النعمة والنقمة… في مال المصارف… سعد الله حمادة

الأربعاء, 2 أكتوبر 2019, 23:45

رادار نيوز – عندما اندلعت اولى ثورات الربيع العربي في تونس لم يكن الشعب يدرك ان امواله سوف تتبدد وتذوب في دكاكين المصارف واصحاب الصفقات ودهاليز سوق المال.

فمن قبل اتت هذه اللعنة على ثروات العراق! فملايين الدولارات تبخرت وثروة العراق نهبت وذهبت اموال العراق ادراج الرياح.

فتلك الثورات لم تستطع استرجاع ما نهب من انظمة استبدت وحكمت بالحديد والنار.

فخلال عقود كانت هذه الاموال تودع في مصارف خارجة عن المسائلة والمحاسبة..

ومن خلال الغائض هذا اصبحت تلك البنوك متخمة بأموال ما انزل الله بها من جيوب الشعوب التي ثارت.

الازمة المستحكمة الآن في لبنان تشي بأن لعبة العقار قد استنفدت، فهذا السوق لم يعد يجذب المستثمرين ولا اصحاب الاموال، ولا حتى هؤلاء الذين كان يعول عليهم هذا القطاع.

فالخليجي احجم عن الشراء لأسباب كلنا يعرفها، والمغترب اصبح يتردد في خوض هذه المغامرة، بعدما ايقن بأنه يضع امواله في عقار ثمنه اضعاف ما يستطيع ايجاده حتى في بلدان اكثر خدماتيا وتنظيما وبنى تحتيه…

فالغورة العقارية في لبنان لم تكن سوى انعكاس لتخمة هذه المصارف.

فقد ارتفع العقار خلال السنوات الماضية باكثر من عشرة اضعاف؟

ولهذه الاسباب

اولا: الدول التي انهارت انظمتها ونهبت ثرواتها قد تم نقل اموالها الى تلك المصارف وبالعملة الصعبة وغيرها. فكان هذا الفائض نقمة ونعمة في نفس الوقت.

النعمة استغلتها سياسات المصارف وبتسويق من حاكميتها بضخها في السوق من خلال قروض ميسرة وبفوائد في السوق العقاري، بحيث أن هذا السوق يعتبر الملاذ الآمن للإستثمار.

هنا بدأت لعبة ارتفاع اسعار العقار الوهمي والذي لا يستوفي القيمة الحقيقية، لكن الهدف منه صرف هذه الاموال وتجييرها.

اما النقمة: فهي انعكاسها على القدرة الشرائية للمواطن اللبناني؛ ووضع شعب بأكمله رهينة لسياسة البنوك وحاكمية مصرفها بإفقاره واذلاله وخلق مجتمع غير متجانس بفوارق طبقية فاقعة.

فهؤلاء الذين حكموا بإسم المال بددوا ثروة البلاد وافقروا العباد…

فالنظام المصرفي يجب ان يوضع له ضوابط ورقابة على الايداع حتى يستوفي الشروط المعترف بها.

وحتى السرية المصرفية يرفع الرقابة عنها في حال اخل البنك في شروط الايداع.

فسياسة الدين لها اصول وقواعد، وهنا بيت القصيد.

فكيف لعقار ان يساوي اضعاف سعره الحقيقي!؟ فالفساد مستشري في هذا القطاع! وتسلط اصحاب رؤوس المال ومتظومة سياسة المال عموما قد اغرق هذا السوق وجعله يتحكم في رقاب العباد كي يجير هذه الاموال،

كما اسلفت…

إضغط هنا
Previous Story

هل المقصود العهد أو لبنان؟… روبير الهاشم

Next Story

حب الذات يفوق الهيام {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا} – ريما فارس

Latest from Blog

رامونا يونس: العناية بالبشرة هو استثمار..

ولعدم النوم أبداً دون ازالة الماكياج! في عالم الجمال والعناية بالبشرة، برزت أسماء كثيرة، لكن قلة من استطعن الجمع بين الاحترافية والشغف الحقيقي بما يقدمنه. من بين هؤلاء، السيدة رامونا يونس، الناشطة

زخم الرئاسة الاولى وتحقيق الاستقرار المالي والنقدي – بقلم العميد الدكتور غازي محمود

يعيش لبنان منذ انتخاب العماد جوزيف عون رئيساً للجمهورية عرساً حقيقياً، ويشهد زحمة مهنئين شملت كل من الرئيسين الفرنسي والقبرصي بالإضافة الى امين عام الأمم المتحدة، وكل من وزير خارجية الأردن ووزيرة
Go toTop