الهدنة القاتلة – بقلم سعد فواز حمادة

الثلاثاء, 17 مايو 2016, 10:16

رادار نيوز – عندما تتدخل الروسي في سوريا وقلب المعادلة، كانت الانظار تتجه الى حلب واغلاق المنفذ الرئيس لتدفق الاسلحة والارهابيين من المعابر المفتوحة على غاربها لجميع الامدادات اللوجستية.
وكان الجيش السوري وحلفائه قد اعدوا العدة وحشد الكثير من التجهيزات العسكرية لاعطاء ساعة الصفر لانطلاق المعركة.

ماذا حصل؟!
بسحر ساحر ابرمت اتفاقية بين القطبين الثنائي الروسي  _ الامريكي، ووضعت آلية لوقف اطلاق النار، يكون للمراقبين في قاعدة (حميمين) تسجيل الخروقات.
واستتبعت بذلك مفاوضات جنيف بنقاش عقيم وتفطيع للوقت، ولم يفلح المبعوث الاممي (ديميستورا) بتذليل العقبات بعد طرح المعارضة بنود اشبه بالمستحيلة، وعلى رأسها تنحي الرئيس الاسد وتسليم السلطة لمجلس انتقالي.

ان وضع العصي في طريق سكة الحلول كان ضمن خطة لالتقاط الانفاس في المقلب الآخر، فقد كانت حلب في مرمى حجر من السقوط. وقد اتت  هذه الهدنة أوكلها، واوقف الحشد عند اسوار حلب

التقاط الانفاس
تلت تلك الهدنة تجاذب في القاء التهم على فشل المفاوضات كل من طرفه. لكن على الارض فتحت الحدود التركية على غاربها، وتدفق المسلحين من كل حدب وصوب.

وحسب تقارير صحفية، فقد ادخلت اسلحة حديثة مضادة للطائرات والدروع لاول مرة الى ارض المعركة، وجمعت صفوفهم بعد ان طلقوا ضربة موجعة، بعد تقدم مطرد اثبت نجاعة المؤازرة الروسية خلال فترة وجيزة.

على جبهة الريف الجنوبي لحلب بان هذا الدعم باستعادة هؤلاء للعيس بعد معارك ضارية وخسارات كبيرة.
وقد ظهر جليا بمعارك خان طومان واثبت بالوقائع على الارض مفعول تلك الاسلحة التي ذكرت ونجاعتها.

هل الروسي مطواطىء

ان كان الروسي يدرك انه قد خدع في اثبات تلك الهدنة! فعليه مراجعة سياسة المهادنة هذه، وتفعيل ركائزها ان كان يعي ضررها لحلفائه واصدقائه.
وان كان لا يرى انه في المستقبل عليه الخوض بها، فعليه التنحي عن مسار وتسيير مجرى الصراع، حتى لا يقع الخطأ نفسه وتكون الخسارة كبيرة ومكلفة جدا في الفترة القادمة.

المؤمن لا يلدغ من الجحر مرتين

ان تجنيب المدنيين وايقاف نزيف الدم وتخفيف معاناة الاطفال والعجز، هو اقصى منى المرء ومراده، حتى يعم السلام سوريا ويفك كربها. لكن للحرب قواعد وكذلك هناك خدع واساليب اكثر ما يقال بها (لا اخلاقية) فالخداع في الحرب له باع طويل وتاريخ يشهد ان اعتى الجيوش في العالم كسرت وانهزمت بأدهى طرق الخداع والتمويه

من هنا فلا بد التنبه لفن الخداع.
حتى لا يلدغ المرء من الجحر مرتين…..

إضغط هنا
Previous Story

تيركسل تتعاون مع إريكسون لتوفير بث مباشر بجودة عالية الدقة على الأجهزة المتحركة في مباراة كبرى لكرة السلةفي اسطنبول

Next Story

المرأة العربية ( out) سياسيا!!

Latest from Blog

رامونا يونس: العناية بالبشرة هو استثمار..

ولعدم النوم أبداً دون ازالة الماكياج! في عالم الجمال والعناية بالبشرة، برزت أسماء كثيرة، لكن قلة من استطعن الجمع بين الاحترافية والشغف الحقيقي بما يقدمنه. من بين هؤلاء، السيدة رامونا يونس، الناشطة

زخم الرئاسة الاولى وتحقيق الاستقرار المالي والنقدي – بقلم العميد الدكتور غازي محمود

يعيش لبنان منذ انتخاب العماد جوزيف عون رئيساً للجمهورية عرساً حقيقياً، ويشهد زحمة مهنئين شملت كل من الرئيسين الفرنسي والقبرصي بالإضافة الى امين عام الأمم المتحدة، وكل من وزير خارجية الأردن ووزيرة
Go toTop