يا جماهير شعبنا المناضل
تشهد المخيمات هذه الأيام ، مسلسل متنقل من الأحداث والحوادث الأمنية ، وإن كانت بعناوين مختلفة تتقاطع جميعها عند ثابت واحد بالنسبة لتلك الأحداث ، هو إسقاط المخيمات الواحد تلو الآخر. فتارة بالإغتيالات، وتارة بإطلاق النار ورمي القنابل، وتارة من خلال فتن صفحة ما تسمى “تحت الطاولة”. وليس آخرها ما شهده مخيم شاتيلا من قطوع أمني خطير تجلى بتفشي ظاهرة الإتجار بالمخدرات وتمددها حتى كادت أن تكون علنية لولا الوعي الذي تحلى به أهلنا في المخيم ونزولهم إلى الشارع مطالبين الفصائل والقوة الأمنية بضرورة ضرب هذه الظاهرة ووأدها نهائياً لما تشكله من مخاطر على المجتمع الفلسطيني. وهذه الصرخة الجماهيرية لأهلنا في مخيم شاتيلا استجابت لها الفصائل في المخيم. ولكن للأسف على الدوام هناك بعض النفوس المريضة وهم قلائل، وإن كان بعضهم منتمي ولكن الفصائل بريئة منهم طالما أنها تقف في مواجهتهم وتتخذ بحقهم الإجراءات الرادعة، وترفع عنهم الغطاء السياسي والتنظيمي . وهنا حسناً ما اتخذ بحق هؤلاء المتهمين بالتواطؤ على تهريب هؤلاء المتاجرين والمروجين، من إجراءات توجب عدم التهاون في إنزال أشد العقوبات بحقهم.
وعلى ما تقدم نتوجه بآيات التقدير والاحترام للوقفة الجماهيرية لأهلنا في مخيم شاتيلا، فهم أصحاب المصلحة الحقيقية في الحفاظ على العنوان الوطني والنضالي لمخيم الشهداء والمقاومة. ونتوجه أيضاً بالتقدير والاحترام لكافة الفصائل التي عملت في المسارعة من أجل تحمل مسؤولياتها بكفاءة وطنية يُبنى عليها في ضبط الأوضاع الأمنية في المخيم بالتعاون والتكاتف والتكامل مع النخب من أبناء شعبنا. ونجد فيها الفرصة الثمينة لنؤكد أنه آن الآوان للتصالح مع تلك النخب من خلال إعطائها دوراً لطالما سعت إليه لتكون على الدوام الرافعة لكل عناوين نضالنا الوطني والاجتماعي. وبالتالي فرصة يجب ألاّ نبددها من أجل إعادة صياغة القوة الأمنية الفلسطينية واللجان الشعبية على أسس من الشراكة والكفاءة والنزاهة ونظافة الكف التي بتنا جميعاً بحاجة ماسة إليها.
نعاهد جماهير شعبنا أننا سنبقى على الدوام من الأمناء على مصالحهم وأمنهم، وسنبقى على أتم الاستعداد لبذل الغالي والرخيص في الذود عن شعبنا ومخيماتنا، بالتعاون والتكامل مع كافة الفصائل الوطنية والإسلامية الغيورة.
وثورة حتى تحرير الأرض والإنسان.
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين
القيادة العامة
لبنان في 3 / 10 / 2016
