رادار نيوز – اصوات طائفية تنعق هنا وهناك، ومحاولات بائسة لمسيطرين على مقدرات وإمكانيات هذا الوطن… هم المتولون لأمر هذا الشعب، الذي يريدونه مرتهناً ومتلقياً لما يصدر منهم لبقائه في وضع الضعيف غير المنهار..
فلا أحد ينكر بأن التمسك بمعتقد أو دين أو مذهب، هو حق طبيعي ناتج عن حرية المعتقد، ولكن يبقى التعصب والتطرف هو الداء الذي يجب التصدي له، لأنه اقصاء ومحاربة ونفي لفكر الآخر ومعتقده.
نبدأ دائماً بالوطنية، ثم نهبط بالمناشدة إلى الوحدة الوطنية، ثم نستجدي من أجل الوحدة الوطنية، ثم يتحول الخطاب الى الدعوة للسلم الاجتماعي. كنا نخاف من ذلك اليوم الذي يبدأ فيه الصدام، ولقد بدأ فعلاً من خلال سلوكيات بالية وخاطئة، الأمر الذي يوجب علينا توجيه النقد لجميع الفعاليات دون استثناء من أجل تخفيف السير وتوجيه المسيرة.
ولكن للأسف الشديد فإن الكثير من أصحاب المصالح الرخيصة أصيبوا بداء التملق والتزلف لأصحاب النفوذ، فنجدهم يدافعون وينافحون عن ممارسات تفضح ادعاءات، وأفعال تخاف الأقوال!
فعلى المواطن أن يحس ويشعر بأنه لم يخلق لنفسه، وانما هو عضو فاعل في مجتمع عليه أن يسهم في بنائه وتنظيمه، لتصويب الخطأ وتقويم الذات وإعادة المراجعات. وعلينا الاعتراف بالقصور، لأننا بأمسّ الحاجة في هذا الوقت ان نقول للمخطىء أخطأت، وللمحسن أحسنت، وعلينا محاربة الطائفية، وفضح هذه الممارسات الطائفية، لا من اجل اثبات وجود، ولكن الوطن لم يعد يتسع لممارسات فوضوية ونوايا مبيتة، ومن غير المعقول او القبول العودة بعجلة الزمان الى ماض انقضى وانتهى بإرادة الشعب اللبناني.
فعليكم ان تضعوا ثرثرة السياسيين جانباً، وكفى تقديم خدمات للغير بأبخس الأثمان من رصيد الوطن والوطنية والبيع له ولها بالمزاد العلني وعلى عينك يا تاجر. لأن ما يدور في الظلام بينهم لا يعكس ما يحدث في الضؤ، بل يناقضه كليا. فيجب البدء بإلغاء النزاعات، وضبطها وإن كل ما تفعلونه بحق أنفسكم وبحق شعبكم وبحق وطنكم لا يساويه أي جرم، إلا جرم حماقتكم، وسذاجتكم التي لا تحسدون عليها حتى من ألد أعدائكم..
لذا تعلمون، ونعلم، ويعلمون، بأنه لا يمكن أن يحقق مصالح الوطن أي وطن غير أبنائه..
رئيس التحرير