بين كمال ووليد

الأربعاء, 3 نوفمبر 2021, 22:37
330 views

من مدينة بيروت التي تحدت الدهور والعصور والأزمان نستذكر كمال بك جنبلاط، الذي تحدى التسلط والظلم والحرمان، ورفع شعار التحرر من الذل والجهل والأوهام. وأدرك أنه لا بد من الصبر والثبات لتحقيق وحدة الشعب ووعيه، ليسلك طريق النجاح والفلاح.

اعترف كمال بك جنبلاط، بمرارة وألم أن المشكلة التي جهد لحلها، كانت أوسع وأعمق مما بدت في البداية، أخذ على عاتقه، بشجاعة قل أن تجد لها مثيلا عند السياسيين، تبعة الهفوات والأخطاء التي ارتكبت.

وكانت أشد ايلاما بالنسبة إليه خيبة الأمل في الأنظمة العربية التي لم تمد إليه يد العون، بل على العكس وقفت في وجه مشاريعه السياسية وأحبطتها.
فقد كتب كمال بك بأسف شديد: (لقد عللنا أنفسنا بأوهام حول موقف الشعوب العربية والأنظمة التي تحكمها.
فالسياسيون والقادة العرب، بل وشعوبهم كذلك في كثير من الأحيان، غالبا ما يعوذهم الروح الإنساني الذي يصنع عظمة مصائرنا.
ففكرة الدولة بمعناها الحديث غائبة بصورة دائمة تقريبا عن اهتماماتهم، وغالبية هذه الأنظمة هي صورة رعناء مشوهة وقحة عن الفاشستية من جهة، وعن الديكتاتوريات العسكرية في أميركا اللاتينية من جهة أخرى، حزب واحد، أيديولوجية واحدة، مخابرات، احتقار الحريات وحقوق الإنسان، طريقة تنظيم الأحزاب وبنائها، الشعارات الخ… ولكن دون الإنطلاقة الثورية الحقيقية، ودون حق الفكر الثوري الخلاق.
أما بالنسبة الى الأنظمة التي نسميها رجعية، فالواقع أسواء: الأمير أو رجالات الحكم يعتبرون غالبا أن الدولة وعائداتها هي ملك لهم.
وقد لا يرى المرء منطقا كبيرا في الآمال التي ظل كمال بك يعلقها حتى آخر لحظة على فهم العالم العربي له، وتوقع الخير من الحكام العرب.
ومما لاشك فيه أن كمال جنبلاط نادى بمقاومة العدو الصهيوني، عند قيام دولة الباطل، ولم يبق شيء في مكانه الصحيح.
أما وليد جنبلاط يَصِف الخليج بقلب العُروبة النابض راهنًا.. وهو كان وسيبقى الحاضن الاساس لمصالح لبنان واللبنانيين.
صحيح أن للكلام أوقاتا يضر فيها الخطأ ولا ينفع الصواب، ولكن الصحيح أيضا أن الكلمة تبقى في مطلق الأحوال الوسيلة الفعالة الوحيدة للوصول إلى الغاية.

فوليد بك المبادر المقدام، والمبدع أفكار سرعان ما يحولّها ألى حقائق، يخلق إلإمكانيات ويحشد القدرات، بعقد إتفاقيات التعاون بين الكل، فلا عجب في أن يتميّز وليد بك جنبلاط بهذه الميزات، وهو الذي نشأ في بيت أبيه الكبير كمال بك جنبلاط وإنطبع بطابعه يوم كان بيت أبيه محجة المحبين من لبنان وسائر العرب.

تلميذ المعلم كمال جنبلاط

حاطوم مفيد حاطوم

اترك تعليقاً

إضغط هنا

Latest from Blog

أم عبدالله الشمري تتحدث عن الشهرة والعائلة والتحديات في أولى حلقات “كتير Naturel”

استضاف برنامج “كتير Naturel” في حلقته الأولى، الذي يُعرض عبر تلفزيون عراق المستقبل من إعداد وتقديم الإعلامي حسين إدريس، خبيرة التاروت أم عبدالله الشمري. وتحدثت أم عبدالله بكل صراحة عن مسيرتها، الشهرة،

رامونا يونس: العناية بالبشرة هو استثمار..

ولعدم النوم أبداً دون ازالة الماكياج! في عالم الجمال والعناية بالبشرة، برزت أسماء كثيرة، لكن قلة من استطعن الجمع بين الاحترافية والشغف الحقيقي بما يقدمنه. من بين هؤلاء، السيدة رامونا يونس، الناشطة

زخم الرئاسة الاولى وتحقيق الاستقرار المالي والنقدي – بقلم العميد الدكتور غازي محمود

يعيش لبنان منذ انتخاب العماد جوزيف عون رئيساً للجمهورية عرساً حقيقياً، ويشهد زحمة مهنئين شملت كل من الرئيسين الفرنسي والقبرصي بالإضافة الى امين عام الأمم المتحدة، وكل من وزير خارجية الأردن ووزيرة
Go toTop