق في الممارسة الديمقراطية ان لم يكن النائب صاحب قراره؟!

وأين من يدعون الشفافية والصوت الحر؟!

لبنان اليوم ذاهب الى جمهورية الفراغ…

الفراغ الرئاسي…

ماذا يعني انعدام قيادة رأس الهرم! وما يتبعه اضمحلال الدستور وكذلك الكيان…

فنحن اليوم ضمن مهلة محفوفة بالكثير من المطبات الخطيرة!!

فمن يراهن على الوقت يراهن على تبدل المعطيات ومجريات الاحداث، في محيط اقليمي ودولي وفي خضم صراع عالمي لا يعير اهتماما كبيرا لنا!

فالحرب الاوكرانية – الروسية اليوم، تضع العالم كله على حافة الهاوية.

وتبدل خريطة الصراع يضع الجميع في مازق حقيقي…

فضبابية ما ستؤول اليه هذه المعركة ستنسحب حتما على بلد لا يحتمل تلك المتاكفات اليوم، ولا الدلع السياسي الذي جميعا لمسناه من خلال التعاطي في جلسات انتخاب الرئيس!!

فما معنى تعيين جلسات يكون بها الهرج والمرج المعيار!! والاستخفاف بوضع اوراق بيضاء وما شاكل!!

ليس هكذا تورد الأبل يا سادة!!

الشعب اللبناني انهك حتى الرمق الأخير….

كل المعطيات تدل على ان لم تعود الحياة الديمقراطية الى المؤسسات وتفعيل العمل الخدماتي للناس، حتما ذاهبون الى ما يعرف (بالصوملة) إن لم نكون قد وصلناها…

فاموال الناس بددت! ومحجوزة في المصارف! ولا حسيب ولا رقيب…

الكثير من المراقبين يرى الوضع مأساوي! وقد يخرج عن السيطرة…

انتخبوا رئيس حتى لا تكملوا في إفراغ ما تبقى من كيان!!

فالفراغ والذي الكثير يراهنون عليه، لا ضمانة لكم به!

الضمانة هو إختيار شخصية مؤهلة تخرج البلاد من عنق الزجاجة بحكمته وشفافيته، ويكون وسطي يستطيع قيادة المركب الذي على وشك الغرق الى بر الأمان….

فهل من يعتبر….

فلا تفرغوا….بعد ما ملئت بطونكم…

إضغط هنا
Previous Story

الذكرى المئوية الأولى لولادة “مفكر الإنماء”حسن صعب.

Next Story

بوسرحال وصفا بطلا كأس سليم سلام ال 52 بالغولف والزعتري وحمود يحرزان جائزة مها سلام التقديرية

Latest from Blog

رئيس مجلس إدارة شركة HSC حسين صالح:* نتمسّك باليد العاملة اللبنانية ونصر على استقطابها لأنها ضمانة استمرارنا ونجاحنا كخلية نحل لا تهدأ

*رئيس مجلس إدارة شركة HSC حسين صالح:* نتمسّك باليد العاملة اللبنانية ونصر على استقطابها لأنها ضمانة استمرارنا ونجاحنا كخلية نحل لا تهدأتواصل شركة HSC عملها الدؤوب لتقديم أفضل الخدمات لزبائنها، متحدّيةً كل
Go toTop