رادار نيوز – لأنهم يحبون الحق، ويكرهون هؤلا الذين لطخوا وجوههم بكل ما عندهم من خزعبلات . فكانت الوجهة ساحة رياض الصلح وسط بيروت، الى الواجب تجاه الذات، وتجاه أبناء الوطن، والى الإنخراط والمشاركة في مشاريع كبيرة على مستوى الوطن.
الزمان لا يبقي حالاً على حال، في غياب الضمير الوطني، فهو حكماً سيكون مكلّف بالتغيير لغرس بذور الرأي العام لتثمر، وبما أن البلاد في حال من الاضمحلال، واللبناني بلغ، أبعد حدود اليأس فلم يعد لديه ما يخسره.
إنطلق هذا الشعب العنيد، الى الانتفاضة في ساحة رياض الصلح، وسط بيروت، تحت وطأة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والبيئية التي تزداد خطورة يوماً بعد يوم.
انتفاضة لإنعدام المسؤولية، انتفاضة لانعدام الثقة بمؤسسات الدولة وارتفاع بمعدل البطالة والخوف من المستقبل والإحساس الباطني بأن الدولة مهددة بالانهيار وتفشي الهجرة للخارج.
انتفاضة على التعصب الأعمى وعلى الطائفية، انتفاضة على الفوضى والأنانية، على الظلم، على الإهمال، على الشجع والرياء والاحتيال.
انه الرأي العام الذي هو من غالبية المجتمع المدني المعني، ليقول علناً إن الحكومة اللبنانية لا تصغي للناس، وهناك محسوبية وتحيّز في صنع القوانين وتنفيذها، والقيّمين عليها يفتقدون للرؤية والتخطيط والشفافية ويتجاهلون أو يتغاضون عن الإمكانات في تنمية البلاد…
الرأي العام هذا يجمع كل المواطنين من مختلف المشارب. حيث تمكن من تجاوز الطائفية، ويحمل الأمل، ويملك قوة على المساومة مع الجميع. وهو قادر على حثنا للالتفاف حول برنامج مشترك كي نفوز بمستقبل أفضل..
إن هذا الوعي الجديد، البعيد كل البعد عن التسييس وعن كل تأثير خارجي، سيكون مصدر غنى للجميع بتماسكه بأفكاره وطموحه، وهيئاته المجتمعية..
نعم لقد استبدلت ثقافة ال أنا بثقافة العمل الجماعي المتكافل، لانهم أصبحوا النفس الذي يحتاج اليه ضمير وطن، بحركتهم الشعبية، ولغتهم الجديدة، التي لا تفرق ولا تقسم بينهم…
المطلوب من الجميع المشاركة في هذا الحراك الذي يرضي الجميع، فهو بحاجة اليكم بقدر ما أنتم بحاجة إلى الانتفاضة والنزاهة من أجل لبنان أفضل لأولادكم وأحفادكم.
ثقوا، شاركوا، ساهمو أخرجوا من جمودكم وتطلّعوا إلى المستقبل، فالتمتع برؤية وانضباط وجهد على نطاق واسع، هو بداية لخطوات النجاح والسبيل الأمثل للخروج من النفق، لبلوغ الوعي الوطني الحقيقي…
عماد جانبيه