رادار نيوز – زار وزير العدل المستقيل اللواء أشرف ريفي بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للروم الارثوذكس يوحنا العاشر اليازجي في المقر البطريركي في البلمند يرافقه العميد فواز متري والمحامي هاني المرعبي، وكان في استقبالهم الى اليازجي الرئيس السابق لجامعة البلمند الوزير السابق الدكتور ايلي سالم، وبحث المجتمعون في المستجدات المحلية والاقليمية وقضايا وطنية.
وبعدما ودع اليازجي وسالم ريفي عند مدخل المقر البطريركي، قال ريفي: “سررت اليوم بزيارة غبطة البطريرك اليازجي للتشاور معه في التطورات اللبنانية والعربية، وتناولنا كل المواضيع والمستجدات المحلية والاقليمية، وأمل غبطته ان نشهد نهاية قريبة لكل الحروب الدائرة في المنطقة، ونحن بدورنا نتمنى ان تنتهي لغة السيف والنار وتتوقف آلة الدمار والخراب، وينكشف مصير المطرانين المخطوفين يوحنا ابراهيم وبولس اليازجي وسائر المدنيين المخطوفين، والسعي للافراج عنهم، كما تطرقنا الى موضوع جامعة البلمند واهميتها في تعزيز التعايش المسيحي الاسلامي”.
أضاف: “تناولنا موضوع الانتخابات البلدية وخصوصا بلدية طرابلس وما نتج منها من ثغرات بعدم تمثيل المسيحيين والعلويين، واكدنا للبطريرك باننا عرضنا على الفريق المنافس مشروعا قبل الانتخابات يتمثل بتبني الاسماء المسيحية والعلوية نفسها في اللائحتين لضمان نجاحهم، ولكن الطرف الآخر لم يستجب لطلبنا بسبب فوقيته وتكبره، وحصل ما حصل من نتائج بينت ان المرشحين المسيحيين على اللائحة التي دعمناها قد خسروا بفارق اصوات قليلة ونالوا اصواتا اكثر بكثير من مرشحي الجماعة الاسلامية وجمعية المشاريع الخيرية، وهذا يدل على ان اهل طرابلس اعطوا اصواتهم دون التمييز بين شخص وآخر”.
وتابع: “خضنا المعركة الانتخابية تحت عناوين سياسية واضحة، وحرصنا على ان تبقى طرابلس كما هي، مدينة للتعايش الاسلامي-المسيحي، السني-العلوي، وبعد صدور النتيجة اصبح هناك ثغرة في المجلس البلدي، اذ فقدنا العناصر المسيحية والعلوية، وثمة ارادة من الجميع لاشراك الاخوة المسيحيين والعلويين في اعمال البلدية سواء في اللجان او في مواقع المساعدة لرئيس البلدية، ونحن نصر ونؤكد على تعزيز العيش المشترك، لاننا تربينا في مدينة العلم والعلماء التي تحتضن كل فئات المجتمع”.
وردا على سؤال عن اتهامه بخطف جمهور المستقبل، قال: “الجمهور لا يختطف، واحد لا يمكنه اختطافه، فالجمهور اللبناني عموما والطرابلسي خصوصا لديه الوعي الكامل والقناعة الكافية لكي يقرر من يريده بحرية، وهو لا يخضع للترهيب والتهويل والرشوة، والشعب الطرابلسي يتمتع بالوفاء لقضيته وقضية الشهداء الذين ضحوا من اجلنا ومن اجل خلاص الوطن، وعلينا احترام دمائهم قبل اي مصلحة شخصية او حزبية. الوفاء بنظري هو الوفاء للقضية والشهداء وللحلفاء، وليس الوفاء للاشخاص والتبعية، ونحن رجال احرار نؤمن بقضيتنا المقدسة”.
وردا على سؤال، قال: “ان معركة البلدية في طرابلس كانت معركة ديموقراطية وانتهت واصبحت وراءنا، واليوم على الفائزين في المجلس البلدي العمل متحدين كمجلس بلدي لكل ابناء طرابلس، وعلينا نحن كقوى سياسية دعم المجلس البلدي في شتى المجالات ليتمكن من انماء المدينة، ونحن نمد ايادينا الى كل الافرقاء من اجل طرابلس واهلها. بالطبع دعمنا لائحة معينة لكن اليوم انتهى دورنا كسياسيين، وعلى اعضاء المجلس البلدي التعاون في ما بينهم واخذ دورهم الحقيقي وسنحاسب كل من يقصر بحق المدينة ولو كان من اللائحة التي دعمناها، والمجلس البلدي عليه ان يكون متحدا وهو امام تحديات كبيرة لوضع المشاريع الحيوية والانمائية على السكة الصحيحة، من اجل رفع الحرمان المزمن عن كاهل المدينة، وخلق فرص عمل للشباب العاطلين عن العمل واكرر ان يدي ممدودة للجميع وان التنافس الانتخابي قد انتهى، واقول بصوت عال ان بابي مفتوح للجميع دون استثناء من اجل مصلحة اهلي في طرابلس”.
وقال: “ادعو جميع اعضاء المجلس البلدي للقيام بجولة على المرجعيات الدينية والسياسية بدون استثناء احد، لان طرابلس ليست لاشرف ريفي ولا لغيره فطرابلس هي لاهلها مجتمعين ومتحدين”.
وعن العلاقة مع الرئيس سعد الحريري، قال: “لم يحصل اي اتصال مباشر مع الرئيس الحريري الذي نكن له كل محبة واحترام، ولكننا اختلفنا معه على بعض النقاط السياسية التي نعتبرها من الثوابت الرئيسية واستشهد من اجلها العشرات وفي مقدمهم الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وذكرت على المستوى الشخصي لا يوجد اي خلاف نهائيا، فالقضية التي كانت تجمعنا مع الشيخ سعد اعتقد انها ستجمعنا مرة ثانية”.
وجال ريفي والوفد في ارجاء الدير بصحبة رئيس دير سيدة البلمند الارشمندريت يعقوب خليل، وتفقدوا كنيسة السيدة الاثرية ثم كنيسة مار جاورجيوس والمطل الذي يشرف على الدير، وشكر ريفي في ختام الجولة للأب خليل حفاوة الاستقبال، منوها بأهمية هذا الصرح الديني والوطني في آن.