القطاع الصحي في لبنان… والاقطاع اللاصحي… بقلم سعدالله فواز حمادة

السبت, 14 أبريل 2018, 20:54

رادار نيوز – بداية ترددت كثيرا في كتابة هذا المقال كونه يمس شريحة كبيرة من اللبنانيين والحالة التي وصل اليها القطاع الصحي به، وسبب ترددي ان المعالجة اصبحت مستعصية بشكل انه وخلال عقدين لم تنفع معها اي اصلاحات ورغم انفاق الكثير من الاموال وصرف ميزانية تضاهي اضعاف ما تنفق على القطاعات الاخرى..

يعتبر لبنان الوجهة الاكثر ترجيحا للعلاج، وخصوصا في محيطه العربي كونه يمتاز بخدمات صحية تضاهي الكثير من الدول المتقدمة ويشهد لأطبائه الجدارة والمهنية العالية، ناهيك عن مجاراته لكل جديد في مجال الابحاث والعلاجات المتطورة.. لكن هل هذه الخدمة في متناول الجميع!؟ هنا المضحك المبكي.

رغم كل هذا فإن اكثرية اللبنانيين لا تشملهم هذه الخدمة، بل هي تقتصر على الميسورين وأصحاب الوسائط، الذين يتنعمون بتغطية وزارة الصحة وخيراتها!! فإن كنت تابع لأحد المسؤولين او في جهة حزبية محسوب عليها، فانك حتما ستحظى بهذه الرعاية وتكون من الناجين، من مستشفيات الموت العامة التي تتربع فيها كل أصناف الجراثيم وعدم الاهتمام في النظافة العامة! ناهيك عن عدم المبالاة والاهتمام! في الدول المتقدمة فإن الرعاية الصحية هي حق مكتسب لكل مواطن، فلا فرق بين غني او فقير فالكل سواسية كأسنان المشط، ولا فرق بين ابيض واسود.

فاين تلك الملايين التي تتحفونا بها والتي تصرف من جيوب الناس وتمنونهم بها عند انتظارهم على ابواب المستشفيات وفي اروقتها!؟ بالفعل ان القطاع الصحي في لبنان لهو إقطاع صحي! فأنت مشروع شهيد ان اصابك مرض حتى لو كان بسيطا في هذا البلد، الذي اصبح الكل في عداد الاموات عندما لا ينفع حتى من هم في عداد الضمان الاجتماعي والصحي، إن لم يكن لهم سند ومعين في مغارة الإقطاع الصحي…

ودمتم بصحة وعافية…

إضغط هنا
Previous Story

انهم قلقون من قوة سوريا…

Next Story

وفد من منطقة بعلبك الهرمل في زيارة المختارة

Latest from Blog

رامونا يونس: العناية بالبشرة هو استثمار..

ولعدم النوم أبداً دون ازالة الماكياج! في عالم الجمال والعناية بالبشرة، برزت أسماء كثيرة، لكن قلة من استطعن الجمع بين الاحترافية والشغف الحقيقي بما يقدمنه. من بين هؤلاء، السيدة رامونا يونس، الناشطة

زخم الرئاسة الاولى وتحقيق الاستقرار المالي والنقدي – بقلم العميد الدكتور غازي محمود

يعيش لبنان منذ انتخاب العماد جوزيف عون رئيساً للجمهورية عرساً حقيقياً، ويشهد زحمة مهنئين شملت كل من الرئيسين الفرنسي والقبرصي بالإضافة الى امين عام الأمم المتحدة، وكل من وزير خارجية الأردن ووزيرة
Go toTop