رادار نيوز – شدد الرئيس ميشال سليمان على “ضرورة الخروج من دوامة التعطيل والاسراع في إخراج البلاد من حالة الجسد بلا رأس تفاديا لتكريس هذا الامر الواقع المرضي غير المقبول، والذي يشكل ضررا كبيرا على اللبنانيين جميعا دون استثناء، لكون الرئاسة هي الغطاء العام للجميع بمن فيهم المسيحيون”، ورأى أن “هناك ضرورة لان تتعاضد قوى الاعتدال مع بعضها البعض حفاظا على ميثاقية لبنان وتطبيقا لدستوره”، معتبرا أن “حالة الجمود ستستمر مع استمرار تعنت البعض في ظل التوازنات السياسية الحالية التي تثبت يوما بعد يوم أنها ليست قابلة للتغيير كما روج في الاعلام مما يعني أن لبننة التسوية بات أمرا ملحا بدلا من التسليم للخارج غير المهتم حتى الساعة في إخراج لبنان من القالب التسووي الكبير”.
وطالب “القيادات المسيحية بضرورة الاجتماع للاتفاق في ما بينهم على الاسم الذي يرونه مناسبا ليحظى بأكبر عدد من الأصوات في المجلس النيابي، بعد أن نالت الاسماء المرشحة نصيبها من الاصوات، وتأكدت من صلابة الاطراف التي تدعمها بعد عدة جولات تعطيلية غير مجدية تضر بسلامة لبنان وأمنه واستقراره السياسي والاقتصادي عشية انتهاء الولاية الممدة للمجلس النيابي، مما يعني عشية انتهاء الوكالة المطعون فيها لكونها أتاحت لنفسها التجديد من دون العودة إلى الشعب وفقا للدستور، وهذا ما لا نريده أن يتكرر”.
وقال: “المعادلة بسيطة جدا، رفض التمديد للمجلس النيابي يقترن بخطوات عملية تبدأ بسن قانون إنتخابي جديد أو تعديل القانون الحالي، وأهمها انتخاب الرئيس الجديد بأسرع وقت. علينا أن نعي حجم الاخطار التي تحيط بنا لنحسن التصرف حيال منعها من الاقتراب، وهذا تحديدا ما سبق لنا أن أنجزناه من خلال “إعلان بعبدا” الذي سيكون ذخيرة المقبل من الايام لحماية لبنان في ظل الحرب المشتعلة في سوريا والعراق والعدوان الاسرائيلي على قطاع غزة، الذي نكرر استنكارنا وإدانتنا له وأجرينا بالامس سلسلة من الاتصالات مع المعنيين بهذا الشأن”.
وختم: “نطمئن اللبنانيين أننا لن نسمح بأن يكون لبنان ساحة لصراع الآخرين. نعمل بكل ما لدينا من قوة وعلاقات على تحييده عن اتون الحرب والفتنة، واليد التي ستمتد على أهلنا وأمننا وسلامة أراضينا سنقطعها”.
معوض
كلام سليمان جاء أمام فاعليات سياسية ورؤساء بلديات ومخاتير زارته في دارته في عمشيت، فاستقبل رئيس “حركة الاستقلال” ميشال معوض على رأس وفد من قضاء زغرتا والذي قال بعد اللقاء: “في البداية لا بد لنا من أن نستنكر ما يحصل في غزة وتقاعس المجتمع الدولي لجهة ما يحصل من مجازر في المنطقة يجعل منطق القوة يتغلب على منطق الحق، فلا يجوز عام 2014 أن تكون قيمة الحياة البشرية رخيصة إلى هذا الحد، ولم يعد مقبولا أن يبقى المجتمع الدولي متقاعسا ويموت الاطفال والنساء لان هناك دولا وأنظمة تملك سلاحا فتاكا، ولا يجوز أن يترك المجتمع الدولي أطفال غزة وسوريا ضحية الديكتاتورية أو البربرية”.
أضاف: “ان زيارة الرئيس سليمان في دارته بعد 25 أيار تجعلنا نعي أهمية وجود رئيس جمهورية في قصر بعبدا، فكل يوم يمر نرى كيف أن الدولة تشل والمؤسسات تعطل، ولا يمكن أن يكون هناك دولة من دون رأس، أي رئيس لجمهورية هذه الدولة، وعندما نرى كل المحاولات من أجل تأمين جلسة تشريعية تحت شعار مصالح الناس، فيا ليت كل هذه الجهود تصب من أجل جلسة انتخاب رئيس جمهورية جديد للبنان إذ مصالح الناس بانتخاب هذا الرئيس. لم يعد مقبولا تأمين جلسة تشريعية بعيدا عن المنطق، ومن جهة تكون الدعوات لانتخاب الرئيس دعوات رفع عتب لانه ليس وطنيا قيام دولة من دون رئيس جمهورية ولا ميثاقيا يمكن القبول بأن تبقى الدولة من دون رئيس”.
وسأل: “ماذا كان سيحصل لو أن الدولة من دون رئيس لمجلس النواب أو للحكومة. الرئيس سليمان يمثل للكثير من اللبنانيين رمزا وطنيا كبيرا خصوصا في ظل الحملات المنظمة الرخيصة التي تقام ضده. الرئيس سليمان هو من كبار رؤساء جمهورية لبنان وبتجربته أكد أنه لا ينحني إلا للدستور ولمنطق الدولة وللمصلحة الوطنية، وترك إرثا بعد تجربته الرئاسية في الدفاع عن المقاومة يوم كانت المقاومة مقاومة وعن سيادة لبنان في ظل أي تعد على هذه السيادة من أي جهة أتى لانه يمكننا التصنيف في التعدي على السيادة فلا تعد بسمنة وبزيت. كما ترك سليمان إرثا في الدفاع عن منطق إعلان بعبدا وحياد لبنان وفي أول تجربة لتسليح جدي للجيش اللبناني”.
واعتبر أن “الحملة المنظمة في وجه الرئيس سليمان هي ضد منطق الدولة والذين يقومون بها لا يريدون دولة فعلية في لبنان بل يريدونه أن يبقى عشائر ومذاهب متناحرة وتتطرف من أجل أن يبقى الراعي الخارجي يسير لبنان فيتحول هذا البلد ساحة وورقة لمصالح الغير، ومن ينظم هذه الحملة يريد إجهاض دخول الرئيس سليمان إلى الحياة السياسية من الباب السيادي الوطني العريض بعد أن ترك رئاسة الجمهورية من الباب العريض، وهذه المحاولات سترد على أصحابها”، وأكد “الاستمرار مع الرئيس سليمان في الدفاع عن الثوابت التي مثلها يوم كان في سدة الرئاسة والتي سيكملها بعد ولايته الرئاسية”.
أما رئيس بلدية طرابلس نادر الغزال فنقل لسليمان “تحيات أبناء طرابلس وتأكيد مواقفه الوطنية”، مشددا على “ضرورة الاسراع في انتخاب رئيس جديد للجمهورية”.
ومن زوار دارة سليمان في عمشيت الوزير السابق ناظم الخوري، النائب السابق إميل نوفل، رئيس بلدية جبيل زياد الحواط، رجل الاعمال المهندس أنطوان زعرور إضافة الى وفود شعبية من مختلف المناطق.