رادار نيوز – ترأس حاكم مصرف لبنان رياض سلامة مؤتمرا صحافيا ظهر اليوم في مصرف لبنان، خصص للإعلان عن منتدى الاقتصاد العربي الذي ينعقد بدورته الـ 21 في بيروت (فندق فينيسيا) يومي 9 و10 أيار المقبل، وتنظمه مجموعة الاقتصاد والأعمال بالتعاون مع مصرف لبنان وجمعية المصارف ومؤسسة التمويل الدولية (IFC) التابعة للبنك الدولي.
شارك في المؤتمر الصحفي رئيس جمعية مصارف لبنان الدكتور جوزف طربيه والرئيس التنفيذي لمجموعة الاقتصاد والأعمال رؤوف أبو زكي.
استهل حاكم مصرف لبنان المؤتمر منوها بـ “منتدى الاقتصاد العربي” الذي وصفه بأنه “محطة مهمة في تاريخنا الاقتصادي والتي تتيح التلاقي بين اللبنانيين وغير اللبنانيين والبحث في مواضيع اقتصادية واستثمارية”.
وأشار إلى أن “هذا التلاقي يعتبر بالنسبة إلى مصرف لبنان أمرا مهما في ظل المتغيرات الحاصلة في المنطقة والتي تشغل بال المهتمين في شؤون الأعمال والاستثمار”. وأكد أن المنتدى “يشكل فرصة مهمة لإظهار الواقع اللبناني وما تقوم به من مبادرات وخطوات لتعزيز الازدهار وتحقيق الاستقرار الاقتصادي”.
أبو زكي
ثم تحدث أبو زكي فقال: “يسرنا القول أن بوادر الانفراج السياسي النسبي في لبنان أعطت زخما لهذا الحدث الإقليمي إذ أننا بتنا نتوقع مشاركة واسعة من معظم بلدان المنطقة وفي طليعتها بلدان الخليج. ونتوقع أن نشهد حضورا جيدا للوزراء وقادة المصارف والأعمال. ومن بين الذين أكدوا مشاركتهم حتى الآن: الصندوق السعودي للتنمية، مجموعة البنك الإسلامي للتنمية، المؤسسة العربية لضمان الاستثمار وائتمان الصادرات، الشركة العربية للاستثمار، الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية عمرو موسى والعديد من الوزراء ومحافظي المصارف المركزية من عدة دول عربية”.
أضاف: “يتناول برنامج المنتدى وضع العالم العربي وتحديات الانتقال وتحقيق الاستقرار وإطلاق عجلة النمو في بلدان الربيع العربي. وسيتم في هذا السياق تقييم تجارب هذه البلدان ودول عربية أخرى. كما سيتم الاستماع إلى رؤية المستثمرين لمناخ الاستثمار في العالم العربي اليوم واتجاهات الصناعة المصرفية العربية في ضوء المتغيرات الإقليمية والعالمية.
وسيخصص المنتدى جلسة تتناول موضوع النفط والغاز في لبنان ودول شرق المتوسط بكافة جوانبه التقنية والقانونية والجيوسياسية، وذلك في ضوء الاكتشافات والمناقصات المرتقبة في لبنان. ويتحدث في هذه الندوة العديد من الخبراء ويختتمها معالي وزير الطاقة والمياه في حكومة تصريف الأعمال المهندس جبران باسيل بحوار مع المشاركين”.
طربيه
ثم تحدث رئيس جمعية مصارف لبنان فأعرب عن “اهتمام الجمعية بالمشتركة في المؤتمرات الرئيسية التي تنظمها مجموعة الاقتصاد والأعمال، خصوصا التي تنعقد تحت مظلة مصرف لبنان الذي يلعب دورا حيويا من خلال مبادراته وهندساته المالية في تعزيز النشاط الاقتصادي وتوطيد دعائم القطاع المصرفي”.
وقال طربيه: “إن ما حققه مصرف لبنان يشكل تجربة نموذجية يحتذى بها تعكس السياسات التي اعتمدها مصرف لبنان والتي ترافقت مع التزام جمعية المصارف بالمعايير المالية العالمية، الأمر الذي جعل من لبنان مركزا جاذبا للاستثمارات”.
أسئلة
وردا على سؤال حول مدى تأثير التأخر في تشكيل الحكومة على الوضع الاقتصادي، قال سلامة: “إن تشكيل الحكومات يستغرق وقتا في لبنان وهذا الأمر متوقع اقتصاديا. ولذا قام البنك المركزي بعدة مبادرات منذ مطلع العام منها برنامج تحفيز الإقراض من خلال تخصيص نحو 1.3 مليار دولار، وكان هناك تجاوب مع هذا البرنامج حيث تم استنفاذ المبالغ المخصصة للمشاريع الجديدة وأكثر من 40 في المئة من المبالغ المخصصة للإقراض السكني”.
وأشار إلى مبادرات “المركزي” لتقوية المركز المالي من خلال بيع واستبدال سندات اليوروبوند”، لافتا إلى أن ذلك “يهدف إلى تعزيز الثقة إذ لم نر أي بوادر تشير إلى تراجعها”.
وردا على سؤال آخر، قال إن “مصرف لبنان لا يقوم بأي تقديرات لمعدلات النمو قبل شهر تموز”، لكنه أشار إلى أن “النمو الحقيقي ينتظر أن يتجاوز الـ 2 في المئة”. ورأى أن “لبنان يعول عادة على الفترة الممتدة بين حزيران وأيلول علما أنه يتمتع بوضع إيجابي مقارنة ببلدان المنطقة غير النفطية، ولاسيما أن إمكاناته التمويلية من العملات الأجنبية متوافرة للعام 2013”.
وعن موضوع تبييض الأموال، قال سلامة إن “البنك المركزي أصدر التعاميم اللازمة التي حصنت الإدارة الحكيمة وعززت إمكانات مكافحة تبييض الأموال”. أضاف: “ثمة ثقافة مصرفية جديدة حاليا تطرح باستمرار أسئلة تطال دولا وبنوكا كبيرة، وعلينا أن نتعايش مع هذه الثقافة ولا نظن أننا مستهدفون مما يقال”.
وفي هذا السياق، أكد رئيس جمعية المصارف أن “لا شيء إطلاقا يدعو إلى القلق والشبهة”، مشيرا إلى أن “زيارة السفير الفرنسي (باتريس باولي) للجمعية جاءت بناء على دعوة وجهتها الجمعية في إطار سياستها في الانفتاح على دول القرار المالي، واطلاعها على مجمل التدابير المتخذة من قبل المصارف”.




