غريس بعقليني احدى النجمات الخمس المتلألئة
ان التكريم ظاهرة أخلاقية وحضارية، تشيع في المجتمعات، ففيها تزدهر قيم الوفاء والعرفان، ولها من الشفافية وجه ناصع، وقد علمتنا التجارب ان المخلصون يعملون بصمت، ويعطون من حولهم بسماحة وسخاء، ولا يرون انفسهم الا بها شامخة، ولا مجد إلا مجدها. وهكذا كانت الاعلامية غريس بعقليني بعلاقتها مع جبهة الحرية.
أريد بالبداية أن اهنىء هذه النخبة النيرة، وعلى رأسها الرئيس الدكتور فؤاد ابوناضر واعضاء جبهة الحرية الذين هم صفوة من المتميزين حيث يكون التكريم لبعضهم في حد ذاته انجازاً، يصبح له خصوصية وقيمة معنوية عالية يخرج من القلب قبل اللسان، يحمل قيمة ذات معنى لا تعادلها أية قيمة أخرى. ومنهم الاعلامية غريس بعقليني، والذي يسعدني أن أستهل القول، بأن تكريمها من بين 5 سيدات كرمت تقديراً لعطاءاتهن ونضالهن، هو تكريم للفكر الانساني والثقافي بكل ما للكلمة من معنى، لأنها كرّست حياتها وسجّلت في تاريخ جهادها النضالي على مدى سنوات من الزمن كثيراً من العطاءات، ونادرة هي المسيرة التي يوسم سالكوها بالمناضلات او المناضلين، لكنها تستحق الوصف، دون ان نضيف البهاء او نغير الواقع او نجمله، وحتى ان الكلمات تعجز ان تفيها حقها.
ان لهذا التكريم اكثر من معنى، والمعنى الأهم هو تأكيد روح الانفتاح من قبل المكرّم، الانفتاح على مستوى الانسان، وعلى مستوى الثقافة والفكر والاعلام.
وفي الكلام على الاعلامية غريس بعقليني سهل وصعب، ولذلك اعتمدت الجانب الأسهل. فهي مفرطة اللياقات، حتى ليخيل اليك انها تتكلفها، لكنك سرعان ما تدرك أن الادب طبع فيها، والانفتاح دعوة مولودة. ويلفتنا ايضاً حسن ادائها في مجالات عملها واختصاصها، الى تواضع، يحفزه ضمير مهني وقّاد.
كما وانه لسرور كبير لي، اني كنت في عداد الحاضرين في هذا الحفل، وبدعوة كريمة منها، فكانت مناسبة عزيزة على نفوسنا جميعاً، وتكريم للقيم والمبادىء التي عاشوا من أجلها، وعملوا باخلاص في سبيلها، ولا عجب في ان تتميز غريس بعقليني بهذه الميزات.
حقق الله الآمال بها وليكن التوفيق حليفها.
عماد جانبيه