جنبلاط: الرئيس القوي هو من يرسي قواعد الدولة القوية انا متفائل بالمستقبل ولكنني خائف على الوضع الاقتصادي

الأربعاء, 11 يونيو 2014, 23:43

رادار نيوز –  سأل رئيس “جبهة النضال الوطني” النائب وليد جنبلاط  ” هل يستطيع لبنان ان يفرض نفسه ككيان وكدولة مستقلة عن المحاورالمحيطة؟ هذا هو السؤال المركزي”.

وقال: “يبدو ان قدرنا اليوم اننا جزء من محور اكبر بكثير من قدرة لبنان على تحمله، هو المحور السوري-الايراني. صحيح اننا دخلنا في خطابات نارية وكان البلد منقسما عموديا ولا يزال ولكن الامور الان افضل الى حد ما، لكن لبنان تحت قبضة هذا المحور الذي عليه ان يحاور الدول الكبرى”.

واذ اشار الى اننا “حاولنا فصل انفسنا عن هذا المحورآخذين في الاعتبار اهمية وجود المقاومة لكن للدفاع عن لبنان”، حيا الرئيس السابق العماد ميشال سليمان “الذي حاول عبر ما يسمى “اعلان بعبدا” ان يفصل لبنان عن هذا المحور”، ومذكرا بان “هذا الاعلان ينص على ان سلطة الدولة هي التي تقرر اعلان الحرب والسلم”.

اضاف جنبلاط “لا بد في “يوم ما” ان تكون بندقية المقاومة في إمرة الدولة لكن هذا القرار ليس في يد لبنان بل في ايران، وشتم الرئيس سليمان اهانة وهو الذي حكم هذه البلاد في شكل “استثنائي” مع ازمات استثنائية وكان يتمتع بصبر هائل”، لافتا الى اننا “في إنتظار اللحظة التاريخية التي ربما نستطيع ان نحكم انفسنا بانفسنا”.

وتابع “ايران والولايات المتحدة الاميركية يعقدان مفاوضات حول الملف النووي ولم يناقشا بعد موضوع المنطقة اي سوريا ولبنان، والجمهورية الاسلامية تسجل نقاطا سياسية وعسكرية بدعمها للنظام السوريمن خلال سقوط حمص التي هي المعبر من ساحل البحر الابيض المتوسط الى عمق ايران عبر البادية السورية، عبر تدمر عبر العراق الى ايران”، معتبرا انه “بسقوط حمص سيطرت ايران “الى حد ما” على المنطقة، وقسمت سوريا الى قسمين، وعلينا في لبنان في الوقت الحاضر ان نقبل بهذا الواقع الجيواستراتيجي، وان نحسن شروط رداءة الدولة بالتفاهم بالحدود الدنيا مع “حزب الله”.

الى ذلك، قال جنبلاط ردا على سؤال “انا اخالف منطق ان وقوع لبنان في قبضة هذا المحور يسمح لرئيس تكتل “التغيير والاصلاح” النائب ميشال عون بان يقول “انا او لا احد” الى رئاسة الجمهورية. الرجل القوي او الحالة القوية اذا صح التعبير وهنا اتحدث بهدوء كامل هي حالة “حزب الله” والمقاومة. امين عام الحزب السيد حسن نصر الله هو القوي. عون وجعجع وفرنجية اقوياء على الساحة المسيحية”، مشيرا الى ان “الرئيس القوي هو الذي يرسي قواعد الدولة القوية، وفي الوقت الحاضر هذا الرئيس غير موجود، لأن المعادلة الان ليست في صالح هذا الهدف.

ورد على سؤال “لماذا فشل الثنائي الشيعي في تدوير الزوايا في استحقاق الرئاسة بينما نجحوا في استحقاقات اخرى، اجاب جنبلاط “لان الرئيس نبيه بري لا يستطيع تجاهل ارادة وتمني “حزب الله” والعماد عون وشخصيات اخرى في “14 آذار”.انا والرئيس بري نحاول تدوير الزوايا لكننا لا نملك كل المعطيات”.

واوضح انه “لم يشارك في الجلسة السابقة لانتخاب الرئيس في 9 حزيران الفائت لانها كما سابقاتها”، لفت الى ان “القوى المركزية لم تعتمد من اجل الوصول الى رئيس “حواري” يتحاول مع الجميع وان نستطيع معا بناء دولة قوية هي المرجعية، وليس بالضرورة ان يكون “قويا” في طائفته كما يقال”.

واردف “المسألة ليست بأن يكون المرشح يتمتع بشعبية مسيحية او سنية الخ… المسألة في المبدأ. هل يمكننا التوصل الى الخروج من محور قد يجرنا الى المجهول؟ او محور يثبت امر واقع؟، هل نستطيع ان نثبت قرارنا بانفسنا؟ هذا هو السؤال الاساسي. موازين القوى ليست في صالح وليد جنبلاط وقوى “14 آذار”، اسفا “لان هذه الموازين لن تتغير لاننا نرى حجم الدمار في سوريا من تهجير وقتل ومفقودين وحوار على “جثة” سوريا بين ايران والولايات المتحدة ومصالح الدول اولوية ولا تبالي بمصالح الشعوب”.

وقال “جنبلاط يملك كتلة نيابية تضم عشرة نوابا وفي الجلسة الاخيرة للانتخاب نال مرشحنا النائب هنري حلو 16 صوتا من بينها 6 اصوات اتت من كتلة نيابية اخرى مشكورة. هذا هو وزني 10 نواب. لا مشكلة لدي اذا اتفق الاخرون على رئيس، لكني لن اسير بإختيار عون او جعجع او اخرين، لقد رشحت حلو لانه يمثل الاعتدال والحوار نتيجة تاريخه وتاريخ والده المرحوم بيار حلو”.

وردا على سؤال عن اي خطر يمثله وصول عون الى الرئاسة؟ قال “انا لست معترضا عليه لكني لا اؤيده ولن اصوت له كما لن اصوت لجعجع. من حقي ان يكون لي رأيي المستقل. هنري حلو يتماشى الى حد ما مع نهج ومسيرة الرئيس ميشال سليمان”، مشددا على ضرورة ان “يستكمل الرئيس المقبل ويثبت “اعلان بعبدا” عندما تسمح الظروف الاقليمية اي الحوار “الاكبر” والطويل المدى بين اميركا وايران”.

وردا على سؤال عن امكانية ان يكمل قائد الجيش العماد جان قهوجي في حال انتخابه رئيسا مسيرة الرئيس سليمان، اجاب جنبلاط “نكون بذلك نكرس مبدأ وصول شخصية عسكرية الى الرئاسة. صحيح ان الرئيس سليمان كان قائدا للجيش واصبح رئيسا لكنه كان رئيسا”استثنائيا وممتازا”، ولكن وصول قائد الجيش دائما الى الرئاسة يعني انه لا يوجد في المارونية السياسية اي شخصية مؤهلة للرئاسة سوى قائد الجيش اي اننا نقول بان الطبقة المارونية “مش خرج”، انا لا افضل ذلك، علما اننا هنا لا نقلل من اهمية العماد جان قهوجي”، معتبرا ان “وصول قائد الجيش الى الرئاسة لا يعني ان هناك ازمة لدى الموارنة”، وداعيا كل القوى السياسية الاخرى الى “الاتفاق على مرشح”، ومؤكدا انه “ثابت على موقفه في دعم ترشح النائب هنري حلو”.

ورداعلى سؤال عن امكانية ان يصل الحوار القائم بين “تيار المستقبل” و”التيار الوطني الحر” الى تحالف انتخابي، قال “لم اسمع بهذا الامر ولا فكرة لدي بحيثيات هذا التفاوض، السيد حسن نصر الله اكده ، “الله يوفقهم”، انا ثابت في موقفي”.

سئل: ماذا لو تحول هذا التفاوض الى تحالف انتخابي في الشوف؟

-اجاب: “لكل شخص الحرية بالتحالف مع من يريد”.

وكشف جنبلاط ردا على سؤال انه “كان من المفترض ان التقي الرئيس سعد الحريري الاسبوع المقبل لكن وجوده في المغرب اجل اللقاء، وعندما تسمح الظروف انا جاهز للقائه، قد نختلف في وجهات النظر ولكن لا بد من الحوار”، نافيا “ما يشاع عن وجود “حزازيات” بين “المستقبل” وبينه”، وقال “لا اتوقف عند مقالات بعض “الطفيليين”.

وردا على سؤال عن امكانية “اتفاق” بين الكتل السياسية كافة على تحجيم دور ولدي جنبلاط؟، قال “ليحجمونني “شو هل مشكل”،اذا هذه “الحسكة” لا يستطيعون ابتلاعها ليحجمونني ما عندي مشكل”. اعرف حجمي جيدا ولا اضرب نفسي “بحجر ثقيل”. لدي رأيي الخاص. تأكد اكثر من اي وقت مضى ان مصير هذا البلد مرتبط للاسف بنهاية الحلف الايراني-السوري، سقوط حمص والقلمون فرض هذا الشيء للاسف، واتمنى على “حزب الله” الا يفهم ذلك بانه “رسالة نابية”، نحن نتحدث بواقعية سياسية وهم يعلمون ذلك والسيد حسن تحدث عن هذا الحل السياسي مع الرئيس السوري بشار الاسد الذي لا يريد حلا بل يريد نفسه فقط حتى لو نال 10% من الاصوات”.

واذ اشار الى ان “لا فكرة لديه عن فترة الشغور الرئاسي وبان هذا الشيء متوقف على القوى السياسية التي تتحاور مع بعضها”، سأل “هل الفراغ الرئاسي من مصلحة المقاومة؟ لا اتصور ذلك، من مصلحتهم ان يكون هناك حد ادنى من مقومات بلد”.

وفي الشأن الحكومي، قال جنبلاط “شعار حكومة الرئيس تمام سلام بأن تضم كل الفرقاء والحمد الله صبر الرئيس سلام على ان تكون حكومة “جامعة” وليس كما صنفت حكومة الرئيس نجيب ميقاتي بأنها كانت حكومة “حزب الله” او كما صنفت حكومة الرئيس فؤاد السنيورة الاخيرة بانها كانت حكومة غير ميثاقية”.

واوضح ردا على سؤال ان “هناك شغورا في سدة الرئاسة وليس فراغا، فبحسب الدستور هذه الحكومة الميثاقية تستطيع ان تتولى صلاحيات الرئيس، وكلما اسرعت القوى السياسية بالاتفاف والاتفاق على رئيس كلما كان افضل كي لا يبقى موقع الرئاسة الذي يهم المسيحيين بالدرجة الاولى فارغا”.

واذ لفت الى انه “وبحسب الدستور فان هذه الحكومة “مجتمعة” تستطيع ان تقوم بمهام رئيس الجمهورية”، امل ان “نصل الى الانتخاب في اسرع وقت ممكن”، مؤكدا ردا على سؤال ان “ليس من مصلحة احد الاطراف توقف عمل الحكومة، خصوصا ان هناك استحقاقات كبيرة اقتصادية، انمائية، ويقال ان الموسم السياحي سيكون واعدا، اضف الى ذلك ان الوضع الامني تحسن بسحر ساحر وهذا جيد وجولات العنف توقفت في طرابلس وعمليات السيارات المفخخة توقفت ايضا نتيجة الجهد الكبير الذي تقوم به الاجهزة الامنية”.

وعما اذا كانت عمليات السيارات المفخخة قد توقفت نتيجة مشاركة “حزب الله” بالحرب في سوريا، قال “جنبلاط، هم يقولون ذلك ويمكن ان يكون صحيح، انا لا اطلع على حيثيات امنهم ولا اريد ان اطلع، في الماضي ارتكبنا “غلطة” ودفعنا ثمنها (في اشارته الى حوادث 7 ايار).

واذ ذكر بانه “قبل حوادث 7 ايار كان هناك فراغ رئاسي واتت اتفاقية الدوحة بعدها وانقذتنا وانتخب الرئيس سليمان”، اعلن تأييده لما قاله السيد حسن نصر الله بأننا لا ننتظر الحلول من الخارج، لانه يبدو اذا لم يبدأ الحوار الايراني-السعودي واذا لم تنضج الامور قد يمتد الشغور بضعة اشهر وهذا ما لا نريده لانه سيعطل الادارة في البلد، فمن الافضل ان تتفق القوى السياسية على رئيس وانا مستمر بدعم ترشيح النائب هنري حلو”.

سئل: ماذا عن دعم حاكم مصرف لبنان للرئاسة؟

اجاب “مما لا شك فيه انه ادار المصرف المركزي في شكل جيد وحكيم وجنب البلاد كوارث اقتصادية عالمية، ولكن انا لا افهم لماذا علي التخلي عن هنري حلو من اجل شخص اخر؟، انا غير مقتنع بالتخلي عن هذا الشخص الذي يمثل الاعتدال من اجل عسكري او حاكم مصرف لبنان او اي شخص اخر، و”جبهة النضال” و”اللقاء الديموقراطي” سيستمران بدعم ترشيح حلو”.

وردا على سؤال، اعلن جنبلاط ان “النائب هنري حلو طلب موعدا من كل رؤساء الكتل النيابية لتسويق حملته الانتخابية للرئاسة”.

وعما اذا كان يؤيد اجراء انتخابات نيابية نهاية فصل الصيف حتى لو استمر الشغور الرئاسي ووفق اي قانون؟، قال جنبلاط “نكون كمن يسجل سابقة، اجراء انتخابات نيابية من دون رئيس جمهورية هذا امر غير محبب. انا افضل انتخاب رئيس اولا ومن ثم الاتفاق على قانون انتخابي جديد، والرئيس بري دعا في جلسة الحوار الاخيرة الى انشاء مجلس شيوخ وانتخاب مجلس نواب غير طائفي تتحكم به المناصفة وهذا مهم جدا، وعندما نصل الى ذلك ندخل في تطور”، لافتا الى قانون “الستين” قد “فات عليه الزمن”، هل نعود الى الوراء 50 سنة”؟.

واذ رجح الا نصل الى تمديد ثاني للمجلس النيابي”، قال “اتصور اننا في فترة وجيزة نستطيع الاتفاق على قانون جديد للانتخابات ولكن تبقى الاهمية في ملء شغور الرئاسة”.

سئل: كيف تتأثر السياسة السعودية في لبنان وسوريا بالتغييرات التي تحصل داخل المملكة؟، اي غياب الامير بندر، تقدم الامير مقرن والامير محمد بن نايف بالسن؟، وهل اصبحت السعودية مستعدة للتسوية؟

اجاب: هذه اسئلة دقيقة وتعتبر تدخلا في الشأن السعودي ولا استطيع الاجابة عنها. ولكن ما اقوله بان المملكة حريصة على الاستقرار والامن والازدهار في لبنان”.

سئل: هل اصبحت المملكة مستعدة لتسوية لبقاء الاسد في السلطة من ضمن اتفاق سعودي-ايراني؟

اجاب: “لا اعتقد ذلك، ولا اعتقد ان هناك عاقل في العالم يستطيع ان يقبل بهذه المسرحية التي سميت بالانتخابات على اشلاء عشرات الالاف من القتلى والجرحى والمهجرين وعلى وقع القنابل والبراميل المتفجرة، غريب هذا الامر علينا ايجاد تنصنيف جديد للديموقراطية”، مجددا تاكيده “بان “الدول الكبرى تضحي بالشعوب، فما يجري اليوم في اوكرانيا خير دليل الى ذلك،. يقال ان هناك انابيب نفط جديدة من البصرة الى طرطوس تمر عبر حمص وتم احراق السجلات العقارية فيها اي ان اهل حمص باتوا من دون عقارات وسيتم اعادة تركيب الديموغرافيا في حمص على حساب اهل حمص الاصليين”، مرجحا ان “تستمر الحرب في سوريا 10 سنوات اضافية، وهناك اعادة ترسيم لسوريا من الداخل كما يعاد ترسيم العراق من الداخل ما يعني ان الحدود الداخلية ستتغير، مثلا اكراد سوريا بات لهم استقلال ذاتي في الحسكة، وهناك مجموعات بشرية جديدة كـ “داعش” مثلا التي تخص النظام لاننا لم نر حتى اليوم ان هذا النظام قصف مقرات “داعش” بل على العكس استخدم “داعش” ضد “جبهة النصرة” التي اخالف كل ما يقال بانها تابعة لـ “القاعدة” بل هي مواطن سوري يقاتل ضد النظام، والغرب استخدم اسم “النصرة” كانها “قاعدة” وكان بذلك الغرب يساير النظام، وهذا هو خبث الغرب”.
اضاف “70% من الشعب السوري هو مسلم سني ومن الظلم اتهامه بانه كله “قاعدة”، وما من احد مد اليه يد العون”، وسأل “من قال ان الاميركيين منزعجون مما يحدث في سوريا؟، مصالحها مؤمنة في المنطقة، بما ستتأثر اميركا اذا ما تقاتل المسلمون في ما بينهم البعض؟، طالما النفط العربي موجود ستبقى اميركا في المنطقة، وصفقات السلاح التي تبرمها مع العرب ما زالت قائمة”، مشيرا الى اننا “نحن “اصحاب البيت” من يغرق”.

واعتبر ردا على سؤال ان “حزب الله” يعلم ان اميركا لا تتأثر بالصراع السني-الشيعي ولكنه مرتبط سياسيا، امنيا وعقائديا بالجمهورية الاسلامية، وانا هنا لا انتقد الحزب وانما “اوصف” الواقع كما هو. “حزب الله” جزء من حالة اكبر هي سياسة ايران في المنطقة. فبعد ان احتلال العراق في العام 2003 وصلت ايران الى ساحل البحر الابيض المتوسط ولن تتخلى عن هذا الامر باي ثمن. هذا امر واقع علينا القبول به ولكن في الوقت نفسه اسف لاننا اصبحنا جزءا من هذا “الفلك”، مؤكدا ان “سوريا التي نعرفها اصبحت في قبضة ايران وسوريا العربية انتهت وكذلك العراق، والعالم العربي كله يتهاوى، وربما بعد 10 سنوات قد تعود مصر الى دورها لان التحديات التي تواجه الرئيس السيسي هائلة”.

واذ رفض جنبلاط ردا على سؤال عن دراسة اميريكة تقول بان سوريا هي “الثقب الاسود” لـحزب الله” اي انها ستبتلعه وتضعف دوره”، قال “لا اريد الاطلاع على اي دراسات وتحليلات انا اقرأ الوقائع على الارض، حمص-العراق-ايران-لبنان الجمهورية الاسلامية انتصرت ومعها “حزب الله” واتمنى على الحزب اذا اراد ان يأخذ في الاعتبار الخصوصية اللبنانية والتعددية اللبنانية والديموقراطية اللبنانية، وان يتم اعادة تصويب البندقية لحماية لبنان ضد اسرائيل والقبول عندما يشاؤون باعلان بعبدا”.

واشار الى “تواصل دائم مع “حزب الله” من خلال الوسيط الحاج وفيق صفا، وبالامس في بيصور احتفلنا بعيد التحرير”، اكد انه “وجد صعوبة في البداية بإقناع قاعدته الشعبية “بقلب الصفحة” مع الحزب بعد حوادث 7 ايار، ولكني قلت لهم باننا ذهبنا بعيدا في مسألة “شبكة اتصالات المقاومة” والحزب ذهب بعيدا في اجتياح بيروت ومن ثم الجبل، ولكن في النهاية علينا طي الصفحة لان العيش المشترك مفروض علينا ومطلوب منا باي ثمن والمستقبل امامنا”، لافتا الى اننا “محكومون بالحوار وبمعادلة الصبر”.

سئل: كيف تقرأ زيارة امير الكويت الى طهران؟

اجاب جنبلاط “جيدة، هي بداية حوار خليجي-ايراني والشيخ صباح والملك عبد الله بن عبد العزيز من بقايا العقلاء الكبار في المنطقة العربية، امل ان تنتج تسوية او او تزيل هذه الغيوم بين الخليج والجمهورية الاسلامية”.

سئل: هل تسعى الى زيارة طهران؟

اجاب “كلا، لانها ترتكب جريمة في حق الشعب السوري.

سئل: كيف تقرأ دعوة وزير خارجية اميركا جون كيري اثناء زيارته بيروت اخيرا “حزب الله” الى ضبط النفس ووقف الحرب في سوريا؟

اجاب جنبلاط “واقعية اميركا تجعل كيري يتحدث بهذا الشكل، هو يرسل نداء عاطفي وليس سياسي للحزب ولكن هذه لا تصرف”، موضحا ردا على سؤال ان “كيري لم يطلب لقائه اثناء زيارته بيروت، بل ارسل سلامه لي عبر رسالة مع السفير ديفيد هيل، وحسنا فعل عندما حصر لقاءاته بالبطريرك الراعي والرئيس سلام والرئيس بري”.

ولفت جنبلاط الى ان “لبنان ليس اولوية بالنسبة للسياسة الاميركية، اولوية اوباما تسويق اتفاق مع ايران كي يستطيع ان يكسب بالانتخابات النصفية في شهر تشرين الثاني المقبل”، مذكرا بان “ايران تملك رابع احتياطي نفط وغاز عالميا، وللاسف على هذه المصالح يحترق الشعب السوري”.

واذ رفض مقولة ان “الاسد فاز بالانتخابات الرئاسية في سوريا ما كان ينقص الا الاتيان بالاموات والمعتقلين والمهجرين للادلاء باصواتهم لصالح الاسد”، اكد ان “الاسد لن يفوز”، واوضح ان هناك “فرقا شاسعا بين الاسد والسيسي، فالاخير فاز فعلا بالانتخابات”، ومعتبرا ان “تحديات مصر هائلة، خصوصا انها عدد سكانها 90 مليون على رقعة زراعية تتضاءل، هناك التحدي الامني والسلاح الذي يتدفق الى سيناء اضافة الى الاحباش الذين يبنون سد النهضة الامر الذي سيخفض منسوب نهر النيل على مدى 4 سنوات اضف الى ذلك مشكلة الاخوان المسلمين”.

وقال “في النهاية لا بد من فتح قنوات حوار مع “الاخوان” الذين يقبلون بالحوار مع السيسي، ويجب على الاخوان ان يكونوا مصريين اولا ثم “اخوانجية” ثانيا”، لافتا الى ان “الاخوان” في تونس عملوا “نقلة نوعية” مع الرئيس الغنوشي ولكن يبدو ان هناك مشكلة في مصر”.

وردا على سؤال عن امكانية اقامة توازن تركي-ايراني في المنطقة، قال جنبلاط “تركيا دولة كبرى ولديها علاقات ممتازة مع ايران وتستورد حاجاتها من الغاز من ايران، واردوغان اثبت انه زعيم له حيثياته على رغم ان بعض الدوائر راهنوا على سقوطه بالانتخابات البلدية لكنه فاز بها وربما سيصبح رئيسا لتركيا. تركيا متنوعة سياسيا ومذهبيا فبعض الحوادث التي حصلت في ساحة تقسيم اخذت طابعا مذهبيا، وهو وضع وثيقة تفاهم مع الاكراد امل ان تترجم عبر اعطاء الحقوق المشروعة لهم من دون الانفصال الذي لا احبذه”.

سئل: هل صحيح ان الربيع العربي ادار 360 درجة؟

اجاب “غير صحيح، هذا المواطن في مصر او في سوريا او في تونس او في ليبيا كان شعاره الاوحد الخرية والكرامة”. اطفال درعا كانوا يريدون الحرية والكرامة لكن الاسد اهانهم وابن خاله عاطف مجيد وحقرهم ومن بعدها كرت السبحة”.

وتابع “خبث بعض الغرب بدل ان يعطي الجيش السوري الحر صواريخ مضادة للطائرات تحجج وربما سهل مرور ما يسمى “جهاديين” من ليبيا من تونس من اوروبا الى سوريا عبر حدود معينة واجهض طموحات ومشروع الشعب السوري وخانه، ثم استخدم معادلة ما بين النظام السوري والجهاديين اعطى الى حد ما نفس الى الاسد”، وذكر بمقابلة للرئيس اوباما برر فيه ما يحصل في سوريا بالقول “انا استنزف روسيا وايران في سوريا”، وقال “اوباما ليس بالسهل يحسبها جيدا وباعصاب باردة لتحقيق مصالح اميركا واسرائيل التي تحلم بتفكيك كل المحيط وهذا ما يحصل، الجيش العراقي انتهى، الجيش السوري يضمحل وتم سحب السلاح الكيماوي السوري”.

سئل: هل تتوقع ان يستعيد النظام مع “حزب الله”ريف دمشق؟

اجاب “لن ينتصر النظام واذا ما انتصر سيكون ذلك على اشلاء الشعب السوري والمدن السورية، وسيعاد تركيب مدينة حمص القديمة من اجل اعادة تركيبها لانها صلة الوصل بين ساحل دمشق واللاذقية والعمق العراقي وصولا الى ايران”، مذكرا بان “سيرة الرئيس حافظ الاسد وابنه بشار مع طائفة العلويين ظالمة للعلويين”، مشيرا الى ان “تغيير خريطة الداخل السوري والعراقي لن ينعكس على لبنان لان مساحته والحمدالله ضيقة، لذلك نحن محكومون بالتعايش والعيش المشترك والحوار، ونجحنا بحكومة الرئيس سلام وامل ان ينجح الاقطاب الكبار على انتخاب رئيس، ومن مصلحة الايرانيين ان يحترموا التنوع اللبناني”.

سئل: ايران روحاني اليست مختلفة عن ايران احمدي نجاد؟

اجاب جنبلاط “صحيح ان الرئيس روحاني انتخب بعد الهفوات الكلامية لنجاد لكنهم اي الرؤساء لا يغيرون سياسة الدولة. هم جزء من نظام اكبر. الرئيس روحاني لا يستطيع ان يقول لـ “حزب الله” انسحب من سوريا هذا مكسب للتفاوض”.

الى ذلك، قال جنبلاط ردا على سؤال “حصل صدام مذهبي في صيدا ولكن ما زلنا وطنا مكونا من اقليات، لذلك لا يستطيع احد ان يفرض نفسه على الاخرين بالاكراه، نحن مجبورون على التعايش والحوار، ولا مهرب من ذلك. صدامات طرابلس كانت مؤلمة وكلفت عشرات الضحايا والجرحى اضفة الى خراب اقتصادي لكنها انتهت الى حد ما، لان الفريقين الذين يسلحان ويمولان ادركا انهما يخربان انفسهما”.

سئل: هل تتوقع عودة الاغتيالات؟

اجاب “لا معلومات لدي، لا يجب علينا ان نعيش في “الهاجس” كي يبرر ويضخم، لننصرف الى معالجة ما هو اهم اي الرئاسة والاقتصاد ومحاولة “عقلنة” مطالب الاساتذة بالنسبة لسلسلة الرتب والرواتب لان المحقق النظري 1200 مليار والمطلوب 2200 مليار”، ناصحا السيد حسن نصر الله الذي يملك حزبه مراكز دراسات وابحاث جدية بان يستشير بالوضع الاقتصادي لان الليرة ليست سنية ولا شيعية ولا درزية ولا مسيحية ومن مصلحته ان يدرس الوضع ومكامن الهدر في الدولة من اجل المحافظة على الاستقرار”.

اضاف “سرطان الهدر دخل الى معظم مكامن الدولة، التعيينات التي حصلت اخيرا ممتازة، بعض المطالب محقة والبعض الاخر غير محقة، خصوصا بما يتعلق بالست درجات والتعويضات لكبار العسكريين”، مذكرا بدراسة الاستاذ انور الخليل بالنسبة الى “توحيد معايير سلسلة الرتب والرواتب في القطاعات الامنية والمدنية” ولكن لم يلق اذانا صاغية، واليوم وصلنا اليها”،
ولفت الى ان “العجز بلغ 34% والمواطن اللبناني ينجح في الخارج الا نستطيع رغم ذلك بناء محطتين للكهرباء”؟.

وقال “كل مقاومة هي سمكة في المياه، وهذه المياه هي الشعب لذلك علينا حماية هذا الشعب من الطبقة السياسية الفاسدة، فليتأكد “حزب الله” الذي يملك مراكز ابحاث من مكامن الهدر فلا شيء اجمل من “الشعبوية”.

وعما اذا كان النفط هو الرهان لحل مشكلة الهدر، قال جنبلاط “كمن يبيع سمك من البحر، قيل لي ان بعض الشركات الكبرى تنسحب من الملف النفطي في لبنان بسبب الخلافات الداخلية اللبنانية، اسرائيل سبقتنا وهناك مناطق متنازع عليها بين لبنان وسوريا واسرائيل، ونحن نناقش في “جنس الملائكة”. والحمدالله ان ليس هناك نفط في الجبل”.

وفي ملف النازحين السوريين، قال جنبلاط “انا اريد تطبيق منطق الوزير نهاد المشنوق الذي نامل تنفيذه، ما حصل امام السفارة السورية يؤكد انهم ليسوا نازحين، ارادوا ايصال رسالة مفادها اننا ما زلنا هنا ولقد فهمنا الرسالة. كان لا بد من اقامة مخيمات وانا مع هذه الفكرة، هناك افكار طرحت عن اماكن عامة يمكن استخدامها لاقامة هذه المخيمات، كمطار القليعات ومطار رينه معوض، على الاقل كنا ضبطناهم امنيا واجتماعيا، لا يمكننا الطلب ممن فقد منزله بالقنابل بان يعود الى سوريا”.

اضاف “من استطاع بسحر وساحر وبشكل ممتاز ايقاف جولات العنف في طرابلس يستطيع ضبط هذه امكنة المخيمات التي ذكرناها، وانا اقول “بسحر ساحر” لان توقف العنف فجأة هو اهانة بحق اهل طرابلس، لقد توافقوا فجأة بعد ان دفع اهل طرابلس الثمن”، متمنيا “عودة الحياة الاقتصادية الى مدينة طرابلس”.

سئل: يقال بأنك “بيضة القبان” هل هذا مزعج لك او حمل ثقيل عليك؟

اجاب “لنبتعد عن لغة “البيض” لاننا سنصبح “عجة” بعد وقت، انا “حسكة” تقف بالعرض، انا موجود واعرف حجمي ولا اسعى الى تكبيره، ليتفقوا على مبدأ انتخاب رئيس وانا موجود مع مرشجي النائب هنري حلو، ولن اغير موقفي في هذا الاتجاه”.

سئل: ما الذي منع “14 آذار” اي جنبلاط-الحريري-جعجع والجميل من تكوين نواة دولة؟

اجاب “لا يمكننا بناء نواة دولة من دون “حزب الله” والفريق الاخر، علينا التوافق. انا خرجت من تحالف “14 آذار” الحاد لاني رايت ان هذا التحالف الحاد وهذه الخطابات وهذا الحديث الناري كاد ان يشعل توترا وان يدمر العيش المشترك في الجبل، وسرت بالنهج الوسطي الى جانب الرئيس سليمان والرئيس ميقاتي، والتاريخ سيكتب عني ذلك، لان ما فعلته كان لصالح لبنان ككل وليس للدروز”.

سئل: مع انتهاء ولاية الرئيس ميشال سليمان اصبح لديك حليف مسيحي اساسي هو الرئيس سليمان، فهل برأيك ضعفت الوسطية حاليا؟ وماذا عن الرئيس سلام هل يمكن ان يكون ضمن الخط الوسطي؟

اجاب جنبلاط “الرئيس سليمان كان رئيس دولة وهكذا تصرف في اصعب الحالات حتى عندما عتب من قبل “14 آذار” اثناء حوادث 7 ايار. ما كان في استطاعته التصرف حفاظا على الجيش، ولم ينحاز الى اي فريق عندما كان رئيسا. يؤخذ عليه انه استخدم تلك الكلمة (اللغة الخشبية) وقامت الدنيا ولم تقعد والسفير الايراني قال لي ان “الرئيس سليمان استخدم تلك اللغة” وقال لي ايضا “نحن في خدمتكم”. عظيم اذا انتم في خدمتنا اسمحوا لرئيسنا بهذه “الهفوة”.
اضاف “آل سلام معروفون بنظرية “التفهم والتفاهم” التي اطلقها الرئيس صائب سلام بعد ثورة 1958 اي لا غالب ولا مغلوب، وهذه ميزة هذا البلد”.

سئل: من هو الفريق المسيحي الاقرب اليكم حاليا؟

اجاب جنبلاط “لماذا هذا التصنيف، هل كل الدروز معي؟ كلا، هناك انقسامات في كل المذاهب والطوائف. انا كلبناني وسطي اتمنى في يوم من الايام ان اتخذ قراري كلبناني بنفسي لا اي يقرر عني الاخرون. اهذه جريمة؟، يمكن ان يحصل ذلك ربما غدا او بعد 20 عاما او 100 عام لا ادري ولكن لم افقد الامل”.
وعن دفاعه عن زيارة البطريرك الراعي الى الاراضي المقدسة في وقت كان يتعرض للهجوم ضد هذه الزيارة، قال “ما هي جريمته؟ عندما زار سوريا انتقدته قوى “14 آذار”. لقد زار سوريا لطمأنة المسيحيين هناك في ظل الحرب الطاحنة ومصيرهم سيكون كمصير مسيحيي العراق. لقد ذهب الى فلسطين ولكن ماذا بقي من مسيحيي فلسطين؟ 1% فقط، لقد زار 3 قرى مسيحية منكوبة هحرت كسائر الفلسطينيين في العام 1948 فما هي الخطأ الذي ارتكبه؟، واذ كنا نريد اعتبار اللبنانيين الموجودين هناك والذين التقاهم بانهم “عملاء” فلنستخدم هذا التعبير لهؤلاء فقط ولننشأ لهم محاكمة عادلة كما حكم الالاف من الغير”، مذكرا بان “جيش لحد كان يضم في صفوفه دروزا وشيعة ومسيحيين ومسلمين”، وسأل “لماذا لا نعطيهم فرصة بمحاكمة عادلة”؟، ومذكرا بان “هذا الملف كان من مطالب العماد عون، فاين اصبحت ورقة التفاهم الذي ابرمها مع “حزب الله” والتي تضمنت هذا الملف”؟.

سئل: هل برأيك للبطريرك الراعي دور في حسم الملف الرئاسي؟
-احاب جنبلاط “ياريت، انا مع ان تكون البطريركية المارونية جامعة لكل اللبنانيين والمسيحيين بالتحديد”، واوضح ان “زلة اللسان” التي حصلت معه اثناء مصالحة بريح كانت صحيحة لانني ما زلت احلم به”، مستشهدا باغنية للفنان الراحل عبد الحليم حافظ: “بحلم بيك انا بحلم بيك”، والتي ارددها يوميا”.
وختم جنبلاط “انا متفائل بالمستقبل لان لبنان حسكة كبيرة صعب هضمها، لكنني خائف على الوضع الاقتصادي، لذلك اتمنى على مراكز الدراسات والاختصاصيين الاقتصاديين عند “حزب الله” ان ينتبهوا الى هذا الموضوع لان لا صفة مذهبية لليرة اللبنانية التي يجب المحافظة عليها وعلى الثروة التي نملكها وهي المصارف”.

إضغط هنا
Previous Story

حناوي تلقى رسالة فيها عدم منح تلفزيون لبنان الحصرية لنقل المونديال

Next Story

السندريللا اللبنانية تحيي الحفل الاضخم في الاردن

Latest from Blog

رامونا يونس: العناية بالبشرة هو استثمار..

ولعدم النوم أبداً دون ازالة الماكياج! في عالم الجمال والعناية بالبشرة، برزت أسماء كثيرة، لكن قلة من استطعن الجمع بين الاحترافية والشغف الحقيقي بما يقدمنه. من بين هؤلاء، السيدة رامونا يونس، الناشطة

زخم الرئاسة الاولى وتحقيق الاستقرار المالي والنقدي – بقلم العميد الدكتور غازي محمود

يعيش لبنان منذ انتخاب العماد جوزيف عون رئيساً للجمهورية عرساً حقيقياً، ويشهد زحمة مهنئين شملت كل من الرئيسين الفرنسي والقبرصي بالإضافة الى امين عام الأمم المتحدة، وكل من وزير خارجية الأردن ووزيرة
Go toTop