ثقافة الخوف في الشيزوفرينيا العربية… ايمان عبد الملك

الإثنين, 14 مارس 2016, 22:58
رادار نيوز – ان الحياة الصعبة التي نعيشها داخل مجتمعاتنا العربية تجعلنا أمام مشاكل معقّدة ومؤلمة نفسياً مما يجعل حلها صعب، وذلك من خلال عدم القدرة على التركيز نتيجة الأوضاع المضطربة والغير آمنة، مما يؤثر سلباً على حياة الفرد ليعيش بتوتر دائم وعصبية تقوده الى الخوف والانطواء والعزلة، او بالانتقال الى العبثية في التصرف والآداء والتعامل مع امور الحياة الخاصة والعامة.
ان السياسة المتّبعة في بلادنا وكبت حرية التعبير، والصور التي نشاهدها يوميا” على شاشات التلفزة من قتل وارهاب وتنكيل، تجعلنا نتقمص أكثر من قناع يظهر تلقائيا” بتصرفاتنا داخل المنزل وخارجه لنمسي ونصبح بشخصيات مختلفة ليس بداعي التغيير، ولكن حسب الظروف والضغوطات الاجتماعية والسياسية التي تلازمنا، فعندما يدخل المجتمع في حالة الشرذمة والطغيان السياسي والموروث الثقافي، يضيع من بعدها المرء ويتملكه الخوف والرعب وسط القوة والبطش لتزداد النفوس خواء.
نبدأ بطرح الأسئلة التي تقودنا الى تبسيط الفعل، وقتل روح التجدد والمبادرة لحياة فضلى، لنسلّم ونرضى بما تمليه علينا حكوماتنا من قوانين مجحفة، ونصبح ممتثلي للأوامر الصادرة من القادة من دون أي مناقشة او القيام بأي من المعايير الجريئة، لنمسي عديمي القدرة بامتلاك أي قرار نابع من الذات أو تفكير صائب يحسّن وضع البلاد، فالضغوطات المتتالية تسيطر على اسلوبنا ونجد نفسنا متتبّعي سياسة الخوف نتيجة الموروث الثقافي والنظام التربوي ورقابة الدولة، عداك عن الرقابة الدينية التي تزرع في القلوب منذ نشأتها من دون ان نعي اننا نتجه بالطريق المعاكس الذي يصل بنا الى زرع التعصب او التطرف لا اراديا” واذا حاولنا الابتعاد ينعتونا “بالملحدين”.
من هنا على الشعوب العربية ونخص منهم المثقفين ان يوصلوا الكلمة من دون خوف وابداء الرأي بوضوح، وان لا يقفوا مسلوبي الارادة في قول كلمة الحق، ولا يجعلوا الخوف يبعدهم عن بلادهم من خلال الهجرة لنصل الى حلول جذرية من خلال زرع الروح الوطنية بالاضافة الى انشاء المؤسسات الاجتماعية والمدنية لحماية حقوق الانسان، وايجاد العديد من التعددات الفكرية والسياسية وانسجامها لوحدة البلاد…
إضغط هنا
Previous Story

25% من المهنيين في لبنان يتوقعون تحسّن ظروف الأعمال خلال عام من الآن، بحسب

Next Story

أجندة الثلاثاء 15 آذار 2016

Latest from Blog

رئيس مجلس إدارة شركة HSC حسين صالح:* نتمسّك باليد العاملة اللبنانية ونصر على استقطابها لأنها ضمانة استمرارنا ونجاحنا كخلية نحل لا تهدأ

*رئيس مجلس إدارة شركة HSC حسين صالح:* نتمسّك باليد العاملة اللبنانية ونصر على استقطابها لأنها ضمانة استمرارنا ونجاحنا كخلية نحل لا تهدأتواصل شركة HSC عملها الدؤوب لتقديم أفضل الخدمات لزبائنها، متحدّيةً كل

رامونا يونس: العناية بالبشرة هو استثمار..

ولعدم النوم أبداً دون ازالة الماكياج! في عالم الجمال والعناية بالبشرة، برزت أسماء كثيرة، لكن قلة من استطعن الجمع بين الاحترافية والشغف الحقيقي بما يقدمنه. من بين هؤلاء، السيدة رامونا يونس، الناشطة
Go toTop