بين إقتطاع الثورة… وثورة الاقطاع… – سعدالله فواز حمادة

الثلاثاء, 7 يناير 2020, 0:14

رادار نيوز – هذا ال ….لبنان… هذا الكيان الفسيفسائي الفريد من نوعه! هل هو نعمة لأبنائه أم ان هذا المزيج قد وضعه في دائرة الخضات وعدم الاستقرار….!! عندما اجتمع اقطاب الاستقلال ووضعوا مدماك بنيان هذا الكيان، كانوا يدركون مدى صعوبة جمع هذا (البازل)، فإستنبطوا ما عرفناه بالميثاقية التوافقية التي ادخلوها بالنظام السياسي لاول مرة في تاريخ انشاء الدول وقوانينها! فهذا الابداع ومن خلاله تم ترسيخ ما يعرف (٦×٦) مكرر وسياسة المحاصصة الطائفية التي تبنى على شماعة الميثاقية، التي اوردتها…

لا شك ان الديمقراطية في الممارسة هي وجه حسن ومستساغ لكن ديمقراطيتنا مقنعة وفيها الكثير من المغالطات والاسنسابية! فكيف الجمع بينها وبين الميثاقية!! لبنان في وجه العاصفة الآن ولا زلنا في مخاض، والكل يعلم بأن تشكيل الحكومة دونها عوائق كثيرة، وحتى ان شكلت، ستجابه بإسم الميثاقية وستواجه في الشارع ولن تأخذ مباركة ممن هو غطاء ديني درجت العادة ان يلبسها عبائته…!! لن تكون مهمة حسان دياب بالسهلة وسيكون امام معضلة حقيقية في التمثيل، وذلك للاعتبارات التي اوردتها.

المعضلة الكبرى في هذه التركيبة التي وضعت منذ انتهاء الحرب الاهلية، وضعت ضمن بناء هرمي، ان فقد احد ضلوعه لا بد سيأول الى التصدع وبعدها الانهيار!! احد المخضرمين في السياسة اللبنانية، وله باع طويل فيه، اورد على لسانه، ان لبنان ان لم يقوم بتشذيب نظامه فهو حتما واصل للانهيار! فتعاضد هذا النسيج (الهليومي) الغريب العجيب لا يستطيع الاستمرار، ان لم يجدد نفسه، وتتداعى جميع الطوائف والمكونات الى مؤتمر تأسيسي، يقوم على مبدأ الدولة المدنية، ويكف يد سلطة الميثاقية والطوائفية، ويبنى على قانون عصري وحضاري.

هنا الرجوع الى دور الثورة في الضغط بالشارع ويجب لا تألوا اي وسيلة للتغيير… فلبنان دخل في النفق، لكن هناك ضوء للخروج منه، وهو استمرار هذه الثورة.. ما نشاهده الآن من تجاذب ليس سوى تخبط وضبابية لمشهد ما بعد ١٧ تشرين! فهذه الثورة وضعت الكثيرين في مرمى الاستهداف، وعرت اشخاص كانوا في المدى القريب، بعيدون عن المسائلة والتصويب، وهذا سنرى مفاعيله بعد هذه الجوجلة، والتي بالنهاية ستكون مفاعيلها مثمرة…

لن يكون لبنان كما السابق، فالقطار وضع على السكة، وإن هو حرف عن مساره، لا شك الجميع سيسقط، وسيدخل لبنان في المجهول… فاليعي الجميع بأن سلطة الطوائف لم تعد المسوغ لحكم العباد، وما كان سائد لم يعد يجدي، فلبنان يجب ان يخلع الطائفية واصنامها ويسمع لابنائه بدولة تلبي طموحات من انتفضوا في الساحات، وهم الجيل الجديد الذي يعول عليه بالتغيير…

إضغط هنا
Previous Story

موعد بلا لقاء – الكاتبة ألين جان أبي خليل

Next Story

أنا على الوتر بدقلا… فادي المحيرصي

Latest from Blog

رامونا يونس: العناية بالبشرة هو استثمار..

ولعدم النوم أبداً دون ازالة الماكياج! في عالم الجمال والعناية بالبشرة، برزت أسماء كثيرة، لكن قلة من استطعن الجمع بين الاحترافية والشغف الحقيقي بما يقدمنه. من بين هؤلاء، السيدة رامونا يونس، الناشطة

زخم الرئاسة الاولى وتحقيق الاستقرار المالي والنقدي – بقلم العميد الدكتور غازي محمود

يعيش لبنان منذ انتخاب العماد جوزيف عون رئيساً للجمهورية عرساً حقيقياً، ويشهد زحمة مهنئين شملت كل من الرئيسين الفرنسي والقبرصي بالإضافة الى امين عام الأمم المتحدة، وكل من وزير خارجية الأردن ووزيرة
Go toTop