رادار نيوز – افتتح راعي أبرشية اوستراليا المارونية المطران أنطوان طربيه، بالتنسيق مع بلدية البترون، البيت اللبناني ـ الاوسترالي في المنطقة القديمة في مدينة البترون، في حفل اقيم برعاية وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، وفي حضور شربل حرب ممثلا وزير الاتصالات بطرس حرب، وضاح الشاعر ممثلا وزير الثقافة ريمون عريجي، سفير استراليا ليكس بارتلم، بيار زهرا ممثلا النائب انطوان زهرا، النائب السابق سايد عقل، السفراء جان دانيال وايلي الترك وطنوس عون، قنصل لبنان العام في سيدني جورج بيطار غانم، قائمقام البترون روجيه طوبيا، رئيس بلدية البترون مرسيلينو الحرك.
كما حضر راعي أبرشية البترون المارونية المطران منير خيرالله، راعي أبرشية المكسيك المارونية المطران جورج أبي يونس، المدبر العام في الرهبانية اللبنانية المارونية الاب طوني فخري ممثلا الرئيس العام الاباتي طنوس نعمه، رئيس كاريتاس لبنان الاب بول كرم، منسق القوات اللبنانية في منطقة البترون الدكتور شفيق نعمه، منسق عام تيار المستقبل في جبيل والبترون جورج بكاسيني، منسق هيئة التيار الوطني الحر في منطقة البترون المهندس طوني نصر، رئيس مجلس ادارة بنك بيروت سليم صفير، وشخصيات.
بعد النشيدين اللبناني والاسترالي قدم للحفل الاعلامي أنور حرب، فرحب بالحضور باسم ابرشية استراليا المارونية وثمن التعاون بينها وبين بلدة البترون الذي أثمر البيت اللبناني الاستراالي.
ثم تلا المطران خيرالله صلاة الشكر والتبريك، مثمنا هذه المبادرة باطلاق بيت المغترب اللبناني الاسترالي، متمنيا أن يكون بيتا جامعا لجميع اللبنانيين من ابناء الجالية اللبنانية في استراليا والمقيمين في لبنان.
وألقى الوزير باسيل كلمة اشار فيها الى اننا “نلتقي اليوم في مناسبة فريدة من نوعها بمجرد أن نكون واقفين تحت شجرة ليمون حامض وأمام حجر بتروني رملي تكون المناسبة فريدة، وفي هذا الجو الذي يعيدنا الى أصالتنا اللبنانية والذي مهما مر علينا من ظروف صعبة يجعل حضارتنا وثقافتنا وغنانا بتنوعنا هو الذي ينتصر ويطغى على الجفاف الذي يضرب وطننا، الجفاف الفكري والجفاف المناخي الذي وصلت عدواه. وفي مثل هذه المناسبات نستطيع إسترجاع فكرنا السليم والمحافظة على قيمنا”.
وقال: “اليوم نحن نضع في أيدي سيدنا المطران طربيه أمانة كبيرة جدا وهي أمانة بترونية ووطنية لأننا أمام مشروع قيمته المعنوية كبيرة جدا بالنسبة لنا أولا بترونيا، وأهلنا في البترون يعلمون، والمهم أن أهلنا الذين هم خارج البترون أن يعلموا، أن هذا الحي البتروني الأصيل استملكته الدولة من أصحابه لترميمه ومر عليه 10 سنوات ولم تصرف عليه قرشا واحدا وقد أصبح لهؤلاء الناس الحق باسترداده بموجب القانون لأن الغاية من الإستملاك لم تتم وأهل البترون الطيبون بجهد بسيط قبلوا أن يتركوا هذا الحي للدولة لنستطيع أن نحافظ عليه ونعيد ترميمه. ومن هناك بدأ مشوار العمل حتى تمكنا من رد الحي الى أهله، وبموجب مرسوم من مجلس الوزراء أخذته بلدية البترون لاستثماره لفترة 25 سنة بليرة لبنانية واحدة في السنة على تعيد ترميمه وطابعه الأثري”.
وأضاف: “عندما أتينا الى وزارة الخارجية وعقدنا مؤتمر الطاقة الإغترابية وأتى اللبنانيون من كل العالم فكرنا كيف نحول فكرة الربط بين لبنان المقيم ولبنان المنتشر وهذه ليست فكرة فقط بل هي ترجمة لواقع معاش يوميا، فكرنا بحي القلعة في البترون كي نقيم فيه بيت المغترب، الذي هو مكان مثالي ويوجد فيه أكثر من مبنى وأكثر من عقار. قلنا لماذا لا يكون لدينا البيت اللبناني الإوسترالي والبيت اللبناني البرازيلي والبيت اللبناني الأميركي، وبذلك نجذب الانتشار اللبناني من خلال مركز إستقطاب في لبنان يأتي اليه من يريد، لينام ويستفسر ويأخذ معلومات حول الإستثمار والسياحة”.
وأشار الى ان “الشمال هو خزان للانتشار اللبناني في العالم”، وقال: “هكذا كانت الفكرة وليست فقط فكرة وترميم حجر. اليوم أصبح لدينا البيت اللبناني الأوسترالي ولدينا تمويل للبيت اللبناني الروسي والأسبوع المقبل لدينا زيارة الى البرازيل ونأمل أن نعود ويكون لدينا تمويل للبيت اللبناني البرازيلي هنا في البيت المغترب اللبناني. المال ممكن تأمينه ولكن هل نستطيع أن نضع الحياة في هذه البيوت؟ هنا السؤال. من أجل هذا وضعنا الأمانة الكبيرة في يد سيدنا في الكنيسة المارونية التي إذا عجزت أن تؤمن هذا الرابط الحقيقي فلا أعتقد أن الدولة تستطيع او أي إنسان يستطيع أن يقوم بهذه المهمة. وهنا الإتكال على سيادة المطران طربيه ونشاطه وعلى الجالية اللبنانية في أوستراليا المعروفة بحيويتها في ايجاد نموذج يبدأ في البترون وليس من مانع أن يعمم في كل المناطق اللبنانية التي يوجد فيها إنتشار حقيقي. وهكذا نكون أنجزنا مشروعا نموذجيا”.
اضاف: “نأمل في هذه المناسبة أن نتحمل جميعا مسؤولية انجاح هذا البيت الذي يديره سيادة المطران والبلدية التي هي صاحبة المشروع حتى نضع له الإطار الناظم وتكون له هندسة معمارية تليق بنا وبالبترون بإدارة جيدة، حتى نستطيع أن ننشىء متحفا للمغترب وخصوصا بوجود شخص معروف بإهتمامه بالإغتراب مستعد أن يمول هذا المشروع. لدينا المبنى اللازم هنا ونستطيع وبسرعة أن نحول هذا المشروع الى نموذج حقيقي ناجح، وتكون البترون ربحت بإستعادتها حيا من أحيائها الرئيسية الأثرية، ويربح لبنان كله في محاولة إستعادته للتوازن، لأن أكثر ما نعاني منه اليوم هو فقدان التوازن”.
وتابع قائلا: ” بلدنا قائم على التوازن ولا يوجد فيه أي من التوازن السياسي ولا الطائفي ولا الديموغرافي، وعندما يصبح المهاجرون أكثر من الناس الأصيلون، يقال ويل لأمة تفقد توازنها وتضيع فيها القيم. أكيد ويل لأمة عندما يكون المهاجرون أكثر من الأصيلون. وعندما نكون نتعاطى مع هذا الموضوع بشيء من اللامبالاة وعدم المسؤولية وعندما يصبح طلابنا في المدارس أقل من الأجانب وعندما تصبح الولادات في المستشفيات عند اللبنانيين أقل من النازحين، هذه النتائج المتعددة الاوجه لها أثرها في المستقبل، وتعرفون أن لبنان يفقد توازنه الديموغرافي وبالتالي الإجتماعي والإقتصادي والطاقوي والكهربائي وعندما نبدأ بالتعداد لا ننتهي وكل شيء تكلمنا عنه، الثابتة والقرينة، في أن بلد التوازن يفقد توازنه اليوم . نحن بهذا الرابط نراهن إستراتيجيا على الإنتشار اللبناني في أن يعيد التوازن، لأنه هو الخزان الحقيقي والمخزون الفعلي للبنان حتى يعيد توازنه على المستويات كافة”.
اضاف: “اليوم، المنتشرون هم الذين يؤمنون لنا التوازن المالي ولولا الثماني مليار دولار التي يحولونها سنويا الى لبنان لكان لدينا خلل تجاري ومالي في الخارج والداخل. نراهن عليهم في تأمين الإستثمار، ورهاناتنا عليهم كبيرة في كل شيء، إلا أننا نحن لا نقوم كدولة وكمسؤولين بالمبادرة اللازمة تجاههم. وإن شاء الله نكون قد بدأنا اليوم مشوارا طويلا جدا، إنما هذه بداية حتى يكون هذا المؤتمر الذي بدأنا به والسياسة الإغترابية التي وضعناها في لبنان وسنذهب لترجمتها مرحلة مرحلة في كل بلد ولن نترك بلدا في العالم، البرازيل، كندا، أوستراليا، الأرجنتين، تشيلي والمكسيك ونعد ولا ننتهي، وسنرى كيف سنرفع رؤوسنا عندما نرى ماذا فعل اللبنانيين. وحين نرى وزير خارجية دولة كبرى يتحدث عن اللبنانيين الذي يعيشون في الخارج، نعلم أنهم ثروتنا الحقيقية وأن لدينا مسؤولية ليس فقط في أن نحافظ عليها انما ان نستثمرها فعليا في لبنان. فالإنسان الذي قيمته الأساسية تبقى في إنسانيته فهو ينجح أينما ذهب، دولته تفشل وهو ينجح لأنه هو القيمة الحقيقية لنا”.
وشدد على ضرورة العناية بهذا المشروع، واعدا كوزير للخارجية باطلاق بيوت المغترب في كل مكان.
من جهته، لفت السفير الأسترالي بارتلم الى “إن المشروع الذي يفتتح اليوم هو أول بيت من نوعه يخصص لجالية إغترابية ومعد للتواصل بين لبنان وبلد آخر تعيش فيه جالية لبنانية كبيرة ونحن سعداء بالبناء وبهذا البيت المميز بين لبنان وأوستراليا”.
وهنأ “كل من ساهم في طرح هذه الفكرة وتنفيذها”، وقال: “انا أعلم ان رؤية صاحب السيادة ورغبته برؤية هذا البيت منفذا ما هي إلا جزء من عمله الطيب وجهده الدائم في خدمة الجالية اللبنانية في أوستراليا. وفي نفس الوقت يساهم في تعزيز العلاقة بين بلدينا”.
وتابع قائلا: “السياسيون والديبلوماسيون يعملون عادة على تطوير العلاقات بين البلدان والمجموعات، ولكن العمل الذي أنجز على مستوى الجالية بدعم من سيادة المطران طربيه ساهم بشكل كبير بنمو وتطور العلاقات ما بين البلدين والشعبين، ولأجل ذلك أنا ممتن له وأتمنى له النجاح في مهمته. وأتوجه بالتهنئة للوزير جبران باسيل على دعمه القوي لمشروع البيت اللبناني في أوستراليا وخلال وجوده القصير على رأس الوزارة عمل بجهد على تنمية الحضور اللبناني دوليا في الكثير من المجالات “.
وشكر رئيس بلدية البترون والمجلس البلدي “على ما قدموه من دعم فعلي لمشروع البيت اللبناني الأوسترالي. إن هذا البيت سيعمل على تقوية العلاقات بين كل الجاليات وخصوصا بين بلدينا. إن مهمتي في لبنان ستنتهي في بداية الشهر المقبل وعندما سأعود الى أستراليا سأكون سعيدا بأني كنت سفيرا لأستراليا في لبنان كما كنت سعيدا بتعييني هنا لأول مرة عام 1980 وعام 2006. وأقول لكم بصراحة أنا الآن أكثر خبرة لأني عشت في هذا البلد والتقيت بهذا الكم من الناس الرائعين. وسيكون من المؤسف جدا أن أغادر ولكني متفائل بمستقبل لبنان وبالعلاقات ما بين لبنان وأستراليا”.
وقال: ” لبنان فعلا بلد رائع هو بمساحته عشر مساحة جزيرة تاسمانيا لكنه غني جدا بتاريخه وتراثه وبشعبه الرائع وبتقاليده. لقد مر لبنان في فترات طويلة من عدم الوضوح في تاريخه ويواجه اليوم عددا من الأزمات خصوصا مع وجود نحو مليون ومئتي الف نازح سوري. إن المجموعة الدولية بكاملها مدينة بالشكر للبنان لما يقدمه من ملجأ لجيرانه، ولبنان لا يستطيع وحده أن يحافظ على حدوده ويحميها فهناك الكثير مما يجب عمله في هذا الإطار. أوستراليا ستستمر بدعم لبنان حيث أمكن خصوصا عبر عضويتها غير الدائمة في مجلس الأمن الدولي”.
ثم قدم علم أوستراليا للمطران طربيه “ليكون الى جانب العلم اللبناني مرفوعا على البيت اللبناني الأوسترالي لكي يرى كل من يدخل هذا المكان مدى عمق وقوة وحرارة العلاقات بين بلدينا وشعبينا بين لبنان وأستراليا”.
من جهته، رحب رئيس بلدية البترون بالمجموعة اللبنانية الإسترالية، مؤكدا أن “إفتتاح البيت اللبناني الأسترالي سيساعد في تنظيم رحلات وافساح المجال للإستثمار والإجابة على أي سؤال. نأمل أن يكون هذا البيت بداية مشروع ضخم ليمتد عبر كل الوطن وعبر جالياتنا اللبنانية في العالم للحفاظ على ثقافتنا ولغتنا وتقاليدنا حية، في هذا العالم السريع النمو. وعبر دعمكم للبيت سنتشرف بالتواصل مع جذورنا وتاريخنا العريق.
وتمنى على المطران طربيه “أن يبارك لنا هذا المشروع ونتطلع الى النجاح إن شاء الله في هذه المدينة ومع هذه البلدية التي من واجبها دعم ومساندة الرحلات التي ممكن أن ينظمها هذا البيت”. وشكر الوزير باسيل على جهده الكبير ومتابعته وإهتمامه بمدينة البترون ودعمه للبلدية وصولا الى ما وصلنا إليه اليوم من نجاح. كما شكر الحكومة الأوسترالية والسفير بارتلم “الذي أعطى للناس الفرصة في أن يعيشوا في بلد ديموقراطي والسماح للبنانيين في أن تكون لهم فرص متساوية في دعمهم للمواطنين الأستراليين”.
ورحب المطران طربيه بالسفير والحضور، مؤكدا عمق العلاقة التاريخية بين لبنان وأستراليا، وقال: “إن الجالية المارونية في أوستراليا هي من أكبر الجاليات المسيحية المشرقية، ونحن نتطلع الى ضرورة إستمرار التواصل مع الكنيسة المارونية في لبنان”، مشيرا الى ان “الهدف الثاني من هذا المشروع هو تأمين مكان للقاء الجالية اللبنانية عندما تأتي الى لبنان خصوصا في الشمال، وذلك بهدف تعزيز وتقوية الأواصر بين لبنان المقيم ولبنان المهاجر. ولا يخفى على أحد أن لبنان بحاجة اليوم الى أبنائه المنتشرين أكثر من أي يوم مضى في تاريخه”.
وأعلن أن “الهدف الثالث من هذا المشروع هو إستمرارية الدعم من قبل المغتربين لتعزيز إنماء البلد وخير دليل على ذلك التعاون القائم بين الجالية اللبنانية في أستراليا ومستشفى تنورين الحكومي. متطلعا في أن يكون هذا البيت صلة الوصل بين منظمات لبنانية ككاريتاس والصليب الأحمر وغيرها لتسهيل العمل الخيري بالتعاون بين لبنان وأستراليا”.
واعتبر ان هذا الاحتفال الجامع يأتي بهدف تحقيق الانماء والتنمية وتعزيز الثقافة، وقال: “هذه المشاريع لا يمكن ان تتحقق الا بالتعاون وتضافر الجهود وشبك الايدي بين جميع ابناء الوطن بكل انتماءاتهم واطيافهم”. وأكد أنه “في ظل الظروف التي يتخبط بها وطننا لبنان، والانقسامات التي تسود مجتمعنا اللبناني لن نرد على هذا الواقع الصعب الاليم الا بالمشاريع التنموية والثقافية، وهذا هو ردنا وجوابنا الوحيد على كل ما يحصل على ارضنا اللبنانية التي لن تكون الا ساحة للالتئام والسلام والوئام والمحبة والازدهار.”
وتوجه بالشكر الى راعي أبرشية البترون المطران منير خير الله ودعمه هذا المشروع وقبوله في نطاق أبرشيته، وشكر الوزير باسيل على دعمه وتشجيعه لفكرة إقامة بيت المغترب اللبناني في أستراليا الذي لم يكن ليبصر النور لولا حماسه وإندفاعه وإصراره”. كما شكر سفير أستراليا بارتلم على دعمه وحضوره حفل الإفتتاح ورئيس بلدية البترون على كل الدعم لهذا المشروع من بدايته وحتى إفتتاحه”.
بعد ذلك ازيح الستار عن لوحة تذكارية سيتم تثبيتها عند مدخل البيت، وأقيم بالمناسبة حفل كوكتيل. وفي الختام كانت جولة داخل البيت اللبناني الاوسترالي.