لماذا هذا الضجيج في موضوع رئاسة الجمهورية ومن دون اي شيء يوحي بالخروج من النفق.
فكلما حلت قطبة اعترضتها الكثير من العوائق الاخرى! وكأننا في حلقة مفرغة.
في العام 1973 كان التنافس الشديد على موقع رئاسة الجمهورية اللبنانية بين الراحل الرئيس سليمان فرنجية والرئيس الراحل الياس سركيس قد أخذ ذروته، وكان سركيس يمثل الخط الشهابي الذي طالما استقطب الكثيرين حينها لما كان يمثل الرئيس فؤاد شهاب في فترات حكمه من النزاهة والشفافية وقد وضع لبنان على سكة المحاسبة حينذاك وقام بتصحيح الكثير في مفاصل الدولة وازال الكثير من الشوائب منذ الاستقلال الى حينه.
في تلك الفترة كان لبنان ينعم بفترة ذهبية لم يمر فيها من قبل، وقد كان قبلة العرب ووجهة السواح الاجانب، وشهد نهضة عمرانية واقتصادية لا تزال في مخيلة الكثير من هؤلاء الذين عاصروا تلك المرحلة.
ورغم التأثير الواضح للفرنسي في تلك الحقبة كان هناك هامش كبير للسياسة اللبنانية في خط سير انتخاب رئيس وبالديمقراطية التوافقية التي تميز فيها لبنان.
التجاذب الفرنسي الامريكي كان قد لعب دور مهم لمصلحة لبنان في التقاء الدولتين على هذا الهامش الذي ذكرته.
حين اعلن الرئيس الراحل صبري حمادة تلك الجلسة كانت الامور كلها تتجه الى فوز محتم للرئيس الشهابي، لكن الامور ذهبت برياح الانتخاب الى ما لا تشتهيه الشهابية وانتخب حينها الرئيس سليمان فرنجية وبفارق صوت واحد!
وبسبيل الطرافه، وهذا ما تنامى الى مسمعي، حيث كانت تسرد وقائع تلك الجلسة في مجالس خاصة، وكان راويها أناس عايشوا تلك المرحلة مع الرئيس صبري بك بكل مراحلها.
فكما يقول هؤلاء، فان الرئيس قد تفاجئ حتى هو بالنتيجة، وكان على يقين بأن الامور ستؤول لصالح الخط الشهابي! لكن هذا الهامش الذي ذكرته سابقا اخذ الامور لهذه النتيجة.
حتى ان مناصري الرئيس سركيس كانوا قد احضروا عدة الاحتفال بنصرهم الموعود. لكن على ذمة الراوي فقد تناول تلك الحلوة حينئذ لكن على نصر آخر…
اليوم نرى ان هذا الاستحقاق تتجاذبه السياسات الخارجية وتدير دفته يمنتا ويسارا ولا يزال لبنان في عين العاصفة!
فمن يدير هذه الدفة من الجهات الاقليمية والدولية هم منشغلون بكثير من الملفات المهمة الاخرى، ولبنان وضع على رف الحلول اللاحقة.
لكن الاوضاع الداخلية والامور الحياتية الملحة تستوجب انتخاب رئيس ووضع قوانين واقرار موازنة.
هل يدرك الساسة اخيرا ان الخارج مهما كان يألوا اهتماما بلبنان فلا بد لاصحاب الوطن انفسهم ان يدركوا انهم يعيشون في سفينة واحدة فان غرقت غرق الجميع….
اخيرا لا بد للسياسيين ولو لمرة واحدة اثبات استقلاليتهم عن المحاور الاقليمية والدولية واخراج الرئاسة من دائرة التجاذب وانتخاب رئيس خارج من القيود…..