رادار نيوز – دان الرئيس نجيب ميقاتي التفجير الذي وقع بتاريخ 10/1/2015 في منطقة جبل محسن وأوقع شهداء وجرحى.
وقال: إننا ندين هذا العمل ونعتبره محاولة متجددة لإعادة الفتنة إلى هذه المنطقة، وندعو أهلنا في طرابلس إلى اليقظة من محاولات إشعال الفتنة مجدداً في المدينة والتيقظ لمنع المصطادين بالماء العكر من تحقيق مبتغاهم.
وذكر ميقاتي “إن هذا التفجير، وبرغم بشاعته والمأساة التي نتجت عنه، استطاع أن يحقق وحدة الطرابلسيين، على عكس ما أراده المجرمون. كما أن التضامن والإستنكار الذي أظهره أبناء طرابلس بكل مكوناتهم السياسية والطائفية، يعيد إلينا صورة طرابلس الحقيقية الجامعة والمتنوعة والتي سعى البعض إلى تشويهها”.
أضاف: أثبتت عملية التفجير أن التحريض والفتنة أكبر من القتل، لأنها تزرع البغض والكراهية في نفوس أبناء البلد الواحد، وتعطيهم المبررات لقتل بعضهم البعض. من هنا فإننا نؤكد على ضرورة إنجاح الحوار بين “حزب الله” و”تيار المستقبل” لتنفيس كل مظاهر هذا الإحتقان وحماية أبنائنا وحفظ حقهم في الإختلاف، بعيداً عن العنف والتقاتل.
وختم بالقول “حمى الله طرابلس وأهلها وكل الوطن من المؤامرات التي سننتصر عليها بوحدتنا وإرادتنا بإذن الله”.
*******************************************************************
وفي تاريخ 16 كانون الثاني 2015، أشار الرئيس ميقاتي ضمن لقاءاته الدورية والأسبوعية في طرابلس “إن عودة ظاهرة الإنتحاريين والسيارات المفخخة تستدعي المزيد من اليقظة والحذر، لأن من يتربصون شراً بهذا البلد ماضون في مخططاتهم لضرب الأمن في لبنان وإعادة توتير الوضع على نطاق واسع. من هنا فإننا نعوّل على سهر الجيش والقوى الأمنية كافة على حفظ الأمن وتوقيف المجرمين، كما أن العملية النوعية التي حصلت في سجن رومية، والتي خطط لها سابقاً من شأنها زيادة تحصين الوضع الأمني وتعزيزه“.
أضاف: “لا بد هنا أيضاً من أن نحيي من جديد أهلنا في جبل محسن الذين تلاقوا في الموقف ذاته مع إخوانهم في طرابلس بعد تفجير مسجدي التقوى والسلام بإظهارهم وعياً كبيراً في مواجهة العمل الإجرامي الآثم وتأكيد الوحدة الطرابلسية ضد الإرهاب والتمسك بخيار الدولة وسلطة القانون“.
أما في الشأن السياسي اعتبر الرئيس ميقاتي: أن أجواء الحوار تساهم في تخفيف الإحتقان في الشارع وتبرّد الأجواء السياسية، رغم قناعة الجميع بأن المواضيع الخلافية لن تحل بين ليلة وضحاها، والأساس والملح برأيي هو إنتخاب رئيس جديد للجمهورية في أسرع وقت لتحصين الواقع الدستوري في لبنان وتأمين التوازن المفقود بينها حالياً، إلا أنني أرى أن إنهاء هذا الملف لا يزال بعيداً بعض الشيء نتيجة تداخل الواقع اللبناني مع الملفات الإقليمية والدولية، مما جعل هذا الملف جزءاً من تسوية على مستوى واقع المنطقة ككل.
أضاف: هذا الأمر لا يعني برأيي الوقوف متفرجين، بل ينبغي توفير أرضية من الحوار الداخلي تسمح بالتوافق على فرض هذا الملف كأولوية في هذه المرحلة، لأن إنتخاب رئيس الجمهورية يحصّن الواقع اللبناني في مواجهة الأخطار والشرور الكثيرة التي نمر بها.
ورداً على سؤال عن تعليقه على معاودة مجلة “شارلي ايبدو” الفرنسية نشر رسوم مسيئة للدين الإسلامي قال: “هناك جدل مزمن يتعلق بحدود الحرية وضوابطها، وإذا كان من حق كل إنسان أن يعبر عن رأيه فإن حدود هذا التعبير تتوقف عند إحترام حرية الآخرين وقناعاتهم ومعتقداتهم. من هنا فإننا نعتبر أن نشر الصحيفة الرسوم المسيئة لنبينا عليه السلام والمضي في ذلك يشكل إصراراً على صب الزيت على النار، لا سيما وأنه حصل إجماع شامل على إدانة جريمة القتل التي استهدفت العاملين في الصحيفة. نتمنى أن تتخذ السلطات الفرنسية الإجراء المناسب لوقف هذا التمادي في الإساءة المتعمدة، لأن التذرع بالحرية للإساءة إلى الآخرين أمر مرفوض“.