رادار – ما أعظم نعمة الديمقراطية على الشعوب حين تكون أداة من ادوات التغيير، من أجل التناوب وتحمل المسؤولية، وبالتحديد منصب مدير عام اليونسكو.
فلا شروط للترشح إلى منصب مدير عام اليونسكو، إلّا أنه ومنذ العام 1952 كان المديرون العامون من ضمن الموظفين الدبلوماسيين في اليونسكو، لأنّ هناك منحى لدى الدول الأعضاء باختيار شخص من داخل المنظمة يعرفونه جيّداً، ما يعزّز حظوظ خوري، إذ إنها «ابنة اليونسكو».
وفي نيسان 2017، على جميع المرشحين تقديم برنامجهم ورؤيتهم للمجلس التنفيذي المخوّل بتحديد موعد الانتخاب الذي يحصل عادة في شهر أيلول. وحسب قانون الانتخابات يحتاج كلّ مرشّح إلى دعم دولة تتبنّى ترشيحه، وكلّ دولة يحق لها تقديم مرشح واحد فقط. وفرنسا هي الدولة الوحيدة من الدول الأعضاء التي تتحفّظ عادةً عن تبنّي ترشيح أيّ شخص لأنها البلد المضيف لليونسكو.
أما انتخاب المدير العام فيتمّ على الشكل الآتي: يقوم المجلس التنفيذي الذي يتألّف من 58 عضواً بالتصويت ويختار مرشحاً واحداً من المرشحين، ومن ثمّ يرسل الإسم إلى المؤتمر العام الذي يوافق على هذا المرشح أو يرفضه. ولم يحدث سابقاً أن تمّ رفض الاسم إذ إنّ المجلس التنفيذي هو مجلس مصغّر عن المؤتمر العام.
المنافسة بين كل من اللبنانية فيرا الخوري، ووزير الثقافة القطري السابق، مستشار أمير قطر حمد الكواري. والمصرية وزيرة الصحة والسكان السابقة، السفير الدكتورة مشيرة خطاب.
وسيتنافس المرشحون الثلاثة لنيل أصوات 7 دول عربية أعضاء لها حق التصويت بالمجلس التنفيذي لليونسكو هي مصر والمغرب والسودان وقطر ولبنان وسلطنة عمان والجزائر.
فيرا خوري في سطور
فيرا خوري سيدة لبنانية تعيش في باريس، متزوجة من محامٍ فرنسي من أمٍّ لبنانية.
درست العلوم السياسية في الجامعة الأميركية في بيروت، ومن ثمّ سافرت إلى الولايات المتحدة الاميركية واكملت دراستها في جامعة نيويورك.
منذ 20 عاماً تعمل فيرا خوري في اليونسكو، وخاضت خلال هذه السنوات معارك انتخابية عدة، فكانت عضواً في المجلس التنفيذي لدورتين أي لمدة 8 سنوات، وترأست لجاناً من أجل إصلاح المنظمة. وفي الوقت عينه كانت تشغل منصباً ديبلوماسياً في المجلس الدائم في الفرنكوفونية.
وخلال تولّي الرئيس السنغالي عبدو ضيوف منصب رئيس المنظمة الدولية للفرنكوفونية شكّل لجنة من أجل إصلاح المنظمة واختار السيدة فيرا خوري لترؤسها. وفي الوقت الحاضر هي عضو ضمن لجنة شكلتها منظمة الأمم المتحدة في نيويورك من 14 شخصية، لتقديم توصيات من أجل إصلاح جهاز منظمة الأمم المتحدة بأكمله.
قدّمت «إبنة اليونسكو» ملف ترشيحها في صيف 2014، وقبل تبنّي ترشيح خوري من قبل الدولة اللبنانية، تمّ الطلب من السفير اللبناني في اليونسكو أن يتواصل مع عدد من ممثلي الدول الخارجية لمعرفة ردة فعلهم عند طرح اسم خوري، وكان الرد إيجابياً جداً ما حمّس الجميع لتبنّي اسمها. وبعد توقيع رئيس الحكومة في 10 آذار ، تعمّم ترشيح الدولة اللبنانية الرسمي لفيرا خوري على 195 بلداً عضواً في اليونسكو، عبر سفارات هذه الدول.
وتجدر الإشارة إلى أنّ في دورتي 2009 و2013 طلبت دول عدة من خوري أن تترشّح باسمها، لكنها رفضت لسببين، الأول أنها لا تريد أن تترشح إلّا باسم وطنها لبنان، والثاني لأنه وفق معطياتها الديبلوماسية كانت تنتظر الوقت الذي تكون فيه حظوظ وصول مَن يمثل لبنان إلى هذا المركز عالية.