رادار نيوز – اعتبر نواب “14 آذار” الذين توافدوا إلى مجلس النواب، مساء اليوم، ان انتخاب رئيس جديد للجمهورية واجب واستحقاق وطني “وليس عملية تنافسية بين أشخاص”، مؤكدين التزامهم حماية الطائف والمناصفة والدستور وتنفيذ جميع قرارات الشرعية الدولية واعلان بعبدا، كما أكدوا تصميمهم على حماية الاستقرار العام ومصالح الناس والحفاظ على مؤسسات الدولية. واعتبروا أن شغور موقع رئاسة الجمهورية حدث جلل “لا يمكن تجاوزه”، وان “المهمة الأساسية الأولى والوحيدة للمجلس النيابي في الظروف الراهنة تبقى حصرا انتخاب رئيس جديد للبلاد”.
جاء ذلك في بيان أصدره النواب الذين توافدوا إلى مجلس النواب مساء اليوم، قبيل انتهاء مهلة انتخاب رئيس جديد للجمهورية. وقد تلاه النائب جورج عدوان الذي شكر بداية رئيس مجلس النواب نبيه بري “الذي حضر إلى المجلس النيابي والتقانا”، ثم أذاع البيان وفيه:
“منذ البداية تعاملت قوى 14 اذار مع الاستحقاق الرئاسي بوصفه المفصل الأهم والاكثر دقة في كل الظروف لتأكيد اسس الجمهورية المبنية على الميثاقية الدستورية – والديموقراطية البرلمانية وفق معادلة دقيقة تتيح التكامل بين الميثاقية والديموقراطية في ظل احترام الدستور.
اما الفريق الاخر فقد أراد لهذ الاستحقاق ان يكون مناسبة للاطاحة بالديموقراطية والميثاقية معا عندما اصر على تفسير الديموقراطية التوافقية بالتوافق المسبق على اسم الرئيس العتيد، الامر الذي يلغي دور البرلمان، اي صوت ممثلي الامة، مثلما يلغي الحياة السياسية بالغائه حق التنافس ضمن الاصول. والحال ان الغاء الديموقراطية بهذا الاسلوب عاد ليضرب الميثاقية نفسها بشغور موقع رئاسة الجمهورية جراء امتناع مجموعة من النواب عن حضور الجلسة وتامين النصاب بذريعة عدم التوافق المسبق، وهذا ما دفع رئيس الجمهورية عبر رسالته الى المجلس النيابي الى تحذير الممتنعين من ان سلوكهم هذا يطعن في صفتهم التمثيلية بموجب الدستور اللبناني.
ازاء هذا الوضع، المنذر بأوخم العواقب، يعلن نواب قوى 14 اذار من المجلس النيابي متضامنين بقرار واحد وصوت واحد انهم:
– يلتزمون بكل صلابة حماية اتفاق الطائف والمناصفة بين المسلمين والمسيحيين والدستور وتنفيذ جميع قرارات الشرعية الدولية واعلان بعبدا وانهم لن يرضخوا في هذا السبيل لاي ضغط او ابتزاز.
– يعتبرون انتخاب رئيس جديد للجمهورية واجبا واستحقاقا وطنيا ومناسبة متجددة لحماية الجمهورية بدستورها وميثاقها، وليس عملية تنافسية بين اشخاص.
– مصممون على حماية الاستقرار العام ومصالح الناس والحفاظ على مؤسسات الدولة وتفويت اي فرصة للعبث بالاستقرار الدستوري والامني والسياسي والاقتصادي والاجتماعي الذي دفع اللبنانيون ثمنه غاليا.
– يدعون جميع الزملاء النواب الى الالتزام بموجبات وكالتهم الدستورية من خلال الحضور الى المجلس النيابي وانتخاب رئيس للجمهورية، كما يدعون الشعب اللبناني الى مزيد من اليقظة في هذه اللحظة الفارقة.
ايها اللبنانيون، يعتبر نواب 14 اذار شغور الموقع الدستوري الاول حدثا جللا لا يمكن استمراره وتجاوزه واعتباره كأن شيئا لم يكن، ويعتبرون ان المهمة الاساسية الاولى والوحيدة للمجلس النيابي في الظروف الراهنة تبقى حصرا انتخاب رئيس جديد للبلاد.
عاش لبنان”.
سئل عدوان: الا تعتقد انكم بمثل هذه الخطوة تساهمون في تعطيل المؤسسات وتحديدا المؤسسة التشريعية؟
أجاب: “أتصور ان البيان واضح ولن ادخل في اسئلة واجوبة حول المواضيع المتعددة. والبيان اذا قرأناه بكل امعان يوضح تماما كيف سنتعاطى كفريق 14 اذار مع المرحلة القادمة، وآمل ان يكون هناك قراءة معمقة لكل ما ورد في هذا البيان وستجدون الاجوبة على كل ما ادلينا به”.
بدوره ادلى النائب سامي الجميل بالتصريح الاتي: “اولا نستغل هذه المناسبة لكي نجيب على امر خطير جدا يطرح في وسائل الاعلام واعتبار حضور الجلسة وحصول الانتخابات يؤدي الى تهريبة، وهذه الكلمة خطيرة جدا، وواجبنا ان نوضح للرأي العام بأن هذه التهريبة اسمها انتخابات رئيس الجمهورية، هذه التهريبة اسمها الالتزام بالدستور، هذه التهريبة هي الطريقة التي ينتخب فيها اللبنانيون رئيسهم منذ اكثر من ثمانين سنة، واجبنا ان نؤكد ان استعمال هذه الكلمة بهذا الشكل هو تشويه للحقائق وتشويه للرأي العام والواقع هو ان من ينعت بالتعريبة هو حقيقة الالتزام بالدستور لانتخاب رئيس جمهورية جديد للبلاد وبالتالي الالتزام بنتائج هذه الانتخابات كما حصل في كل السنوات التي مضت”.
يشار إلى أن النواب الذين حضروا إلى المجلس، هم: الرئيس فؤاد السنيورة، الوزيران بطرس حرب ونبيل دو فريج، النواب: أحمد فتفت، نديم الجميل، كاظم الخير، مروان حمادة، قاسم عبد العزيز، عمار حوري، سامر سعادة، طوني أبو خاطر، جوزف المعلوف، ستريدا جعجع، شانت جنجنيان، عاصم عراجي، جورج عدوان، أنطوان زهرة، إيلي كيروز، فادي كرم، زياد القادري، خضر حبيب، بدر ونوس، هادي حبيش، خالد زهرمان، أمين وهبي، محمد قباني، غازي يوسف، روبير غانم، جمال الجراح، سيبوه قالبكيان، روبير فاضل، إيلي ماروني، عاطف مجدلاني، رياض رحال، معين المرعبي، مروان حمادة، سامي الجميل، جان أوغاسبيان، محمد الحجار ودوري شمعون.
وكان بري، الذي داوم في مكتبه في المجلس، قد التقى عند السابعة والربع من مساء اليوم: السنيورة، حرب، والنواب: الجميل، عدوان، يوسف، مجدلاني، سعادة، الجراح وحمادة.
وبعد اللقاء أثنى النواب على موقف بري، وعلى حضوره وابقاء الجلسة مفتوحة حتى انتهاء المهلة، وكذلك على فتح القاعة العامة.