دريان: عدم ربط انتخاب رئيس للجمهورية بالتطورات في العالم

الثلاثاء, 24 مارس 2015, 14:52

رادار نيوز –  دعا مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان الى عدم ربط انتخاب رئيس للجمهورية بالتطورات في العالم، وقال: “إن اللبنانيين ضاقوا ذرعا بالمحاولات المتكررة لعدم انتخاب رئيس عتيد للجمهورية، وكأن الدعوة للانتخاب أصبحت روتينية أو شكلية، والتأخير ليس لمصلحة أحد، بل يشكل ضررا على الجميع، الأمر الذي يهدد البلاد بالفوضى وانهيار الأمن والسلامة فيه.

واستهل دريان زيارته الرسمية للمملكة المتحدة والوفد المرافق بزيارة جامع لندن المركزي “ريجنت بارك”، وأدى فيه صلاة تحية المسجد واستمع من القيمين عليه على النشاطات الدينية والثقافية ونشر الدعوة الإسلامية التي يقوم بها المسلمون البريطانيون في قاعة المركز الثقافي الإسلامي في المسجد، واطلع على مكتبة المسجد الضخمة التي تضم كتبا من مختلف الديانات. وأكد المفتي دريان أن “دور المسجد في الإسلام أساسي في الدعوة إلى التقريب على قاعدة التآلف والمحبة والتعاون المبني على المواطنية الصحيحة بين أبناء الوطن الواحد”.

ثم التقى أعضاء مجلس الفتوى السني في لندن الذين شرحوا له كيفية التواصل مع الآخر ونشر روح المحبة والأخوة بين جميع الطوائف والمذاهب في لندن.

كذلك التقى الأمين العام لمؤسسة الخوئي الخيرية في المملكة المتحدة السيد عبد الصاحب الخوئي، في حضور سفيرة لبنان في بريطانيا إنعام عسيران والعديد من القادة الروحيين من مختلف الطوائف الإسلامية والمسيحية، وأقيم له استقبال حاشد تخللته كلمتان للمفتي دريان والسيد الخوئي ركزتا على وحدة المسلمين السنة والشيعة، وقال دريان: “الاسلام دين واحد لا سني ولا شيعي، ونحن دعاة للوحدة ونبذ الفتنة ومعالجة الأمور بالحكمة، والمسيحيون شركاؤنا وأحبتنا ومن يعتدي عليهم فهو يعتدي على كل المسلمين، ولن نسمح بتهجيرهم من البلدان العربية”.

والتقى دريان جمعيات وهيئات وتيارات إسلامية سنية في لندن، وعرض معهم الأعمال التي يقومون بها ضمن الأطر والقوانين البريطانية التي تحفظ للجميع حقوقهم في ممارسة نشاطاتهم.

وقام المفتي بجولة ميدانية في منطقة ليستر في مجمع القديس فيليب، وهو جمعية خيرية مسيحية تعمل على قضايا الأديان وتقدم العديد من البرامج التعليمية للشباب والعمل مع المجتمعات الدينية والهيئات العامة للمساعدة في تحقيق فهم أفضل للتنوع الديني وتعزيز علاقات أقوى ومكافحة الاٍرهاب بالوعي والثقافة.

والتقى في ليستر مجموعة من الشباب من مختلف مدارس الفكر الإسلامي الديوبندية والسلفية والصوفية الذين يدينون التطرف والإرهاب الذي يحصل، ويقومون بسلسلة من المبادرات في إقامة روابط مع الشباب من أتباع الديانات الأخرى، ويعكسون نوعا من مجموعات المجتمع المدني الذي شجعهم المفتي دريان على تطوير عملهم بالطرق والوسائل التي توحد من أجل خدمة الإنسان.

وزار مسجد ليستر المركزي واجتمع مع إمام المسجد الشيخ الدكتور حافظ آثر حسين الأزهري وبحث معه في الشؤون الإسلامية، كما زار مركز التربية الإسلامية في المنطقة والتقى رئيس المركز عبد الكريم غيوالا.

وتوجه بعد ذلك الى شمال لندن للقاء أبناء الطائفة السنية في المركز الإسلامي الاجتماعي واطلع منهم على أوضاعهم.
وأقامت سفيرة لبنان في بريطانيا إنعام عسيران حفل استقبال في السفارة اللبنانية على شرف المفتي دريان والوفد المرافق له، في حضور أعضاء السلك الديبلوماسي والجالية اللبنانية في لندن تخلله مأدبة تكريمية، وألقت عسيران كلمة نوهت فيها بمواقف المفتي دريان “التي تتسم بالشفافية والاعتدال والوسطية والوحدة بين اللبنانيين”.

وشكر دريان عسيران على تكريمها، وقال: “لبنان يئن من الفراغ الرئاسي الذي أصبح يشكل خطرا على كيانه، والانتظار ينعكس سلبا على الجميع، ولا استقرار في لبنان إلا بانتخاب رئيس للجمهورية، وكل يوم يمر دون رئيس للجمهورية هو خسارة على لبنان وشلل لمؤسساته، فعلينا جميعا رفع الصوت لنقول لأصحاب القرار في انتخاب رئيس الجمهورية ارحموا لبنان واللبنانيين في الاتفاق على الانتخاب ولا تسمحوا لاحد التدخل بقراراتكم، فاللبنانيون أقوياء بوحدتهم وتضامنهم وعيشهم المشترك. وواجبنا كلبنانيين أن نتحاور ونتلاقى ونتواصل مع بعضنا البعض وأن ننهض بدولتنا وبمجتمعنا، ومن بشائر الحوار بين تيار المستقبل وحزب الله، تخفيف التوتر والاحتقان ومعالجة العديد من الأمور التي تهم الوطن والمواطن”.

أضاف: “إننا نواجه حملة شرسة ضد الإسلام والمسلمين من مجموعات إرهابية متطرفة تعمل على تشويه صورة الإسلام بكل الطرق لزرع الفتنة، ولن يفلحوا لأن عقلاء المسلمين والمسيحيين هم على وعي كامل بما يحاك ضدهم من هؤلاء المرتزقة الذين يريدون زعزعة صفوفهم في العيش المشترك بينهم في العالم”.

وتابع: “المسلمون والمسيحيون هم أبناء وطن واحد في المنطقة العربية، ولن نسمح لأحد بتهجير أي مسيحي من بلده، ولا يمكن أن نتصور هذا الشرق دون المسيحيين الذين لهم كما لنا تراث وجذور عربية أصيلة، وعلينا الإسهام في مواجهة التحديات وحل المشكلات التي تواجه البشرية بسبب بعدها عن الدين، وتنكرها لقيمه وأحكامه، مما أوقعها في براثن الرذيلة والظلم والإرهاب وهتك حقوق الإنسان”.

وختم: “لندن هي بلد التعايش، وأبناؤها يمارسون حياتهم بوحدة كاملة فيها أمن وسلام واستقرار، وينبغي أن يكون هكذا في كل بلاد الاغتراب، ومن يحاول غير ذلك فسيعود عليه بالويل والخسران”.

إضغط هنا
Previous Story

تحطم طائرة ألمانية من نوع “أيرباص 320” قرب بلدة بارسيلونيت في جنوب شرق فرنسا

Next Story

باسيل زار جعجع أمس

Latest from Blog

رامونا يونس: العناية بالبشرة هو استثمار..

ولعدم النوم أبداً دون ازالة الماكياج! في عالم الجمال والعناية بالبشرة، برزت أسماء كثيرة، لكن قلة من استطعن الجمع بين الاحترافية والشغف الحقيقي بما يقدمنه. من بين هؤلاء، السيدة رامونا يونس، الناشطة

زخم الرئاسة الاولى وتحقيق الاستقرار المالي والنقدي – بقلم العميد الدكتور غازي محمود

يعيش لبنان منذ انتخاب العماد جوزيف عون رئيساً للجمهورية عرساً حقيقياً، ويشهد زحمة مهنئين شملت كل من الرئيسين الفرنسي والقبرصي بالإضافة الى امين عام الأمم المتحدة، وكل من وزير خارجية الأردن ووزيرة
Go toTop