رادار نيوز – قصّة استنساخ وقضية ابتكار ! نـكاد لا ننام على قضية حتى نستفيق على أخرى.
جريمة من هنا، مداهمة هوليودية من هناك، نجمة تسطع في سماء الأفلام الإباحيّــة، وادعاءات عن احصاءات رسمية لأجمل شجرة وأكبر لوحة وأفضل طبيب وأحسن مهندس والى ما هنالك من أخبار تملأ صفحاتنا بكلمات، ليست كالكلمات، بل بشعارات باتت تقليديـّــة لدرجة تثير الرتابة عوضاً عن الفضول.
أين الغريب في مداهمة السجون؟ ألا يفترض أن تكون السجون خالية من المخدرات، ومكاناً لتوبة المجرمين؟ فإذ بنا نراها ساحة حرب، وكأننا نقتبس عن الأفلام الأجنبية مشاهد الإثارة والحركة. ألا تعلمون أنّ مشاهد الأفلام هي من خيال الكتـّـاب، وأن السجون الأميركية تحديداً من أنظف السجون وأكثرها هدوءاً؟
أين الغريب في ما قامت به ميا خليفه؟ فجأة انتقلت من مجرد ممثلة افلام اباحية الى نجمة في سمائنا، توازي شهرتها سفيرتنا الى النجوم … لماذا؟ لأنها رفعت اسم لبنان عالياً ! بالله عليكم قولوا لي أين الفرق بين هذه النجمة والعديد من نجماتنا، ألا ترون صورهنّ على صفحات المجلات الفنية؟
وأين الغريب في تبوّء مبدعين من بلدنا أعلى المناصب؟ ألم يسبقهم الكثير الى هذه المراكز العليا؟
كفانا ادعاءات واستنساخ حياة ليست بحياتنا، وتقليد نمط عيش لا يمت الينا بصلة.
أيـّـها الإعلاميون والصحافيّون،
من هنا انطلقت الحضارة، من جبيل انتشر الحرف، كفــّـوا عن التمسـّــك بالقشور، مهمتكم تكمن في نشر الوعي والثقافة، ومساعدة الجيل الصاعد على الإرتقاء الى مستويات تليق بلبنان.
كفــّوا عن الضجة الإعلامية والصخب المثير للتساؤلات. استروا العيوب ولا تفضحوها، فنحن لا نعيش في الغرب، بل في بلد شرقي فيه أصول وتقاليد وعراقة، جميل أن نحافظ عليها. ليقلـّـدنا الغرب ولنكن نحن قضية ابتكار بدل أن نبقى قصّـة استنساخ بالية!
