الرد بالمثل الزم نصف مليون نازح إسرائيلي العيش في الخيام

الأربعاء, 25 أكتوبر 2023, 19:11

هروب الإسرائيليين الكثيف إلى الخارج وخيام في “إيلات” لاستيعاب مزيد من النازحين

قال الله تعالى: { فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُواْ عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ } [البقرة : 194] وقوله تعالى: { وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا } [الشورى : 40] ، حيث تنص هاتان الآيتان على أنَّ المعتدى عليه مأمور بأن يقتصر في ردّ العدوان الواقع عليه بمثله، في حين قد ذكرنا فيما سبق من مسائل الدفاع أنه يجوز دفع المعتدي عن النفس والمال والعرض ولو أدّى ذلك إلى قتله أو جرحه،

وهنا بيت القصيد، توافَد عشرات الآلاف من الإسرائيليين الى المطارات في ظل الرد الفلسطني على القصف العشوائي الذي يقوم به سلاح العدو من الجو والبر، على غزة والقطاع، وهذا ما يؤكد الهلع والفرار الجماعي للمستوطنين وعجز جيش العدو الإسرائيلي. فمفاعيل تلك المعركة تشير إلى تآكل بنية وجود إسرائيل من خلال هروب الإسرائيليين الكثيف إلى الخارج تحت وطأة المشاكل الداخلية العويصة أيضا ونبوءات متوارثة ومخيفة عن زوال قريب.

تسجل إسرائيل، لأول مرة في تاريخها، عددا قياسيا من النازحين وصل إلى نحو نصف مليون نازح، حسب تصريحات الجيش الإسرائيلي، وهو رقم سيفاقم المشاكل والأعباء الاقتصادية والمعنوية على حكومة الاحتلال.

وتجنبا للضربات الصاروخية من المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، لجأت الحكومة الإسرائيلية لإجلاء آلاف الإسرائيليين من منازلهم، وتكفلت بمصاريف إقامة هؤلاء خلال فترة نزوحهم، حيث استأجرت لهم غرفا فندقية وبيوت ضيافة، كما لجأت لإقامة خيام لإيوائهم، في مشهد لم يعد يقتصر على الفلسطينيين وحدهم.

وحسب صحف إسرائيلية، بلغ عدد النازحين من مستوطنات غلاف غزة ومن الحدود مع لبنان 120 ألف نازح، لكن العدد يرتفع لنصف مليون نازح، حسب ما أعلنه سابقا الجيش الإسرائيلي، مضيفا للقائمة عددا آخر من مدن خارج غلاف غزة طالتها صواريخ المقاومة.

ولأن هؤلاء النازحين بحاجة لخدمات كثيرة، في مقدمتها السكن والطعام والعلاج، تجد حكومة رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو نفسها أمام أعباء جديدة تضاف إلى أعباء العجز المالي المتفاقم.

وكشف اتحاد الفنادق الإسرائيلية عن أن أكثر من نصف غرف الفنادق الإسرائيلية باتت تستخدم لإيواء العائلات التي تم إجلاؤها من مستوطنات غلاف غزة، فمن بين 56 ألف غرفة فندقية لدى إسرائيل، تم تخصيص 28 ألف غرفة للأشخاص الذين تم إجلاؤهم.

ووفق التقارير الصحفية، ستتحمل الحكومة الإسرائيلية هذه المصاريف، مع تخصيص نحو 50 دولارا للفرد الواحد يوميا، للذين لم يحصلوا على غرف فندقية.

وطرحت حكومة الاحتلال مشروعا لإقامة مدينة خيام في “إيلات” لاستيعاب مزيد من النازحين، وهي المدينة التي استقبلت 60 ألف نازح إسرائيلي، أي أكثر من عدد سكانها.

وتتعرض هذه الحكومة لانتقادات بخصوص حجم وآلية تعويض النازحين الإسرائيليين، التي يراها كثيرون أنها ليست كافية ولا عادلة.

لم يتعود الإسرائيليون على “النزوح” كان هذا مصطلحا لصيقا بالفلسطينيين والعرب في الأماكن التي تطالها الاعتداءات الإسرائيلية، وبعد 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري بات الإسرائيليون ينزحون أيضا، حيث أعلن الجيش الإسرائيلي أن 500 ألف نزحوا داخل إسرائيل، وهم مستوطنون مهاجرون في الأصل، فيما أخليت مدينة سديروت بالكامل، وهي تضم نحو 20 ألف مستوطن، كما يتم إخلاء المستوطنات القريبة من الحدود الشمالية مع لبنان.

ويشير دخول الإسرائيليين إلى دائرة النزوح وسقوط صواريخ المقاومة في تل أبيب وجنوب القدس وتعطيل جلسات أعضاء الكنيست وهروبهم إلى الملاجئ بالصورة القاتمة إلى زيف مقولة الأمن والاستقرار، ويعطي انطباعا للإسرائيليين عما قد يحصل مستقبلا، فباتوا يتفقدون جوازاتهم البديلة المكتسبة بحكم جنسياتهم الأصلية القديمة أو تلك التي حصلوا عليها لاحقا لاستخدامها عند الضرورة.

وكانت مشاهد الازدحام غير المسبوق في مطار تل أبيب -الذي تعطل بعد قصف المقاومة في ذلك اليوم- والمطارات الأخرى أكبر من أن تفسر بسياقات السفر العادية، فمعظم من يخرجون باتوا لا يعودون، ويضرب كل ذلك عمق العقيدة الصهيونية التي تقوم على عنصر الإحلال والاستقرار وتشجيع الهجرة المكثفة إلى “أرض الميعاد”، والذي كان هاجس الوكالة اليهودية منذ تأسيسها عام 1922.

وللبقية تكملة..

اترك تعليقاً

إضغط هنا

Latest from Blog

أم عبدالله الشمري تتحدث عن الشهرة والعائلة والتحديات في أولى حلقات “كتير Naturel”

استضاف برنامج “كتير Naturel” في حلقته الأولى، الذي يُعرض عبر تلفزيون عراق المستقبل من إعداد وتقديم الإعلامي حسين إدريس، خبيرة التاروت أم عبدالله الشمري. وتحدثت أم عبدالله بكل صراحة عن مسيرتها، الشهرة،

رامونا يونس: العناية بالبشرة هو استثمار..

ولعدم النوم أبداً دون ازالة الماكياج! في عالم الجمال والعناية بالبشرة، برزت أسماء كثيرة، لكن قلة من استطعن الجمع بين الاحترافية والشغف الحقيقي بما يقدمنه. من بين هؤلاء، السيدة رامونا يونس، الناشطة

زخم الرئاسة الاولى وتحقيق الاستقرار المالي والنقدي – بقلم العميد الدكتور غازي محمود

يعيش لبنان منذ انتخاب العماد جوزيف عون رئيساً للجمهورية عرساً حقيقياً، ويشهد زحمة مهنئين شملت كل من الرئيسين الفرنسي والقبرصي بالإضافة الى امين عام الأمم المتحدة، وكل من وزير خارجية الأردن ووزيرة
Go toTop