رادار نيوز – أكد وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق أنه لا يملك معلومات دقيقة حول ما جرى في اللقاء الذي جمع الرئيس سعد الحريري والوزير جبران باسيل في باريس.
وقال في حديث إلى محطة “المستقبل”: “لدي انطباعات واستنتاجات ولكن لا معلومات دقيقة ولم يتسن لي اليوم ان اتابع الموضوع مع الذين حضروا الاجتماع. سمعت بعض الكلام لكن بتقديري ليس هناك من تغيير في الموقف”.
وأوضح ان “الحوار مع التيار الوطني الحر ومع العماد ميشال عون مستمر ولن يتوقف. وعلينا ان نفرق بين طبيعة الحوار المستمر وبين الرئاسة. كل الناس تتصرف على ان هذا الحوار له نتيجة واحدة هي تولي عون الرئاسة، فاذا لم يتم هذا الأمر فليس هناك من حوار بين عون الحريري وهذا الامر غير صحيح”.
وإذ ذكر بأن “هذا الحوار بدأ وحصل بالامس وسيستمر لأنه في طبيعته السياسية استطاع ان يحقق بشكل او بآخر جزءا من الارتياح في البلد ولم يزد من التأزم او التوتر او المواجهة مع احد”، لفت إلى انه ” جزء من تسهيل الامور السياسية في البلد وعلاقة الاطراف ببعضها البعض”، جازما بأن “هذا الأمر لا يعني ان هناك اتفاقا على موضوع الرئاسة”.
ورأى ان “الرئاسة في لبنان ليست مسألة عددية من خلال عدد الاصوات . القرار الاستراتيجي للرئيس الحريري بأن الرئيس يجب ان يكون ممثلا للنسبة الأكبر من المسيحيين في لبنان وليس ممثلا لبعض المسيحيين ولكثير من المسلمين بعكس ما كان يجري بشكل او بآخر من العام 1990 حتى اليوم”.
ولفت إلى أن “القاعدة الاستراتيجية التي ينطلق منها اي حوار في موضوع الرئاسة هو ان يكون الرئيس المقبل مقبولا ومرضيا عنه وممثلا لأكبر نسبة ممكنة من المسيحيين اللبنانيين”.
وقال: “لا احب تعريف الرئيس القوي .اتكلم على الاستراتيجية التي على قاعدتها تجري كل الحوارات مع كل الاطراف المعنية بالمسألة الرئاسية بأن الرئيس يجب ان يكون ممثلا لأعلى نسبة ممكنة من المسيحيين اللبنانيين، بالاضافة الى انه قادر على الاتفاق والتوافق مع بقية الاطراف”.
واعتبر ان “هذا الأمر ليس حقا حصريا لشخص او آخر وليس صحيحا ان هذا الأمر يعبر عنه فقط العماد عون ليس لأنه لا يمثل المسيحيين بل لأننا نعتبر ان هناك اطرافا مسيحية اخرى جدية ولها قاعدة تمثيلية ولا نستطيع اولا بسبب تحالفنا الدائم والاكيد معها وثانيا بسبب الوضع المسيحيي ان نقول إن هذا الطرف يمثل المسيحيين وحده وذاك الطرف لا يمثل المسيحيين وحده”.
وشدد على ان “هناك ثلاثة اطراف واضحة في تمثيلها المسيحي: التيار الوطني الحر الذي لا يستطيع احد ان ينكر تمثيله المسيحي الجدي والواسع، وهناك القوات اللبنانية التي لا يستطيع احد ان ينكر مدى تمثيلها الواسع عند المسيحيين، وهناك ايضا المستقلون، منهم الوزير بطرس حرب ودوري شمعون، لهم تمثيلهم الى جانب الكتائب والمردة بالاضافة الى جزء جدي من التمثيل المسيحي داخل كتلة المستقبل فهؤلاء نواب يمثلون طوائفهم بشكل او بآخر”.
كما أشار إلى أن “العماد عون يمكن ان يكون مرشحا اساسيا ولو انه لم يعلن ومرشحا جديا ولو لم يقل وممثلا لنسبة عالية من التمثيل المسيحي ومن تمثيل الآخرين المتحالفين معه”، وسأل: “هل هذا يعني ان هذه الصيغة تنشئ الرئاسة في لبنان؟ مضيفاً: “برأيي الشخصي الجواب هو لا، فمن ينشئ الرئاسة هو قدرة رئيس وفاقي القادر على استيعاب الآخرين، فهل العماد عون وفاقي بمعنى قدرته على التفاهم مع الآخرين؟
اضاف:”هناك محاولات جدية الآن لكن لا ارى انها ستصل الى نتيجة. نحن لن نتخلى عن حلفائنا بأي شكل من الأشكال، وفي طبيعة الحال هناك تحالف تاريخي قائم منذ العام 2005 مع القوات اللبنانية والكتائب والمستقلين. ليس هناك من صفقة منفردة قائمة على التفاهم بين تيار المستقبل والعماد عون بصرف النظر عن رأي الحلفاء المسيحيين في قوى 14 آذار”.
وقال: “الحوار الذي حصل بين الرئيس الحريري والعماد عون له شبه طبيعة علنية، وكل التفسيرات لا علاقة لها بالحقيقة. ليس صحيحا ان هناك اتفاقا على الرئاسة. هناك حوار حول كل المواضيع وتفاعل حول كل المواضيع مع التيار الوطني الحر وهذا امر صحيح واكيد، والتجربة بينت ان هناك مجالات للتعاون خاصة داخل الحكومة”.
وتابع : “لم يرد ابدا ان تشكيل الحكومة بالطريقة التي تمت بها هو تمهيد لاتفاقات اكبر او اوسع”، مذكرا بأن الطرفن الأساسيين اللذين لعبا دورا في تشكيل الحكومة هما تيار المستقبل وحزب الله”.
ورأى ان “الكلام على ان هذه الحكومة هي تمهيد لاتفاق رئاسي غير صحيح. لم يحصل اي حديث جدي عن الموضوع الرئاسي قبل او خلال او بعد تشكيل الحكومة. وهناك قواعد للحوار اولها قدرة من يرغب في ان يكون رئيسا على الانفتاح والتفاهم وقبول الطرف الآخر المسيحي به”.
وعما اذا كان النائب ميشال عون فقد الامل بـ”تيار المستقبل” في ما خص وصوله الى سدة الرئاسة أو انه سيستمر في انفتاحه وكلامه الجديد قال المشنوق: “برأيي الشخصي نعم سيستمر”.
ولاحظ ان “هناك قوتين سياسيتين رئيسيتين في البلد تتحاوران معا، وبرأيي سيستمر الحوار بعد 25 ايار كما قبله، وسنستمر في التعاون والتفاهم على الكثير من الامور بصرف النظر عمّا اذا اتفقنا على الرئاسة ام لا”.
وعن امكان ايصال سمير جعجع الى سدة الرئاسة قال:” بصراحتي وواقعيتي اقول لا”. وسأل: “هل الآخر باستطاعته ايصال مرشحه الى الرئاسة؟. الواضح أن هناك انقساما سياسيا في البلد، ونحن بالتأكيد سنسعى كي لا يقع الفراغ في البلد، لأنه سيزيد من حجم المشكلة في البلد. وبرأيي الشخصي ، نعم نحن ذاهبون الى الفراغ”.
أضاف: “الواضح حتى الآن أن هناك مرشحا وحيدا ودائما هو سمير جعجع، وهو مرشح “14آذار”. الجنرال عون على الرغم من انه لم يعلن ترشيحه الا انه المرشح الحقيقي لـ”8آذار” ويبذل كل جهده بانفتاحه على الحوار مع الرئيس سعد الحريري تحديدا للوصول الى كسب أكبر ثقة ممكنة من القوى السياسية”.
وأوضح ان “المرشح الآخر الذي لديه ظروف افضل وقدرة اكبر على الوصول يجب ان يكون جزءا من التفاهم مع الدكتور جعجع ومع الجنرال عون. الامور لا تزال في بداياتها، الدكتور سمير جعجع هو المرشح الوحيد لـ”14آذار” حتى الآن.
ولفت إلى “أن هناك محاولات لبنانية للبننة الاستحقاق، وانا احترم هذا الكلام واقدره، ولكن لا اعتقد الآن وفي ظل الوضع الاقليمي ان اللبنانيين يستطيعون وحدهم ان يتفقوا على رئيس”.
ووصف المرشح هنري حلو بأنه “رجل محترم ومقبول من اناس كثر، ولكن هذا لا يعني انه المرشح الوسطي”.
واعتبر ان “الوضع لا يزال يحتاج الى توافق واتصالات وحوارات اقليمية غير متوفرة حتى اليوم، وهذه المسائل مرتبطة بالجدول الاعمال الدولي، خصوصا ان هناك احداثا كبيرة تحصل في المنطقة لا تسمح بالتوافق السريع على انتخاب رئيس على الرغم من خوفنا الحقيقي كجهة سياسية، والجهد الذي سنبذله كل يوم، والرئيسان الحريري والسنيورة يتابعان الامر بشكل يومي للوصول الى امكان تفاهم محلي وداخلي غير متوفر حتى اليوم”.