بقلم رئيس شركة اريكسون في منطقة شمال الشرق الأوسط محمد درغام
تتجه صناعة تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات نحو منصات التكنولوجيا الناشئة مصطحبةً معها في هذا التطور مدن بأكملها، لتمكين الابتكار والنمو في كل ما يخص صناعاتها. وفي ظل التطور العالمي الهائل في المجال الرقمي، سيلتزم مزودو الشبكات بتقديم حلول ثورية تمكّن العملاء من تحويل العالم إلى شبكات متصلة.
وفي رحلة التحول نحو المجتمع الشبكي، حيث يعيش الناس ويعملون في مدن ذكية في عالم متصل تماما، على الحلول المقدمة من المشغلين اليوم أن تكون ملائمة لتمكين هذا التحول الذي سيشهده قطاع تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات في المستقبل.
من هو الرائد في تحول تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات؟
من المثير للاهتمام، أن المستهلك هو الذي يخلق الطلب على الخدمات والمنتجات والحلول الرقمية، وتمتد أحياناً هذه المتطلبات إلى ما هو أبعد مما يقدر على توفيره المشغل مثل متطلبات خدمات العملاء الفردية المتزايدة.
حتى وقت ليس ببعيد، فإن توفير البيانات والاتصال للأجهزة الرقمية – والذي اتاح للمستخدمين زيادة الاتصال على الشبكة حسب الطلب والاتصال عبر قنوات متعددة بما في ذلك المكالمات الهاتفية والرسائل والاتصالات الصوتي عبر بروتوكول الإنترنت، والشبكات الاجتماعية وخدمات الإنترنت – كان كافياً.
لكن ومع زيادة عروض البيانات، ونشر وسائل الإعلام الاجتماعية، فإن الطلب على الأجهزة القابلة للارتداء والتطبيقات اجبر المشغلين لاستكشاف زيادة النطاق الترددي للشبكة الخاصة بهم. وبالإضافة إلى ذلك، بدأت هذه المطالب تتسرب إلى المؤسسات غير الرقمية مجبرة ايّاهم على دخول المجال الرقمي لتلبية الزيادة في متطلبات العملاء.
نشهد اليوم تقارباً بين تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات ومجالات وسائل الإعلام، فبناء جسر بينهما يمثل مفتاحاً هاماً للتحول المستمر في هذه الصناعة، وهذا ليس فقط لمشغلي شبكات الاتصالات ولكن أيضاً للمؤسسات والقطاع الحكومي. ونتيجةً لذلك فإن حدود شرائح العملاء التقليدية ستدمج. وبالمجمل نجد أن الحكومات والعملاء في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا يدعمون وبقوة تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات وقد شهدنا العديد من مؤشرات النمو الاقتصادي السريع بفضل تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات في عدد من دول المنطقة.
في المجتمع الشبكي، المعلومات والتفاعل والتعاون الفوري سوف يسهم في خلق ابتكارات جديدة لتلبية احتياجات الناس والأعمال والمجتمع. و بناء عليه، على بائعي شبكات الاتصالات اغتنام هذه الفرص والعمل جنباً إلى جنب مع العملاء والشركاء والمستهلكين من أجل البقاء من خلال توسيع قدراتها ووضع التوجهات الاستراتيجية.
الدافع لتحول تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات هو الرؤية العالمية للوصول إلى كوكب متصل بالمبادرات الرئيسية التي يتم تمكينها بحلول تكنولوجيا الاتصالات المعلومات والمنتجات والخدمات الأساسية. فهناك مستقبل مشرق لشركات الخدمات التي تتبنى هذا النهج لخدمة الجيل القادم. وفي نفس الوقت فإن هذا يتطلب الابتعاد عن حلول تقودها التكنولوجيا إلى حلول تقودها نتائج الأعمال.
ونتيجةً لذلك، فإن المشغلين يقومون بدور استراتيجي متزايد ضمن مجموعة من الصناعات المتنوعة. فظهور المدن الذكية أصبحت تعتمد بشكل كبير عليهم. فهؤلاء المشغلون سيكونوا الرياديين في تقديم أفضل الحلول العالمية وضمان نجاح عمليات نشر الشبكات المتقدمة.
******
