إن ما يملأ النفس غبطة وسعادة، ويحمل المرء على الافتخار والاعتزاز، أن يقف موقفاً يرسخ القيم النبيلة، ويبرز أصالة خلق الوفاء في هذه الأمة، التي قدمت للبشرية حضارة أخلاقية متميزة، وأسهمت في رقي الأنسان والبشرية، أمة أنجبت علماء ومفكرين حقوقيين وسياسيين رفعوا من شأنها، وأناروا دربها وحملوا لواء هدايتها ورقيّها، وتعرف الأمة أقدارهم فتحتفي بهم وتكرمهم، ومما لا شك فيه أن التكريم حق وواجب، لمن عمل بصدق وتفان واخلاص، ويعطون أمتهم بسماحة وسخاء، لا يرجون الا رفعتها وعزتها، ولا مجد الا مجدها، والواجب علينا تجاههم الوفاء لهم والتقدير لجهودهم، والاعتراف بفضلهم، وبعظيم قدرهم واثرهم في المساعدة والبناء، وأن نقدرهم ونشكر عطائهم، ونحترم أقوالهم التي صدقتها الأفعال، ومن هنا كان اختيار سعادة النائب القدير ميشال الحلو ليكون أحد هؤلاء الذين تنادوا جميعاً الى تكريمه، لدعوة طيبة مباركة من لجنة قدامى عناصر الدفاع المدني المسرّحين في حفل تكريمي.
كان لي شرف المشاركة في هذا الحفل من خلال صديق هو معني من بين هؤلاء المكرمين، شاكراً الظروف الرائعة التي جعلتني في طريق هذه الشخصية الرائعة الصادقة الصدوقة، واذ لفت انتباهي أني وجدت فيه رجل الواجب، ولفتني حسن أدائه في مجالات اختصاصه، إلى تواضع يحفزه ضمير مهني وقّاد، وخبرته في تقلّب الأحوال، مقيماً على العهد حافظاً للمودّات. وفيه الكثير من الصفات التي اصبحت عملة نادرة في زمننا الصعب.
قالوا فيه، انه انسان كبير نذر نفسه في خدمة كل من عرفه في جزين والجنوب ولبنان، واعطى محبيه دون منة، وساعدنا في تحصيل حقوقنا من خلال لجنة الادارة والعدل ولجنة فرعية كان هو على رأسها، ليشملنا احكام التثبيت والتعويض والمساعدات الطبية والمدارس والضمان في الدفاع المدني. إنه الجزء اليسير من الكثير الذي دعا إليه وانجزه ميشال الحلو، واعتباراً منهم لانجازاته القيمة ومواقفه وجهوده الملموسة، والعطاء الذي هو بلا حدود، والروح النضالية التي هي من كريم خصال سعادة النائب ميشال حلو. أرادوا إقامة هذا الحفل التكريمي، ومنحه درع قدامى عناصر الدفاع المدني والمسرّحين.
فتحية إلى من كرموه، وتحية إلى من أسهموا في التكريم، تحية لهذا الرجل، وأكرر تهنئتي له مرة أخرى، الذي كان لي شرف وعزة أن أنوه بخصال هذا العلًم الفذ النائب ميشال الحلو، وبجهوده المثابرة في خدمة الوطن والمواطن، أمد الله في عمره، ورعاه بفضله، وسدد خطاه ليواصل السير على دربه المحمود.