رادار نيوز – ويستمر سعر النفط في تسجيل هبوط كبير له في السوق الدولية، ومازالت منظمة الدول المصدرة للنفط “اوبك” على موقفها الرافض تخفيض سقف انتاجها، وفقًا لإجتماعها الأخير الذي عقد الشهر الماضي،
وبالعودة الى الأسباب الكامنة وراء هذا الانخفاض، فالمحللون الاقتصادييون ردّوا ذلك الى زيادة العرض وتراجع الطلب العالمي، والى تراجع اعتماد الولايات المتحدة، التي تعد أكبر المستهلكين في العالم، على استيراد الطاقة من الخارج بسبب وفرة النفط الصخري لديها حيث وصل الى 8.8 مليون برميل تقريبًا هذا عدا عن تخزينها الفائض منه، وأخيرًا قيام مجموعات مسلحة إرهابية ببيع ما توفر لها من نفط بأسعار منخفضة عبر سوق نفطي يمتد بين دير الزور وأربيل وليبيا .
ولكن خلف الأسباب هذه هناك ساحات تتربص فيها دول في مواجهة دولة آخرى على قاعدة “لعبة عض الاصابع”؛ فتَمَسُك منظمة “اوبك” وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، وهي أكبر مصدر للنفط في العالم، بقرارها المحافظة على سقف الانتاج نفسه من النفط أي حوالي 30 مليون برميل يوميًا، بالرغم من أن أعداد الموازنات العامة للدول في المنظمة يتم على أساس بقاء أسعار النفط مرتفعة، فيه مخاطرة كبيرة، لأن الإستمرار في الإنخفاض في سعر النفط الدولي من شأنه أن يدفع تلك الدول الى تقليص أنفاقها أو اللجوء الى الاحتياطي النقدي لديها الامر الذي يرتب عليها تداعيات اقتصادية صعبة .
الا أن هذه المخاطرة تتحكم فيها جملة دوافع، يُهدف من خلالها ضرب عصفورين بحجر واحد، فمن جهة، يتم ضرب منتجي النفط الصخري وعلى رأسهم أميركا عبر اثبات عدم ربحية هذا المنتج نظرًا لكلفة انتاجه العالية والتي تصل الى 70 دولار للبرميل الواحد، ومن جهة أخرى يتم ضرب روسيا التي هي في الاساس ترزح تحت أصفاد عقوبات كبيرة تفرمل عجلتها الاقتصادية والنفطية لاسيما لجهة قدرتها على استخراج النفط مما يفسر الإندفاع الدبلوماسي الروسي نحو الساحة الشرق أوسطية وبخاصة لبنان، لعله بالإمكان ملاقاة الضربة بضربة مقابلة لها “أكبر”، هذا عدا عن توقع مصادر حصول تنسيق بين كل من روسيا وكزخستان واذربيجان على وضع آلية لضبط الاسعار واتخاذ مواقف في هذا الصدد .
اذا بين العصفورين والحجر هناك ضغوط تمارس من كل اتجاه وبكل السبل من أجل الاحتفاظ بالمكانة الدولية التي تحفظ الحق بالمشاركة والتاثير في صنع القرار، الا أن مسألة الربح والخسارة تبقى مسالة ثانوية بالنسبة للمواطن طالما لم توفر له بنية تنموية اقتصادية متينة ومتقدمة يؤمن من خلالها العيش الرغيد له ولابنائه .. فهل من مدرك متنبه .؟!