رأفةً بالشعب الفقير

الخميس, 26 أبريل 2012, 3:55

اتساءل؟ ما الفرق بين امراض الجسد وامراض المجتمع خصوصاً ما اذا اكدت لنا الاحصاءات بان نسبة كبيرة منها هي مسبب للاول… اليس من الضروري ان يعيش الأفراد أصحاء في مجتمع نظيف ينعم بالاستقرار والراحة؟ الا يكفي صمتنا على حكّامنا وما فعلوه بنا وعدم محاسبتهم. كل منا يعد جواباً لنفسه، يجيب به عن اسباب تحكمهم بنا وبأرواحنا، بالوطن وبمصير الاجيال. خوفي من تساؤلات ينبغي ان نجيب عنها الآن لأنفسنا، قبل ان نتركها لأحفادنا حاملين معهم استفساراتهم وما يصاحبها من دهشة او حيرة او استغراب او لوم او عتب او اتهام!

العاملون والموظفون يجاهدون كي يوفروا الخير والسعادة لأنفسهم وللمجتمع الذين يعيشون فيه، ليظفروا بما يرغبون ويقدمون نتاج جهدهم وعملهم وعرقهم لبناء صرح ومجد لوطن ينعم الجميع بظله.

والعاملون أيضاً من حقهم ان ينالوا العناية الكاملة ويظفروا بالرعاية الدائمة وان يحاطوا بكل ما يحبب اليهم العمل ويدعوهم الى الاخلاص فيه.  فاتجهت الحكومة والمؤسسات الى الضمان الاجتماعي للعاملين، حتى يقبلوا على عملهم ويمضوا في طريقهم بصدق وعزيمة وليشعروا بقيمة القائمين بالأمر بهم، والعطف عليهم ورعاية مستقبلهم وتأمين الحياة اللائقة لهم ولأبنائهم.

الوطن يعني الأمان والاستقرار، والضمان الاجتماعي هو كذلك فكيف اذا فقدنا هذا الاحساس بالأمان الذي يشبه بحد كبير الهواء الذي نتنفسه في بساطته وضرورته، فإننا نفتقد الإحساس بالوطن وبالكيان والوجود، وتنهار جدران الحماية حولنا. ومن يفقد هذا الشعور والإحساس معذور ان كفر بالوطن والقيم والمبادىء.

نناشدكم بما تعبدون على ان تسارعوا في تسوية الأوضاع بينكم وبين المستشفيات رأفة بالشعب الفقير، لأن توقف المستشفيات عن استقبال الموافقات الصادرة عن الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، ستقلب المعايير فتصبح المصلحة الخاصة عندهم فوق كل اعتبار، فتسقط الحقوق وتضيع الكرامات.

ان كل شيء في هذا الزمن قد تغيّر،حتى في النفوس. قيم فقدت ولم يعد هناك تفاعل اجتماعي، لم يعد هناك غيرة وتضحية وحضور، لم يعد هناك اتفاق ضمائر على توفير المساعدة. عالمنا اليوم، ويا للاسف، أزمات اقتصادية خانقة، تشد على أنفاس الناس يوماً بعد يوم، شتائم ومهاترات وقذائف كلامية، ضرائب تفرض من كل جهة، وغرق المواطن في تسديد الديون، أسعار صفيحة البنزين تزداد وتخفّض عشوائياً، الكل له مطالب.. والمطالب بأكثريتها محقة، أين أنتم من التدبير في الحد من هذه الفوضى؟ فمن غير تصريح، ومن غير تلميح، تصمت الكلمات، ولا شيء يستحق، سوى الشعب الفقير…

نتمنى عليكم ألا تتعاظم الأمور، فتضيع الآمال، وتتفكك أواصر الالفة والمحبة والآمان، والوقوف في وجه الاستغلال، حيث لا يهتز الكيان..

عماد جانبيه

 

اترك تعليقاً

إضغط هنا

Latest from Blog

أم عبدالله الشمري تتحدث عن الشهرة والعائلة والتحديات في أولى حلقات “كتير Naturel”

استضاف برنامج “كتير Naturel” في حلقته الأولى، الذي يُعرض عبر تلفزيون عراق المستقبل من إعداد وتقديم الإعلامي حسين إدريس، خبيرة التاروت أم عبدالله الشمري. وتحدثت أم عبدالله بكل صراحة عن مسيرتها، الشهرة،

رامونا يونس: العناية بالبشرة هو استثمار..

ولعدم النوم أبداً دون ازالة الماكياج! في عالم الجمال والعناية بالبشرة، برزت أسماء كثيرة، لكن قلة من استطعن الجمع بين الاحترافية والشغف الحقيقي بما يقدمنه. من بين هؤلاء، السيدة رامونا يونس، الناشطة

زخم الرئاسة الاولى وتحقيق الاستقرار المالي والنقدي – بقلم العميد الدكتور غازي محمود

يعيش لبنان منذ انتخاب العماد جوزيف عون رئيساً للجمهورية عرساً حقيقياً، ويشهد زحمة مهنئين شملت كل من الرئيسين الفرنسي والقبرصي بالإضافة الى امين عام الأمم المتحدة، وكل من وزير خارجية الأردن ووزيرة
Go toTop