تحية الى معلمي الدكتور حسن صعب

السبت, 9 مارس 2013, 0:22

كان معلمي ثورة مستمرة من اجل العقل والاعتدال وصنع التقدم.

وكانت حياته غنية بالعطاء، حتى تخال صاحبها عاش عدة قرون، وإنتاج في عدة محاور :

فهو في آن : المفكر الاسلامي.

– والدبلوماسي.

– وأستاذ علم السياسة.

– والفيلسوف العقلاني.

– ورائد الإنماء.

– والمناضل اللبناني – العربي

كان يؤمن بأن للعقل العربي دوراً يجب ان يلعبه في الحضارة الإنسانية. وأن الشعب الذي أفرزيوماً ابن خلدون وابن رشد وسواهم قادر ان يلعب الدور الرائد في العالم من جديد. وكان يعتقد ان التواصل الحضاري بين الامم هو الطريق الى المستقبل، وطريق العرب بشكل خاص. وفي هذا المجال قدم كتابه الرائد “تحديث العقل العربي”.

وكان في أبحاثه عن الانماء يستحضر حالة العرب المتردية ويؤكد أن الإنماء يعني قيام حركة في المجتمع العربي، قادرة على ان تُعيد اليه قدرته على التجدد ذاتياً وتفتح أمامه باب الابداع والتطوير. وهذا لا يتأتى إلاّ بتحرير الانسان العربي من العوز والجهل، وتحرير العقل العربي من رواسبه المتحجرة التي ترفض الاجتهاد والتجديد.

وكان يردد في كل مناسبة أن الإنماء هو إنماء الانسان، كل الإنسان، وان إنماء الاقطار المتخلفة لا يتم إلاّ بوجود مؤسسات فيها قادرة على توفير الضمانات لاحترام حقوق الانسان وحرياته الاساسية، وتحرير الارادة والارض والتراث من التبعية أو السيطرة الاجنبية، والاسهام في مسيرة الحضارة الانسانية، والاستفادة من ابداع الغير دون محاكاته، والاعتماد على أفضل ما في التراث دون التقوقع فيه.

وكان معلمي يعتقد أن تحقيق الإنماء يحتاج إلى قادة إنمائيين، وان هؤلاء لايستطيعون التخطيط للإنماء وتنفيذه إلاّ بتسلّمهم مقاليد الحكم في الدولة. لقد كان بذلك متأثراً إلى حد كبير بنظرية أفلاطون والفارابي التي تعتبر ان صلاح المجتمع مرهون بصلاح الرئيس (أي الفيلسوف عند افلاطون والامام عند الفارابي) وان المجتمعات الفاضلة هي المجتمعات التي يتزعمها ويسوسها الفلاسفة والحكماء. والحكيم، في عُرف معلمي الراحل، هو صاحب الرأي السديد في عملية الإنماء. وإيمانه العارم بالإنماء وبوجوب إنجازه في لبنان.

كان معلمي مؤمناً بالحياة وبقوة الحياة. شعلة ايمان تتغذى من نارها الدائمة. يؤمن بالانسان وبقدرته وبتخطيه لنفسه كما تخطى هو اقداره، كان يلتقط كل جذوة حياة تتألق في عين انسان ويحاول رعايتها واطلاقها، وكانت الحياة نفسها تتألق في عينيه وتختصر حضوره حتى في مراحل التعب والمرض.

معلمي ابا حسان يكفيني فخراً انك أسهمت في تربية أجيال، وأغنيت الفكر العربي بثمرات ستبقى ذخراً لكل راغب في خدمة مجتمعه.

اذكره اليوم في ذكرى عيد المعلم ولا شك في انه يقرأ.

فإليك مني دكتور حسن أجمل تحية.

محمد  ع. درويش

إضغط هنا
Previous Story

المركز الاسلامي نظم محاضرة للدكتور بسام الطراس

Next Story

وسام الاستحقاق السوري من الرئيس الأسد للشهيد الفنان ياسين بقوش

Latest from Blog

رئيس مجلس إدارة شركة HSC حسين صالح:* نتمسّك باليد العاملة اللبنانية ونصر على استقطابها لأنها ضمانة استمرارنا ونجاحنا كخلية نحل لا تهدأ

*رئيس مجلس إدارة شركة HSC حسين صالح:* نتمسّك باليد العاملة اللبنانية ونصر على استقطابها لأنها ضمانة استمرارنا ونجاحنا كخلية نحل لا تهدأتواصل شركة HSC عملها الدؤوب لتقديم أفضل الخدمات لزبائنها، متحدّيةً كل

رامونا يونس: العناية بالبشرة هو استثمار..

ولعدم النوم أبداً دون ازالة الماكياج! في عالم الجمال والعناية بالبشرة، برزت أسماء كثيرة، لكن قلة من استطعن الجمع بين الاحترافية والشغف الحقيقي بما يقدمنه. من بين هؤلاء، السيدة رامونا يونس، الناشطة
Go toTop