رادار نيوز – أصدفة هي، يا كانون الأول، أم قصدُ أن تلتقي فيك أهرام ثلاث. شعر ابراهيم الجريفاني، الذي فجر بكلماته الشهوة في تربة الكائنات الحيّة على الأرض، ام مع النجمة اللامعة سيبل الذي اخترق بها الزمان وهزم السكوت وأضاء قاعة المؤتمرات في فندق فينيسيا، وغنت في شعره الراقي حداثته على أصولية شفافة تغري، وتتباهى بملامح صوتها الدافىء، وتشكّل هالة من فرح، في سمائها الثالثة، لتفترش الغيم… وتتلحف الفضاء… حيث فضاؤها هو فضاؤه، وتنتظره… ام في موسيقى المايسترو مارون ابو ديوان الذي بألحانه أيضاً جدد الحياة فينا، وعبّر، ليشعل بموسيقاه الكلمات والقصائد المغناة…
كنا في فرح التوقيع لكتابه “قرة عين” الذي اهداه الى كل من حضر، وبحسب قوله الى كل من عانق الحرف وصار من أوفياء الحرف… وكنا حاضرين بكل الحواس مع كلماته وصوت سيبل وموسيقى ابو ديوان في آن، ومعه هذا الشاعر المبدع القليل في عالم العُرب، المفاجىء، بقلبه الكبير الذي يتسع الكثير، المارد بقلم حبره، ومن النخبة التي رأسمالها الفكر والرؤية المشرقة، أصيلاً متجدداً، خارقاً للمألوف، بطموحات لا تنتهي حيث عيناه صوب الكمال. يجيء الى بيروت وفي كل مرة يضيء وينثر كلماته في ديوان، او كتاب ليجدد ايمانه بقدس الرسالة فينشرمن داره الرمك، له ولأكثر من شاعر اعمالاً مبدعة.
ان هذه الكلمات لا تفيه حقه، لهذا الكبير الذي كرّس ومازال يكرس حياته كما نعلم جميعاً لخدمة الشعر والحرف، وامتدت ثقافته وفكره ورؤاه على مساحات رحبة خصبة على أرضنا العربية. وهذا ليس بغريب على علم مثل ابراهيم الجريفاني الذي اتسمت نظرته بالشمولية القومية الرحبة.
أمد الله في عمر هذ الشاعر، المحترف، المجدد، المحفّز، الشاهد للثقافة والمشهود له بها.