رادار نيوز – ان الحياة الصعبة التي نعيشها داخل مجتمعاتنا العربية تجعلنا أمام مشاكل معقّدة ومؤلمة نفسياً مما يجعل حلها صعب، وذلك من خلال عدم القدرة على التركيز نتيجة الأوضاع المضطربة والغير آمنة، مما يؤثر سلباً على حياة الفرد ليعيش بتوتر دائم وعصبية تقوده الى الخوف والانطواء والعزلة، او بالانتقال الى العبثية في التصرف والآداء والتعامل مع امور الحياة الخاصة والعامة.
ان السياسة المتّبعة في بلادنا وكبت حرية التعبير، والصور التي نشاهدها يوميا” على شاشات التلفزة من قتل وارهاب وتنكيل، تجعلنا نتقمص أكثر من قناع يظهر تلقائيا” بتصرفاتنا داخل المنزل وخارجه لنمسي ونصبح بشخصيات مختلفة ليس بداعي التغيير، ولكن حسب الظروف والضغوطات الاجتماعية والسياسية التي تلازمنا، فعندما يدخل المجتمع في حالة الشرذمة والطغيان السياسي والموروث الثقافي، يضيع من بعدها المرء ويتملكه الخوف والرعب وسط القوة والبطش لتزداد النفوس خواء.
نبدأ بطرح الأسئلة التي تقودنا الى تبسيط الفعل، وقتل روح التجدد والمبادرة لحياة فضلى، لنسلّم ونرضى بما تمليه علينا حكوماتنا من قوانين مجحفة، ونصبح ممتثلي للأوامر الصادرة من القادة من دون أي مناقشة او القيام بأي من المعايير الجريئة، لنمسي عديمي القدرة بامتلاك أي قرار نابع من الذات أو تفكير صائب يحسّن وضع البلاد، فالضغوطات المتتالية تسيطر على اسلوبنا ونجد نفسنا متتبّعي سياسة الخوف نتيجة الموروث الثقافي والنظام التربوي ورقابة الدولة، عداك عن الرقابة الدينية التي تزرع في القلوب منذ نشأتها من دون ان نعي اننا نتجه بالطريق المعاكس الذي يصل بنا الى زرع التعصب او التطرف لا اراديا” واذا حاولنا الابتعاد ينعتونا “بالملحدين”.
من هنا على الشعوب العربية ونخص منهم المثقفين ان يوصلوا الكلمة من دون خوف وابداء الرأي بوضوح، وان لا يقفوا مسلوبي الارادة في قول كلمة الحق، ولا يجعلوا الخوف يبعدهم عن بلادهم من خلال الهجرة لنصل الى حلول جذرية من خلال زرع الروح الوطنية بالاضافة الى انشاء المؤسسات الاجتماعية والمدنية لحماية حقوق الانسان، وايجاد العديد من التعددات الفكرية والسياسية وانسجامها لوحدة البلاد…




