رادار نيوز – أقامت “مؤسسات الرعاية الاجتماعية – دار الايتام الاسلامية” حفل افطارها السنوي غروب اليوم في البيال، في حضور رئيس مجلس الوزراء الاستاذ تمام سلام، والرئيسين نجيب ميقاتي، الرئيس سعد الحريري ممثلا بالرئيس فؤاد السنيورة، والوزراء: ميشال فرعون، رمزي جريج، ومحمد المشنوق، النواب: زياد القادري، محمد قباني، وعمار حوري، مفتي الشمال الشيخ الدكتور مالك الشعار، ممثل نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الأمير قبلان عضو الهيئة التنفيذية في المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الدكتور محمد ياسين، ممثل راعي ابرشية بيروت للموارنة المطران بولس مطر المونسنيور انطوان عساف، ممثل شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن الشيخ غاندي مكارم، ممثل قائد الجيش العماد جان قهوجي العقيد محمود عبدالله، ممثل مدير عام قوى الامن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص العميد عامر خالد، الوزراء السابقين: وليد الداعوق، حسان دياب، عدنان القصار، خالد قباني، بهيج طباره، ومحمد غزيري، نقيب الصحافة الاستاذ محمد بعلبكي، وفد من حركة التجدد الديموقراطي برئاسة رئيس الحركة النائب السابق كميل زيادة، رئيس جمعية المقاصد الاسلامية الدكتور محمد أمين الداعوق، رئيس المجلس الاقتصادي والاجتماعي روجيه نسناس، رئيس بلدية بيروت بلال حمد،الشيخ عبد اللطيف دريان، المستشار السابق لرئاسة الجمهورية الاستاذ رفيق شلالا، وحشد كبير من الشخصيات السياسية والاقتصادية والاعلامية والاجتماعية.
سلام
والقى رئيس مجلس الوزراء تمام سلام كلمة في حفل افطار دار الايتام الاسلامية، الذي اقيم غروب اليوم في البيال، جاء فيها: “إنها لمناسبة عزيزة أن أكون بينكم في هذا اليوم الفضيل من الشهر المبارك، الذي تحرص فيه دار الايتام الاسلامية مشكورة، منذ عقود، على جمع وجوه طيبة من نخبة مجتمعنا وبلدنا، تحت شعار الخير، وفي أجواء من الود والتلاقي والوحدة الوطنية.
يطيب لي بداية، أن أتوجه بالتحية الى القيمين على مؤسسات الرعاية الاجتماعية- دار الايتام الاسلامية، وفي مقدمهم رئيس العمدة الاستاذ فاروق جبر وأعضاء مجلس العمد الكرام والمدير العام معالي الدكتور خالد قباني، وكذلك الى جميع العاملين في هذه الدار، على الجهود الكبيرة التي يبذلونها لزرع البسمة على وجوه اليتامى والضعفاء ، مقدمين مثالا رائعا للعطاء الصامت والفاعل والتفاني في عمل الخير.
إنها سمات التراحم والتعاضد التي طالما ميزت مجتمعنا اللبناني بكل طوائفه. وهي التعاليم التي زرعها فينا ديننا الحنيف، الذي جعل الرحمة والمحبة والتآخي والتسامح والاعتدال، قيما عليا نسير على هدْيها، على نقيض مفاهيمالبغْضاء والغلبة والتطرف المغلفة بشعارات دينية، وهي في واقعها بعيدة كل البعد عن حقيقة الاسلام العظيم.
على الرغم من كل أزماتنا وتعقيدات حياتنا السياسية، وعلى الرغم من الاحتقان الذي طبع يومياتنا في السنوات الماضية، ما زال لبنان بعيدا عن التطرف الديني الذي يولد الارهاب. واذا كنا نرى أحيانا بعض علامات التطرف هنا وهناك، فهي بالتأكيد مظاهر استثنائية وظرْفية.
إنني أؤكد، للبنانيين ولإخواننا العرب وللعالم.. أن لبنان ليس فيه بيئة حاضنة للتطرف والإرهاب. إسلامه معتدل، ومسلموه وسطيون داعمون للدولة ومؤسساتها. وما واجهه لبنان في الاسابيع الماضية من استهدافات إرهابية، نجحت أجهزتنا الأمنية في إجهاضها في المهد، ليس إبن أرضنا ولا وليد مجتمعنا.
إن وضعنا الأمني متماسك وثابت، ونحن نستطيع أن نفاخر بقواتنا العسكرية والأمنية على ما قدمته. لكن الانجازات النوعية لهذه القوى تحتاج إلى تحصين سياسي لا يتم الا عبر تعزيز التوافق بين القوى السياسية.
إن هذا التوافق الذي أدى إلى ولادة حكومة “المصلحة الوطنية”، ومكنها من تحقيق ما حققته، بات اليوم عرْضة للتساؤل في ضوء الوضع غير السليم الذي يسود الحياة السياسية.
لقد حرصت دائما على اعتماد الشفافية والوضوح تجاه اللبنانيين. لذلك فإنني، ومن موقع المسؤولية الوطنية، أحذر من أن الأوضاع العامة في البلاد بدأت في التراجع، نتيجة للتعطيل الذي أصاب السلطة التشريعية، وبدأ يتسلل الى السلطة التنفيذيةوكافة المؤسسات،مع ما يعنيه ذلك من انعكاسات سلبية على مصالح اللبنانيين أولا، وعلى المناخ الوطني العام ثانيا.
فهناك ملفات حيوية متعثرة تتطلب قرارات سريعة لتلافي أزمات إجتماعية وإقتصادية ومالية كبيرة. وفي مقدم هذه الملفات، ملف النازحين السوريين الذي بات، بأبعاده الاجتماعية والصحية والتربوية والأمنية، عبئا هائلا على كاهل لبنان.
وهناك ملف الطاقة إستكشافا وإنتاجا، ومسألةالدين العام، التي تتطلب قرارا سريعا باصدار سندات خزينة.
وهناك موضوع سلسلة الرتب والرواتب، وقضيةالجامعة اللبنانية، المؤسسة التربوية الوطنية الأم، التي يرتبط بها مصير ومستقبل عشرات الآلاف من ابنائنا.
هناك مشكلة شح المياه من جراء قلة الأمطار في فصل الشتاء المنصرم، وملف النفايات وتداعياته الصحية والبيئية الهائلة، في بلد يتميز بنسبة اكتظاظ سكاني مرتفعة قياسا إلى مساحته.
ولكل هذه الملفات مضاعفات محتملة على الهم الأمني الكبير، الذي يتطلب أقصى قدْر من التماسك الوطني، لإبعاد المخاطر الداخلية والخارجية عن اللبنانيين.
إن تعطيل المعالجةالسريعة لهذه الملفات، نتيجة التجاذب والتناحرالسياسيين، ينعكس سلبا على المناخ العام في البلاد، وينذر بعواقب وخيمة لا يحتملها أحد.
إننا مؤتمنون على إدارة شؤون وطن مكشوف على أوضاع إقليمية ضاغطة، بكل تبعاتها المعروفة من عنف وتطرف. كما أننا مؤتمنون على خدمة مصالح المواطنين اللبنانيين، الذين منحونا الثقة لتسيير أمورهم وتدبيرحاضرهم وغد أبنائهم. وعلينا أن نكون عند مستوى هذه الثقة.
لذلك، ليس مقبولا تحت أي ظرف من الظروف، أن تصاب مصالح هؤلاء المواطنين الملحة بالشلل، نتيجة التجاذب السياسي.
وليس مقبولا أن تتعطل آلة العمل في الدولة، بسبب مصلحة هذا الطرف أو ذاك، أو أن يتم التعامل مع الشؤون الوطنية بخفة، لتمرير مرحلة هي في قاموس بعض السياسيين وقت ضائع.
إن المؤسسات الدستورية وجدت لتعمل، لا لتتحول الى ساحات للتناحر المؤدي الى العجز.
إننا، في حكومة “المصلحة الوطنية”، نعمل على قاعدة التوافق السياسي الذي نأمل أن يستمر، لنتمكن من المضي في تسيير أمور الدولة.
وسوف نواصل العمل على هذا الأساس، منطلقين من مبدأين أساسيين. الأول عدم الاستسلام لواقع الشغور في موقع الرئاسة الأولى، والتعامل مع هذا الواقع باعتباره حالة مؤقتة وغير طبيعية، ولا يجوز أن تستمر تحت أي ذريعة من الذرائع، والثاني التمسك بالدستور والتزام نصوصه الواضحة في كل ما يتعلق بدور مجلس الوزراء.
إننا نناشد القوى السياسية الخروج من أسر الحسابات الضيقة، وإلى تغليب المصلحة الوطنية العليا على كل اعتبار. وندعوها الى الذهاب، اليوم قبل الغدْ، الى مجلس النواب لانتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية وفق الآليات الواضحة التي نص عليها الدستور.
ذلك أن أي تأخير في انتخاب رئيس للبلاد يعني، في ما يعني، عجزا لقوانا السياسية، وفشلا لمؤسساتنا الدستورية، فضلا عن أنه يشكل إساءة لصورة لبنان، وضعفا في بنيانه الوطني، وبالتالي في قدرته على معالجة التحديات الكبرى التي تواجهه.
في هذا الشهر الكريم، ومن دون أي اعتبار للقيم والحرمات، تفتك آلة القتل الاسرائيلية المجرمة بابناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
إننا، أمام هذا المشهد المأسوي الذي يدمي القلب، نعلن تضامننا الكامل مع إخواننا الفلسطينيين في معركتهم غير المتوازنة مع هذا العدو الشرس، وندعو اشقاءنا العرب الى مواصلة تحركهم من أجل وقف فوري لسفْك الدماء وهدْم البيوت والأرزاق.
كما ندعو الأسرة الدولية، وكل صاحب ضمير حي، إلى بذل الجهود من أجل رفع الضيْم عن الشعب الفلسطيني.
وهنا لا بد لي من أن أتوقف عند عمليات اطلاق الصواريخ من الأراضي اللبنانية في اتجاه فلسطين المحتلة في الأيام الماضية، لأقول إن التضامن مع أهلنا في فلسطين، لا يكون باستجلاب الأذية المجانية لأهلنا في لبنان، ولأؤكد للبنانيين أن جيشهم وقواهم الأمنية تقف بالمرصاد لكل محاولات العبث بأمنهم.
إننا نؤكد أن الحكومة اللبنانية ملتزمة جميع القرارات الدولية التي ترعى الوضع في جنوب لبنان، وخصوصا القرار 1701 بكافة مندرجاته.
إنه زمن صعب.. إنه زمن التحديات الكبيرة.. والطريق الوحيد للتصدي لها هو طريق التكاتف والتعاضد والوحدة الوطنية.
ندعو الله عز وجل أن يحمي لبنان، وأن يوفقنا إلى كل ما فيه خير أهلنا وبلدنا.
قباني
ثم القى مدير عام مؤسسات الرعاية الإجتماعية – دار الأيتام الإسلامية الكتور خالد قباني الكلمة الآتية: ”
من هنا، من بيروت، حيث ينابيع الخير تتفجر رحمة وبركة واستبشارا، حيث الناس، كل الناس، يتحلقون حول دار الأيتام الإسلامية، يواكبون أعمالها ونشاطاتها، حيث الإحتضان والمؤازرة والدعم والإقبال، يأخذ منطلقه ومداه، إيمانا منكم، يا أهلنا الكرام، في بيروت وكل لبنان، الذين كنتم عنوانا للخير وعنوانا للكرم والعطاء، فما من عمل يستحق المؤازرة والدعم والإحتضان، كالعمل من أجل النهوض بالمجتمع وتنمية المجتمع والآخذ بيد اليتيم والفقير والمحتاج وكل صاحب حاجة. ولقد أثمر عطاؤكم ودعمكم، نجاحا وتألقا، صروح للخير تمتد على مساحة لبنان، تبلسم جراحا وتعلم أطفالا، وتنقذ أرواحا وتبني أجيالا، وتمكن أرامل ونساء، وتزرع أملا، وتبني مستقبلا. فهنيئا لكم بما صنعته أيديكم من خير، يحق لكم أن تفرحوا بأطفال تضمهم مؤسساتكم، تعلوا وجوههم البسمة ويملأ حياتهم الفرح، يقومون فضلا عما هو معتاد بنشاطات مختلفة، صناعات حرفية ورحلات ترفيهية، وزيارات ثقافية لمواقع الآثار التاريخية في لبنان، ومراكز البلديات للتعرف على كيفية إنشائها وصلاحياتها والخدمات التي تقدمها تعزيزا لمفهوم المواطنة والمشاركة المحلية، والمشاركة في المباريات الرياضية والمسابقات الثقافية، مجمع عرمون لإنماء القدرات الإنسانية، حصل على الجائزة الثانية في مباراة كرة القدم للصم، ومجمع عكار حصل على الجائزة الأولى في مسابقة المسرح الفلكلوري، ومجمع إقليم الخروب نال المرتبة الأولى بين جميع مدارس لبنان في مسابقة الرسم التي نظمتها وزارة التربية. ناهيك عن تنظيم الندوات المختلفة كالندوة المتعلقة بإحياء اللغة العربية، وإقامة واستضافة المؤتمرات والإجتماعات العربية كإجتماع الشبكة العربية للمؤسسات الأهلية، والتعاون مع المؤسسات والجمعيات وإقامة نشاطات مشتركة وخاصة مع الجمعية الأم، جمعية المقاصد الخيرية الإسلامية.
إنها دار الأيتام الإسلامية، إنها الإرادة التاريخية التي التزم بها مجتمعنا وتحملونها في قلوبكم وعقولكم، وهي ما لبثت ترتوي من ذاكرتكم ووجدانكم، إنها التراث الرعائي الإنساني الغني للمجتمع الذي تناقله الأجداد والآباء، وتنامى جيلا بعد جيل، ما زالت داركم في ريعان الشباب تراها تزداد نضارة وتألقا، تتطلع الى المستقبل بأمل ورجاء، وهي تقترب رويدا رويدا، بخطى ثابتة، وإرادة لا تلين، من عامها المئوي، إنها ثمرة نتاجكم، ثمرة مجتمع ارتوى بالخير، واجتمع على حب الخير، وآمن بالخير، فأنار الله طريقه الى الخير، وجاءكم حصاد الخير الذي زرعتموه وسقيتموه بفيض عطائكم.
هي مؤسساتكم الناجحة والمتألقة بفضلكم، لأنه لم يثنكم شيء عن المواكبة والعطاء، لا الأوضاع الأمنية ولا الإقتصادية ولا الظروف المعيشية الصعبة، كان إحساسكم بحاجات أبناء الدار أبقى، كان تعاطفكم مع الفقراء والأيتام والمعوقين والأرامل أقوى.
لذلك نجحت دار الأيتام الإسلامية برسالتها، سر نجاحها أنها أصبحت في ضمير كل واحد منكم.
هي مؤسسات الرعاية الإجتماعية – دار الأيتام الإسلامية، تأسست على الخير وقامت بنشر رسالة الخير وثقافة الخير، وعملت على تثبيت مفهوم الخير، واستمرت بفضل مجتمعها، وثقة مجتمعها ودعم مجتمعها واحتضان مجتمعها، في كل مكان من لبنان، في بث روح الخير وروح المحبة وروح التضامن والتكافل بين أبناء المجتمع الواحد، والوطن الواحد، ونشطت في كل المدن والقرى والأحياء، وبسطت يدها وفتحت قلبها لكل يتيم وفقير ومعوق، وجابت المناطق مقدمة المساعدة والعون، ما ابتغت من وراء ذلك الا مرضاة الله وخدمة مجتمعها، وما اعتمدت الا على الله في كل أعمالها وعلى محبة الناس الخيرين الطيبين، المؤمنين أمثالكم بحق كل طفل وكل محتاج وكل إنسان بأن يعيش حياة كريمة عزيزة، كما أراد الله للإنسان أن يكون وأن يعيش، بقوله تعالى:” ولقد كرمنا بني آدم”، حيث الحق يعلو، والعدالة تسود، والبركة تعم، والرحمة تتجلى في علاقات الناس، بعضهم ببعض، لكي يكون أمن وأمان واستقرار وسلام .
إنها دار الأيتام الإسلامية، ماضية في رسالتها ومسؤولياتها وحافظة للأمانة التاريخية لمؤسسة بنيت على قيم الحق والفضيلة والأخلاق والوطنية وفي جعبتها خزين، بل خزائن من العمل الرعائي والإنساني والإجتماعي والإنمائي والإنجازات المشهودة والمقدرة لبنانيا وعربيا، قضته في مساعدة الأبناء والأطفال الذين جار عليهم الدهر، احد عشر ألف مسعف ومستفيد، أيتام حرموا من نعمة حنان الأم وتوجيه الأب، وأولاد يعيشون في ظروف عائلية وأوضاع إجتماعية صعبة ومعقدة، وأطفال من ذوي الحاجات الخاصة بحاجة ماسة الى مؤازرة جسدية ونفسية، وعائلات فقيرة ومعدمة، فحملت دار الأيتام الإسلامية عن المجتمع هذه الأمانة، على أعلى مستوى من الكفاءة والمهنية والأداء والشفافية والنزاهة، فحظيت بدعم وتأييد وثقة مجتمعها وهي باتت في ضمير المجتمع ووجدانه، وهو مستمر بدعمها ونصرتها لأنه يعرف القيم التي قامت عليها والدور الإنساني والإجتماعي الكبير الذي تلعبه في حماية ورعاية من يتقدمون إليها بطلب العون والمساعدة وهم مثقلون بالهموم والهواجس والجروح النفسية والجسدية، لتبلسم جراحهم وتعنى بهم وتنمي قدراتهم وتبني شخصيتهم، وتعيد تأهيلهم وتنشئتهم بما يمكنهم من الإندماج من جديد في المجتمع ليكونوا نواة طيبة في بناء حياتهم ومستقبلهم وبناء الوطن، رغم كل الصعوبات والمشاكل والتحديات التي ترافق هذا النوع من العمل الرسولي.
إنها دار الأيتام الإسلامية على عهدها وثوابتها ومبادئها مستمرة في خدمة مجتمعها بأمانة ومسؤولية عالية، بما يعرف عنها من تميز وإصرار على التطوير والتحديث والإرتقاء، ومن قدرة وتبصر وإخلاص وإتقان وحفاظ على القيم والأخلاق وكرامة الإنسان.
نحن أيها الأخوة، على دروب الخير معكم سائرون، نحمل شعلة الحق والعدالة والرحمة، يضيئها إيمان راسخ ومتجذر بالمبادئ والثوابت والأخلاقيات التي بنيت عليها مؤسساتنا، نواجه كل الصعاب والتحديات بحكمة وشجاعة وصلابة، مؤمنين بالرسالة التي عهد بها المجتمع إلينا، وعاملين بجهد وصدق ونزاهة لخدمة مجتمعنا وأهلنا وأبنائنا، مستعينين بقوله تعالى: بسم الله الرحمن الرحيم “وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون” صدق الله العظيم
جبر
ثم القى رئيس عمدة مؤسسات الرعاية الإجتماعية – دار الأيتام الإسلامية الأستاذ فاروق جبر الكلمة الآتية: “إن وطننا والمنطقة تمر بظروف صعبة ومنهكة للجميع الا أننا نأمل وكلنا إيمان أنه في مرحلة ما وبظروف ما ستتغلب الحكمة ويسود العقل والتعقل لننقذ بلدنا من الخراب الداهم.
في هذا الجو المضطرب سياسيا واجتماعيا واقتصاديا وتربويا محليا وإقليميا، تشارف مؤسسات الرعاية الإجتماعية – دار الأيتام الإسلامية على الإحتفال هذا العام بحلول المئوية الأولى على تأسيسها بموجب التقويم الهجري وفي العام 2017 ميلاديا.
كان التأسيس أثناء الحرب العالمية الأولى وقبل سنوات من تأسيس الجمهورية اللبنانية. وهي منذ تأسيسها شاهد على أحداث وتطورات المنطقة وتأثيرها على بلدنا الحبيب لبنان ومحيطه الإقليمي.
وهي تطورت من ميتم صغير لتصبح من أكبر المؤسسات الإجتماعية في لبنان وتعتني بمجالات عديدة بالإضافة الى اليتم. ومن مركز صغير في زقاق البلاط أصبحت منتشرة في كل المحافظات اللبنانية لخدمة 12000 مستفيدا في جميع مراكزها وحوالي ثلاثون بالماية منهم في الرعاية الداخلية.
كل ذلك كان ممكنا بدعم مؤسسات الدولة والمجتمع المدني على أوسع نطاق وبسهر عمدة المؤسسات منذ تأسيسها الى الآن وتفاني الإدارة العامة والعاملين فيها في جميع الحقول وبدون حدود.
أما ونحن ندخل المئوية الثانية من تاريخ هذه المؤسسات التي نفتخر بها فعلينا مسؤولية لنكون مهيئين وجاهزين لرفع تحديات القرن الثاني على جميع المستويات.
إن المؤسسات بنيت منذ تأسيسها على صغرها حينئذٍ على أسس متينة من التفاني والإخلاص وبروحية رسولية تحملها المؤسسون والعاملون فيها، وفيما بعد تطورت وتركزت على أنظمة إدارية ومالية ورعائية فاعلة جدا أتاحت لها التوسع والإنتشار والقيام بمهمتها بنجاح.
والآن فمن واجبنا تهيئة المؤسسات لتكملة المسيرة مستعينين بنفس الروحية التي سادت سابقا مع الإستفادة من كل ما طرأ من تطور في علم الإدارة، والإستعانة بكل وسائل المعلوماتية التي هي بتطورٍ دائمٍ، علما أننا كنا من أوائل المؤسسات الإجتماعية التي أدخلت أنظمة المعلوماتية في إدارتها.
وإننا عازمون على تمكين مؤسسات الرعاية الإجتماعية لتدخل المئوية الثانية وهي جاهزة لإكمال المسيرة على أحسن وجه وذلك بتأييدكم ودعمكم.