رادار نيوز – القاب جمالية ودروع وجوائز توزع بطريقة عشوائية، تختلط فيها المناقبية بالعشوائية، وتنحدر أحياناً الى الابتذال. كما ان حفلات التكريم، تعقد أحياناً، على مختلف الطبقات الاجتماعية مع احترامنا لطبقات الشعب، فتنزل حتى مستوى الشارع.
لن ننسى بأن اللقب الجمالي هو تكريم للقيم والمبادىء ومثال للتوجيه والارشاد. اما ثقافة ما شاهدناه لا يلتفت الى المكونات الروحية، فبنوه على الجانب النفعي المادي وحده، ويريدون مني ومن يجدون انفسهم مثلي، أن نشهد لهم على ما يفعلون، لأننا لسان الأمة المخلصة لأهدافها، ولأننا نحث على الحرية والصراحة، فلا قيود على ما سنكتب في حقهم…
الا يجب ان يستفيق اهل الصحافة من سباتهم، ويعودون الى عراقتهم في العطاء والحضور والإبداع، والى رسالتهم الإنسانية في نقل الواقع كما هو وتصحيحه خصوصاً فيما يحدث وما ينتاب المجتمع من ويلات. لم يعد امامنا نحن، ممن حمل هذه الأمانة، سوى التصدي لهذه المشاريع بعقلانية واسعة التي هي ليست قضية فرد ولا مجموعة إنما هي أعمق من ذلك وأبعد..
عند الكتابة عنهم أحتار من أين ابدأ، وكيف أبدأ حديثي، اذ أنه لم يعد سراً ما آل اليه المشهد الجمالي. لقد كنت بينهم بدعوة خاصة هاتفية فيها من الاصرار ما يدهش على الحضور، وقد تعلمت من مجرد هذه المشاركة الكثير، مما ينبغي للمهتم بهذا الشأن، أن يتعلّم… وأحسب انها كانت مناسبة احتفال مسابقة جمال لمنطقة عربية عبر الانترنت سجل عنوانها بإحدى المؤسسات الرسمية كما ذكر لحمايتها وملكيتها…
أصبحنا في مجتمعات يزدحم فيها التجار من كل صنف وفي كل موقع، ويتدافع السماسرة واصحاب الصفقات، تجار ينتقصون من قيمة الحياة ويسيئون اليها بما يرتكبونه من افعال وما تنطوي عليه اعمالهم من انحطاط. وفي هذا الزمن العربي الفاجع، حيث نواجه شتى التحديات، نرى التخلف والجهل من خلال الدعاية الفجة لهذه المسابقات والإعلام الكاذب والثقافة الجاهلة.
هذه هي حقيقة ما شاهدنا وليس أمامنا من طريق الا المواجهة بصحوة فكرية نمارس فيها حرية النقد، بدلاً من أن تحترف حرية النقض والهدم…
عجيب أمر هؤلاء الناس، ينادون بالمبادىء والمثل العليا، وهم ابعد ما يكونوا عنها بعدهم عن الحق والضمير… فحرية النقد والإجتهاد هي المدخل الحقيقي لأي تقدم، ولننطلق في مسيرة الالف ميل التي نبدأ فيها بإدانتهم، ومن بعدها نلوم غيرهم…
عماد جانبيه