رادار نيوز – كرمت الحركة الثقافية انطلياس الشاعر شوقي بزيع في اطار مهرجان الكتاب، وقدمت الندوة الدكتورة زهيدة درويش جبور، وادارها الاستاذ فرنسوا قزي.
وتحدثت جبور قالت “لو اردنا ان نصف تجربة شوقي بزيع الابداعية بكلمة واحدة لما وجدنا افضل من النهر، حركته متجددة دائمة، وماؤه واحد لا يتغير، ولو اردنا ان نختصر لغته الشعرية بلفظة لقلنا انها الشجرة، جذورها ضاربة في الارض، نسغها نزف وجدان، واغصانها مسافرة في فضاء الانسانية الرحب، والارض جنوبية اولا، لا تغترب عنها الخطى الا لتزرعها غرسة مباركة في ثلم القصائد، والنسغ دم الشهادة يجري في حبر الكلمات فينبت زيتونا وورودا، والفضاء حريق تشعله جناحا، حناحا طائرا عشق الشمس حتى ابتلعه اللهب فانبعث كالفينيق من رماد اللغة”.
وقال قزي “من المكان المثخن بالجراح من التراب المجبول بخمرة القداسة، من الارض الطيبة التي تعشق الريح والمقاومة، من الدروب التي تلوثت بألوان احلام العذارى، ومن زمن الانتظار خرج شوقي بزيع من زبقين خرج يحمل في جيبه بعض وريقات رسم فوقها صورة قريته الوادعة، ومواكب الصبايا والاطفال على الطريق المؤدية الى حقول التبغ وكروم العنب والتين، مشاهد جميلة ومؤثرة تكررت بتفاصيلها والوانها في مجموعاته الشعرية الاولى، بإيقاع غنائي رهيف، وصور توشحت بغلائل من الكآبة والرموز كما يلي: عناوين سريعة لوطن مقتول 1979، اغنيات حب على نهر الليطاني 1985، وردة الندم 1990، آلهة عشق واحزان هم الشعراء متعبون ينثرون فوق عينيك تبر قصائدهم فيأسرونك ويعبرون بك الى عوالمها ومساربها، ويتركونك تتخبط في متاهات مجازاتها، اشراقات ابعادها وعمق دلالاتها وغنى رؤاها، متعبون هم وتعبهم رعشة انفاس حرى في حلك ليل طويل، ونشيجهم رقصة ضوء يغتسل بدموع فجر زمن المرارات”.
وقال المكرم بزيع “اذا كان لي ان افاضل بين جلوسي مكرما في قاعة الاونيسكو كأستاذ للتعليم الثانوي وبين جلوسي في انطلياس على مئة وخمسة وسبعين عاما من عاميتها، مئات الامتار من ينبوعها الذي غذى بمياهه الفائرة موسيقى الرحابنة وحنجرة فيروز، فإنني انحاز بالقطع الى هذا التكريم بالذات، لما يحمله من بلاغة المناسبة وقوة الدلالة في الرمز، وليس ذلك بسبب نقص في اهليةالتدريس، بل لتناقض في الدور بين استاذ النحو والشاعر، حيث الاول شرطي اللغة والثاني مخترعها وعاشقها المجنون”.
اضاف “سواء حكم على الشاعر بالنفي داخل بلاده او خارجها فإن الشعراء هم منفيو الارض الدائمون لأن بحثهم عن الحقيقة لا يتسع له صدر الطغاة وسدنة الظلام وامنيو النظام العام. واذا كانت للشاعر مهنة فهي خدمة الجمال ورعاية براعم الامل ورفع منسوب الكرامة على الارض، على ان الانتصار للقضايا العادلة لا يمكن ان يكون مطية الرداءة لاعتلاء منصة التاريخ، فالسيرة الاهم للكاتب ليس ما يرويه عن نفسه، بل ما يتكفل به نتاجه الابداعي، تماما كما تكون اللؤلؤة وفق فيديركو فيلليني، هي السيرة الذاتية للمحارة، ان تكون شاعرا اذا يعني ان لا نقايض سلطتك على الابدية بأي سلطة زائلة”.