رادار نيوز – قليلة هي المعلومات والنسب المتوافرة عن الوضع الاجتماعي والاقتصادي في لبنان، وغالبيتها يستمدها الباحثون والمحللون من دراسات تعمل عليها منظمات أجنبية، ليكوّنوا من خلالها فكرة عمّا يعانيه النسيج اللبناني.
أما نحن المواطنون اللبنانيون، فلا حاجة لنا لهذه الدراسات والنسب، لنكتشف ان ظاهرة الفقر كالورم الخبيث تتفشى في جسد المجتمع، لتسبب العديد من المشكلات التي تؤثر على المستقبل البعيد للشباب اللبناني.
وما يزيد الطين بلة، تجاهل بعض المسؤولين لهذا الوضع المأساوي الذي يمر به المجتمع، اضافة الى الجهل وانعدام الوعي عند البعض، ما ادى الى انتشار الجريمة على نطاق واسع، من سرقة وقتل، لا بل ان البعض ذهب أبعد من ذلك، فالتحق بمجموعات ارهابية، إما ليتخلص من الحياة، وإما لتفريغ حقده على المجتمعات والانتقام منها.
ولا يمكن أن نتجاهل، ان الفقر غالبا ما يؤدي الى فساد المجتمع وليس فقط انتشار الجريمة. فكم من شاب قضى بسبب تناوله لجرعات زائدة من المواد المخدرة، وهذا اقرب مثال توارد الى ذهني، بل ابشع مثال.
في وطني، شباب يتعلمون ويتعبون ويكدون، ويحصلون على شهادات عالية باختصاصات مختلفة، لكنهم في النهاية يعجزون عن ايجاد فرصة عمل، وإن وجدوا، فإن الراتب للأسف الشديد لا يمكنه ان يسد أكثر من مواصلات الذهاب والاياب من وإلى العمل.
في المقابل، نجد ابناء بعض السياسيين، إما يملكون مؤسسات وإما يتولون مناصب عليا في الشركات، فقط لان هذا الشخص ابن الزعيم فلان او قريب السياسي فلان.
وبعيدا عن الحقد الطبقي، يولد ابن الزعيم وفي فمه ملعقة من الذهب، بينما يولد ابن اللبناني وعليه من الديون ما يحتاج فوق عمره عمرين ليستطيع سدادها.
هذه الحالة الاجتماعية إن دلت على شيء فإنها تدل على غياب السياسات الإقتصادية والاجتماعية في لبنان على مر العهود الماضية. فهل سيكون العهد الجديد عهد التغيير والاصلاح كما نأمل؟
من هذا المنطلق، نطلب من فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ومعه الحكومة اللبنانية الاستفادة من عصر النفط والغاز، بهدف وضع خطّة اقتصادية تمكّن كل لبناني من تأمين حاجاته. ما يعني أنه يتوجبّ خلق منظومة اقتصادية واجتماعية تواكب عصر النفط والغاز وليس انتظار استخراجهما للبدء باصلاحات اقتصادية ورسم سياسات اجتماعية لأن العكس يعني أن الشرح الاجتماعي سيزيد بشكل حاد.